(عدن الغد)متابعات.

توقع تقرير أممي حديث، أن يتدهور وضع الأمن الغذائي في الفترة من يناير حتى فبراير 2024 في معظم مناطق البلاد بما يتماشى مع الاتجاهات الموسمية وانخفاض المساعدات الغذائية الإنسانية، مشيراً إلى أن تحسن مؤقت سيشهدهما شهرا مارس ومايو 2024 خلال شهر رمضان واحتفالات العيد مع موسم الزكاة وزيادة التحويلات المالية والتحويلات الأخرى.

وقال التحديث الربع سنوي للأمن الغذائي في اليمن ديسمبر 2023 الصادر عن منظمة التغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو):” أن تحسناً موسمياً طرأ في حالة الأمن الغذائي في اليمن خلال أكتوبر 2023م بالتوازي مع الزيادة النموذجية في توافر الغذاء وتحسين الدخل من فرص العمل الزراعي والإنتاج الخاص بعد بدء الحصاد في المرتفعات، مستعرضاً ملامحاً من نتائج إعصار تيج الذي ضرب المحافظات الساحلية شرق البلاد.

وأشار التقرير إلى تباين واضح في مؤشرات الاقتصاد بين منطقتي الحرب اليمنية، مؤكداً استقرار سعر صرف الريال أمام الدولار في نطاق حكومة صنعاء، مقابل انخفاض سعر صرفه أمام الدولار في نطاق الحكومة اليمنية (عدن) في الربع الرابع من عام 2023م مرجعاً انخفاض قيمة الريال في النطاق الأخير إلى محدودية عائدات النقد الأجنبي، الأمر الذي لا يزال يشكل ضغطاً على أسعار المواد الغذائية، حسب التحديث الربعي الأممي.

وأكد التقرير أنه على الرغم من التراجع الأخير في أسعار النفط الخام العالمية، ارتفعت أسعار الديزل والبنزين بسرعة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، بسبب ضعف الريال اليمني مقابل الدولار الأمريكي وانخفاض إمدادات الوقود عبر موانئ عدن والمكلا، فيما ظلت أسعار الوقود في مناطق صنعاء مستقرة نسبيا خلال الفترة المشمولة بالتقرير.

وأضاف أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ظلت مستقرة نسبيًا خلال الربع الثالث من عام 2023″.. متوقعا استمرار التحسن حتى نهاية عام 2023.

وذكر التقرير أن تكلفة سلة الغذاء الدنيا في اليمن، ارتفعت في الربع الرابع من عام 2023 مقارنة بالربع السابق، ولكن بمعدل أعلى نسبيًا في مناطق الحكومة اليمنية (7٪) مقارنة ب، 4%مناطق حكومة صنعاء، وبالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وأضاف أن تكلفة التمويل الأصغر وأسعار العناصر التي تتكون منها السلة في زادت في مناطق الحكومة اليمنية بين (9 – 23%) ولكنها انخفضت في مناطق حكومة صنعاء بنسبة 3 – 18%.

وحسب التقرير الذي نشرته الفاو على موقعها الإلكتروني (reliefweb) أدى إعصار تيج الذي ضرب الساحل الجنوبي لليمن في أواخر أكتوبر 2023 إلى تدمير المنازل والبنية التحتية العامة، ونزوح الآلاف، وتعطيل سبل العيش، وكانت المناطق الأكثر تضرراً هي مديريتي الغيضة والحسوين في المهرة والريدة وقصيعر. مديرية حضرموت إلى حد قليل نسبيا، سقطرى (669 أسرة)، زيادة الاحتياجات الإنسانية.

 

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: الحکومة الیمنیة الغذائی فی فی الیمن فی مناطق عام 2023

إقرأ أيضاً:

اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور

يمانيون / تقرير خاص

 

تتمتع الجمهورية اليمنية بموقع جغرافي بالغ الأهمية جعل منها مطمعًا للقوى الإقليمية والدولية عبر العصور. تقع اليمن في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية، وتتحكم بمضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، ما يجعلها مفتاحًا لتحكم القوى الكبرى في حركة التجارة العالمية والنفط.

 

البعد الاستراتيجي لموقع اليمن

يُعد موقع اليمن نقطة وصل حيوية بين القارات الثلاث: آسيا، إفريقيا، وأوروبا. تشرف اليمن على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، وهو أحد أهم المعابر البحرية التي تمر عبرها شحنات النفط والسلع من الخليج إلى أوروبا وأمريكا. ومن خلال جزرها الاستراتيجية كسقطرى وميون، تمثل اليمن بوابة بحرية فاصلة بين الشرق والغرب. وفقًا لمركز المعرفة للدراسات والبحوث الاستراتيجية، يمتد مضيق باب المندب بطول 56 كم ويتوسطه جزيرة ميون، ويتجاوز عدد السفن العابرة له سنويًا 21 ألف سفينة، تنقل ما يقارب 4.8 مليون برميل نفط يوميًا و700 مليار دولار من البضائع سنويًا

 

الأطماع الاستعمارية عبر التاريخ

منذ القرن السادس عشر، توالت محاولات القوى الاستعمارية للسيطرة على اليمن. البرتغاليون، ثم العثمانيون، فالبريطانيون، سعوا إلى بسط النفوذ على هذه الأرض ذات الموقع الحيوي. البريطانيون نجحوا في احتلال عدن عام 1839، لكن لم يستطيعوا التوسع شمالًا بفعل مقاومة القبائل. أما العثمانيون، فقد اضطروا للانسحاب مرتين، بعد مقاومة قادها الأئمة الزيديون.

