Email: aahmedgumaa@yahoo.com
أتسألين حبيتي أم تتسائلين؟
"من أين جاء الهؤلاء؟"
وأقول: انهم منا لحم وعظم ودم
من هذه الأرض الشمم
انهم منا،
من اب
وأم
ومن خال
وعم
هؤلاء منا
فهمو الأقرباء
من هذه الأرض وارفة العطاء
اولا ترين لسانهم مثلنا وهم يتكلمون؟
وبنفس حروفنا هم ناطقون
ومثلنا أيضاً يضحكون ... يتمازحون
مثلنا نحن تماماً .
ويفرحون ويحزنون
بل مثلنا... يتنفسون هذا الهواء بلا مقابل
رجالهم كرجالنا
ونساؤهم كنسائنا فيما يلبسون ويرتدون
ومثلنا أيضا يتزاوجون... يتناسلون
وبالأطفال حيناً يفرحون! !
أولا ترين هذه السحنةَ السوداء في اللون وفي العيون؟
وتسألين من أين جاء الهؤلاء؟
انهم منا
من هذه الأرض الحبيبة
من مائها ... هم يشربون
يزرعون ويحصدون ويأكلون
فيشبعون... ويتجشأون
اذن فلم السؤال حبيبتي؟
أم فقط تتســـــــــــــــاءلين...
من أين جاء الهؤلاء؟
وأقول هؤلاء القوم منا وأراك تنكرين!!
فلماذا تنكرين؟
وتزعمين أن ليسوا منا، هؤلاء الناس
وتقسمين على اليمين
أن ليس منا هؤلاء الناس
وباليقن تؤكدين
أن ليس منا هؤلاء الناس
ونعم أقول:
ليس منا هؤلاء! !
فهم المارقون،
السارقون،
المترفون،
القاطنون - القصور الشامخات
الساكنون - الدور العامــــرات
يصبحون وهم يتسامرون
يضحون وهم يتسـامرون
يمسون وهم يتســـامرون
على الآرائك جالســــون
يضحكون ويقهقهـــــــون
وعلى ظهور الفارهات همو الراكبون
وفي الطرقات هم الجائلون الهائمون
الطالعون النازلون
لكنهم تائهون لا يشعرون، وأيّان يشعرون! !
ثم عنّا يتساءلون لم أنتم راجلون؟
اذن من أين جاء هؤلاء التافهون؟
ساقول من أين جاء التافهــــــون
جاءوا من الغيب البعــــــــــــــــيد
طلعوا من الوجع الشديــــــــــــد
في ليلة ظلمـــــــاء من ذات الليال
جاءوا يركبون دبابة شمطاء، لا تبال
جاءوا غادرين
وبالسلاح مدججين
وكما السحالي، زاحفين
ثم قال كبيرهم: (ترتوف - Tartuffe) وهم يتهامسون
"السجن لي"
"ولك القصور العاليات"
"والحسان الكاعبــــات"
"ولك التماثيل العظيمة"
"والجفان والقدور الراسيات"
"فانت الى القصر امير"
"وأنا الى السجن اسير"
وتتساءلين من أين جاء الهؤلاء؟
جاءوا في ليلة ظلمـــــــــــاء
والناس نيام يحلمــــــــــــون
جاءوا يزحفـــــــــــــــــــون
فاذا الشعب سجيـــــن
واذا الكذبُ الصريح
فعلى الله يكذبـــــــون
في المساجد، يكذبون
في المدارس، يكذبون
في الصحيفة، يكذبون
في الاذاعة، يكذبون
وفي الضريح...
ويحوقلون...
ثم يكذّبون...
انهم لا يتورعون
بالدين يكذّبون ويتكسّبون ويتاجرون
فلا رمشت منهمو تلك العيون
ولا الجفون
ولانهم متعودون، دوماً يحلفون
وباسم الله يباركون كل أفعال المجون
'هي لله، هي لله، لا للسلطة لا للجاه'
'هي لله، هي لله، لا للسلطة لا للجاه'
وهم كاذبون...
