الجزيرة:
2025-07-03@23:15:59 GMT

لماذا يجب تعليم طفلك مهارة التعاطف مع الآخرين؟

تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT

لماذا يجب تعليم طفلك مهارة التعاطف مع الآخرين؟

"قبل أن تنتقد شخصا أو تحكم عليه، ضع نفسك في مكانه" يعبر هذا الاقتباس البسيط عن قوة التعاطف، فإدراك مشاعر الآخرين وتخيل كيف سيكون الأمر لو كنت في نفس موقفهم، تحدد قدرة الشخص على التعاطف.

والتعاطف مهارة ينبغي تعليمها للأطفال في سن صغيرة، لمشاركة المشاعر وتقديم المساعدة وهي سمة معقدة تتطور بمرور الوقت وهناك العديد من الطرق التي تعززها.

تعلم التعاطف في سنوات الطفل الأولى

عندما يتعلم الأطفال التعاطف في وقت مبكر من أعمارهم، يصبحون أكثر لطفا وتفهما واحتراما لمشاعر الآخرين، كما يساعدهم التعاطف على بناء قدرات التواصل وتعزيز سلوكيات مساعدة الآخر، ويساهم في زيادة قدرتهم على تكوين صداقات ويمنعهم من التنمر على المحيطين بهم، ومن أهم ما مميزات التعاطف أنه يساعد الطفل على فهم اختلاف كل شخص عن الآخر وعلى إدراك مشاعر ووجهات نظر الآخرين التي ربما تكون مختلفة عن مشاعره الشخصية.

يعزز التعاطف قدرة الأطفال على تخيل نوع الفعل أو الاستجابة التي قد تساعد الآخر على التحسن أو الشعور بمشاعر إيجابية مثل تقديم دعم معنوي لصديق أو قطعة حلوى أو عناق صادق.

عندما يفتقد الطفل بالشعور بالقبول في البيئة المحيطة به، لا يمكنه فهم مشاعر الآخرين(بيكسلز) طرق بناء التعاطف داخل الأطفال

لأن التعاطف ليس صفة فطرية يولد بها الأطفال، فإن هناك بعض الطرق التي تساعد الآباء على تعزيز مشاعر التعاطف داخل الأطفال، أهمها  بناء علاقة حب آمنة و قوية بين الوالدين والأطفال، لأن الطفل عندما يشعر بالقبول في البيئة المحيطة به، يمكنه فهم مشاعر الآخرين.

ويجب الأخذ في الاعتبار أن الأسرة هي المرجع الاجتماعي الأول للطفل والمقياس الذي يعزز استجاباته لذلك ينبغي أن يكون الآباء قدوة للطفل، من خلال إظهار التعاطف الصادق مع المحيطين، والاعتذار عند الخطأ، لأنه عندما يعتاد الآباء الاعتذار دون غرور أو تنصل يتعلم الأطفال متى يجب أن يقولوا ذلك.

يمكن بناء التعاطف عن طريق الحكايات واللعب التمثيلي الذي يضع الأطفال بالفعل في مواقف متخيلة تعزز مشاعر التعاطف داخلهم.

الأسرة هي المرجع الاجتماعي الأول للطفل والمقياس الذي يعزز استجاباته (بيكسلز) لا للخوف والأحكام المسبقة

يعد تشجيع الأطفال على الاعتراف بالمشاعر السيئة مثل الحزن أو الغضب، دون خوف أو قلق من الأحكام أو السخرية، إحدى الطرق الفعالة في بناء التعاطف لدى الطفل. عندما يدرك الطفل مشاعره الشخصية بعمق ويعبر عنها يصبح قادرا على فهم مشاعر الآخرين ومدركا لطرق تعبيرهم عن هذه المشاعر.

لذلك؛ تحقق من مشاعر طفلك، لأنه في بعض الأحيان عندما يشعر الطفل بالحزن أو الغضب، لا يفكر الآباء سوى في  إخفاء المشاعر السيئة وإصلاح الأمر حتى لا يشعر الطفل بأي ألم. لكن يجب أن يدرك الآباء والأطفال أن المشاعر السيئة جزء من الحياة وعلى الطفل أن يتعلم كيف يتعامل معها ويفهم حقيقتها بدلا من رفضها، لأن فهم حقيقة مشاعره الشخصية يساعده على فهم مشاعر الآخرين.

