صحيفة الاتحاد:
2024-06-12@13:48:21 GMT

محمد كركوتي يكتب: المرونة النقدية في 2024

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

يبدو واضحاً عبر متابعة التوجهات الاقتصادية الراهنة على الساحة العالمية، أن ثمة «مرونة» (وليس تحولات بعد)، ستصبغ الاقتصاد العالمي عموماً في العام المقبل. التحولات تحتاج إلى مزيد من الوقت لكي تظهر في الميدان، وستكون بالطبع نتاج السياسات المرنة التي سيتخذها المشرعون حول العالم، وفي مقدمتها عدم مواصلة رفع الفائدة، بل خفضها إذا أمكن في الربع الأول من العام 2024.

 
ربما لن يكون تخفيف التشديد النقدي عميقاً، لكنه سيصل إلى العمق بالتدريج. فخفض تكاليف الاقتراض لا بد أن يناسب وتيرة رفعها أيضاً، ناهيك عن أن الصعوبات الاقتصادية لا تزال باقية وإن بصورة أقل، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة، وعدم الاستقرار تماماً لسلاسل التوريد، على الرغم من القفزات النوعية في هذا المجال، خلال الأشهر الماضية. وسط هذه الأجواء، تبقى العيون شاخصة على مستويات التضخم، التي بات في الأشهر الأخيرة اتجاهها للهبوط، الأمر الذي خفف الضغوط على المشرعين الماليين، الذين يسعون إلى إيصال أسعار الفائدة لمستويات تكفل نسباً من النمو في المديين القريب والمتوسط. ورغم أن أحداً لا يتطلع إلى نمو كبير مشابه لما حدث في العقد الماضي، بما في ذلك الصين، إلا أن أي نسبة من هذا النمو، سوف تضمن ابتعاد هذا الاقتصاد أو ذاك عن دائرة الركود. 
فقد وصل الخوف من الركود، إلى درجة أن كثيراً من البلدان المتقدمة والناشئة، تمنت هبوطاً ناعماً لاقتصاداتها. فمثل هذا الهبوط يسمح في النهاية بالتخلص من تبعاته في فترة زمنية قصيرة، والأمر ليس كذلك بالنسبة للركود بالطبع. 
يمكن توصيف الشكل الاقتصادي العالمي في السنة المقبلة، على أنه ماض في التعافي شيئاً فشيئاً من الأزمات التي مر بها منذ العام 2020، بما في ذلك الحرب الجارية في أوكرانيا، ومستويات التضخم، وارتفاع تكاليف الاقتراض، واضطراب سلاسل التوريد، وتفاقم المواجهات الجيوسياسية. 
وهذا التعافي سيكون ضرورياً جداً، ليس فقط من أجل استعادة النمو، والتغلب على آثار الأزمات المختلفة، بل وتعويض ما تم إنفاقه بصورة طارئة بسبب هذه الأزمات. فغالبية الاقتصادات حول العالم تعاني ديوناً حكومية مرتفعة، تساوت في غالبية البلدان بحجم ناتجها المحلي الإجمالي، وقفز بعضها فوق مستوى هذا الناتج. 
وهذا الجانب يدق جرس الخطر دائماً، خصوصاً في الدول المعرضة لاحتمالات عدم السداد. وقد عجزت بالفعل بلدان في السنوات الماضية عن الإيفاء بتعهداتها في هذا المجال. 
المهم الآن، أن ينطلق النمو بفعل التراجع المحتمل جداً لتكاليف الاقتراض في الدرجة الأولى. فمع التشديد النقدي المتكرر خرجت نسبة كبيرة من الأعمال من السوق، لعدم قدرتها على تأمين الإنفاق التشغيلي لها، خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن الفائدة بلغت في معظم البلدان النسبة الصفرية في العقد الماضي، أُطلق عليها توصيف «فترة المال الرخيص». بالطبع لن نشهد عودة تكاليف الاقتراض إلى هذا المستوى، لكن بلا شك، سيؤدي أي خفض إلى تحريك ضروري للاقتصادات حول العالم.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: «عوائد» تاريخية في «كوب 28» محمد كركوتي يكتب: آمال بهبوط اقتصادي ناعم!

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر تکالیف الاقتراض

إقرأ أيضاً:

محمد بن حمد: استدامة المورد المائي تدعم النمو

استقبل سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، في مكتبه بالديوان الأميري، زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، والفريق البحثي المرافق له من جامعة الإمارات.

وأكد سموه أهمية تحقيق استدامة المورد المائي وإدارته، بهدف دعم النمو الشامل والمستدام، منوّهاً بالتزام الإمارة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، بالحفاظ على الموارد المائية وتعزيز الأمن المائي.

وأشاد سمو ولي عهد الفجيرة، بالجهود المبذولة من قبل جامعة الإمارات في مجال البحث العلمي.

وأعرب زكي أنور نسيبة عن امتنانه وشكره لسمو ولي عهد الفجيرة، على دعم سموه لمساعي التعاون بين القطاعين الحكومي والتعليمي.

كما استقبل سمو ولي عهد الفجيرة، فيرناندو فيجيرينهاس سفير جمهورية البرتغال لدى الدولة، الذي قدم للسلام على سموه.

ورحب سموه بالضيف، وتبادل معه الحديث حول علاقات التعاون الثنائي بين الجانبين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

وأشاد السفير البرتغالي بالتطور التنموي الذي تشهده إمارة الفجيرة، ودولة الإمارات، في جميع المجالات.

كما استقبل سمو الشيخ محمد بن حمد، أندرو تسيبو ليبونا، القنصل العام لجمهورية جنوب إفريقيا في دبي والإمارات الشمالية الذي قدم للسلام على سموه، وجرى بحث علاقات التعاون الثنائي.

من جانبه،أشاد القنصل بالتحولات التنموية المشهودة للفجيرة على جميع الأصعدة. (وام)

مقالات مشابهة

  • البنك الدولي يرفع توقعاته لنمو الاقتصاد المصري
  • مجلس الذهب العالمي: ارتفاع التدفقات النقدية الداخلة لصناديق الذهب بـ12.1 طن
  • مجلس الذهب العالمي: ارتفاع التدفقات النقدية الداخلة لصناديق الذهب بـ 12.1 طن
  • محمد بن حمد: استدامة المورد المائي تدعم النمو
  • بينها مصر وتركيا.. ديون الأسواق الناشئة تجذب المستثمرين من جديد
  • الرئيس التنفيذي لمجموعة راكز يطرح رؤيته حول القيادة والابتكار في مؤتمر إيه تي دي الشرق الأوسط 2024
  • تكاليف الدراسة خارج مصر 2024.. تعرف على أرخص الجامعات
  • محمد كركوتي يكتب: عالم غارق بديونه
  • خبير اقتصادي: الدعم بصورته الموجودة يستنزف جزء كبير من إيرادات الدولة النقدية
  • ر أسعار البنزين اليوم الموافق 9 يونيو 2024