خبراء لـعربي21: الاقتصاد التونسي بوضع حرج ونتوقع سنة صعبة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
قال خبراء اقتصاديون إن الوضع الاقتصادي بتونس يواجه صعوبات حادة ويوصف بالحرج مؤكدين أن قانون المالية لسنة 2024 غير قابل للتطبيق.
واعتبر الخبراء خلال ندوة "المالية العمومية والاقتصاد إلى أين؟" أن الموارد الخارجية المضمنة في قانون المالية والمقدرة بـ 16,4 مليار دينار أي ما يقدر بـ 5,3 مليار دولار، من المستحيل الحصول عليها والسبب الرئيسي في ذلك الفتور الكبير في العلاقة مع صندوق النقد الدولي والذي تعثرت المفاوضات معه منذ أكثر من سنتين.
ورجح الخبراء أن تكون السنة المقبلة صعبة للغاية اقتصاديا واجتماعيا على التونسيين وأن فقدان المواد الأساسية سيزيد عما هو عليه.
وقد عرفت الأسواق التونسية خلال العام الجاري اضطرابا كبيرا في التزود بالمواد الأساسية والمحروقات ووصلت حد النفاذ في أغلب الأحيان.
نمو سلبي
وقالت الخبيرة في الاقتصاد جنات بن عبد الله إن "كل المؤشرات الاقتصادية تؤكد أن الوضع صعب وصعب جدا، يكفي أن نعود لنسبة نمو الناتج المحلي للثلاثي الثالث من هذه السنة والذي سجل وفق أرقام رسمية نموا سلبيا بـ0.2 بالمئة بما يعني أن كل القطاعات المنتجة في المنطقة السلبية".
وأوضحت بن عبدالله في حديث خاص لـ"عربي21"، "نسبة النمو السلبية تعكس بكل وضوح الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، فالنمو السلبي يؤكد أن مجال خلق مواطن الشغل أصبح منعدما وبالتالي دخلنا مرحلة تدمير مواطن الشغل".
وأشارت المختصة إلى أن "الوضع حرج جدا وهو ما يعكسه أيضا عجز الميزان التجاري والذي يصل في حدود 32.9مليار دينار أي 10.6مليار دولار، مشيرة إلى تواصل العجز زاد من انزلاق الدينار التونسي وهو ما جعلنا اليوم ننتج التضخم ونقوم بتوريده".
وحذرت محدثتنا من أن السنة الجديدة ستكون أكثر صعوبة وستتفاقم الصعوبات خاصة مع توريد كامل الاحتياجات من الحبوب.
وعن تواصل فقدان المواد أجابت الخبيرة "نعم ستتواصل الأزمة والفقدان سيستمر، سنة صعبة جدا بانتظار التونسيين".
وشهدت تونس على كامل السنة الحالية صعوبات اقتصادية أثرت بشكل كبير على وضع التونسيين خاصة في ما يتعلق بالتزود بالمواد وأساسا الخبز والسميد والأرز والقهوة والسكر.
وتفاقم سوء الوضع بسبب الجفاف الكبير والذي جعل الدولة تسجل تراجعا في محصول الحبوب بأكثر من 60 بالمئة.
وتشير آخر الإحصائيات إلى أن نسبة التضخم سجلت خلال تشرين الثاني / نوفمبر الماضي 8.3 بالمئة.
بدوره قال الأستاذ الجامعي المختص في الاقتصاد أرام بالحاج إن "قانون المالية غير قابل للتطبيق فالحديث عن موارد خارجية لتمويل الميزانية بهذا الحجم القياسي بأكثر من 16مليار دينار شبه مستحيل ".
وفسر المختص في تصريح خاص لـ"عربي21"، "كيف نحصل على تمويل خارجي في ظل هذا الفتور في العلاقة مع صندوق النقد الدولي؟، وأيضا وزيرة المالية اعترفت بصعوبة تطبيق بعد فصول القانون اذا سنكون في حاجة لقانون مالية تعديلي".
وشدد بالحاج على أن "الوضع صراحة صعب للغاية وهو ما تعكسه أرقام النمو الضعيفة والتي تتوقع الدولة أن تكون في حدود 2.1 بالمئة عام 2024 فيما يقول صندوق النقد أنها ستكون في 1.8 بالمئة".
وعن الحلول لتحقيق نمو أفضل رأى الخبير أنه لا بد من اتخاذ إجراءات إنعاشية تكون صلب قانون المالية.
وختم آرام بالحاج: "ستكون السنة الجديدة صعبة على التونسيين واقتصاد البلاد ".
وتُقدّر موازنة الدولة للسنة القادمة بـ77،868 مليار دينار، أي ما يعادل 25 مليار دولار، وذلك بزيادة نسبة 9.3 بالمئة، مقارنة بموازنة سنة 2023.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاديون التونسيين اقتصاد تونس سعيد المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قانون المالیة ملیار دینار
إقرأ أيضاً:
غزة ترفض فتات السماء.. شهادات لـعربي21 تكشف عن غضب الأهالي من الإنزالات الجوية
عبر فلسطينيون في غزة في أحدايث منفصلة لـ"عربي21" عن غضبهم من جدوى الإنزالات الجوية في قطاع غزة، في مواجهة مجاعة طاحنة وغير مسبوقة، داعين إلى فتح الباب أمام المؤسسات الأممية لإدخال ما يتكدس من مساعدات على المعابر البرية، وتمكين الوصول إليها وتوزيعها بـ"شفافية وكرامة".