تجنب ترسيخ الشعور بالذنب

ربما يعتقد البعض أن ترسيخ الشعور بالذنب يجعل الطفل يتعاطف مع الآخرين، لكن العكس هو الصحيح، حيث تؤثر مشاعر الذنب بطريقة سلبية على التعاطف، أي أن الطفل لا يمكنه التعاطف مع الآخرين إذا شعر أنه الشخص السيء أو المتسبب في المشاعر السلبية لشخص آخر، لأنه عندما يشعر بالخجل ويجد نفسه موضع الهجوم بل يتحول إلى شخص متمركزا حول ذاته ولا يرى سوى الموقف الخاص به. لذا فإن محاولات إشعار الاطفال بالذنب أو الخطأ لا تعد الطريقة المناسبة لتعزيز مهارات التعاطف مع الآخر، لكنها على العكس تجعل الأطفال يتجهون نحو مشاعر الغضب واللامبالاة والانعزال.

الأطفال بطبعهم يميلون إلى الأنانية ولا يمكنهم رؤية الصورة الأوسع (شترستوك)

يظهر الأشخاص البالغون تعاطف أكبر تجاه الأفراد المشابهين لهم، وتشير الأبحاث أن الأطفال لديهم نفس الاتجاه، لذلك تعد واحدة من أفضل طرق تشجيع التعاطف وتنميته هي جعل الطفل يدرك الأشياء المشتركة بينه وبين الآخرين، وهو ليس أمرا سهلا لأن الأطفال بطبعهم يميلون إلى الأنانية ولا يمكنهم رؤية الصورة الأوسع.

كما أسهمت التكنولوجيا الحديثة في البعد عن الحياة الطبيعية، ويسبب الإفراط في استخدام الشاشات في زيادة عزلة الأطفال وتمحورهم حول ذاتهم، وبالتالي تراجع مشاعر التعاطف داخلهم، لذا ينصح خبراء التربية وعلماء النفس، الوالدين بتقليل وقت استخدام الشاشات ومنح الأطفال وقت وفرص أكبر للتواصل الاجتماعي الفعلي واللعب من أجل تنمية مشاعر التعاطف.

في الوقت نفسه، يمكن أن تعزز رعاية الحيوانات الأليفة مشاعر التعاطف لدى الأطفال، لأنها توفر للأطفال مسؤولية يومية ذات معنى كبير، سواء عن طريق الاهتمام بطعام وشراب الحيوان الأليف أو عن طريق رعايته والعطف عليه، ويمكن أن يتعلم الأطفال التعاطف حتى عن طريق العناية بالنباتات ورعايتها ومراقبة نمو الزهور الصغيرة، ما يعزز شعور الطفل بالتعاطف بالإضافة إلى تعزيز شعوره بالإنجاز.

ترسيخ الشعور بالذنب لا يجعل الطفل يتعاطف مع الآخرين (بيكسلز) سمات الأطفال المتعاطفون

يعتذر الأطفال المتعاطفون عندما يخطئون ويصبحون أكثر وعيا بتأثير أفعالهم على الآخرين، ويسألون دائما عن أسباب المشاعر السلبية للأشخاص المحيطين بهم. ويُظهر هذا الفضول اهتمامهم بفهم مشاعر الآخرين وتقدير تجاربهم، ما يجعل الطفل قادر على تطوير علاقات صحية وغير معقدة طوال حياته.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مع الآخرین مع الآخر عن طریق

إقرأ أيضاً:

نصائح لمساعدة طفلك على تجنب الوجبات السريعة

تعاني معظم الأمهات من اعتماد أطفالهن على الوجبات السريعة، وخاصة أنها تسبب الكثير من القلق والتوتر والانزعاج للأهل، وكثيراً ما نجد الأطفال يفضلون تناول تلك الوجبات عن أكل المنزل، لذلك نستعرض أهم النصائح الفعالة التي تساعدك على توجيه طفلك لتجنب الوجبات السريعة وتعزيز عادات الأكل الصحية:

