سن اليأس لدى الرجال ترتبط بالتغيرات الهرمونية
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
تعد التغيرات الهرمونية جزءاً طبيعياً من الشيخوخة، لكن التجربة تختلف بالنسبة للرجال عن النساء.
فعلى عكس الهبوط الدراماتيكي الذي يحدث عند النساء أثناء انقطاع الطمث، تحدث تغيرات الهرمونات الجنسية لدى الرجال تدريجياً.
وبالنسبة للنساء، ينخفض إنتاج الهرمون خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، سواء عن طريق الانخفاض الطبيعي في الهرمونات، أو الاستئصال الجراحي للمبيضين، أو التغيرات الناجمة عن العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.
أما الرجال، فبحسب “مديكال إكسبريس”، ينخفض إنتاج هرمون التستوستيرون والهرمونات الأخرى لديهم على مدى سنوات عديدة، ولا تكون العواقب واضحة بالضرورة.
ويسمى هذا بانخفاض هرمون التستوستيرون المرتبط بالعمر.
وتنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجل في المتوسط بحوالي 1% سنوياً بعد سن الـ 40.
ومع ذلك، لا يزال لدى معظم الرجال الأكبر سناً مستويات ضمن المعدّل الطبيعي من الهرمون، مع ما يقدر بنحو 10% إلى 25% فقط لديهم مستويات تعتبر منخفضة.
وغالباً ما تمر مستويات هرمون التستوستيرون المنخفضة لدى الرجال الأكبر سناً دون أن يلاحظها أحد.
ويمكن فحص مستويات هرمون التستوستيرون عن طريق فحص الدم، ولكن لا يتم إجراء الاختبارات بشكل روتيني.
والعديد من الرجال الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون لا يعانون من أي أعراض.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العلامات والأعراض المرتبطة بانخفاض هرمون التستوستيرون لا تقتصر على انخفاضه.
ويمكن أن تكون ناجمة عن استخدام الدواء، أو حالات أخرى كزيادة الوزن.
ومن أهم علامات انخفاض الهرمون: فقدان الطول أو انخفاض كثافة المعادن في العظام، والتعرّق، وتورّم الثدي، وضعف التركيز، واكتئاب المزاج.
ولا يوجد اتفاق طبي على التوصيات العلاجية، فبالنسبة لبعض الرجال، يخفف العلاج بالتستوستيرون من الأعراض المزعجة.
وبالنسبة للآخرين، الفوائد ليست واضحة، وهناك مخاطر محتملة مثل تحفيز نمو بعض أنواع أورام البروستاتا.
وبشكل عام، يساعد النشاط البدني والرياضة والطعام الصحي والنوم، وعدم التدخين، وخفض استهلاك الكحول على تخفيف الأعراض. وكالات
سرعة الذراع تفاقم خطر الكسور في الشيخوخة
قال بحث جديد إن الأصغر سناً يحركون الذراع بسرعة أكبر من نظرائهم الأكبر سناً عندما ينزلقون، ما يساعدهم على استعادة التوازن، ومنع السقوط والكسور.
وبحسب “نيو ساينتست”، ركز الباحث جوناثان لي كونفر وفريقه على السقوط الجانبي. حيث لا تستطيع أرجل الأشخاص التحرك بشكل جانبي بحرية مثل أذرعهم، لذا تلعب الأطراف العلوية دوراً أكثر أهمية في استعادة التوازن عند الانزلاق جانبياً.
ولفهم كيفية منع مثل هذه السقوط بشكل أفضل، شارك في التجربة 11 بمتوسط عُمر 72 عاماً، و11 شخصاً بمتوسط عُمر 25 عاماً، يتجولون فوق لوح زجاجي مثبت في ممشى بجامعة إلينوي في شيكاغو.
وتم جعلهم ينزلقون جانبياً من خلال الحركات على الممشى ومواد التشحيم على السطح.
وقام الباحثون بتحليل الحركة من خلال تركيب أجهزة مراقبة، وتصوير المشاركين من كل زاوية باستخدام 8 كاميرات.
وارتدى جميع المشاركين حزاماً خاصاً لضمان عدم سقوطهم وإيذاء أنفسهم.
