سلط محلل شؤون الشرق الأوسط الإسرائيلي زيفي بارئيل، الضوء على التعارض الواضح في وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيلي حول من سيتولى الحكم في اليوم التالي للحرب في غزة. 

وأوضح بارئيل في تحليل نشره بصحيفة هاآرتس العبرية، أن الولايات المتحدة تؤيد تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية إدارة غزة، وهو الأمر الذي ترفضه إسرائيل جملة وتفصيلا.

 

ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية بدورها تشترط أن يكون توليه مسؤولية إدارة غزة مصحوبة بتحول سياسي كبير. 

واستشهد المحلل الإسرائيلي بتصريحات رئيس الحكومة الفلسطينية محمد أشتية التي قال فيها الإثنين إن "القيادة الفلسطينية ليست على مقاس أحد، وشرعيتها من شعبها، وصوت الشعب في صندوق الاقتراع"، وأن إسرائيل من السلطة الفلسطينية أن تكون "سلطة أمنية إدارية". 

وقال المحلل الإسرائيلي إن تصريحات أشتية الغاضبة جاءت بعد نشر تفاصيل لقاء مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 

وخلال اللقاء أكد المسؤول الأمريكي على ضرورة "ضخ دماء جديدة" في السلطة الفلسطينية و"إحضار أشخاص أصغر سناً وذوي قدرات عالية ويتمتعون بمصداقية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة إلى مناصب صنع القرار". 

وبحسب تقرير منفصل لوكالة رويترز، اقترح سوليفان أن يقوم عباس بتعيين نائب له ونقل بعض صلاحياته إليه. 

لكن الموضوع الرئيس للمحادثات بين سوليفان وعباس كان إعادة تنشيط أفراد قواتها الأمنية في غزة لإعداد قوة أمن وشرطة محلية للقطاع بعد انتهاء الحرب هناك. 

وأوضح المحلل أن عدة ألاف من ضباط الشرطة والأمن الفلسطينيين المتمركزين في غزة فروا إلى الضفة الغربية في عام 2007 عندما استولت حماس على السلطة في انقلاب وما زالوا يتلقون رواتبهم من السلطة الفلسطينية. 

اقرأ أيضاً

خليفة عباس المحتمل: السلطة الفلسطينية مستعدة لإدارة غزة بعد الحرب 

وتابع أشتية أن "السلطة المتجددة التي تريدها إسرائيل وحلفاؤها ليست سلطتنا، إسرائيل تريد سلطة أمنية إدارية، نحن سلطة وطنية نناضل من أجل تجسيد الدولة على الأرض وصولا إلى الاستقلال وإنهاء الاحتلال". 

وقال إن إسرائيل تريد سلطة بمنهاج مدرسي متعايش مع الاحتلال، مضيفا "نحن منهاجنا الوطني يقول عن القدس عاصمتنا، ويتحدث عن حق العودة، وهو منسجم مع المعايير الدولية ومبني على العلم والتعلم، ويعكس تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا". 

وأوضح المحلل أن الغرض من هذه المحادثات الأمريكية الفلسطينية الأخيرة ليس سرا، فبعد مشاورات مع مصر والأردن وعدد من دول الخليج، توصلت واشنطن إلى اتفاق على عدم وجود مرشح آخر لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب سوى السلطة الفلسطينية. 

والأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن السلطة الفلسطينية يجب أن تدير شؤون قطاع غزة والضفة الغربية، لكنه أشار إلى أنه من السابق لأوانه مناقشة ذلك. 

وذكر بارئيل، وفقا لتقارير إعلامية فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قدم المزيد من الأفكار الملموسة، في هذا الصدد. 

وبحسب المصدر ذاته، فقد طلب السيسي من الرئيس الأمريكي جو بايدن الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح مروان البرغوثي حتى يتمكن من إنشاء سلطة فلسطينية تحظى بدعم شعبي واسع، على أن يصبح محمود عباس رئيسا فخريا.  

