ركزت قنوات إعلامية إسرائيلية في نقاشاتها للحرب على قطاع غزة على ما وصفته بالوضع الكارثي الذي يعيشه الإسرائيليون بسبب هذه الحرب، بالإضافة إلى المخاوف من فقدان إسرائيل للدعم الخارجي وخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، في ظل الرفض الشعبي للمجازر التي ترتكبها ضد الفلسطينيين.

ففي جلسة نقاشية لتطورات الحرب على غزة، عبّر ليلور موشاييف، وهو صاحب مصلحة تجارية في غلاف قطاع غزة، عن الانعكاسات السيئة التي تركتها الحرب على الإسرائيليين، وقال: "أرى أن وضعنا أصبح كارثيا.

. أنا لا أعلم كيف أنهي يومي لدرجة أنني أخشى من استعمال بطاقة الاعتماد لاقتناء حليب أطفال لابنتي.. إن ثلاجتي فارغة".

وأضاف أنه لم يتلق راتبه، وأنه يعرض حياته يوميا للخطر، لأن الرصاص يمر من فوقه وهو يدافع عن الجميع، كما قال.

أما ألون بنكاس، وهو قنصل إسرائيل في نيويورك سابقا، فحذر من تنامي التيار المعادي لإسرائيل في الدول الغربية على خلفية عدوانها على قطاع غزة، وردود الفعل الشعبية الرافضة للعدوان.

ونقلت القناة 11 الإسرائيلية عن بنكاس قوله: "إن التيار المعادي لإسرائيل ينمو بشكل مضطرد، وهناك رأي عام منتقد لا يرى بإسرائيل رصيدا إستراتيجيا، بل لا يرى فيها حليفا موثوقا".

وأقر قنصل إسرائيل في نيويورك سابقا، بأن سلاح الجو الإسرائيلي والمخابرات لا يمكنهما الاستمرار بدون الولايات المتحدة، مشيرا إلى وجود أصوات تطالب بأن تكون إسرائيل أكثر استقلالية وتقلص هذه التبعية وهذا التقارب، لكنه حذر من أن "الذي يعتقد أن مستوى الالتزام الأميركي تجاه إسرائيل كما يعبر عنه الرئيس الأميركي جو بايدن سيبقى على هذه الحال خلال الـ10 سنوات القادمة؛ لا يفهم التغيرات الحاصلة في الولايات المتحدة".

مشاركون في مسيرة بالعاصمة الأميركية واشنطن للتنديد بقصف غزة (الجزيرة)

ورغم تحذير البعض من أن إسرائيل معرضة لفقدان صورتها في الخارج، تتمسك بعض الأصوات بموقفها الداعي إلى الاستمرار في العدوان على غزة، وهو ما عبّر عنه جنرال احتياط غاي تسور، وهو قائد القوات البرية سابقا، إذ قال إن إسرائيل يجب عليها أن تحقق هدفها من الحرب لمنع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من استعادة قوتها بسرعة.

وأضاف أن إسرائيل يجب عليها تحقيق أهدافها لـ3 أسباب: أولا "لأنه إذا لم تفعل ذلك ستثبت للأعداء المحيطين بها أن بإمكانهم التغلب عليها، وسيتعاظم الضعف في صورة إسرائيل وهذا سيلحق بها مصائب كبيرة"، والثاني هو عدم خلخلة ثقة الجمهور الإسرائيلي في الجيش.

أما السبب الثالث، فيتعلق -وفقا لما قاله قائد القوات البرية سابقا للقناة 11- بـ"الثمن الكبير الذي دفعته إسرائيل في حرب غزة، وهو الثمن العظيم والأعلى منذ إقامة دولة إسرائيل".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إسرائیل فی

إقرأ أيضاً:

اليمن الجديد: من ركام الحرب إلى قوة إقليمية صاعدة

لم يكن امتلاك زمام المبادرة في الصراع الإقليمي والدولي حلماً طموحاً فحسب، بل أصبح واقعاً حاضراً صنعه شعب يمني أبيّ، وقيادة ثورية عرفت كيف تستثمر التحديات لصياغة مستقبل مغاير.

رغم أن العدوان التي قادته دول نفطية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، استهدفت اليمن لعزل قراره السياسي وكسر إرادته الوطنية، وإعادته لكبير الطاعة الأمريكي، فإن سبع سنوات من العدوان كانت كافية لتحوّله من ضحية إلى فاعل إقليمي لا يُستهان به.