وقال عبد الحليم حسن، إن التجربة السابقة مع الإنزالات الجوية للمساعدات، كانت تؤكد بوضوح غياب الأثر والجدوى في كسر موجة الجوع الحادة التي تضرب قطاع غزة، مؤكدا في حديثه لـ"عربي21" أن الكميات القليلة التي تلقيها الطائرة الواحدة، لا تكفي لسد حاجات الناس الملحة وسط مجاعة مستفحلة.
وأضأف حسن" : غزة ترفض هذه الطريقة التي تمتهن الكرامة الإنسانية، وتخلق مزيدا من الفوضى في الشارع".. متسائلا: "هل يعجب المجتمع الدولي أن نتدافع ونقتل بعضنا بعضا للحصول على هذا الفتات؟".
بدوره، قال سعيد نصار في حديث لـ"عربي21"، إن المساعدات التي تلقى جوا تشكل خطرا كبيرا على حياة الفلسطينيين في القطاع، كونها قد تسقط على خيام النازحين أو المنازل الآيلة للسقوط والتي اتخذها غزيون مأوى لهم.
وبينما عبر نصار عن شكره للدول التي تنفذ عمليات الإنزال الجوي، دعا إلى تحويل الجهود لإدخال المساعدات برا، على اعتبار أن الشاحنة الواحدة يمكن أن تحمل ما يمكن إلقائه من عدة طائرات مجتمعة.
من جهته، قال الصحفي المحلي معاذ سليمان في حديث لـ"عربي21"، إن طائرات تحمل مساعدات ألقت دفعات من المساعدات في عدة مناطق من مدينة غزة، مشددا على رصد إسقاط 12 مظلة تحمل مساعدات فوق البلدة القديمة لمدينة غزة، ومنطقة شارع الثلاثيني القريب، فضلا عن 8 مظلات فوق منطقة الكرامة المدمرة شمال غرب المدينة.
"خطورة مركبة"
وشدد سليمان على أن تحرك المواطنين لاستلام المساعدات من المناطق المدمرة ينطوي على خطورة مركبة، فمن ناحية يُخشى أن تسقط هذه المساعدات على رؤوس النازحين والمحتشدين والخيام البالية في مناطق الإنزالات، أو يتعذر من الناحية الأخرى الوصول إليها حال سقطوها في مناطق أو منازل مدمرة، كمنطقة الكرامة التي تعرضت إلى تدمير ممنهج أحالها إلى أكوام من الركام.
في الاتجاه نفسه، كشف الصحفي يوسف فارس، أن إحدى المظلات (تحمل مساعدات) سقطت مباشرة على خيمة تؤوي نازحين بمنطقة الكرامة شمال غزة، وأصيب الجميع وربما قتلوا.
وحذر الصحفي في منشور على حساب في "فيسبوك" من تشكل عصابات تعمل على تطويق مناطق سقوط المظلات، بهدف سرقتها وحرمان المجوعين منها.
وذكر أن "العشرات قتلوا (سابقا) نتيجة السقوط المباشر للمظلات الثقيلة على الخيام والبيوت"، متسائلا: "كيف سيكون الحال اليوم وليس في شمال القطاع موطئ قدم إلا ودُقت فيه خيمة؟".
وشدد فارس على أن "إسرائيل تبدع في اجتراح كل طريقة لإدخال المساعدات يتحقق فيها مبدأ الإذلال وامتهان الكرامة" .
انتقاد أممي
من جهتها، انتقدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، استخدام "إسرائيل" للإنزال الجوي للمساعدات في قطاع غزة، قائلة إن تلك الآلية في إيصال المساعدات "لن تنهي" المجاعة المتفاقمة.
وتساءلت جولييت توما، مديرة الإعلام والاتصال في الوكالة لصحيفة "نيويورك تايمز"، عن جدوى إنزال المساعدات جوا، وقالت: "لماذا نستخدم الإنزال الجوي بينما يمكننا نقل مئات الشاحنات عبر الحدود؟".
وشددت على أن إدخال المساعدات عبر المعابر البرية "أسهل بكثير، وأكثر فعالية، وأسرع، وأقل تكلفة".
وأكدت أن الإنزال الجوي للمساعدات "لن يُنهي المجاعة المتفاقمة في غزة"، لافتة إلى تكدس 6000 شاحنة تابعة للأونروا عند المعابر البرية "تنتظر الضوء الأخضر" من "إسرائيل" من أجل الدخول إلى القطاع المحاصر.
وموجهة خطابها لدولة الاحتلال، قالت توما: "ارفعوا الحصار، وافتحوا المعابر، واضمنوا حركة آمنة (لقوافل المساعدات) ووصولا كريما للمحتاجين (في غزة)".
وسبق أن اعتبر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو "مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية بالقطاع".
ويأتي ذلك بينما أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، "سماحه" بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، و بدء ما أسماه "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية.
وتتزامن تلك الخطوة الإسرائيلية مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة بالقطاع وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها دولة الاحتلال منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وخلفت الإبادة الإسرائيلية, بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.