ضغوط كبيرة على مصر وسط احتشاد الغزيين قرب حدودها
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
منذ بداية الحرب الجديدة بين إسرائيل وحماس، أبدت مصر رفضها استقبال نازحين فلسطينيين على أراضيها، لكن تقريرا لصحيفة "واشنطن بوست" يرى أن القاهرة قد تضطر للتراجع عن موقفها "مع استمرار إسرائيل في هجومها على جنوب غزة".
الصيحفة نقلت عن دبلوماسيين سابقين، ومحللين عربا، قولهم، إن ظروف الحرب قد "تجبر القاهرة في نهاية المطاف على قبول النازحين من غزة، وهو ما قد يهدد السلام المستمر منذ عقود بين إسرائيل ومصر".
وبينما أصبحت مساحات كاملة من غزة في حالة دمار، تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 85% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قد نزحوا، استجابة للتوجيهات الإسرائيلية بالفرار إلى "أماكن أكثر أمانا"، لكنهم يجدون أنفسهم في مرمى النيران في كل مرة.
ويلجأ العديد من النازحين داخليا إلى مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب، على طول الحدود مع مصر، حيث يتم إيواء أغلبهم في مدارس وخيام، بينما ينام آخرون في الشوارع، حيث تنتشر الأمراض، في ظل شح المساعدات، بفعل القصف الإسرائيلي الذي يعيق وصولها.
وقال دبلوماسي مصري سابق تحدث للصحيفة دون الكشف عن هويته "لقد قدم الإسرائيليون تأكيدات بأن أي خطوات عسكرية يتم اتخاذها لن تمتد إلى الجانب المصري من الحدود، لكن الوضع الإنساني مروع" في إشارة إلى تغير المعطيات منذ بداية الحرب.
وأضاف "لا يزال هناك احتمال بتدفق الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، سواء حدث ذلك نتيجة لاستراتيجية عسكرية إسرائيلية متعمدة أو بشكل افتراضي".
وبينما تعزز البلاد حدودها في شمال سيناء، يضاعف كبار المبعوثين المصريين جهودهم لتجنب مثل هذا السيناريو والضغط من أجل وقف إطلاق النار.
وقد وفرت مصر ملاذا لملايين الأشخاص الذين فروا من الصراعات الأخيرة في السودان وليبيا واليمن وسوريا، لكن التهجير الجماعي للفلسطينيين خلال تأسيس إسرائيل عام 1948 إبان ما يعرف بالنكبة لا يزال يلوح في الأفق.
وتخشى الحكومات العربية من أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين الذين يغادرون غزة بالعودة بعد الحرب.
وفاقمت تصريحات سياسيين إسرائيليين دعت إلى إخراج الفلسطينيين من القطاع إلى تفاقم هذا القلق، كما فعلت وثيقة من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، تم تسريبها في أكتوبر "يبدو أنها اقترحت نقل الفلسطينيين بشكل دائم إلى مصر".
وتعقد جماعات المستوطنين المتطرفين، الداعمين الرئيسيين لحكومة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، اليمينية، مؤتمرات للضغط من أجل إعادة التوطين الإسرائيلي في غزة.
ويؤكد نتنياهو وكبار مسؤولي الدفاع أن الهدف العسكري الإسرائيلي هو هزيمة حماس، وليس إخلاء القطاع من الفلسطينيين.
تعقيدات ومخاطرقالت كسينيا سفيتلوفا، الزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلسي والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي "إنها فكرة تتبناها بعض القيادات اليمينية كخيار حقيقي، هم لا يفهمون التعقيد، ويتجاهلون المخاطر، ويفشلون في إدراك مدى حساسية الديناميكيات بين إسرائيل ومصر، وهي ديناميكيات تستحق الحفاظ عليها".
وسهلت مصر خروج آلاف المواطنين الأجانب والفلسطينيين من مزدوجي الجنسية، عبر معبر رفح منذ أواخر أكتوبر، لكن الذين ينجحون في العبور لا يُسمح لهم بالبقاء في مصر لأكثر من بضعة أيام.
وتشعر القاهرة بالقلق إزاء الوضع الأمني، إذ تخشى أن يتسلل مسلحو حماس إلى شمال سيناء.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منتصف أكتوبر الماضي "نرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم" محذراً من أن نقل سكان غزة إلى سيناء يعني "نقل الهجمات ضد إسرائيل إلى الأراضي المصرية، ما يهدد السلام بين إسرائيل وإسرائيل" بلد يبلغ عدد سكانه 105 مليون نسمة".
وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قلقة، وفق الصحيفة، إزاء المناقشات الإسرائيلية في الأيام الأولى من الحرب حول فكرة دفع سكان غزة إلى مصر.
ورفض وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وغيره من كبار القادة، الفكرة، بشدة، حسبما قال ثلاثة مسؤولين أميركيين لواشنطن بوست.
وقال بلينكن الشهر الماضي إن "الولايات المتحدة تعتقد أن أي اتفاق سلام نهائي يجب ألا يشمل التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، لا الآن، ولا بعد الحرب".
ويقول كبار المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والعرب الذين عملوا بشكل وثيق مع نظرائهم المصريين إن موقف القاهرة بشأن هذه القضية لن يتزعزع.
