نازحات جنوب غزة.. معاناة شديدة وانعدام خصوصية
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
في مراكز النزوح جنوب قطاع غزة، تفتقد النساء الفلسطينيات لخصوصيتهن وسط معاناة «قاسية» يواجهنها في توفير أدنى مقومات الحياة.
ومراكز النزوح تكون بالعادة مدارس ومؤسسات تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وهي تعاني من اكتظاظ شديد يفوق طاقة استيعابها بسبب نزوح الفلسطينيين إليها من الشمال والجنوب، ما يحول دون قدرة النساء على استخدام دورات المياه أو النوم وحدهن داخل غرف خاصة.
إلى جانب ذلك، فإن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري، أعاق دخول المستلزمات الصحية النسوية، الأمر الذي تصفه الفلسطينيات بـ «الكارثي»، والذي يتزامن مع غياب المياه اللازم للنظافة والاستحمام؛ وحتى للشرب.
كما تمارس النساء في ظل هذه الحرب أعمالا لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، مثل تقطيع الحطب لطهي الطعام والجلوس أمام النيران التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب والأوراق لساعات طويلة في العراء.
كل ذلك يحدث في ظل ضغوط نفسية تعاني منها الفلسطينيات بسبب الآثار الكارثية لهذه الحرب بدءا من ترك منازلهن، مرورا بفقدان مقومات الحياة، وصولا لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن.
وفي 20 نوفمبر الماضي، قالت ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات في بيان، إن المرأة الفلسطينية تعرضت وعلى مدى عقود لهجوم متعدد الطبقات من التمييز والعنف الفظيع والممنهج بسبب الاحتلال الإسرائيلي والحرمان من حق تقرير المصير.
وأضافت: «الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ أبعادا جديدة ومرعبة» منذ 7 أكتوبر الماضي موعد بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، حيث أصبح الآلاف منهن ضحايا «لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي تتكشف».
وتطرقت السالم إلى «الظروف الصعبة التي تواجه النساء الحوامل مع احتمال الولادة دون تخدير أو تدخل جراحي أو احتياطات صحية».
خصوصية مفقودة
في أحد مراكز النزوح، بمدينة رفح جنوبي القطاع، تقف السيدات في طابور بانتظار دورهن لدخول دورات المياه.
سعاد مقبل (43 عاما) التي نزحت من شمال غرب مدينة غزة، تصيح بغضب: «حتى دخول الحمامات صار يحتاج طابورا!! ألا يكفي ما حدث لنا بغزة؛ هل يجب علينا أن نتحمل إهانة كرامتنا هنا أيضا!».
وأضافت: «لم تعد لدينا كسيدات أي نوع من الخصوصية، فنحن أصبحنا في الشوارع، على مرأى ومسمع الجميع».
وأوضحت أن معاناتهن تتفاقم يوميا في ظل الازدحام الشديد داخل مراكز الإيواء والنقص الحاد للمياه ونفاد مستلزمات النظافة الشخصية.
أزمة نظافة
النازحة نسرين مسعود (35 عاما)، تقول إن النساء النازحات يواجهن أزمات مرتبطة بنقص مواد النظافة الشخصية والمستلزمات الخاصة بالسيدات.
وأضافت في حديث للأناضول: «نواجه أزمة صحية حقيقية داخل مراكز الإيواء بفعل نقص مستلزمات النظافة والمستلزمات الصحية الخاصة بالنساء».
وتوضح مسعود أن نقص المياه يتسبب أيضا بأزمة نظافة، ما يؤدي إلى الإصابة العديد من النساء بأمراض فضلا عن انتشار الأمراض المعدية.
وبحسب بيان «الإعلامي الحكومي»، فإن 355 ألف حالة بين 1.8 مليون نازح داخل مراكز النزوح تم توثيق إصاباتها بأمراض معدية.
وأشارت مسعود إلى أن انعدام خصوصية النساء في مراكز الإيواء يولد لديهن «شعورا بالخوف وعدم القدرة على التصرف بحرية».
