إيكونوميست: المسيحيون يعانون في فلسطين.. ومحنتهم في بيت لحم والقدس تسبق غزة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على أوضاع المسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى أن "محنتهم" تسبق العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
وذكرت المجلة البريطانية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن مشهد المهد في عيد الميلاد لهذا العام ببيت لحم تمثله صورة طفل مقمط بالكوفية الفلسطينية يستريح على كومة من الأنقاض، مشيرة إلى أن الحرب في غزة أدت إلى تقليص كبير في الاحتفالات بالضفة الغربية، بل يمكن القول إنه "تم إلغاء عيد الميلاد في الأرض التي ولد فيها يسوع المسيح".
وأضافت أن مجتمع المسيحيين الفلسطينيين الصغير في غزة تضرر بشدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إذ قُتل ما لا يقل عن 16 مسيحيا في غارة جوية ألحقت أضرارًا بكنيسة القديس برفيريوس، وهي أقدم كنيسة في مدينة غزة.
ووصف البابا فرنسيس تصرفات إسرائيل في غزة بأنها "إرهاب" بعد مقتل أم مسيحية وابنتها بالرصاص أثناء احتمائهما في مجمع كنيسة. ويقول آباء الكنيسة إن نصف المسيحيين في غزة فروا منذ بدء الحرب.
وبدلاً من ترانيم عيد الميلاد، تقوم محلات الحلاقة في الحي المسيحي بالقدس ببث تغطية متواصلة للفظائع بغزة على قناة "الجزيرة"، ويقول منذر إسحاق، راعي الكنيسة اللوثرية في بيت لحم: "لا أحد في مزاج للاحتفال. ولكن ربما نصلي أكثر".
وحتى قبل الحرب الأخيرة، كانت حظوظ المسيحيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس، تتدهور بسرعة، فالحصول على تصاريح من السلطات الإسرائيلية للسفر داخل وخارج بيت لحم والقدس أمر لا يمكن التنبؤ به، حتى بالنسبة لرجال الدين.
اقرأ أيضاً
إيطاليا والفاتيكان تدينان قتل امرأتين في كنيسة بغزة
وإضافة لذلك، يقول المسيحيون إن تنمر المستوطنين اليهود العنيف يزداد أكثر فأكثر، دون عقاب، وإن بيت لحم أصبحت معزولة عن القدس بسبب الجدار العازل الإسرائيلي وسلسلة من المستوطنات.
ولا يتجاوز عدد المستوطنين اليهود في الجانب الشرقي العربي من البلدة القديمة في القدس الألف، لكنهم أصبحوا أكثر عدوانية ويتمركزون بشكل أكثر استراتيجية لعزل الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين في المدينة والمناطق المجاورة لها.
وفي الوقت نفسه، تخوض الطائفة الأرمنية ما تصفها بأنها "معركة وجودية" للحفاظ على جزء من أراضيها في بلدة القدس القديمة، وتقول البطريركية الأرمنية إن صفقة لإسناد الأرض إلى مطور إسرائيلي "تضع الوجود الأرمني والمسيحي كله بالقدس في خطر"، مشيرة إلى أن جرافات الاحتلال بدأت في العمل بالفعل.
ويوضح يوسف ضاهر، من مجلس الكنائس العالمي في القدس، أنه إذا تزوج مسيحي فلسطيني في القدس من سكان الضفة الغربية، فلا يمكن للزوج أن يعيش في المدينة دون تصريح، ربما يستغرق الحصول عليه عقدًا من الزمن، وإذا انتقل الزوجان إلى الضفة الغربية، فقد يتم مصادرة أي حقوق إقامة في القدس. وأضاف: "قبل حرب عام 1967، كان يعيش في المدينة حوالي 24 ألف مسيحي. الآن لا يوجد سوى 9 آلاف".
ويقول دانيال سايدمان، وهو محامٍ إسرائيلي وخبير في شؤون المدينة: "العقلية السائدة في إسرائيل هي: القدس لنا. إنها أخطر أزمة منذ عام 1948"، مشيرا إلى أنه "من غير المرجح أن يتم التراجع عن هجرة المسيحيين الفلسطينيين.