وقال دبلوماسي أميركي رفيع، تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته "لم يكن هناك أي غموض من جانب المصريين بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأراضي المصرية.. موقفهم واضح".
الصحيفة عقّبت على ذلك بالقول "لكن الظروف على الأرض في غزة تدهورت بشكل كبير بعد أكثر من شهرين من الحرب".
وتابعت "يبدو أن مصر تشعر بالضغط، إذ أرسلت وزير خارجيتها سامح شكري إلى واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر لتأكيد موقف القاهرة، كما قادت القاهرة قرارًا غير ملزم الأسبوع الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال في الدوحة الأسبوع الماضي إنه يتوقع "انهيار النظام العام في غزة، بالكامل قريبا" ما قد يساهم، وفق الصحيفة "في زيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر".
ولن يكون "اختراق" الحدود المصرية المتوقع، هو الأول من نوعه، ففي عام 2008، هرع آلاف الفلسطينيين إلى مصر مؤقتا بعد أن قام مسلحو حماس بتفجير ثغرة في الجدار الحدودي.
"كانت تلك لحظة مؤلمة حقا بالنسبة للمصريين" تقول واشنطن بوست، التي أكدت أن المصريين "لا يريدون أن يتكرر هذا الحدث".
الصحيفة نقلت عن المستشار السابق لمنسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية، مايكل ميلشتين، والذي يشرف على سياسة إسرائيل المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، قوله "أنا متأكد تماما من أن الجانبين منسقان إلى حد كبير مع تقدم الجيش الإسرائيلي جنوبا".
وقال دبلوماسي عربي سابق لم تكشف الصحيفة عن هويته "في نهاية المطاف، إذا اندفع الفلسطينيون عبر الحدود، لا يمكنك ترك الناس يموتون".
وتابع "الموقف السياسي شيء، لكن الضرورات على الأرض وما يُفرض على الأرض قصة مختلفة".
وأضاف أنه في هذه الحالة، من المرجح أن تسعى مصر للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة وإسرائيل بأن أي تهجير للفلسطينيين سيكون مؤقتًا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الفلسطینیین من بین إسرائیل إلى مصر غزة إلى من غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
إذاعة جيش إسرائيل: آلية توزيع مساعدات بغزة تبدأ الاثنين مع “ثغرات كبيرة”
غزة – ادعت إذاعة الجيش الإسرائيلي، امس الأحد، أن آلية توزيع المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة، ستبدأ العمل اليوم الاثنين، بوجود “ثغرات كبيرة”، وذلك بالتعاون مع شركات أمريكية خاصة.
وقالت الإذاعة الرسمية إن “آلية المساعدات الإنسانية الجديدة في قطاع غزة، ستبدأ بالعمل اليوم الإثنين، بعد تأخير ليوم واحد، بالتعاون مع شركات أمريكية خاصة”.
لكنها نوهت إلى أن الآلية الجديدة “تعاني من ثغرات كبيرة ولن تكون قادرة على تلبية احتياجات جميع سكان القطاع”، دون مزيد من التفاصيل.
وادعت الإذاعة أن “آلية توزيع المساعدات الجديدة، تشمل إنشاء 4 مراكز توزيع: 3 في رفح (جنوب) وواحد وسط القطاع”، دون تحديد المحافظة.
وقالت الإذاعة إنّ “هذه المراكز ستغطي احتياجات 1.2 مليون نسمة فقط، أي سكان جنوب ووسط القطاع، فيما سيبقى قرابة مليون شخص في الشمال دون تغطية”.
وبحسب الإذاعة، فإنه “على عكس ما كان مخططاً، لن يمر المدنيون عبر نقاط تفتيش قبل دخولهم مراكز التوزيع، ما يعني أن عناصر حماس يمكنهم دخول هذه المراكز واستلام المساعدات أيضاً”.
ولم تعلق حركة حماس على ما نشرته الإذاعة العبرية حتى الساعة (18:00) ت.غ.
وتروج إسرائيل والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لمخطط من أجل توزيع المساعدات بنقاط محددة جنوب غزة، من خلال منظمة غير ربحية سُجلت حديثا في سويسرا تحت اسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي تشير تقارير إعلامية عبرية إلى أن مؤسسها هو المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
فيما أقرت إذاعة الجيش بأن هذا المخطط يهدف إلى تسريع إخلاء الفلسطينيين من مناطق شمال القطاع إلى جنوبه، تمهيدا لتهجيرهم وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنها باتت ضمن أهداف الحرب.
وكان من المقرر أن تبدأ هذه الشركة امس الأحد، توزيع المساعدات في قطاع غزة، إلا أن صحيفة “يسرائيل هيوم” الخاصة كشفت، نقلا عن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي (لم تسمّهم) قولهم إن “البدء بتطبيق الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة اليوم (الاثنين)”.
والاثنين الماضي، نشرت “يديعوت أحرونوت”، لأول مرة، صورا لموظفين تابعين للشركة التي ستتولى توزيع المساعدات وهم يرتدون سترات واقية ومدججين بالسلاح.
ووقتها، ادعت الصحيفة أن الشركة تابعة لصندوق إنساني أسسه حديثا ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ويحمل اسم (مؤسسة غزة الإنسانية) ويعرف اختصارا بـ “GHF”.
الأناضول