خبير اقتصادي: واشنطن أوعزت لشركات الملاحة بتدويل أزمة باب المندب
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
وبعد نحو شهر من بدء القوات المسلحة اليمنية في استهداف السفن الإسرائيلية أو التي تنقل بضائع من وإلى إسرائيل، “تضامنا مع غزة”، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في 18 ديسمبر / كانون الأول الجاري عن مبادرة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات من 10 دول باسم “حارس الازدهار”، بهدف “ردع الهجمات بالبحر الأحمر”.
– تعليق مكلف
ومع توالي الهجمات ضد سفن تقول القوات المسلحة اليمنية إنها مرتبطة بإسرائيل، أعلنت شركات شحن حاويات عديدة، تعليق رحلاتها عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
ويتألف التحالف من 10 دول معلنة أسماؤها، هي بريطانيا وفرنسا وكندا وإيطاليا والبحرين وهولندا والنرويج وسيشل وإسبانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، وسط أحاديث غير مؤكدة عن مشاركة دول أخرى تفضل عدم الإعلان عن اسمها.
وكان لافتا أن السعودية والإمارات، اللتين خاضتا حربا ضد اليمن منذ 2015 لم تنضم إلى التحالف الأمريكي. والإثنين، حذرت جمعية الصناعات الغذائية الإسرائيلية، من خطر نقص الغذاء في البلاد في حالات الطوارئ، إثر التهديدات اليمنية بالبحر الأحمر، في ضوء تطورات الحرب على غزة.
ونقلت النسخة الإلكترونية لصحيفة “معاريف” العبرية، عن جمعية الصناعات الغذائية الإسرائيلية قولها إن هناك “خطر نقص الغذاء في حالات الطوارئ، بعد التهديدات بالبحر الأحمر على ضوء تطورات الحرب في غزة”.
– تدويل مصطنع
يقول الخبير في الاقتصاد الدولي وشؤون الطاقة عامر الشوبكي، إن أزمة مضيق باب المندب تم تدويلها بشكل مصطنع، في محاولة من الدول الغربية لتوسيع التأثير ضد القوات اليمنية والتخفيف عن إسرائيل.
وأضاف الشوبكي في مقابلة مع الأناضول عبر تطبيق “زوم”، أن إعلان اليمن كان وما زال واضحا في عدم شمول كل السفن العابرة، بهجماتها؛ أي أن ليست كل السفن ستتعرض لنفس المصير.
وتوعدت القوات المسلحة اليمنية في أكثر من مناسبة، باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية “تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة”، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.
وأوضح أن “أهداف العمليات العسكرية منذ بداية الأزمة واضحة، وهي استهداف الشركات الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل في محاولة لإنهاء الحرب القائمة على قطاع غزة”.
ولم تعلن اليمن أو أية مصادر غربية رسمية، عن تعرض سفن لا علاقة لها بإسرائيل إلى هجمات قرب مضيق باب المندب، إذ أكدت الجماعة أنها تستهدف فقط السفن المرتبطة بإسرائيل.
– إيعاز أمريكي
وبحسب الشوبكي، فإن “ضغط الشركات الكبرى على الحكومات الغربية من خلال تعليق حركة الملاحة بالبحر الأحمر جاء بإيعاز من الإدارة الأمريكية”.
وللتدليل على ذلك، قال إن “ميرسك التي هي ثاني أكبر شركة ملاحة بالعالم، تتجه إلى إعادة الملاحة مجددا إلى طريق البحر الأحمر على الرغم من استمرار الهجمات اليمنية”.
وزاد: “لذلك أعتقد أن المحاولة الأمريكية كان تهدف إلى تدويل قضية البحر الأحمر، والخطوة كانت مصطنعة لتحقيق أهداف سياسية”.
وأعلنت شركة ميرسك الدنماركية في بيان، مساء الأحد، عن قرب استئناف رحلاتها في المضيق بعد تعليقها الملاحة في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، موضحة أنها تلقت “تأكيدا أن التحالف بدأ نشاطه بالمنطقة اعتبارا من 24 ديسمبر الجاري”.
وأوضح أن إعلان تحالف “حامي الازدهار” يشي بتحقيق فائدة لإسرائيل التي تستورد أكثر من نصف استهلاكها من الأسواق الدولية، من خلال تحشيد تحالف دولي لحماية الملاحة. *
أهمية استراتيجية
وينتقل 90 بالمئة من التجارة العالمية بحرا، منها 12 بالمئة تمر عبر مضيق باب المندب، بينما أكثر من 10 بالمئة من النفط المنقول بحرا يمر عبر البحر الأحمر، و8 بالمئة من الغاز الطبيعي، بحسب الشوبكي.
وتابع الخبير الاقتصادي أنه “في الأيام الأولى لأزمة البحر الأحمر قفزت أسعار الغاز الطبيعي المسال بنسبة 15 بالمئة، قبل أن تقلص هذا الارتفاع إلى 8 بالمئة في الأيام القليلة الماضية”.
