لماذا عليكِ التوقف عن دهن السليكون لحماية شعركِ من الحرارة؟

تستخدم النساء مرطبات الشعر يوميًا، من زيوت، وأمصال، وكريمات، ومثبتات سائلة وهلامية، وكلما زاد الشعر نعومة وثباتًا، زاد التعلق بالمنتج، من دون دراية بأن ذلك الملمس الحريري الناعم للشعر يترك أثرًا لا يزول على صحتنا وبيئتنا.

ما السليكون؟

يعرف السليكون كيميائيًا باسم "سيلوكسان" ويظهر في هيئته الأوضح في أمصال الشعر التي يشبه قوامها الزيت، لكنه أثقل، ويترك ملمسًا حريريًا زلقًا عند فرده على الجلد والشعر.

وهذه المادة توجد في غالبية مستحضرات التجميل، ومنتجات الشعر، للرجال والنساء، مثل: الشامبو والبلسم والكريم والزيت والمصل ومثبت الشعر والبخاخات، كما توجد في مستحضرات العناية بالبشرة، مثل: مستخلصات البشرة، والمراهم، والمرطبات.

ويستخدم السليكون لتنعيم البشرة، والشعر، وإخفاء عيوب البشرة، وتغيير ملمس الشعر والبشرة الجافين، وحماية الشعر من ضرر التعرض المباشر للحرارة من المكواة، ومجفف الشعر.

وحينما يتعلق الأمر بالعناية بشعرك، فإن السليكون لا يضيف لمعانًا فحسب، بل يسرع عملية التجفيف، ويغلف الشعر بحاجز لامع، يمنع تسرب الترطيب من الشعر والتطاير والتقصف.

السليكون "سيلوكسان" يظهر في هيئته الأوضح بأمصال الشعر التي يشبه قوامها الزيت الثقيل (شترستوك) نعومة باهظة الثمن

صنفت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية مركب "سيلوكسان" من المركبات الثابتة، والمتراكمة في البيئات، والأحياء البحرية، لانعدام ذوبانه في الماء، أو تحلله. وأعدته الوكالة مركبًا سامًا، لإحداثه تلفا مميتا في الكبد، والرئتين، بين حيوانات المختبر، عند استنشاقهم هواءً يحتوي على "سيلوكسان" متطاير.

واستشهدت الوكالة في تقريرها بدراسة أكدت تضرر الجهاز العصبي لحيوانات المختبر، وتسبب السليكون في اختلال الغدد الصماء، مما يعني تداخله مع وظائف الهرمونات، وإضراره بالخصوبة، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الإصابة بسرطان الرحم بين الفئران.

ولا يزال أثر السليكون على الإنسان مجهولًا، لكن لم تعد نسب انتشاره حولنا خفية، بعد أن نشرت مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نتائج دراسة أجراها باحثو قسم الكيمياء، من جامعة إنديانا، في مختبر منزلي صغير، وجيد التهوية.

وشارك في الدراسة أصحاء، تراوحت أعمارهم بين 18 و65 عامًا، واستخدموا منتجات شعر تحتوي على مادة السليكون، قبل تمليس الشعر، أو تجعيده، أو تجفيفه بالمكواة، ومجفف الشعر.

السليكون لتنعيم البشرة والشعر وإخفاء عيوب البشرة وتغيير ملمس الشعر والبشرة الجافة (شترستوك)

وأفاد الباحثون في تقرير الدراسة أن السليكون الموجود بمنتجات الشعر غير تركيبة الهواء الداخلي سريعًا، بسبب الحرارة التي خلفتها أجهزة تصفيف الشعر، وزاد انبعاث مركبات كيميائية متطايرة.

وتأثرت كمية الانبعاثات ودرجة انتشارها طرديًا بنسبة السليكون في المنتج المستخدم، وطول الشعر، ونوع جهاز التصفيف، ودرجة حرارته، وتراوحت نسب الانبعاثات بين 50 و310%.

ونجح الباحثون في تقليل تلك النسبة خلال التجربة، عن طريق تشغيل مروحة أثناء تصفيف الشعر، وفتح النوافذ، أو ضبط المكيف على برنامج تنقية الهواء، لكنهم توقعوا أن تلك الحلول قد تؤثر على جودة الهواء الخارجي في المدن ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

ويؤثر السيليكون على جودة الهواء خارج المنزل فعلًا، ولا يحتاج سوى حرارة الشمس للتفاعل. ففي دراسة سابقة، من جامعة كولورادو، حاول الباحثون، في مختبر الإدارة الأميركية لأبحاث المحيطات والغلاف الجوي، تتبع تركيزات ملوثات الهواء المرتبطة بحركة المرور، مثل البنزين.

ولفت نظر الباحثين ظهور مركب كيميائي تتزامن انبعاثاته مع النشاط البشري صباحًا، وعند فحصه تأكدوا أنه مركب "سيلوكسان". وراقب الباحثون انتشار "سيلوكسان" ووجدوا أن البشر يستخدمون مستحضرات العناية المحتوية على السليكون صباحًا، ويغادرون منازلهم، ويقودون سياراتهم إلى العمل، ويتعرضون لأشعة الشمس.

وتسببت حرارة الشمس وحدها في تفاعل "سيلوكسان" المتطاير مع أكاسيد النيتروجين، والمركبات الأخرى، مخلفة ملوثات تضر بجودة الهواء، وصحة الإنسان.

السليكون لا يضيف لمعانًا فحسب بل يسرع عملية التجفيف ويغلف الشعر بحاجز لامع يمنع تسرب الترطيب (شترستوك) كيف تتجنبين أضرار السليكون؟

1- حذر باحثو قسم الكيمياء في جامعة إنديانا من دهن منتجات تحتوي على السليكون، ثم تمليس الشعر بالمكواة أو مجفف الشعر، في الأماكن الضيقة، مثل غرف النوم أو الحمام، لتجنب استنشاق تركيزات عالية من "سيلوكسان".

2- ينصح الخبراء بحماية الشعر من حرارة المكواة، أو الشمس، باستخدام بدائل طبيعية وصحية، مثل: زيت الأرغان، وزيت الأفوكادو، وزبدة الشيا، وزيت جوز الهند، وزيت بذور العنب، وزيت اللوز.

ويمكن تحضير واقٍ طبيعي من الحرارة، بخلط ملعقة كبيرة من الزيت الدافئ مع كوب ماء في زجاجة، ورج الزجاجة قبل كل استخدام. ورش المستحضر على شعر مبتل، وتركه يجف في الهواء، ليتغلغل الزيت في شعركِ، قبل تعرضه للحرارة.

3- وضحت خبيرة تصفيف الشعر، آشلي روبيل، في تقرير لمجلة "برايد" طريقة استخدام كل زيت، فيناسب زيت الأرغان الشعر الخفيف والمتطاير، ويحمي شعركِ من ضرر الحرارة حتى درجة حرارة لا تزيد على 420 درجة، بينما تزيد حماية زبدة الشيا لشعركِ حتى 450 درجة، وتناسب ذوات الشعر الكثيف والمجعد.

ويعد زيت جوز الهند خيارا جيدا لذوات الشعر الناعم، لأنه يتحمل مكواة درجة حرارتها 325 درجة فقط، لكن ترتفع درجة تحمل زيت الأفوكادو إلى 520 درجة، مما يجعله الخيار الأمثل لأي نوع شعر.

4- إذا قررتِ تقليل استخدامكِ للسليكون فانتبهي إلى أن غالبية منتجات الشعر لا تخلو منه، عدا منتجات توضح خلوها منه على ملصق العبوة.

ويمكنكِ التأكد من المنتج عن طريق قراءة المكونات، فيندرج السليكون تحت أسماء عدة، منها: زيت معدني، و"سيكلوتراسيلوكسان"، و"سيكلوبنتاسيلوكسان"، و"سيكلو هكساسيلوكسان"، و"سيكلوميثيكون".

5- يمكنك تقليل استخدام السليكون إذا كنت من ذوات الشعر المموج، واستبداله بزيت الأرغان، والجوجوبا، لتحصلي على لمعة طبيعية لشعركِ، وحماية من التطاير.

المصدر: الجزيرة