اقرأ ايضاًأضرار تناول الوجبات السريعة أثناء مشاهدة مباريات كأس العالمنصائح لمساعدة طفلك على تجنب الوجبات السريعة

فيما يلي نصائح فعالة تساعدك على توجيه طفلك لتجنب الوجبات السريعة وتعزيز عادات الأكل الصحية:

يجب أن تكون قدورة لطفلك لأنه الأطفال يقلدون الأهل، فاحرص على أن تكون خياراتك الغذائية صحية أمامهم.تجنب تناول الوجبات السريعة أمام الطفل أو الحديث عن هذه الوجبات بإيجابية.يفضل أن توفر بدائل صحية لذيذة مثلاً حضّر في المنزل وجبات شبيهة بالوجبات السريعة مثل برغر صحي، شاورما منزلية، بيتزا منزلية، بطاطا مشوية.يفضل أن تجعل طفلك يشاركك في إعداد الطعام واختياره، فهذا يزيد اهتمامه بتجربة الطعام الصحي.توعية طفلك والتحدث معه عن الفرق بين الأكل الصحي والوجبات السريعة بلغة تناسب عمره، والتركّيز على كيف يؤثر الطعام على نموه وطاقة جسمه.يجب تنظيم وقت الوجبات وذلك يمنع الجوع المفاجئ الذي يجعل الأطفال يطلبون الطعام الجاهز.تجنب استخدام الشوكولاتة أو البرغر الجاهز كمكافأة ويفضل استبداله ذلك بوقت للعب أو نزهة.مراقبة المحتوى الذي يشاهده طفلك، لأنه الإعلانات عن الوجبات السريعة تؤثر على رغباته.توفير وجبات خفيفة صحية مثل شرائح الفواكه، أو الزبادي، المكسرات، أو الفشار غير المملح.اجعل الأكل الصحي ممتعًا مثلا قم باستخدام أطباق ملونة، أو قطّاعات للفاكهة على شكل نجوم وقلوب.كوني أيتها الأم صبورة وثابتة لأنه التغيير لا يحصل بين يوم وليلة، لكن مع التكرار مع طفلك والاهتمام ستتكون العادات الصحية. كلمات دالة:نصائح لمساعدة طفلك على تجنب الوجبات السريعةالوجبات السريعة تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

نادين طاهر مُحررة قسم صحة وجمال

انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.

الأحدثترند نصائح لمساعدة طفلك على تجنب الوجبات السريعة مقتل وإصابة 4 جنود إسرائيليين بمعارك ضارية في غزة براد بيت بحذر النجوم الشباب من المشاركة بهذه الأفلام: "لا تفعلوا" مصر: تقر تعديلات قانون الإيجار القديم إسرائيل: نهاية "عربات جدعون" في غزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • نصائح لمساعدة طفلك على تجنب الوجبات السريعة
  • تعليم بورسعيد يستعرض آليات استلام وفحص المستندات وإجراء المقابلات لرياض الأطفال |صور
  • مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل يطلق حملة تثقيفية توعوية
  • سايحي يبحث مع المفوضة الوطنية سُبل تعزيز رعاية الأطفال الصحية
  • سايحي يبحث مع المفوضة الوطنية سبل تعزيز رعاية الأطفال الصحية
  • رابط التقديم في مرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي بالمعاهد الأزهرية
  • عملية جراحية نادرة تنقذ حياة رضيع بمستشفى الثورة في الحديدة
  • النيابة العامة تنظم ورشة عمل حول «حقوق الطفل في ظل التشريعات الجنائية وقوانين الأسرة»
  • مهارة استثنائية تنقذ طائرة إندونيسية من كارثة وشيكة (فيديو)
  • الكلام بلا مصادر وصياغة شات gpt/////////بعد حادث طفلة تونس.. مخاطر استخدام العوامة للأطفال في البحر