صحيفة الاتحاد:
2025-05-19@03:41:45 GMT

محمد كركوتي يكتب: المرونة النقدية في 2024

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

يبدو واضحاً عبر متابعة التوجهات الاقتصادية الراهنة على الساحة العالمية، أن ثمة «مرونة» (وليس تحولات بعد)، ستصبغ الاقتصاد العالمي عموماً في العام المقبل. التحولات تحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تظهر في الميدان، وستكون بالطبع نتاج السياسات المرنة التي سيتخذها المشرعون حول العالم، وفي مقدمتها عدم مواصلة رفع الفائدة، بل خفضها إذا أمكن في الربع الأول من العام 2024.

 
ربما لن يكون تخفيف التشديد النقدي عميقاً، لكنه سيصل إلى العمق بالتدريج. فخفض تكاليف الاقتراض لا بد أن يناسب وتيرة رفعها أيضاً، ناهيك عن أن الصعوبات الاقتصادية لا تزال باقية وإن بصورة أقل، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة، وعدم الاستقرار تماماً لسلاسل التوريد، على الرغم من القفزات النوعية في هذا المجال، خلال الأشهر الماضية. وسط هذه الأجواء، تبقى العيون شاخصة على مستويات التضخم، التي بات في الأشهر الأخيرة اتجاهها للهبوط، الأمر الذي خفف الضغوط على المشرعين الماليين، الذين يسعون إلى إيصال أسعار الفائدة لمستويات تكفل نسباً من النمو في المديين القريب والمتوسط. ورغم أن أحداً لا يتطلع إلى نمو كبير مشابه لما حدث في العقد الماضي، بما في ذلك الصين، إلا أن أي نسبة من هذا النمو، سوف تضمن ابتعاد هذا الاقتصاد أو ذاك عن دائرة الركود. 
فقد وصل الخوف من الركود، إلى درجة أن كثيراً من البلدان المتقدمة والناشئة، تمنت هبوطاً ناعماً لاقتصاداتها. فمثل هذا الهبوط يسمح في النهاية بالتخلص من تبعاته في فترة زمنية قصيرة، والأمر ليس كذلك بالنسبة للركود بالطبع. 
يمكن توصيف الشكل الاقتصادي العالمي في السنة المقبلة، على أنه ماض في التعافي شيئاً فشيئاً من الأزمات التي مر بها منذ العام 2020، بما في ذلك الحرب الجارية في أوكرانيا، ومستويات التضخم، وارتفاع تكاليف الاقتراض، واضطراب سلاسل التوريد، وتفاقم المواجهات الجيوسياسية. 
وهذا التعافي سيكون ضرورياً جداً، ليس فقط من أجل استعادة النمو، والتغلب على آثار الأزمات المختلفة، بل وتعويض ما تم إنفاقه بصورة طارئة بسبب هذه الأزمات. فغالبية الاقتصادات حول العالم تعاني ديوناً حكومية مرتفعة، تساوت في غالبية البلدان بحجم ناتجها المحلي الإجمالي، وقفز بعضها فوق مستوى هذا الناتج. 
وهذا الجانب يدق جرس الخطر دائماً، خصوصاً في الدول المعرضة لاحتمالات عدم السداد. وقد عجزت بالفعل بلدان في السنوات الماضية عن الإيفاء بتعهداتها في هذا المجال. 
المهم الآن، أن ينطلق النمو بفعل التراجع المحتمل جداً لتكاليف الاقتراض في الدرجة الأولى. فمع التشديد النقدي المتكرر خرجت نسبة كبيرة من الأعمال من السوق، لعدم قدرتها على تأمين الإنفاق التشغيلي لها، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الفائدة بلغت في معظم البلدان النسبة الصفرية في العقد الماضي، أُطلق عليها توصيف «فترة المال الرخيص». بالطبع لن نشهد عودة تكاليف الاقتراض إلى هذا المستوى، لكن بلا شك، سيؤدي أي خفض إلى تحريك ضروري للاقتصادات حول العالم.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «عوائد» تاريخية في «كوب 28» محمد كركوتي يكتب: آمال بهبوط اقتصادي ناعم!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر تکالیف الاقتراض

إقرأ أيضاً:

هل يجوز الحج عن طريق القروض؟.. داعية توضح| فيديو

قالت الإعلامية دينا أبو الخير، إن الاقتراض لأداء فريضة الحج جائز شرعًا، بشرط أن يكون القرض حسنًا ودون فوائد.

الإسكان تطرح شققا في العلمين الجديدة بمقدم 200 ألف جنيه.. تفاصيلتعاون بين وزارة الشباب ومنظمة الصحة العالمية

وأضافت دينا أبو الخير، خلال تقديم برنامج وللنساء نصيب، المذاع على قناة صدى البلد، أن من أهم الشروط هو أن يكون الشخص قادرًا على سداد هذا القرض بعد عودته من الحج، من خلال خطة واضحة، وجدول سداد محدد، سواء عبر أقساط شهرية، أو مصدر دخل مضمون.

وأكدت أن النية وحدها لا تكفي، موضحة أن من يعتمد فقط على الأمل أو القول “ربنا يسهلها”، دون وجود قدرة حقيقية على السداد؛ هنا يقع في خطأ شرعي ولا يجوز له الاقتراض في هذه الحالة.

واختتمت أبو الخير حديثها قائلة: الاقتراض للحج مباح فقط إذا كان قرضًا حسنًا، ويملك صاحبه يقينًا بقدرته على السداد، لأنه لا يصح أن يؤدي الإنسان الفريضة على حساب ديون لا يعلم كيف يسددها.


 

طباعة شارك الحج الاقتراض القرض

مقالات مشابهة

  • «إكستند» تعلن تشكيل مجلس إدارتها الجديد لتعزيز النمو والتميز المؤسسي
  • مصرف سوريا المركزي: نستكمل طباعة كميات من الأوراق النقدية بالتعاون مع شركة روسية متعاقد معها مسبقاً
  • هل يجوز اقتراض أموال لأداء فريضة الحج؟.. فيديو
  • هل يجوز الحج عن طريق القروض؟.. داعية توضح| فيديو
  • عاجل | ديجاتيز: لا نزال في مرحلة النمو رغم ارتفاع الأرباح بنسبة 1000% في 2024
  • وزير الأوقاف الدكتور محمد أبو الخير شكري في تصريح لـ سانا خلال اطلاعه على التسهيلات والخدمات المقدمة للحجاج المغادرين من مطار دمشق الدولي: هذا الحج الأول بعد التحرير من النظام البائد ونقوم بخدمة 22 ألفاً و 500 حاج سيخرجون من سوريا وبعض البلدان الأخرى.
  • مصدر: قروض بنك مصر تنمو 38% إلى 1.5 تريليون جنيه خلال 2024
  • هل يجوز الاقتراض لـ أضحية عيد الأضحى 2025؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • د.محمد عسكر يكتب: الذكاء الاصطناعي في التعليم.. ضرورة وطنية وليس خيارا تقنيا
  • الأمم المتحدة تتوقع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي بسبب التوترات التجارية