وزير مغربي سابق لـ عربي21: مشروع الاحتلال الجوهري محو الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
قال محمد الأشعري الأديب ووزير الثقافة الأسبق في المغرب: "إن المشروع الأصلي لإسرائيل هو استعمار استيطاني يقوم على فكرة محو الشعب الأصلي، ومهما كانت هناك من مفاوضات وتلويح بحل الدولتين فإن المشروع الجوهري هو محو فلسطين".
وأضاف الأشعري في حديث خاص لـ "عربي21": "كثير من الناس في الغرب يندهشون، لأنه هناك عدم تناسب بين ما فعلته حماس يوم 7 أكتوبر وما ردت به إسرائيل.
وأشار الأشعري إلى أن إسناد الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال ولمشروع الإبادة والمحو هو موقف مبدئي لا يتعلق بفصيل دون غيره، وقال: "لا شيء يمنعنا من الإعلان عن مواقفنا تجاه هذا الفصيل أو ذاك، لأننا لسنا مجبرين على اعتناق كل ما تفعله حماس، لكن لا بد أن نستحضر شيئا أساسيا، وهو أن الاستعمار الإسرائيلي وإقامة نظام عنصري يستدعي مقاومة، وأيا كانت هذه المقاومة ومن أي فصيل فإنها مشروعة".
وأضاف: "أما سؤال الوحدة الفلسطينية فهو سؤال مطروح على المجتمع الفلسطيني الذي يجيب عنه بطريقته الخاصة وليس من مهمتنا نحن".
وكان الأشعري قد قال في وقت سابق: "إن طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي شكل صدمة للجميع، لأننا كنا في غمرة يأس قاتل، ونشيع بنظراتنا جثمان القضية الفلسطينية، خاصة بعدما عاشته القضية مؤخرا من تآمر سياسي وميز عنصري وتهجير وملاحقات واعتداءات واعتقالات واختطافات طالت الشباب الفلسطيني في كل فلسطين، وسط صمت مطبق للعالم وللإخوة على حد سواء".
وأكد الأشعري في كلمة له خلال ندوة نظمها منتدى المتوسط للتبادل والحوار نهاية الأسبوع الماضي بالمكتبة الوطنية بالرباط أن الحقيقة البارزة والأساسية من معركة طوفان الأقصى هي أن المقاومة ليست فقط ضرورية وقضية حياة أو موت بالنسبة للفلسطينيين، بل إنها ممكنة حتى بفاعل صغير وإمكانات شبه منعدمة، ومؤثرة وقادرة على زعزعة أقوى كيان في منطقة الشرق العربي، وأن تجرحه في كيانه وفي أسطورته المؤسسة.
وأضاف: "اليوم علينا أن نؤمن أن هذه المقاومة التي جعلها هؤلاء ممكنة اليوم، ممكنة غدا وبعد غد وفي كل وقت.. ومن يلوح أن نهاية القضية سيكون بإقبار حماس في غزة واهم، لأن حماس أصبحت في كل جسد فلسطين".
ونبه الأشعري في كلمته التي نقلتها صحيفة "لكم" المغربية، إلى أن الحقيقة الأخرى التي كشفها 7 أكتوبر هي أن القضية الفلسطينية لا يمكن إخمادها لا بالعنف ولا بالبدائل المزيفة.
واعتبر الوزير المغربي الأسبق أن الضربة الموجعة في هذا الإطار وجهت لاستراتيجية التطبيع، حيث من الممكن أن يبقى التطبيع مسألة ثنائية بين بعض الدول العربية وإسرائيل، ولكن التطبيع كمسألة استراتيجية إسرائيلية سقط يوم 7 كتوبر ولن يعود أبدا.
وفي هذا الصدد، أوضح أن إسرائيل التي كانت تحاول مع أمريكان أن تجعل من الكيان دولة طبيعية في جوار طبيعي انتهت، وما حدث في غزة جعل أفق التطبيع الاستراتيجي مستحيلا، لأن حجم الكراهية التي خلفتها الفظائع في غزة لن يسمح أبدا بأي تعايش.
وشدد الأشعري على أنه لا حق لأحد أن يفرض على مقاومة أشعلت فتيل هذا النضال الكبير وغذته بدمائها أن يملي عليها ما ستفعله غدا بمستقبل غزة أو أن يفرض عليها خريطة طريق لما بعد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الفلسطينيون.
وأبرز المتحدث ضرورة أن تبني كل الفصائل المقاومة قوة ما بعد المذبحة، لأن القوة التي ينبغي أن تدبر المستقبل لا ينبغي أن تكون ضعيفة ولا مشتتة ولا مجزأة.
ودعا الأشعري إلى عدم التوقف عن فضح فظاعات إسرائيل في غزة وأن يكون ذلك عملا يوميا في كل الوسائل والمنابر الممكنة، مع عدم التوقف عن مخاطبة الرأي العام العالمي ووخز ضميره بهذه الجريمة التي كان العالم الغربي ضالعا فيها لأبعد الحدود.