بحسب تقرير صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ظل اليمن منطقة نفوذ متنازع عليها بين الإمبراطوريات الكبرى بسبب مضيق باب المندب، لكن الاستعمار فشل في تحقيق سيطرة شاملة على كامل الجغرافيا اليمنية .

 

المحاولات الاستعمارية الفاشلة لاستعمار اليمن

رغم الأطماع المتكررة، فإن اليمن سجل سلسلة من الانتصارات الوطنية على قوى كبرى عبر التاريخ. في العصر القديم، فشلت حملات الرومان للسيطرة على جنوب الجزيرة رغم محاولات التحالف مع ممالك يمنية. وفي القرن السادس عشر، فشل البرتغاليون في السيطرة على المخا وعدن، رغم بعثاتهم البحرية المتكررة، بسبب المقاومة الشرسة من السكان المحليين .

أما في القرن التاسع عشر، اقتصرت سيطرة بريطانيا على عدن رغم محاولات التوسع نحو الشمال. القبائل اليمنية بقيادة الأئمة الزيديين خاضت مواجهات ضد قوات الاحتلال العثماني مرتين: الأولى انتهت بثورة الإمام القاسم (القرن 17)، والثانية بخروجهم عام 1918 بقيادة الإمام يحيى حميد الدين. يوضح المؤرخ عبد الباري طاهر أن اليمن “قاوم الاستعمار التركي والبريطاني على مدى أربعة قرون ولم يخضع إلا جزئيًا، وبقيت السيادة الشعبية قائمة في مناطق شاسعة”

 

البعد الاقتصادي والعسكري لموقع اليمن

منذ بداية العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الاماراتي في 2015، تحول اليمن إلى محور صراع إقليمي ودولي، لأسباب جيوسياسية واقتصادية. السيطرة على باب المندب وسواحل اليمن تعني التحكم في حركة الملاحة العالمية. كذلك، تضم اليمن احتياطيات نفطية وغازية غير مستغلة، بالإضافة إلى ثروات معدنية مهمة.

يذكر مركز صنعاء للدراسات أن الجزر اليمنية، خصوصًا ميون وسقطرى، أصبحت أهدافًا استراتيجية لتواجد عسكري أجنبي، ما يهدد سيادة اليمن ويفتح الباب لصراعات إقليمية طويلة الأمد

 

مستقبل اليمن الجيوسياسي: التهديدات والفرص

يرى خبراء أن استقرار اليمن هو السبيل الوحيد لتحويل هذا الموقع الاستراتيجي إلى رافعة للتنمية الاقتصادية والتكامل الإقليمي. اليمن يمكن أن يتحول إلى مركز لوجستي وتجاري عالمي إذا توفرت له السيادة والاستقرار السياسي.

لكن في المقابل، يحذر مركز الجزيرة للدراسات من استمرار الأطماع الخارجية الذي قد يؤدي إلى تقسيم فعلي أو فرض وصايات طويلة الأمد على أجزاء من اليمن، خصوصًا الجزر والموانئ

 

تعزيز اليمن لموقعها الجغرافي بعد ثورة 21 سبتمبر

بعد الثورة، عملت اليمن على استثمار موقعها الاستراتيجي لتعزيز نفوذها الجيوسياسي عبر:

استعادة السيادة على الموانئ والمضائق: استعادت اليمن سيادتها على موانئ مهمة في البحر الأحمر وخليج عدن، مع التركيز على مضيق باب المندب الذي يمر عبره أكثر من 10% من تجارة النفط العالمية

تطوير استراتيجية الردع البحري والجوي: عبر تعزيز القدرات العسكرية وخاصة الطائرات المسيّرة والصواريخ، أصبحت اليمن قادرة على التحكم النسبي في الممرات المائية

تحوّل اليمن إلى مركز توازن إقليمي: أصبحت اليمن ورقة ضغط فعالة في ملفات الأمن البحري ومكافحة القرصنة والهجرة غير الشرعية

بناء محور تحالفات إقليمية مقاومة: تعزيز التحالفات مع إيران وسوريا وحزب الله منح اليمن نفوذًا سياسيًا إقليميًا .

تعزيز الدور الجيوسياسي في الصراع الدولي: أصبحت اليمن نقطة اختبار في معادلات التجارة الدولية وأمن المضائق البحرية

خاتمة

من عدن إلى سقطرى، ومن الجوف إلى تعز، تروي الجغرافيا اليمنية قصة أمة لا تنحني. وعلى مر القرون، فشلت القوى الاستعمارية في إخضاع اليمن كليًا، وبقي الشعب اليمني حارسًا لأرضه رغم الظروف. واليوم، في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية والدولية، تظل اليمن لاعبًا أساسيًا في معادلة الأمن الجيوسياسي للمنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في صنعاء وعدن
  • وزير الزراعة: التنمية الزراعية المستدامة ضرورة حتمية لضمان الأمن الغذائي العالمي
  • مباحثات يمنية أممية لتعزيز الإستجابة الإنسانية في اليمن
  • برنامج الأغذية العالمي: وضع الأمن الغذائي في اليمن حرج ويزداد تفاقماً
  • نيجيرفان بارزاني يستقبل وفد فاو ويؤكد دعم الأمن الغذائي في كوردستان
  • اليمن يحدد بداية عشر ذي الحجة
  • منظمة يهودية: القوات المسلحة اليمنية أظهرت ترسانة عسكرية ضخمة
  • السوداني: الستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي تشكل مرجعاً للعمل المشترك مع منظمة الفاو
  • اليمن: استراتيجية الجغرافيا اليمنية في مواجهة الأطماع الاستعمارية عبر العصور
  • الأمن العام .. استقلالنا أمن وأمننا استقلال