عقدت حلقة نقاشية تحت عنوان (التدوير والحشد: ماذا يمكن أن تفعل دور العرض المستقلة في أوقات األزمات؟)،  وذلك ضمن فعاليات اليوم الرابع لمنصة الجونة السينمائية.

وشارك في هذه الحلقة النقاشية المنتجة المصرية فاطمة عابد، إيلاف الكنزي مديرة البرامج في "سودان فيلم فاكتوري"، قيس زايد، و المخرجة الفلسطينية مي عودة.



دارت الحلقة النقاشية حول دور السينما المستقلة في مواجهة الأزمات كونها تتمتع بالمرونة في ظل الظروف الغير المستقرة التي تشهدها المنطقة، كما ألقت الضوء على المبادرات الاستراتيجية التي تتبناها دور السينما المستقلة خلال الأوقات المضطربة وكيفية برمجتها بشكل إبداعي.  


وفي هذا الإطار، أوضحت المخرجة الفلسطينية مي عودة، سبب انطلاق (مؤسسة الفيلم الفلسطيني)، والتي جاءت فكرة إنشاءها من خلال الفكر المغلوط أن فلسطين هي أرض بلا شعب، الأمر الذي جعل القائمين على هذه المؤسسة أن يثبتوا أن العكس تمامًا هو الصحيح. ففي ظل انتشار كوفيد-19 وشعور صناع السينما أنهم مقيدين بدأوا في التفكير في أهمية إنشاء مظلة يجتمع تحتها الأفلام الفلسطينية لعرضها حول العالم وهو الأمر الذي تم تنفيذه وأصبح مقر المؤسسة أونلاين وشهدت إقبال كبير من الجمهور وقتها. 

وأضافت مي عوده، : "عندما بدأت الأوضاع تتصاعد في فلسطين في 7 أكتوبر بدأت المؤسسة تعرض أفلام فلسطينية من السبعينات ووصل عدد المشاهدات إلى مليون ونصف مشاهدة يوم 10 أكتوبر، وهو الأمر الذي أثبت أن السينما الفلسطينية استطاعت أن تصل لجمهور كبير ويججب إعادة النظر مستقبليا في أماكن توزيع الأفلام للوصول للجمهور المستهدف".


ومن خلال الحلقة النقاشية، أشارت إيلاف الكنزي، مديرة البرامج في “سودان فيلم فاكتوري، : "إلى أن السينما المستقلة دائما تستند على قضايا المجتمع التي تقدمها، لكن صناع هذه الأفلام يواجهون صعوبات عديدة في وصول التمويل لإنتاجها، لذلك يعتبر رأس مال المؤسسات الحقيقي يأتي من الشبكات الداعمة إذا كانت محلية أو إقليمية. وأضافت “في 2014 مهرجان السودان للسينما المستقلة اهدى نسخته إلى فلسطين والذي حقق تأثير كبير على الحضور ووسع حلقات النقاش وقتها، وانعش الذاكرة السودانية عن القضية الفلسطينية".


وقال قيس زايد، "السينما المستقلة مهمة بالنسبة لتونس وكان لدينا هدف وهو تغيير فكر الجمهور عن نظرتهم لها، لأن يجب علينا أن نصنع أفلام تعبر عن أفكار صناعها."


وأضافت المنتجة فاطمة عابد، : "عملنا على مهرجان (أيام فلسطين السينمائية) لكي ينطلق في الربع الأخير من 2023 في رام الله، ولكن حين اندلعت الحرب في المنطقة قررنا أن نوصل صوتنا للعالم كله فانطلق المهرجان يوم 2 نوفمبر الذي يصادف بوم إصدار (وعد بلفور) وتم عرض 8 أفلام فلسطينية في 86 مدينة حول العالم على 142 شاشة عرض."


واختتم المشاركين هذه الحلقة النقاشية بدعوة صناع الأفلام المستقلة إلى الاستمرار في إنتاج المزيد من الأفلام، كون الأفلام محاكاة واقعية للأحداث التي تشهدها المجتمعات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منصة الجونة السينمائية مي عودة كوفيد الأفلام الفلسطينية السینما المستقلة الحلقة النقاشیة

إقرأ أيضاً:

محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها

دفع الفلسطينيون في قطاع غزة أثمانا بشرية واقتصادية فادحة خلال الحرب الأخيرة، لكن ما دفعته إسرائيل من تماسكها الداخلي وصورتها العالمية لا يقل فداحة، بل ولا يمكنه تعويضه، كما يقول محللون.

فقد قتلت إسرائيل نحو 55 ألف مدني -أغلبيتهم من النساء والأطفال- خلال 600 يوم من الحرب، ودمرت القطاع بشكل شبه كامل تقريبا، لكنها لم تحقق أهدافها المتمثلة في إنهاء المقاومة واستعادة الأسرى وجعل غزة منزوعة السلاح، كما يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا.