ولكن السيسي يدرك أيضاً ــ بل وقد أوضح ذلك للأمريكيين ــ أنه لن يكون هناك خيار سوى دمج حماس في هذه السلطة الفلسطينية الجديدة. 

وبحسب الكاتب فإن الولايات المتحدة غارقة في الوقت الحالي في التخطيط لنموذج غزة في اليوم التالي للحرب بين إسرائيل وحماس، ومع ذلك، فمن دون شريك إسرائيلي، فإن هذه تخطيط واشنطن سوف يرسم مسارا تصادميا مع تل أبيب. 

فلا تزال إسرائيل تسعى إلى معارضة أي احتمال، ولو حتى في التلميح، لحصول السلطة الفلسطينية على أي مسؤولية لإدارة قطاع غزة. 

ولفت بارئيل إلى أن الولايات المتحدة تواجه بالفعل صعوبات في إملاء كيفية إدارة غزة بعد الحرب على إسرائيل. 

وأرجع تلك الصعوبة في المقام الأول عدم قدرة واشنطن على إيجاد بديل فلسطيني أو أي بديل آخر للسيطرة المدنية الإسرائيلية على القطاع. 

وبدون تعاون وشراكة السلطة الفلسطينية، فمن المحتمل أن تجد الولايات المتحدة، نفسها في موقف يضطر فيها إلى الموافقة على الاحتلال الإسرائيلي الكامل والمباشر لقطاع غزة لفترة طويلة، وحينئذ سيكون عليها الاكتفاء بمراقبة سلوك إسرائيل الإنساني والعمل كوسيط في توفير الكميات المطلوبة من الغذاء والدواء. 

اقرأ أيضاً

واشنطن تحث عباس على إجراء إصلاحات في السلطة لإدارة غزة بعد الحرب

المصدر | زيفي بارئيل/ هاآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطاع غزة إسرائيل حرب غزة إدارة قطاع غزة السلطة الفلسطینیة الولایات المتحدة غزة بعد

إقرأ أيضاً:

قوة دولية لغزة: واشنطن تسعى لنشر 10 آلاف جندي تحت سيطرة الاحتلال

#سواليف

تعتزم #إدارة_الرئيس_الأمريكي دونالد ترامب تجنيد 10 آلاف جندي لقوة الاستقرار الدولية في #غزة.

وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على الدول الأوروبية لإرسال قوات ضمن المرحلة الثانية من #خطة الرئيس الأمريكي دونالد #ترامب “ذات النقاط العشرين” . والسبب في ذلك هو صعوبة تجنيد جنود من الدول العربية والإسلامية لهذه العملية.

10 آلاف جندي بحلول نهاية العام المقبل

مقالات ذات صلة وزير الصناعة: نتائج التحقيق حول “حالات الاختناق” ليست سرا وستنشر الاثنين 2025/12/14

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر أشارت إلى أن التوقعات هي #تجنيد 5 آلاف جندي في بداية العام، على أمل الوصول إلى 10 آلاف جندي بحلول نهاية عام 2026.

في المقابل، ذكرت مصادر أخرى أن القوة لن تتجاوز 8 آلاف جندي، وهو عدد أقل بكثير من الهدف المحدد.

ووفقًا للتقرير، طلبت وزارة الخارجية الأمريكية رسميًا، يوم الاثنين الماضي، من 70 دولة تجنيد قوات أو على الأقل تقديم مساعدات مالية. وجاء الطلب من دول كبيرة مثل إيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى دول صغيرة مثل مالطا والسلفادور.

وصرح مسؤول أمريكي للصحيفة بأن 19 دولة “أبدت اهتمامًا” بتجنيد قواتها لهذه المهمة أو بتقديم أي نوع آخر من المساعدة.