اذ بعدها فورا يشرعون في الحرمات
فيسرقون يحللون
هؤلاء المارقون
ياكلون السحت، لايسألون أو يُسألون
وهم المرتشون
ثم بعد ذلك يسحلون
ببرود يقتلون
لا يرعوون
بالنساء وبالرجال فتكاً يفتكون
فاذا الأب طريد أوسجين
والأم يقتلها الحنين الى الجنين
وأذا السجون تململت
ملئت بالبنات وبالبنين
قتلوا الشهيد
تلو الشهيد
تلو الشهيد
قتلوا الوليد
تلو الوليد
تلو الوليد
قتلو العديد
غدروا بالصائمين
في ذلك اليوم المجيد
في ليلة العيد السعيد
وأوقفونا كالعبيد
في سوق النخاسة ثم غدوا راجعين
منتصرين ومنتشين
باسم الآله يقتّلون ويبطشون
يستحيّون نساءنا
ويذبّحون أبناءنا ورجالنا
في شرق البلاد وغربها
في شمالها، في جنوبها
ثم الشهيد،
تلوالشهيد،
تلو الشهيد،
ثم الوليد بعد الوليد
لكنهم لا يرعوون
حرق،
ثم نهب،
ثم سلب،
ثم ضرب،
ثم قتل،
ثم صلب،
حرب،
ثم حرب،
ثم حرب،
فاذا الألوف مشردون
واذا الألوف النازحون
من الديار مغادرون
وأؤلئك ضاحكون وسامدون في غيهم
وعلى الآرائك ينظرون
من أين جاء الهؤلاء؟
انهم منا لحم ودم
لكنهم أذاقونا الألم
استباحوا حلمنا
فأسلمونا للعدم
من غير احساس بالندم
انهم منا
ولكن كانواعلينا يضحكون
وهم السادرون
ونحن الغافلون
من أين جاء الهؤلاء؟
جاءؤا من العدم
خانوا هذه الأرض الكريمة
قط، لم تكن يوماً لئيــــــــمة
هؤلاء منّا أم وأب
لكنهم لم يراعوا للنسب
هؤلاء منا القرباء
'بس' يا حبذا لو كانوا عنّا غرباء! !
اولا ترين لسانهم مثلنا حين ينطقون
ولكنهم يتنطعون
وبالمجون يتظاهرون
لا يستترون أو يتسترون،
بل بالفسوق يجاهرون
اولا ترين كيف يتكلمون
الكاذبون، في كل حين ينطقون
ليتهم لا ينطقون!
أولا ترين كيف كانوا يضحكون على الذقون
وبمثلنا كانوا يلعبون
في غيهم سادرون
يمرحون ويسرحون
لا يرعوون
رجالهم يتمخطرون
مثلنا، لكن في الرذيلة يرفلون
للحرام يأكلون ولايتعففون
ونساؤهم كنسائنا
ولا اقول عنهنّ الا ما تعلمون
الأرض يسرقن
وينهبنّ ملايين الأفدنه
من هناك أو هنا
ويلبسن ما طاب لهن من الثياب
لكنّ حاشاهنّ لسن المتبرجات،
لكنهن المترفات، حتى النخاع
يتفاخرن بالنضار وبالدثار وبالديار
ورجالهم ايضاَ يتفاخرون
وهم يتزاوجون - يتناسلون
مثنى- ثلاث ورباع وبعضهم قد يتجاوزون
فيموتون في الترف المنيف
وشبابنا عن النكاح لعازفون
لا يذكرونه أو يتذاكرون
بل في النزوح يفكرون،
فينزحون
وبعضهم من أرضهم قد يسلبون
أو يختفون
اويُخطفون
أو يقتلون
هؤلاء مثلنا في السحنة يا سادتي
اذ نبدو وكأننا متشابهون
هؤلاء مثلنا في اللون وفي العيون
لكنهم في العنصرية سادرون
همّ الغاصبون
أوتسالين من أين جاء الهؤلاء؟
انهم منا
من هذه الأرض الرحيمة قد أتوا
من فجاج الأرض البعيدة قد أتوا
بالنفاق مدثرون
فهم لا يرحمون
ومن مائها هم يشربون
ولكن حينما هم يرتوون ويكتفون،
عليها يتآمرون
فعليها يبصقون
وعلى نيلها يتبولون
ثم يحرقونها ولا يتحسرون
أوتسالين من أين جاء هؤلاء؟
من هذه الأرض الرحيمة قد أتوا
من خيرها هاهم يأكلون
ويملؤونها تلك البطون
فيشبعون ويتجشأون لكنهم لا 'يشكرون'
ليتهمو الساجدون
الحامدون الله كثيرا
والذاكرون
ليتهمو الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
ليتهمو القائمون الليل،
ليتهمو المسبحون الله
وليتهم يتذكرون
الى الله يوماً يرجعون
فلسوف يبعثون
ثم يحاسبون، بما كانوا يفعلون
وعن النعيم ليسالون
والي النار بالسلاسل يسحبون
لكنهمو... السارقون المرتشون
لا يتذكرون،
فهم الغافلون،
الغادرون
الخائنون،
القاتلون
ليسوا منا هؤلاء،
هؤلاء قوم منكرون
انهم قوم منكرون
عليك بهم الهي، انهم لا يعجزونك
انهم لا يعجزونك،
فهم بشر لا يدركون
انهم بشر لا يدركون
انهم العاجزون الغابرون
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: من هذه الأرض منا هؤلاء
إقرأ أيضاً:
الطوفانُ الكونيُّ… بشائرُ الفتحِ وعذابُ الأممِ
عدنان عبدالله الجنيد
{ فَفَتَحْنَا أَبْوَٰبَ اَ۬لسَّمَآءِ بِمَآءٖ مُّنْهَمِرٖۖ (١١) وَفَجَّرْنَا اَ۬لْأَرْضَ عُيُوناٗ فَالْتَقَى اَ۬لْمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٖ قَدْ قُدِرَۖ (١٢) }[سُورَةُ القَمَرِ: ١١-١٢].
طوفانُ الأقصى… إعلانُ الكَون أنَّ عدالةَ اللهِ قادمة:
إنّ طوفان الأقصى لم يكن مجرّدَ عمليةٍ عسكريةٍ عابرة، بل كان الطور الأول من الطوفان الكوني المنتظر، والشرارة التي فجّرت سكون الكون، وأعلنت أن مرحلة الحُكم الإلهيّ قد بدأت.
لقد بلغ العالم نقطة اللاعودة، وانتهت مهلة الحكمة الربانية التي كانت تُمهل ولا تُهمل، وتكشّفت الأقنعة عن وجوهٍ كانت تدّعي الإنسانية وهي تغمس يدها بدماء أطفال غزة.
غزَّةُ… حينَ خرج الطوفانُ من تحتِ الأنقاض:
لم يعد نوحٌ يبحث عن خشبٍ لصناعة سفينته… لقد صنعَ أهلُ غزة طوفانهم من تحت الركام.
من رمادِ البيوت، من دمع الثكالى، من عظام الشهداء… خرج الطوفان.
لكنه لم يأتِ بماء، بل بـصواريخ تُصيب ولا تُخطيء، وبـمسيّراتٍ تشقّ سماءَ الكيان، وبزلازلَ تُفجّرُ الأرضَ تحت أقدام الطغاة.
غزّةُ لم تكن مجرّد ساحةٍ للمعركة… بل كانت الرمز والرسالة، وكانت هي الرسولة.
أرادوا محوها، فكتبت التاريخ.
أرادوا تهجيرها، فهُجّر المستوطنون.
أرادوا تركيعها، فركع المشروع الصهيوني أمام صمودها.
فلسطين… حين يقودُ المظلومُ معركةَ العدلِ الكونيّ:
صابُ الحقِّ لا يحتاجُ إلى اعترافٍ دوليٍّ مزيّف، بل إلى شرفِ المقاومة.
طوفان الأقصى لم يأتِ ليطالبَ بحقّ، بل ليأخذَه بقوة السماء.
من جرحِ الطفلِ الفلسطيني خرج البركان، ومن ضميرِ أمٍّ ثكلى وُلد الزلزال.
هكذا عادت سنّة نوح، لا على هيئة سفينة، بل على هيئة طوفانٍ ثوريٍّ سماويٍّ، لا يُبقي ولا يذر.
إيرانُ… حينَ تصرخُ القلاعُ بالعقيدة:
بينما هرولَ المطبعون نحو سرابِ “السلام”، بقيت إيران القلعةَ الوحيدة التي لم تهتزّ.
قصفت “إسرائيل” قنصليتها، فكان الردّ عقيدةً على هيئة صواريخ.
انطلقت الشهب الإيرانية من عمق الأرض، تتهادى فوق سماء يافا المحتلة، معلنةً أن زمن الإفلات من العقاب قد انتهى.