وانتقد الوزير الأسبق تكتل وسائل الإعلام الغربية في نغمة تشجيع إسرائيل في الدفاع عن نفسها وإنكار أن حماس حركة مقاومة، وأضاف "هذا الذي حدث خلف شرخا عميقا بيننا وبين أوروبا، خصوصا بيننا نحن الذين كنا لنصف قرن نحاول أن نقنع مجتمعاتنا أن القيم الكونية التي أنتجها الغرب هي مفتاح حداثتنا وديمقراطيتنا.. لكننا رأينا كيف أن هذا الصرح الذي دافعنا عنه، تهوى أمام أعيننا بعد الانتصار الأعمى لكيان ظالم، وهذا الأمر يجب أن نستحضره في نقاشنا الوطني".
وتعرف المغرب حراكا شعبيا وسياسيا متناميا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، متضامنا مع فلسطين ومطالبا بوقف الحرب وإنهاء التطبيع مع الاحتلال.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ضد قطاع غزة، حتى الأربعاء، 21 ألفا و110 قتيلا و55 ألفا و243 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المغرب فلسطين العدوان تصريحات المغرب فلسطين تضامن عدوان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من الناشط الفلسطيني محمود خليل بعد الإفراج عنه في أمريكا
تعهد محمود خليل، الناشط الفلسطيني وخريج جامعة كولومبيا، بمواصلة نشاطه في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وذلك فور عودته إلى نيويورك بعد إطلاق سراحه بكفالة من مركز احتجاز للمهاجرين في ولاية لويزيانا.
ووصل خليل، السبت، إلى مطار نيوارك ليبرتي الدولي في نيوجيرسي، حيث كان في استقباله عدد من أصدقائه ومؤيديه وزوجته الأمريكية نور عبد الله وسط هتافات وتصفيق حار.
وكان لافتًا حضور النائبة الديمقراطية عن ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو كورتيز التي وقفت إلى جانب خليل خلال لحظة استقباله، وألقت كلمة أعربت فيها عن دعمها الكامل له وانتقدت بشدة سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رسالة تحدٍ واستمرار النضالوفي تصريحاته من المطار، قال خليل: "ليس فقط إذا هددوني بالاعتقال، حتى وإن كانوا سيقتلونني، سأظل أواصل الحديث عن فلسطين… أريد فقط أن أعود وأواصل العمل الذي كنت أقوم به بالفعل، وهو الدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وهو خطاب يستحق الاحتفاء به لا المعاقبة عليه".
وأضاف أنه سيستمر في نشاطه السياسي السلمي دفاعًا عن القضية الفلسطينية رغم ما وصفه بمحاولات تكميم الأفواه والضغط السياسي.
وكان خليل، الذي يحمل إقامة قانونية دائمة في الولايات المتحدة، قد أصبح أحد الوجوه البارزة في حركة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين والمناهضة لإسرائيل التي شهدتها جامعات أمريكية عديدة العام الماضي، خاصة جامعة كولومبيا في مانهاتن.
واعتُقل من داخل مقر سكنه الجامعي في الثامن من مارس الماضي، ليكون أول المستهدفين بسياسة الترحيل التي أعلن عنها ترامب ضد الطلاب الأجانب المناهضين لإسرائيل.
انتقادات لاذعة لسياسات ترامبوخلال استقبال خليل، وصفت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز اعتقاله بأنه "اضطهاد صريح على أساس الخطاب السياسي"، مضيفة: "إلقاء القبض عليه كان خطأ. كان غير قانوني… كان إهانة لكل أمريكي يؤمن بحرية التعبير". وانتقدت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه النشطاء المؤيدين لفلسطين، معتبرة أن استخدامها كأداة سياسية في حملاته الانتخابية يمثل خطرًا على القيم الديمقراطية الأمريكية.
وكان الرئيس ترامب قد توعد في وقت سابق بترحيل الطلاب الأجانب المشاركين في الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل، واصفًا تلك الحركات بأنها "معادية للسامية". وقد أثار هذا الموقف انتقادات واسعة من جماعات حقوق الإنسان والمنظمات القانونية التي أكدت أن الاعتقالات والتوقيفات التي طالت هؤلاء الناشطين لا تستند إلى مسوغات قانونية حقيقية، بل تهدف إلى إسكات الأصوات المنتقدة للسياسات الإسرائيلية.
إطلاق سراح خليل اعتُبر انتصارًا مهمًا لجماعات حقوق الإنسان التي تصدت لمحاولات إدارة ترامب لاستغلال قوانين الهجرة في استهداف النشطاء. ويُتوقع أن تثير قضيته مزيدًا من الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية حول حدود حرية التعبير وعلاقتها بالسياسات الخارجية للولايات المتحدة، خاصة في ما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.