فبينما كانت الطائرات تُلقي بحممها على المدن والقرى، كانت هناك معركة أخرى تُخاض في الكواليس: معركة بناء جيش وطني قوي، متماسك، وذو عقيدة قتالية وطنية خالصة.

جيش العقيدة والسيادة:

القيادة الثورية اليمنية لم تنتظر الدعم الدولي، ولم ترتهن لقرارات الخارج، بل شرعت في بناء مؤسسة عسكرية حديثة بروح مقاومة، تمكنت خلال سنوات قليلة من تحقيق توازن ردع ميداني واستراتيجي.

هذا الجيش، الذي خرج من رحم المعاناة، أصبح اليوم قادراً ليس فقط على حماية التراب الوطني، بل وعلى لعب دور إقليمي فاعل، يلبّي طموحات الأمة العربية في الحرية والاستقلال والتحرر من التبعية.

المعركة مع أمريكا والتحول المفصلي:

النقلة النوعية الأبرز في المشهد اليمني كانت الاشتباك المباشر مع الوجود العسكري الأمريكي في البحر الأحمر. مواجهة لم يتخيلها الكثيرون، لكن اليمن خاضها بثقة المقاتل المؤمن بقضيته، حتى أجبرت أمريكا على التراجع والانسحاب، في لحظة فارقة أسقطت الهيبة المفترضة لأكبر قوة عسكرية في العالم.

هذا التحول لم يكن معزولاً عن السياق الأوسع، بل أتى كترجمة مباشرة لإرادة سياسية متحررة من الهيمنة، ترى في المقاومة أداة مشروعة لحماية السيادة وفرض المعادلات الجديدة.

الحصار على إسرائيل وإعادة صياغة الدور العربي:

ثم جاء قرار فرض الحصار البحري على إسرائيل، في ذروة عدوانها على غزة، ليكشف حجم التحول في موقع اليمن الإقليمي.

فالدولة التي كانت توصف يوماً بـ”المنهكة” أصبحت تفرض واقعاً جديداً، وتشارك عملياً في معركة الأمة، ليس بالشعارات، بل بالقوة البحرية التي بات لها منطقة نفوذ في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ولها فيها الكلمة العليا.

اليمن الجديد لم يعد تابعاً ولا معزولاً، بل أصبح رقماً صعباً في معادلة المنطقة، يفرض شروطه ويصيغ معادلته الخاصة، ويعيد الاعتبار لمفهوم الردع والسيادة في زمن تخلت فيه الكثير من الأنظمة عن دورها التاريخي.

الخاتمة: اليمن في قلب المعادلة الدولية

اليوم، ونحن نشهد إعادة تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط، يقف اليمن في موقع لم يكن له أن يحلمه قبل سنوات قليلة. بقيادته الثورية، وجيشه المؤمن، وشعبه الصامد، يكتب اليمن فصلاً جديداً في تاريخ المنطقة: فصلاً عنوانه الكرامة والسيادة والموقع الفاعل في معركة تحرير القرار العربي.

وفي عالم مضطرب تحكمه لغة القوة، أثبت اليمن الجديد أن الإرادة السياسية الحرة، إذا اقترنت بعقيدة شعبية راسخة، يمكنها أن تقلب موازين القوى وتعيد تشكيل

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: تسونامي سياسي في أوروبا وفي عواصم غربية بسبب غزة
  • سياسيان: الموقف العالمي من غزة أصبح شبيها بما حدث في حرب فيتنام
  • إعلام إسرائيلي: ترامب مصدوم من صور غزة ويضغط على نتنياهو لوقف الحرب
  • إعلام إسرائيلي: صبر ترامب على نتنياهو بدأ ينفد والجيش غير قادر على هزيمة حماس
  • إعلام إسرائيلي: تزايد رافضي القتال بغزة والضغط العسكري لن يعيد الأسرى
  • اليمن الجديد: من ركام الحرب إلى قوة إقليمية صاعدة
  • إعلام إسرائيلي: انقسام حاد داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن الصفقة وإنهاء الحرب
  • إعلام إسرائيلي: إدخال 30 شاحنة مساعدات يوميا إلى غزة هذا الأسبوع
  • إعلام إسرائيلي : فشل عملية إسرائيلية خاصة في خان يونس واغتيال القيادي أحمد سرحان
  • إعلام إسرائيلي: دخول أول قافلة مساعدات لغزة اليوم