ونقلت عن النساء النازحات شعورهن بـ «حرج شديد وتقيد في الأماكن العامة، فيما دفعتهن الظروف المعيشية الصعبة في ظل انعدام مصادر الدخل ونفاد البضائع من الأسواق، للاقتصاد في استخدام أي مواد أو مستلزمات خشية فقدانها في حال طال أمد الحرب».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة مراكز النزوح النساء الفلسطينيات مقومات الحياة بغزة
إقرأ أيضاً:
أداة مخفية لتعزيز خصوصية المحادثات بواتساب
أميرة خالد
يوفر تطبيق ” واتساب ” ميزة جديدة تحمل اسم “خصوصية الدردشة المتقدمة”، وهي أداة أمان اختيارية تمنح المستخدمين تحكمًا أكبر في المحتوى الذي يشاركونه، رغم أن هذه الخاصية لا تزال غير معروفة على نطاق واسع.
تتيح هذه الخاصية للمستخدمين تقييد تصدير الرسائل، وتعطيل التنزيل التلقائي للوسائط، ومنع إعادة استخدام المحتوى خارج نطاق المحادثة، وعلى الرغم من توفرها في بعض الإصدارات، لم تصبح بعد ممارسة شائعة بين غالبية مستخدمي التطبيق.
و توفر هذه الميزة مرونة في تعديل إعدادات الحماية بما يتناسب مع طبيعة الاتصال ونوع المحتوى المتداول، كما تعدّ ذات فائدة كبيرة للأشخاص الذين يتعاملون مع محتوى حساس، سواء في بيئات العمل، أم في الأوساط الأكاديمية، أم حتى في المحادثات العائلية التي تتطلب مستوى عاليًا من الخصوصية.
ولتفعيل “خصوصية الدردشة المتقدمة”، يمكن القيام به من خلال الخطوات التالية: الدخول إلى المحادثة أو المجموعة المراد حمايتها، واختيار “إعدادات الخصوصية المتقدمة” من قائمة الخيارات، وتفعيل الميزات المناسبة لحماية الرسائل والملفات.
تُطبق القيود تلقائيًا على تلك المحادثة فقط، ما يحدّ من إمكانية مشاركة أو حفظ المحتوى دون إذن مسبق بمجرد تفعيل الإعدادات.
كما توفر هذه الميزة طبقة أمان إضافية للمستخدمين، إذ تقلل من إمكانية الاستخدام الثانوي للمحتوى، مثل إعادة إرساله أو تخزينه بوسائل تقليدية. ومع ذلك، فإنها لا تمنع تمامًا جميع الوسائل المحتملة لنسخ المحتوى، مثل لقطات الشاشة أو الحفظ اليدوي.
و أشارت شركة “ميتا”، المالكة لتطبيق “واتساب”، إلى أن الخاصية لا تزال في مراحلها الأولية، مع خطط مستقبلية لتوسيع قدراتها وتعزيز مستوى الحماية عبر إضافة قيود إضافية.
وبدأت “واتساب” باختبار ميزة جديدة ضمن النسخة التجريبية (2.25.17.36) لنظام “أندرويد”، في خطوة موازية نحو تحسين تجربة المستخدم، إذ تتيح تعديل إعدادات التباين البصري من خلال تغميق ألوان واجهة التطبيق في الوضع الفاتح.
ويهدف هذا التحديث إلى تحسين وضوح العناصر التفاعلية كالأزرار والأيقونات، خاصةً لفائدة المستخدمين الذين يعانون من ضعف البصر أو حساسية تجاه الألوان الساطعة، كما تلبي هذه الميزة تفضيلات بصرية تتماشى مع توجهات التصميم الحديثة، ما يعزز من جاذبية التطبيق وسهولة استخدامه.
وتأتي ميزتا “خصوصية الدردشة المتقدمة” و”تحسين التباين البصري” في إطار استراتيجية واضحة لـ”واتساب” تركز على تمكين المستخدم من التحكم ليس فقط في ما يتم تداوله من محتوى، بل أيضًا في كيفية عرض التطبيق والتفاعل معه.
ولم يعد الأمر يقتصر على الرسائل النصية أو الوسائط المتبادلة، بل امتد ليشمل طبيعة المشاركة، وهوية المتلقين، وحتى تصميم التطبيق نفسه، ما يعكس توجهًا متزايدًا نحو تقديم تجربة استخدام أكثر تخصيصًا وأمانًا.