ووفقا لما قاله حنا خلال برنامج "مسار الأحداث"، فقد فشلت إسرائيل في تحقيق المنجزات العسكرية إلى مكاسب سياسية، في حين خسرت صورتها الإستراتيجية عندما باغتتها المقاومة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفشلت في الحسم السريع، وتحولت من الردع العسكري إلى معاقبة المدنيين.

وإلى جانب ذلك، يقول حنا إن إسرائيل ذهبت إلى ساحة قتال أعدتها المقاومة مسبقا وحددت طريقة الحرب فيها، مضيفا أن تل أبيب غيرت تكتيكاتها أكثر من مرة لكن النتائج بقيت واحدة.

فشل سياسي وانقسام سياسي

ولعل هذا الفشل في استغلال النجاحات العسكرية سياسيا هو ما جعل الحرب سببا لانقسام داخلي إسرائيلي غير مسبوق بعدما كانت محط إجماع في بدايتها، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية ساري عرابي.

إعلان

ولم يعد هذا الانقسام محصورا في جدوى مواصلة هذه الحرب، ولكنه تجاوزها إلى صراع على شكل إسرائيل التي يحاول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية جعلها بلدا دينيا مستبدا يطوف حول شخصه هو، وفق تعبير عرابي.

ولا يمكن لإسرائيل تجاوز تداعيات هذا الخلاف -برأي عرابي- لأنه خلاف على مستقبل إسرائيل التي أسسها آباء علمانيون كملاذ آمن لكل يهودي في العالم، وحددوا طريقة إدارة الصراع مع الفلسطينيين ومع العرب.

فعلى مدار تاريخها كانت هذه الدولة تقدم حياة اليهودي على أي مكسب، في حين نتنياهو واليمين المتطرف يقدمان ما يعتبرانها "أرض إسرائيل" على حياة اليهود، وبالتالي فهم يحاولون ضرب كل ما قامت عليه هذه الدولة، كما يقول عرابي.

وتكمن خطورة هذا الخلاف الإسرائيلي -برأي الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي- في أنه يضرب كيانا لا جذور له، ودائما ما تعامل مع الحروب بجدية لم تعد موجودة اليوم.

خسارة لا يمكن تعويضها

لذلك، يرى مكي أن غزة دفعت ثمنا بشريا واقتصاديا هائلا خلال هذه الحرب، لكنه يرى أيضا أن "إسرائيل هي الأخرى دفعت أثمانا سياسية واجتماعية باهظة بعدما تمرد عليها الأوروبيون، وأصحبت الولايات المتحدة تتعامل معها كعبء".

كما خسرت إسرائيل أيضا -والحديث لمكي- من خلال تجميد اتفاقات التطبيع لأجل غير مسمى، فضلا عن طلب المحكمة الجنائية الدولية توقيف نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

ومع الاعتراف بأن لكل حرب أثمانها التي يجب دفعها -يضيف مكي- "سنجد أن المقاومة الفلسطينية حققت نجاحا سياسيا كبيرا خلال هذه المواجهة التي صمدت فيها 600 يوم، ووصلت إلى التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، في حين حزب الله اللبناني -الذي كان أقوى جماعة مسلحة في العالم- لم يصمد أكثر من شهرين أمام إسرائيل".

إعلان

لذلك، يعتقد الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات أن كلا الطرفين دفع ثمنا لهذه الحرب، وأن كليهما استفادا منها، لكنه يرى أن ما خسرته إسرائيل أخلاقيا لا يمكن تعويضه، خصوصا أنه دفع دولا إلى المطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين، في حين المقاومة ستفرض سرديتها لو خرجت من هذه المواجهة دون التخلي عن سلاحها.

وخلص مكي إلى أن أهل غزة "لن يتبخروا أبدا"، وأن العبرة بالمكاسب التاريخية وليست بالخسائر البشرية، مشيرا إلى أن حركة فتح -التي تحكم فلسطين اليوم- "اكتسبت شرعيتها بالمقاومة المسلحة التي جعلت الرئيس الراحل ياسر عرفات يتحدث أمام الأمم المتحدة".

مقالات مشابهة

  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: يمكن هزيمة "حماس" خلال أشهر
  • ماكرون: إذا تخلينا عن غزة وتركنا إسرائيل تفعل ما تشاء سنفقد مصداقيتنا
  • عادل عوض لـ“الفجر الفني”: "سعيد بمشاركتي في التحكيم.. و”كريستال” أجمل تجربة استعراضية في السينما")
  • تساقط الشعر.. هل يمكن إيقافه نهائيًا؟
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • صحة طرطوس تفعل دواماً مسائياً في عدد من المراكز الصحية
  • 21 مليون ناخب عراقي مسجل بايومترياً والمحدثون يتجاوزون المليون
  • “منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية” يناقش سبل وصول مواهب السينما والتلفزيون العربية إلى العالمية
  • سيف علي خان: السينما انعكاس لروح الأمة
  • محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها