تقترب الحرب الأوكرانية-الروسية من إنهاء عامها الثالث، ورغم النقاشات المتواصلة والاجتماعات المتبادلة، فإن الحرب لم تراوح مكانها، وما زالت جبهات القتال مشتعلة.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن المحادثات والاجتماعات الكثيرة بين الأميركيين والأوكرانيين والروس، لم تسفر عن أي تقدم لإنهاء الحرب.

وأوضحت، أن الاجتماع "المتوتر" الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع نظيره الأوكراني فولويمير زيلينسكي، لم يسفر عن أي تقدم نحو وقف إطلاق النار.

وقف التخطيط للقاء ترامب وبوتين

ونقل موقع "أكسيوس"، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض جمد خطط عقد قمة ثنائية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ومن جهتها، أوقفت روسيا خطط عقد اجتماعات مع مسؤولين أميركيين، ما يقوض آمال إحراز أي تقدم نحو هدنة محتملة.

ومن جهتهم، أكد الأوروبيون، في بيان الثلاثاء، دعمهم لوقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا في حدود خطوط الحرب الحالية.

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض لشبكة "إن بي سي نيوز" إنه: "بعد إطلاع ترامب على ما وصفه المسؤول الكبير بمكالمة "بناءة" بين وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير خارجيته الروسي سيرجي لافروف يوم الاثنين، ضغط الرئيس على زر الإيقاف المؤقت، معتقدا أن طرفي الصراع الروسي الأوكراني غير مستعدين لإجراء محادثات سلام جادة".

التشبث بالمواقف

ولم يتغير الموقف الروسي، فبوتين يطالب قبل أي وقف لإطلاق النار بتخلي أوكرانيا عن أجزاء من منطقتي لوغانسك ودونيتسك، التي تمثل حوالي 2 بالمئة من الأراضي الأوكرانية.

لكن زيلينسكي رفض التنازل عن تلك الأراضي، رغم ضغوط ترامب.

وخلال الاتصال الذي جمع ترامب وبوتين، كرر الزعيم الروسي المطالبة، محذرا من تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك"، وفقا لمسؤول أوروبي كبير طلب عدم الكشف عن هويته.

اتصال ترامب وزيلينسكي 

وأوضح مسؤول، أن ترامب كان يسعى، بناء على نجاحه في التوصل إلى وقف إطلاق نار بين حركة حماس وإسرائيل في غزة، للضغط على زيلينسكي لتسليم الأراضي التي يطلبها بوتين لإنهاء إراقة الدماء، ولكن في النهاية قبل رفض زيلينسكي ذلك.

وبعد خروجه من الاجتماع مع ترامب، اتصل زيلينسكي بالقادة الأوروبيين وأبلغهم أن ترامب طلب تنازلات إقليمية كما فعل قبل قمة ألاسكا في أغسطس الماضي.

وأوضح مسؤول أن محادثات الجمعة كانت مضرة للمصالح الأوكرانية، لكنها لم تكن كتداعيات قمة ألاسكا، مشيرا إلى أن ترامب لم يكن مصرا على ضرورة تقديم أوكرانيا لتنازلات.

ووصف ترامب الاجتماع بـ"الودي"، نافيا طلبه من كييف تقديم أي تنازلات.

وفي النهاية لم يحرز أي تقدم لإنهاء الحرب المستعرة منذ فبراير 2022، وفقا لذات الصحيفة.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات دونالد ترامب فلاديمير بوتين أوكرانيا روسيا زيلينسكي حركة حماس إسرائيل ترامب قمة ألاسكا أوكرانيا روسيا أوكرانيا أزمة أوكرانيا دونالد ترامب فلاديمير بوتين دونالد ترامب فلاديمير بوتين أوكرانيا روسيا زيلينسكي حركة حماس إسرائيل ترامب قمة ألاسكا أوكرانيا أخبار روسيا أی تقدم

إقرأ أيضاً:

أستاذ سياسة: ترامب لا يدير حربا بل يجهز لصفقة كبرى تعيد رسم ملامح الصراع الأوكراني

في تطور سياسي لافت، شكل اللقاء الأخير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي  سواء بشكل مباشر أو عبر تنسيق غير معلن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقطة مفصلية في مسار الحرب الأوكرانية.

فهذا اللقاء لم يكن مجرد مشهد دبلوماسي عابر، بل عكس بوضوح ملامح تحول في مقاربة واشنطن للصراع، من منطق المواجهة المفتوحة إلى منطق الصفقات السياسية الواقعية.

 وقد اتسمت الأجواء بتوتر ملحوظ، وسط مؤشرات على تغير في أولويات الولايات المتحدة تجاه الحرب، ما فتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل الدعم الغربي لكييف وموقع موسكو في المعادلة المقبلة.

قال استاذ السياسة الدكتور سعيد الزغبي، في تصريحات صحفية خاصة لموقع صدى البلد إن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سواء بشكل مباشر أو عبر اتصالات غير معلنة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يعكس عودة واضحة إلى “مدرسة الصفقة السياسية الواقعية” في السياسة الأمريكية.

