مجلة تايم: 5 أحداث عالمية صادمة في الأفق
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
لفت مقال في مجلة تايم الأميركية اليوم إلى العديد من الأحداث الصادمة التي شهدها العالم في هذا العام، مثل هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، والعدوان الإسرائيلي اللاحق على غزة، وبالونات التجسس الصينية، واغتيال رئيس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين.
وترى كاتبة المقال مها حسين عزيز، وهي باحثة في مجلس المستقبل العالمي المعني بالمخاطر المعقدة في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن الأحداث الصادمة هي مخاطر، أو تهديدات للاستقرار، يصعب التنبؤ بها، رغم كونها في نطاق التنبؤ.
ومع ذلك، فإن محاولة تحديد ماهيتها يمكن أن تكون بمثابة أداة مفيدة لمساعدة صناع القرار، من مقرري السياسات والمستثمرين إلى الشركات والمنظمات غير الربحية، في الاستعداد للتحديات غير المتوقعة في المستقبل. ومن هذه الأحداث الصادمة التي ترى الكاتبة أنها جديرة بالدراسة:
الأول: لم يتغير الكثير في قمة المناخ الأممية "28-كوب" في ديسمبر/كانون الأول:رغم دعوة القادة في المؤتمر إلى "الانتقال العادل" بعيدا عن الوقود الأحفوري بحلول عام 2050، حيث تواصل الحكومات إنفاق المليارات لدعم هذه الصناعة، وتشير كل الدلائل إلى حقيقة أننا يجب أن نتوقع المزيد من استخدام الوقود الأحفوري، والأحداث المناخية، ونزوح مجتمعي في السنوات القادمة.
الثاني: الإرهاب البيئي يعود بوجه قبيح:وترى الكاتبة أن هناك خطرا كبيرا آخر محتملا إذا فشلت الحكومات في إيقاف الوقود الأحفوري وهو المزيد من الإجراءات المناخية، ولكن ليس فقط من حيث الاحتجاجات، التي قد تصبح أعنف في طبيعتها. والحدث الصادم هنا سيكون إذا قام الناس الذين دمرهم حدث مناخي ضخم بتشكيل انتفاضة عنيفة ضد الحكومات غير النشطة في مجال المناخ أو شركات النفط.
وقد يؤدي هذا أيضا إلى خلق دائرة خطيرة من العنف يتصادم فيها منكرو التغير المناخي والإرهابيون البيئيون، في حين قد تصبح الحكومات كبش فداء وتستهدف النشطاء الشرعيين.
الثالث: استبدال الدولار الأميركي في التجارة الدولية:وتشير الكاتبة إلى أن الدولار علامة رئيسية (وسلاح) لقوة الهيمنة الأميركية. وفي حين أنه من غير المرجح استبداله كعملة احتياطية عالمية، إلا أن دوره في التجارة الدولية يتعرض للهجوم بالتأكيد.
ولفتت إلى المناقشات المتكررة حول العملة الجديدة التي اقترحتها منظمة البريكس الحكومية الدولية، ودعوات الصين لاستخدام عملتها الخاصة في المزيد من التجارة في قمة البريكس لعام 2023. وقد تحرك المزيد من تجارة النفط بعيدا عن الدولار بالفعل، مع استعانة الصين والهند بعملتيهما.
وأضافت أن التجارة غير النفطية تتطلع الآن إلى ما هو أبعد من الدولار، علي سبيل المثال، تستكشف الإمارات وسريلانكا المعاملات بالروبية مع الهند.
ونتيجة لذلك، فإن الصدمة ستأتي عندما يتوسع التبادل التجاري بعملات أخرى مقابلة للدولار. وسوف يتطور هذا الاتجاه خلال هذا العقد، مما يؤدي إلى تآكل القوة المالية للولايات المتحدة بحلول عام 2030.
الرابع: الذكاء الاصطناعي يثير المزيد من الصراع:وأشارت الكاتبة إلى التوقعات الصادمة من قادة التكنولوجيا بأن الذكاء الاصطناعي إذا لم يُنظم، فإن لديه القدرة على تدمير البشرية. وأضافت أن هناك مخاوف مشروعة بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي التي قد تسبب الحرب.
ومثال ذلك مقاطع الفيديو المزيفة التي يمكن أن تسرع التوترات بين دولتين متنافستين منذ زمن طويل، أو الهجمات الإلكترونية على الانتخابات الرئاسية، أو ببساطة استخدام أسلحة الذكاء الاصطناعي التي حذر العديد من الباحثين وقادة الصناعة من أنها قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.
وتشير الكاتبة إلى أن معظم مراكز التنبؤ في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لا تزال تتصور فوز الرئيس الحالي جو بايدن، لكنها تفضل حاليا عودة الرئيس السابق دونالد ترامب. ومع ذلك يمكن أن يحدث الكثير من الآن وحتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وقد تكون استطلاعات الرأي خاطئة.
لكن في هذه المرحلة من المستحيل تجاهل حقيقة أن أرقام استطلاعات الرئيس بايدن تضعف، وأن ترامب جمع الملايين لحملته، ويبدو أن لوائح الاتهام ضده جعلته أكثر شعبية بين ناخبيه.
وترى الكاتبة أن عودة ترامب هي الأكثر احتمالا بين هذه الصدمات بحلول عام 2025، والأخطر، وهذا يعني عودة الاضطرابات الداخلية والعالمية. وعلى سبيل المثال من المحتمل داخليا أن ترتفع جرائم الكراهية مع تزايد جرأة المتطرفين اليمينيين بتشجيع من ترامب، الذي قال مؤخرا في تجمع حاشد إنه سيطرد المهاجرين المؤيدين لحماس.
وعالميا ستتراجع المخاطر الرئيسية مثل تغير المناخ بحيث تصبح الكوارث المناخية أكثر تواترا، مما يؤدي إلى خلق المزيد من اللاجئين بسبب المناخ والصراعات. وسيوقف المساعدات لأوكرانيا، مما يغير بشكل كبير نتائج الحرب الأوكرانية الروسية، وسيرفض لاجئي غزة دعما لإسرائيل، كما ستزيد رئاسته الثانية زعزعة استقرار النظام العالمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی المزید من
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)