ووجد الباحثون أنه عند تعرضهم لمخاطر الانزلاق، قام الأصغر سناً بتسريع أذرعهم بنسبة 36% في المتوسط أكثر من المشاركين الأكبر سناً.
وكان وقت رد فعل الأصغر سناَ عند الوصول إلى السرعة القصوى لحركات أذرعهم أسرع أيضاً بمقدار 310 مللي/ ثانية.
ودعت النتائج إلى تدريب كبار السن على تحريك أذرعهم بسرعة أكبر لتجنب الإصابات المرتبطة بالسقوط، خاصة أنها من أهم أسباب تزايد كسور العظام وإصابات المفاصل في الشيخوخة. وكالات
حرق السعرات أكثر بالوقوف 3 ساعات يومياً
قد لا يبدو الفرق كبيراً في حرق السعرات بين الجلوس والوقوف، فعندما تقف تحرق ما بين 70 إلى 95 سعرة حرارية في الساعة، حسب العمر والوزن والطول، وبالمقارنة، فإن الجلوس يحرق فقط 65 إلى 85 سعرة حرارية في الساعة.
لكن، بحسب خبراء “هيلث لاين”، يمكنك أن تجني عدة فوائد صحية، إلى جانب حرق ما بين 15 و30 سعرة حرارية إضافية، بمجرد استبدال 3 ساعات من روتين الجلوس لتمضيتها وقوفاً.
ويمكنك إجراء تعديلات متنوعة في روتينك اليومي لزيادة وقت الوقوف، مثلاً إجراء المكالمات، ومشاهدة البرنامج التلفزيوني المفضل، وتخصيص وقت للمشي حول البيت قبل أن يقترب موعد النوم.
كما تساعد المكاتب التي يمكن تعديلها للوقوف في زيادة وقته على حساب الجلوس.
ويمكن أن يقلل الوقوف من خطر الإصابة بالسكري، وانحناء العمود الفقري، والنوبة القلبية، والسكتة الدماغية، والسرطان.
لكن وفقاً لدراسة أجريت بمشاركة 20 شخصاً في مختبر، تبين أن الوقوف للعمل لمدة ساعتين من دون وقت للجلوس يمكن أن يؤدي إلى تورّم الأطراف السفلية، وتشتت الذهن.
وينصح الخبراء بالوقوف نصف ساعة، والجلوس نصف ساعة أخرى بالتناوب أثناء العمل، إذا أمكن ذلك، وتفادي الوقوف لفترات طويلة. وكالات
روبوت يهاجم مهندساً في مصنع تسلا
تعرض مهندس في شركة تسلا لهجوم روبوت بسبب عطل في مصنع غيغا تكساس للشركة بالقرب من أوستن.
وقال عمال في المصنع إن الروبوت هاجم المهندس أثناء برمجة روبوتين، وثبته وغرس مخالبه المعدنية في ظهره وذراعه، ما تسبب في تسرب الدماء على أرضية المصنع.
وأكد تقرير الإصابة، وعلى تسلا تقديمه إلى السلطات بموجب القانون، أن المهندس لا يحتاج إلى إجازة، وأشارت محامية تمثل العمال المتعاقدين مع تسلا، إلى أن عدد الإصابات التي تعرض لها المصنع لم يبلغ عنها بشكل كافٍ.
ورغم غياب تقارير عن إصابات أخرى بسبب الروبوتات في مصنع تسلا في تكساس في 2021 أو 2022، إلا أن هذه الحادثة تتزامن مع المخاوف المتزايدة من خطر الروبوتات الآلية في أماكن العمل، خاصة بعد التقارير عن ارتفاع الإصابات الناجمة عن الروبوتات في مراكز الشحن في أمازون، وفي سيارات القيادة الذاتية وغيرها.
وفي العام الماضي، قدم مشروع الدفاع عن العمال شكوى نيابة عن العمال في غيغا تكساس إلى إدارة السلامة والصحة المهنية الأمريكية، زاعماً أن مقاولي تسلا أعطوا موظفين شهادات سلامة مزيفة. وكالات
أمريكا تستعد لإطلاق طائرة فائقة السرعة في 2025
من المقرر أن تحلق أسرع طائرة في العالم على الإطلاق في السماء في عام 2025، والتي تَعِدُ بالتحليق بسرعات مذهلة تتجاوز 4000 ميل في الساعة.
وتعتبر الطائرة SR-72 التي يطلق عليها اسم “ابن الشحرور”، جزءاً من مهمة سرية للغاية تقوم بها القوات الجوية الأمريكية لتحسين قدراتها الجوية والسيطرة على السماء.
ويعتقد أن الطائرة هي الحل المحتمل لطائرة شبه مثالية، حيث تم إعدادها لتكون طائرة مراقبة على ارتفاعات عالية فائقة السرعة، ويقال إنها ستكون قادرة على إطلاق مقذوفات مثل الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بمعدل أكثر إثارة للإعجاب من أي شيء قبلها والوصول إلى سرعات تفوق سرعتها سرعة الصوت، ولكن الأهم من ذلك البقاء على هذه السرعات لفترة أطول من الزمن.
وعلى الرغم من أن خطط الطائرة ليس لها أي علاقة من الناحية الفنية بالبنتاغون في الوقت الحالي، إلا أنه يعتقد أنهم يراقبون عن كثب طائرات لوكهيد مارتن المستقبلية.
وتشتهر شركة لوكهيد مارتن بجهودها الطموحة عندما يتعلق الأمر بالطائرات، ولا يختلف طراز SR-72 عن ذلك.
ويقال إن الطائرة مصممة بحيث لا تحتاج إلى وجود إنسان في قمرة القيادة، ويمكن أن تكون ثورية في الطريقة التي يستخدم بها الجيش طائراته.
وتعد أسرع طائرة سابقة على الإطلاق هي Mach 6 مع عدم وجود أي شيء آخر يقترب من سرعتها التي يمكن أن تزيد عن 4100 ميل في الساعة، ويقال إن SR-72 تهدف إلى الوصول إلى سرعات حول هذا الرقم.
وتعد السرعة أمراً بالغ الأهمية للجيش إذا أراد الوصول إلى مكان ما في وقت سريع للغاية وبسرعة قصوى تزيد عن 4000 ميل في الساعة، مما قد يعني الوصول من الولايات المتحدة إلى أوروبا في ساعة ونصف. وكالات
باحثون يطورون تربة إلكترونية لتطوير الزراعة
طور باحثون من مختبر الإلكترونيات العضوية في جامعة لينشوبينغ، تربة موصلة للكهرباء للزراعة المائية.
وتتكون التربة الإلكترونية من السليلوز، وهو بوليمر حيوي ممزوج ببوليمر موصل يسمى “بيوت”. ورغم أن المزيج غير جديد، لكنها المرة الأولى التي يستخدم فيها للزراعة.
ووفقاً للباحثين، يمكن استخدام التربة الإلكترونية لزراعة الشتلات بشكل أسرع وبموارد أقل.
ورغم أن الباحثين لا يؤكدون أن التربة الإلكترونية يمكن أن تعالج مشكلة الأمن الغذائي، لكنهم يقولون إنها يمكن أن تساعد في المناطق التي لا تتوفر فيها أراض كثيرة صالحة للزراعة، والتي تعاني ظروفاً بيئية قاسية. وكالات
عكازات ذكية تسمح بالمكالمات الهاتفية والمتابعة عند الطوارئ
طورت شركة “كان غو” عكازات ذكية تسمح بإجراء المكالمات الهاتفية، وتتبع نشاط المستخدم.
وتوفر العكازة الاتصال الهاتفي المدمج ونظام تحديد المواقع العالمي، وتتبع النشاط، وهي من الألومنيوم باللونين الذهبي والأسود، مع زر في المقبض للاتصال، ومفتاح مصباح يدوي، وشاشة صغيرة لإظهار المتصل أو عدد الخطوات التي يمشيها المستخدم.
ويضم العكاز مكبرات صوت مدمجة وميكروفوناً واتصال لاسلكي. وتعرض الشاشة الصغيرة على المقبض الوقت، بالإضافة إلى عدد خطوات المستخدم والدقائق النشطة.
ويتيح نظام تحديد المواقع العالمي العثور على صاحبه عند الطوارئ، كما يساعد أيضاً على تعقب العكاز إذا ضاعت، إضافة إلى ميزت لا تزال قيد الاختبار، لاكتشاف السقوط، للإبلاغ عن سقوط المستخدم عند الضرورة.
وتتوفر العكازة مع كابل شحن، وتقول الشركة المنتجة إن بطاريتها تدوم حتى 48 ساعة. وكالات
سجينات يرتكبن جرائم جديدة للبقاء في السجن
يُسمح لنزيلات في أحد السجون البريطانية بعمل الزينة وتقديم الهدايا لبعضهن البعض خلال عيد الميلاد.
ويقال إن سجن HMP Styal في شيشاير، وهو سجن مخصص للنساء، يكون ممتعاً للغاية خلال فترة الأعياد، لدرجة أن المجرمات السابقات يتعمدن ارتكاب الجرائم لقضاء بعض الوقت هناك.
وتفيد التقارير أن سجن HMP Styal هو دار أيتام سابق، وتتواجد معظم النزيلات البالغ عددهن 422 سجينة، في واحد من 18 منزلاً على الطراز الإدواردي، ويمكن للنساء الاختلاط فيه بحرية.
ويمكن للنزيلات مشاهدة خطاب الملك على شاشة تلفزيون مشتركة كبيرة، أو على أجهزة التلفزيون في غرفهن، والحصول على الديك الرومي.
وتقول وزارة العدل إن وجبات عيد الميلاد تأتي من الميزانيات الحالية دون أي تكلفة إضافية على دافعي الضرائب.
وفي الأسابيع التي تسبق عيد الميلاد، تغني النزيلات تقليدياً الترانيم ويقوم الموظفون بإحضار ورق التغليف حتى تتمكن النزيلات من تغليف الهدايا.
وقال أحد حراس السجن، لم يذكر اسمه، لصحيفة “مانشستر إيفيننج نيوز”: “يتم تزيين جميع الغرف، وبمقدور النزيلات شراء الهدايا لبعضهن من المقصف مثل الشوكولاتة”.
وتمتلك النزيلات حرية التجول في المكان طوال اليوم، ولديهن مطبخ خاص بهن وغرفة طعام. ويوجد تلفزيون 60 بوصة ومشغل دي في دي.
وتقول بعض النزيلات إنهن لا يرغبن بمغادرة السجن قبل عيد الميلاد، في حين تتعمد سجينات سابقات ارتكاب بعض الجرائم والمخالفات القانونية للعودة إلى السجن للاستمتاع بما يقدمه في فترة الأعياد. وكالات
السهر يضاعف خطر تصلب الشرايين
قالت دراسة سويدية حديثة إن الذين يقضون الليل مستيقظين، معرضون لمضاعفة خطر الإصابة بتصلب الشرايين بمعدل مرتين تقريباً، مقارنة مع الذين يستيقظون مبكراً.
ووفق النتائج التي نشرها “هيلث داي”، فإن حوالي 2 من كل 5 أي 40% من الذين يبقون مستيقظين لوقت متأخر جداً يعانون من تصلب الشرايين الشديد، مقارنة مع 22% من الذين يستيقظون مبكراً.
وقال فريق البحث من جامعة غوتنبرغ إنه يجب الاهتمام بإيقاعات الساعة البيولوجية في العلاج الوقائي لأمراض القلب.
وحلّل الفريق بيانات 800 رجل وامرأة أعمارهم بين 50 و64 عاماً، شاركوا في دراسة تصويرية واسعة النطاق لأمراض القلب، والرئتين، والأوعية الدموية.
وصنف المشاركون ضمن 5 مجموعات على أساس الميل الطبيعي للنوم في وقت معين، صباح مبكر شديد، وصباح معتدل، ومتوسط، ومساء معتدل أو مساء شديد التأخر.
وأظهرت الأشعة المقطعية أن الذين يسهرون الليل يعانون من تصلب الشرايين بمعدل الضعف، حتى مع مراعاة عوامل صحة القلب الأخرى مثل ضغط الدم، والكوليسترول، والوزن، وممارسة الرياضة، والإجهاد، والتدخين.
ويتمثل تصلب الشرايين في تراكم الرواسب الدهنية داخل الشرايين، ما يؤدي إلى منع تدفق الدم.
وأشارت النتائج إلى أن “إيقاعات الساعة البيولوجية تكون أكثر أهمية في وقت مبكر من المرض، لذلك يجب أخذها في الاعتبار بشكل خاص في العلاج الوقائي لأمراض القلب، والأوعية الدموية”. وكالات
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت
بسم الله الرحمن الرحيم
#قوافل_الغضب التي هزّت #عروش_الصمت
دوسلدورف/ أحمد سليمان العُمري
في عالم يُحاصر الأطفال بين أنياب الاحتلال وأقدام الأنظمة العربية، انطلقت قافلتان: واحدة بحرية من أوروبا وأعقبتها أخرى برية من تونس؛ حملتا نفس الحلم: كسر الحصار عن غزّة، لكنهما اصطدما بنفس القسوة، قسوة تثبت أن الخيانة العربية والغطرسة الإسرائيلية وجهان لعملة واحدة. هنا قصّة أولئك الذين رفضوا أن يكونوا حرّاساً لهذا السجن الكبير.
مقالات ذات صلة لماذا يخفق القلب فرحًا أو حزنًا؟ وأيهما أشد وطأة؟ 2025/06/20الليلة التي غرق فيها الضمير العالمي
«تياغو» البرازيلي ذو العشرين ربيعاً لم يكن يعلم أن مشاركته في رحلة سفينة «مادلين» ستنتهي به في زنزانة إسرائيلية تحت الأرض. «كنا 12 ناشطاً فقط على متن السفينة»، يقول بصوت يرتجف، «عندما حاصرتنا الزوارق الحربية الإسرائيلية في المياه الدولية، وكأننا أسطولاً عسكرياً وليس متطوعين يحملون أدوية الأطفال».
بين الأمل والقمع
انطلقت السفينة من ميناء «كاتانيا» في جزيرة صقلية الإيطالية في الأول من يونيو 2025، تحمل على متنها ناشطين من جنسيات متعددة، بينهم الناشطة البيئية “غريتا تونبيرغ” والنائبة الأوروبية ريما حسن. كانت الشحنة رمزية بحجمها وعظيمة بأبعادها، تشمل مئات الكيلوغرامات من المواد الأساسية كالطحين والأرز وحليب الأطفال، بالإضافة إلى معدات طبية وأطراف صناعية وأجهزة تحلية مياه.
هدف الرحلة كان واضحاً: كسر الحصار البحري عن القطاع ونقل رسالة تضامن صامتة لكنها مدوّية، غير أن هذه المبادرة الإنسانية واجهت القسوة نفسها التي تحاصر غزّة، ففي التاسع من يونيو، وبعد ثمانية أيام من الإبحار، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية السفينة في مياه دولية. اعتُقل الناشطون، وتحولت رحلة الأمل إلى فصل جديد من الاعتقال والاضطهاد، حيث واجه الناشطون ظروفا قاسية من الحجز والتفتيش المشدد، في محالة واضحة لكسر إرادتهم ووقف صوت التضامن الدولي.
حيث يُسرق الحليب باسم السيادة
بينما كانت الناشط البرازيلي تياغو على متن السفينة يخترق البحر في محاولة مقدامة لكسر الحصار عن غزّة، جرى اعتقاله مع بقية زملاءه الشجعان بوحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسُجنوا في ظروف مهينة، دون أن يُراعى كونهم ناشطين إنسانيين؛ جاءوا بصفتهم المدنية لا كمقاتلين.
معاناة هؤلاء الشبان بالرحلة وفي السجون الإسرائيلية لم تكن حدثًا معزولًا، بل امتداد لمعاناة غيرهم من الأحرار الذين لا ينتمون إلى هذه الأرض جغرافياً، لكنهم ينتمون لها أخلاقياً وإنسانياً.
من تياغو إلى ريما حسن، النائبة الفرنسية الفلسطينية التي لم تشفع لها حصانتها الأوروبية، مروراً بالناشطين بين تركي وألماني وإسباني وهولندي… الخ الذين اعتقلوا أو طُردوا أو شُوّهت سمعتهم لأنهم فقط تجرّؤوا على رفع علم فلسطين في عواصمهم.
وإن كانت يد الاحتلال قد امتدت في عرض البحر لتقمع من جاؤوا متضامنين، فإن اليد الأخرى، المخفية تارة والمكشوفة تارة أخرى، كانت تضرب على اليابسة. ففي مصر، تعرّض الناشطون من “مسيرة غزّة” للضرب والإهانة والتنكيل على أيدي قوات أمن بلباس مدني، في محاولة ممنهجة لإظهار أن الاعتراض يأتي من “المواطنين العاديين”، وليس من الدولة.
لقد لبس القامعون ثوب الشعب ليخونوا نبضه، وأوهموا العالم أن الشارع المصري – وهو الزخم العارم لفلسطين – قد انقلب على المبدأ. بينما الحقيقة أن اليد التي صفعت هؤلاء المتضامنين ليست يد الشعب، بل يد السلطة، وهي اليد ذاتها التي تصافح القتلة هناك، وتمنع المساعدات هنا، وتحاصر الفلسطيني في جسده ومعيشته وتُمعن في عزل كل من يحاول الوصول إليه.
بهذا المشهد، تتكامل المأساة مع الهزل، وتغدو الجغرافيا السياسية للمقاومة محكومة بمنظومتين: شعوبٌ تتقد بالشجاعة رغم البعد، وأنظمةٌ تشتغل لحساب الاحتلال وإن رفعت شعارات ضده. وهنا، كما يؤكّد الحال راهناً، فإن التضامن مع القضية الفلسطينية لا يزال يواجه مقاومة ضارية من أنظمة ترى في بقاء الاحتلال حماية لاستقرارها أو امتداداً لاستعمارها، أكثر مما ترى فيه جريمة تستحق المواجهة.
وفي ليبيا، حيث تسيطر قوات حفتر، كانت العراقيل بذريعة البيروقراطية والتعنّت الأمني في أقصى درجاتها، إذ منعت قوافل التضامن من المرور، وواجه ناشطون تحقيقات مطولة وإجراءات تعسفية، مما يعكس تنسيقاً أمنياً واضحاً وفاضحاً مع الاحتلال.
هذه التجارب المشتركة، من الاعتقال في سجون الاحتلال إلى التضييق في الحدود ومطارات الدول العربية والحدود البرية، تؤكّد حجم العقبات التي تواجه أي محاولة حقيقية لكسر الحصار وإيصال الدعم لغزّة، كما تؤكّد أن التضامن مع القضية الفلسطينية لا يزال يلقى مقاومة شديدة من أنظمة تحابي الاحتلال أكثر مما تُساند شعوبها في قضاياه المصيرية.
الرسائل التي كتبها الجلادون بتواطئهم
الرسالة التي كتبها الجلادون كانت واضحة، وإن اختلفت أيادي التوقيع عليها: حفتر قطع الطريق في الصحراء، والسيسي أطلق شرطته على المتضامنين مع غزّة في شوارع مصر ومطاراتها، يضربون، يرحّلون، ويقمعون كل من حاول أن يمرّ من بواباتهم بجوازه وكرامته.
أما إسرائيل، فكانت تشاهد من بعيد، مُطمئنة إلى أن الطرق إلى غزّة ما زالت مغلقة.
قافلة الصمود رغم عودتها اليوم لم تُكسر، عادت إلى تونس بجراحها وتحمل شيئاً أعظم من العبور: يقظة الضمير. لم تصل الشاحنات، لكن وُلدت إرادة جديدة، وكُسر الصمت، وإن لم تنجح سفينة ماديلين والصمود، فسيأتي بعدهما قوافل أخرى، بالآلاف، فإرادة الشعوب لا تنضب، وغزّة لا يمكن أن تُحاصر إلى الأبد.
إذا مُنعوا اليوم من العبور، فستُحوّل الأرض كلها إلى معبر؛ القوافل والسفن لم تمت، بل صارت فكرة لا تموت.