وأوضح: "من المحتمل أن تجد عددًا أكبر من مسيحيي القدس يعيشون في إلينوي أو ميشيغان أكثر من القدس الشرقية".
اقرأ أيضاً
قناص إسرائيلي يغتال مسنة كاثوليكية وابنتها داخل الكنيسة الوحيدة لطائفتهما بغزة
المصدر | الإيكونوميست/ ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: غزة المسيحيين إسرائيل بيت لحم القدس فی القدس بیت لحم إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
فلسطين والدنمارك تبحثان التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية
بحث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، مع وزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن، اليوم الأحد آخر المستجدات السياسية، والتطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، بحضور وزير التخطيط والتعاون الدولي اسطفان سلامة.
وأكد رئيس الوزراء، خلال الاجتماع، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" ولاية دولة فلسطين وسيادتها على قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، تحت سلطة وقانون وسلاح ومؤسسات واحدة، وأن أي ترتيبات انتقالية في المرحلة المقبلة يجب أن تراعي التنسيق المشترك مع دولة فلسطين ومؤسساتها.
ورحب بكل الجهود الدولية لدعم برامج الإغاثة والتعافي والإعمار في قطاع غزة، مشددا على مرجعية الخطة الفلسطينية العربية للتعافي وإعادة الإعمار وبرامجها التنفيذية، والتي تحظى بتأييد ودعم واجماع من المجتمع الدولي.
وجدد رئيس الوزراء دعوته للدنمارك الاعتراف بدولة فلسطين بما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
مندوب مصر بالجامعة العربية: المجتمع الدولي مسئول عن توفير الحماية للفلسطينيين
أكد السفير محمد سمير مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية أن مسؤولية المجتمع الدولي تجاه الفلسطينيين لا بد أن تتجاوز حدود التضامن اللفظي إلى إجراءات عملية ملموسة، تشمل توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين في مختلف الأراضي المحتلة، ووقف جميع الأنشطة الاستيطانية ومحاولات الضم الصامت، وإلزام كافة الأطراف باحترام القانون الدولي الإنساني، وإطلاق عملية سياسية ذات مصداقية تفضي إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة، فضلًا عن دعم جهود إعادة إعمار قطاع غزة، وتمكين أهل القطاع من استعادة مقومات الحياة الإنسانية الكريمة.
وقال السفير محمد سمير - في كلمته خلال فعالية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بالجامعة العربية اليوم الأحد - إن هذا اليوم يحمل دلالات سياسية وأخلاقية عميقة، ويذكرنا بأن قضية فلسطين - رغم مرور العقود - لا تزال جرحًا مفتوحًا في ضمير الإنسانية، وشاهدًا على إخفاق المجتمع الدولي في إنصاف شعب ما زال محرومًا من حقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو من عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أن الكارثة الإنسانية في قطاع غزة استحوذت على اهتمام العالم أجمع، لما شهدته من دمار بالغ، ومعاناة إنسانية لا تطاق، وظروف معيشية تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة. غير أن مأساة الشعب الفلسطيني، في جوهرها، أعمق من أن تختزل في غزة وحدها.
وتابع: "وفي الضفة الغربية والقدس الشرقية، تتواصل ممارسات ترقى إلى ما يمكن وصفه بضم فعلي صامت، ينفذ على نحو تدريجي ومنهجي، عبر تمديد الحدود الإدارية للمستوطنات، والتوسع المطرد في الأنشطة الاستيطانية، وشرعنة البؤر الاستيطانية غير القانونية، وإصدار تراخيص بناء جديدة داخلها، بما يؤدي إلى تفتيت الجغرافيا الفلسطينية، وتقويض أسس قيام دولة مستقلة قابلة للحياة.
واستطرد قائلا: "وتجري هذه الممارسات - للأسف - بعيدًا عن دائرة الاهتمام الإعلامي العالمي، بما يسمح باستمرارها وتكريسها كأمر واقع، ويفاقم من معاناة الشعب الفلسطيني ويقوض فرص التسوية العادلة.