وأضاف الزغبي: «ترامب لا يتعامل كزعيم أيديولوجي، بل كتاجر سياسي يرى أن الحرب في أوكرانيا ليست معركة مبادئ، بل صفقة خاسرة للولايات المتحدة يجب إنهاؤها بأقل تكلفة ممكنة».

 وأوضح أن زيلينسكي دخل الاجتماع بطلبات لدعم إضافي وتسليح أكبر، في حين رأى ترامب أن الوقت قد حان لإنهاء النزاع لا لتصعيده، وهو ما أدى إلى صدام نفسي وسياسي بين الطرفين.

وأشار الزغبي إلى أن الأخبار التي تحدثت عن استخدام ترامب نبرة حادة ورفع صوته ليست مستغربة على أسلوبه السياسي، موضحًا: «ترامب يستخدم الانفجار اللفظي كوسيلة ضغط، وليس نتيجة فقدان أعصاب، فهو لا يوجّه رسائله ههإلى كييف فقط، بل إلى موسكو أيضًا، وكأن صراخه في وجه زيلينسكي هو إشارة ناعمة إلى بوتين بأنه مستعد لتغيير قواعد اللعبة، وليس الاستمرار في نهج بايدن».

وتابع الزغبي: «إذا صح هذا الأسلوب، فنحن أمام تحول نوعي في موقف واشنطن من الحرب الأوكرانية»، مشيرًا إلى أن اللقاء بعث بثلاث رسائل واضحة:

الولايات المتحدة لم تعد متحمسة لحرب استنزاف طويلة، فإدارة ترامب ترى أن استمرار الحرب يستنزفها اقتصاديًا.روسيا استعادت شرعيتها كطرف مفاوض، فمجرد التنسيق مع بوتين بعد اللقاء مع زيلينسكي يثبت أن موسكو عادت إلى “اللعبة الكبرى”.زيلينسكي في موقف دبلوماسي أضعف، إذ بدأ الدعم الغربي يتحول من دعم مطلق إلى دعم مشروط سياسيًا.

كما قدّم الزغبي تقديرًا للموقف الراهن، مرجحًا 3 سيناريوهات محتملة:

السيناريو الأول: صفقة سلام على طريقة ترامب

ترامب يضغط على زيلينسكي لتجميد الصراع مقابل وعود أمريكية ضخمة لإعادة الإعمار، مع تقديم مكاسب رمزية لبوتين، مثل الاعتراف الضمني بسيطرته على شرق أوكرانيا، وهو ما يرضي واشنطن اقتصاديًا ويخفف الضغط السياسي عن موسكو.

السيناريو الثاني: صدام داخل حلف الناتو

دول أوروبا الشرقية مثل بولندا ودول البلطيق قد ترى الموقف الأمريكي الجديد “خيانة للتحالف الغربي”، ما قد يخلق انقسامًا داخل حلف شمال الأطلسي بين معسكر السلام السريع بقيادة ترامب ومعسكر المواجهة بقيادة أوروبا.

السيناريو الثالث: تصعيد محدود قبل التهدئة

قد يستغل بوتين حالة الارتباك السياسي في واشنطن لتصعيد الضغط العسكري مؤقتًا، حتى يدخل المفاوضات من موقع قوة، مما قد يجعل الأسابيع المقبلة تشهد تصعيدًا ميدانيًا محدودًا يعقبه مسار تفاوضي.

وختم الزغبي تصريحاته مؤكدًا: «ما حدث ليس أزمة دبلوماسية بقدر ما هو تغيير في فلسفة السياسة الأمريكية تجاه الحرب، واشنطن تنتقل من عقيدة الحرب بالوكالة إلى عقيدة الصفقات المصلحية، والمستفيد الأول من هذا التحول هو روسيا سياسيًا، بينما تدخل أوكرانيا مرحلة إعادة تعريف دورها بين الشرق والغرب».

وأضاف: «اللقاء كان نقطة تحول أكثر منه أزمة، وربما يكون بداية المشهد الأول من مسرحية التسوية الكبرى للحرب الأوكرانية… كلاكيت تاني مرة للسلام السريع»



 

طباعة شارك دونالد ترامب زيلينسكي الصفقات السياسية الحرب الروسية الأوكرانية روسيا

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: نعزز منظومات الدفاع الجوي لضمان أمن أوكرانيا
  • تقرير: حلفاء أوكرانيا يسابقون الزمن لدعم زيلينسكي وسط مخاوف من صفقة ترامب – بوتين المحتملة
  • أستاذ سياسة: ترامب لا يدير حربا بل يجهز لصفقة كبرى تعيد رسم ملامح الصراع الأوكراني
  • مستشار سابق للرئيس الروسي: ترامب يسعى لإعادة أوكرانيا إلى طريق السلام
  • ترامب: على أوكرانيا وروسيا إنهاء الصراع بينهما
  • زيلينسكي: أوكرانيا ليست للبيع
  • زيلينسكي يطالب بتجميد الحرب قبل السلام
  • إخفاقات ترامب.. من أوكرانيا إلى غزة
  • بعد عرض بوتين لوقف الحرب.. زيلينسكي: لن نقدم أي شيء إلى موسكو