كان الردُّ الإيرانيّ تجلّيًا من تجليات “بشائر الفتح”:
قصفٌ مباشرٌ لقواعد أمريكا في “العديد”
تعطيلُ الملاحة في الخليج
تهديدٌ جادٌّ بإغلاق مضيق هرمز وباب المندب
انسحاب السفن الكبرى
إعادة تشكّل التحالفات العالمية مع موسكو وبكين
لم تكن الضربة ردًّا… بل كانت إعلانًا أنَّ السماء قد فتحت أبوابها، وأن العدالة نزلت نارًا لا مطرًا.
أمريكا… حينَ ضربت فاشتعلت الأرض تحت قدميها:
أرادت أمريكا أن تُرهب إيران والعالم، فضربت بصواريخ الشبح من بعيد، لكنها فجّرت بوابة الجحيم.
سقط الردع الأمريكي، وتحوّلت القواعد الأمريكية إلى أهدافٍ مكشوفةٍ في صحنِ النار، وانكشف مشروعها الإمبراطوري في المنطقة.
إنّها نهاية عهد الهيمنة… وبداية عهد الحساب.
“بشائرُ الفتح”… حينَ نطقَ الحديدُ وسكتَ الكلام:
في قلب هذا البركان الجيوسياسي، لم تعد القوانين الدولية تحكم، بل تحكم السماء.
لم تعد الأمم المتحدة مظلّةً للحقوق، بل غرفة عمليات استخباراتية تدير الحرب لصالح العدو.
كلّ شيءٍ تحت مرمى النار:
السماءُ لم تعد آمنة
البحار لم تعد صالحة للملاحة
القواعد لم تعد محصّنة
كلّ نارٍ تحت أمر السماء… وكلّ ظلمٍ يُقابله الآن حكمٌ إلهيٌّ منفّذٌ في الأرض.
المعادلة انقلبت… والسفن تهربُ من البحار!
لم يعد الخليج تحت سيطرة الأساطيل الأمريكية، بل صار الأسطول تحت مرمى الردع.
قاعدة العديد على حافة الانفجار
مضيق هرمز في مرمى الإغلاق
باب المندب على شفا التصعيد
انسحاب السفن التجارية
هروب ناقلات النفط
وتحوّل الموانئ الخليجية إلى ساحاتِ قلقٍ وموتٍ مؤجّل
هذا هو الطوفان حين يُطلقه الله… لا يمكن إيقافه.
الطوفانُ الكونيُّ… العدالة بصيغة النيران:
ما يجري ليس تصعيدًا عسكريًّا… بل تنفيذٌ لحكمٍ ربانيٍّ مؤجّل.
لقد سُفكت دماءُ الأبرياء، وشاركت أممٌ ومؤسسات في الجريمة، فكان لا بدّ أن ينطق القدر.
عادت سنة نوح، ولكن بوجهٍ جهاديٍّ مقاوم.
من لم يأخذ نصيبه من الطوفان الأول… له موعدٌ مع الطوفان الثاني.
المستوطنون يُهجّرون… وأهل غزّة يُرسّخون الأرض
أراد العدوُّ تهجير الفلسطينيين، فها هم المستوطنون يهربون من الأرض التي احتلّوها:
انهيار البورصة في تل أبيب
هروب جماعي من “غلاف غزة”
نزوح داخلي إلى شمال الكيان
وتزايد تذاكر الهروب إلى أوروبا
بينما أهل غزة صامدون كالجبال، يُصلّون فوق أنقاض بيوتهم ويكتبون نصرهم بالدم.
الطوفانُ لا يتوقّف… والفتحُ آتٍ:
لم تعد الحرب بين دول، بل بين السماء والأرض.
لم تعد الأنظمة تفرض المعادلات، بل الدماء هي التي تصنع الجغرافيا الجديدة.
الطوفان الكونيّ بدأ، وبشائر الفتح تلوح في الأفق:
كلّ من خذل فلسطين سيُخذل، وكل من سكت عن المجازر سيكون له في العذاب نصيب.
هذا وعدُ الله… ووعدُ الله لا يُخلف: “إن سكان غزّة، الذين أرادوا تهجيرهم، ظلّوا صامدين كالصخر، بينما المستوطنون الذين اغتصبوا الأرض باسم الحق المزيف، يفرّون منها كمن يفرّ من الطاعون.
تلك هي العدالة الإلهية حين تُنفّذ، لا تحتاج لمحاكم، ولا تنتظر قرارات أممية.”
اثبتوا في مواقعكم، فالفتحُ بدأ، والطوفان لن يتوقّف إلا حين تطهُر الأرض من الظلم.
ولأنّ وعدَ الله حق… فإنّ الغدَ لنا.