القوات ستتمركز في مناطق الجيش الإسرائيلي

وبحسب المصادر فإن القوات التي يجري تشكيلها سوف تتمركز في في المناطق التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي. واضافت المصادر أن #القوات _الدولية ستتواجد في مناطق سيطرة الاحتلال يسلمها لهم دون السماح لحركة حماس الوصول إليها وهناك ستتم عملية فرز للسكان المدنيين على غرار المنطقة الخضراء في بغداد.

وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية ” لن تقتصر القوة على جنود من الدول الإسلامية والعربية فقط.

وأضاف أن دولة أوروبية واحدة على الأقل أبدت استعدادها لإرسال جنودها إلى غزة. إلا أن واشنطن غير راضية عن ذلك، وتسعى إلى ضم دول أخرى في القارة.

وعرضت دول أوروبية أخرى المساعدة في التدريب والتوجيه والتمويل، لكنها تُبدي قلقاً بالغاً إزاء إرسال القوات خشية الاشتباك مع #حماس. وتتمثل الخطة في نشر القوة في المرحلة الأولى، على سبيل المثال، في أحد أحياء مدينة رفح، على افتراض وجود عدد كبير من عناصر حماس هناك، ما يُقلل من احتمالية وقوع اشتباكات. كما توجد نية لنشر قوة حفظ الاستقرار في مناطق لا يُعاني سكانها من السخط رغم وجود حماس.

الانتشار في وقت مبكر من شهر يناير

تعتزم الولايات المتحدة نشر قواتها الدولية في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن الشهر المقبل، ووفقاً لمصادر أمريكية، ستبدأ هذه الخطوة في المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل.

ورغم هذه الخطة الطموحة، ورغم أن قوات حفظ السلام الدولية لن تُكلف بمحاربة حماس، فإن العديد من الدول لا تزال تمتنع عن إرسال جنود إلى هذه المهمة.

مؤتمر في الدوحة لإقرار القوة الدولية

ستستضيف القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) مؤتمراً مع الدول الشريكة في الدوحة يوم الثلاثاء المقبل، لمناقشة تخطيط قوة الاستقرار الدولية. هذا ما صرّح به مسؤولان أمريكيان لوكالة رويترز أمس.

وأشار المسؤولان إلى أنه من المتوقع أن ترسل أكثر من 25 دولة ممثلين إلى المؤتمر، الذي سيناقش، هيكل قيادة القوة.

ووفقًا للمسؤولين، تعمل الولايات المتحدة حاليًا على تحديد حجم القوة وتكوينها وتجهيزاتها وتدريبها، على الرغم من أنه من المقرر أن تبدأ عملياتها في غضون أسبوعين ونصف.

سيقود قوة تحقيق الاستقرار جنرال أمريكي لم يُعيّن بعد. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، هذا الأسبوع: “هناك الكثير من التخطيطات الجارية بهدوء خلف الكواليس للمرحلة الثانية من اتفاقية السلام. نريد ضمان سلام دائم ومستدام”.

مقالات مشابهة

  • قوة دولية لغزة: واشنطن تسعى لنشر 10 آلاف جندي تحت سيطرة الاحتلال
  • الرئيس عباس يمنح الناشط الإيطالي سولومون عوفاديا مواطنة الشرف الفلسطينية
  • وزير الخارجية: دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة
  • عبد العاطي يؤكد دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتمكينها من قطاع غزة
  • عبد العاطي يؤكد لوزير الخارجية الفلسطيني الأسبق دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية
  • رويترز: أميركا حجبت معلومات استخباراتية عن إسرائيل خلال حرب غزة
  • رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية لـ«الاتحاد»: منظومة الكهرباء في غزة تشهد انهياراً غير مسبوق
  • الرئيس عباس: سنعقد انتخاباتنا البرلمانية والرئاسية خلال سنة بعد انتهاء الحرب
  • “المجاهدين الفلسطينية”: العدو الصهيوني يواصل إبادة شعبنا بمنع ادخال مستلزمات الايواء والإغاثة لغزة
  • أشرف زكي يكشف الحالة الصحية لعبلة كامل