واعتبر الشوبكي أن مرور السفن المختصة في نقل الطاقة، عبر طريق رأس الرجاء الصالح جنوبي دولة جنوب إفريقيا، يسبب أزمات في بعض الموانئ المستقبلة للطاقة، إلى جانب نقص السفن؛ وستضاف إلى اضطرابات سابقة في أوروبا ناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال: “مصر كذلك ترى في مضيق باب المندب أهمية استراتيجية لها، والسبب أن المضيق هو البوابة الوحيدة لقناة السويس، وأية تأثيرات تطال المضيق، ستكون تداعياتها داخل مصر”.
وتعد إيرادات قناة السويس، إحدى أبرز مداخيل النقد الأجنبي لمصر، والتي تتجاوز سنويا حاجز 9 مليارات دولار أمريكي، وسط تعويل الحكومة على زيادة الملاحة عبر القناة مع التوسع في مشاريع تطوير الممر المائي المصري.
وختم الشوبكي: “مصر هي متضرر رئيس مما يجري في جنوب البحر الأحمر.. لأن الهجمات دفعت أكثر من 100 سفينة على تغيير وجهاتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.. هذه إيرادات مالية مفقودة، تضاف إلى الإيرادات المالية المعلقة، بسبب وقف شركات شحن رحلاتها”.
وبلغت إيرادات قناة السويس 9.4 مليارات دولار خلال العام المالي 2022-2023 المنتهي في يونيو/حزيران الماضي، وهي الأعلى في تاريخ القناة، حيث بلغ عدد السفن التي مرت بالقناة خلال العام المالي الماضي 25837 سفينة.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: مضیق باب المندب بالبحر الأحمر البحر الأحمر أکثر من
إقرأ أيضاً:
أزمة مياه متفاقمة في الغردقة ورأس غارب.. والأهالي يطالبون بحلول عاجلة
تشهد مدينتا الغردقة ورأس غارب في محافظة البحر الأحمر موجة من الغضب بعد تفاقم أزمة انقطاع مياه الشرب عن أحياء ومناطق سكنية متعددة، وسط مطالبات متزايدة بتقليص فترة الانقطاع وضمان ضخ المياه على الأقل مرتين أسبوعيًا بدلًا من مرة واحدة.
معاناة يومية وسوق سوداء مزدهرةعلى مدار الأيام الماضية، تصاعدت شكاوى المواطنين من توقف ضخ المياه لفترات وصلت إلى ثمانية أيام متتالية، ما تسبب في نضوب خزانات المياه المنزلية واضطرار العديد من الأهالي لشراء المياه من مصادر خاصة بأسعار مرتفعة، ما خلق سوقًا سوداء أثقلت كاهل المواطنين.
يقول أحد سكان حي الكوثر بالغردقة: "لم تصلنا المياه منذ أكثر من أسبوع، تواصلنا مع الشركة المختصة وقدمنا شكاوى عبر بوابة مجلس الوزراء، ولكن دون أي استجابة فورية". ويضيف: "الأزمة لا تطاق، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة واعتمادنا الكامل على المياه في مختلف تفاصيل الحياة اليومية".
دعوات للتدخل الحكومي العاجلتوجه عدد من الأهالي بنداء مباشر إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مطالبين بتخصيص اعتمادات مالية عاجلة لصيانة وتحديث خط الكريمات-الغردقة، الذي يمثل الشريان الرئيسي لنقل المياه من نهر النيل إلى مدن البحر الأحمر.
وطالب المواطنون الهيئة القومية لمياه الشرب بسرعة معالجة النقص الحاد في كميات المياه المخصصة للمنطقة، خاصة أن الصيف يقترب والاستهلاك يرتفع بشكل كبير.
كسر مفاجئ... وبيان رسمي من الشركةوفي تطور لاحق، أصدرت شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحر الأحمر بيانًا أكدت فيه حدوث كسر مفاجئ بخط الكريمات، ما أدى إلى توقف مؤقت لضخ المياه نحو مدينتي الغردقة ورأس غارب، إضافة إلى مناطق أخرى مثل الزعفرانة.
وأوضحت الشركة أن فرق الصيانة تواصل العمل على مدار الساعة لإصلاح الخط المتضرر، وأعلنت عن تعديل مواعيد الضخ وترحيلها في عدد من الأحياء لحين إعادة انتظام الضخ بالكامل. كما ناشدت الشركة الأهالي بترشيد الاستهلاك خلال فترة الصيانة لتقليل الضغط على الشبكة.
خط حيوي... ولكن هشخط الكريمات-الغردقة يضخ قرابة 50 ألف متر مكعب من المياه يوميًا لتلبية احتياجات مدينتي رأس غارب والغردقة. ومع ذلك، تظهر الأزمة هشاشة البنية التحتية واعتماد المنطقة على مصدر وحيد، ما يجعلها عرضة للشلل في حال حدوث أي خلل فني أو كسر طارئ.