السبت, 30 ديسمبر 2023 12:33 م

.

المصدر: المركز الخبري الوطني

إقرأ أيضاً:

الإعلام الرسمي يروّج لأعدائه: جيش “جايينك على كربلاء” يستعرض على شاشة العراقية

8 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: يوغل البثّ الحي لفضائية العراقية، لحظة عرضها مشهداً صاعقاً لاستعراض “جيش الجولاني” في سوريا، في تعميق السؤال عن حدود الإدراك الإعلامي، سيما وان الكثير من افراد هذه الجيش لطالما صرخوا بعبارة “جايينك على كربلاء”، في رسالة عدائية مكشوفة، لم يكن يتوقع أحد أن تمرّ من شاشة رسمية يفترض أنها تحرس الوعي ولا تفرّط به.

أي تهاون هذا؟ كيف تُمنح منابر الدولة لمن يهددون أهلها؟.

خلل مهني لا يمكن تجميله، ولا يمكن تبريره بالصدفة التقنية أو الخطأ العابر، فالصور التي وُضعت في تلك الاحتفالات داخل المدن السورية، والتي جمعت بين صورة الجولاني وبين صدام حسين، انتشرت بدورها كإشارة إلى أن الرسالة لم تكن حمقاء فقط، بل حافلة بالاستفزازات.

ويجرّنا هذا إلى سؤال آخر أكثر مرارة: من يوجّه هذه التغطيات؟ ومن يسمح بمرور خطاب يهلّل لجهة رفعت على الملأ شعارات تهدّد العراقيين في جوهر انتمائهم، قبل أن تهدّد دولتهم؟,

وإذا كان هذا الأداء تمّ بتوجيه رسمي، فالمصيبة عظيمة: مؤسسة إعلامية تستخدم أموال العراقيين لتلميع من يناصبهم العداء.

أما إذا كان الأمر “سهواً” فحينها تصبح البلية أكبر، لأننا أمام جهاز إعلامي يعمل بلا بوصلة، بلا مراجعة، وبلا إحساس بوزن المعلومة وخطرها.

فضائية العراقية تحولت إلى ناقل خام لإشارات مضللة، بدلاً من أن تكون حاجز صدّ يحمي الوعي الجمعي.

الإعلام ليس كاميرا مرفوعة عشوائياً، بل موقف مهني يميز بين نقل الحدث وبين منحه شرعية غير مباشرة.

بثّ مشهد كهذا، يرقى إلى مستوى الترويج لقوى طالما استخدمت خطاباً طائفياً ضد المكوّن الأكبر في العراق.

ويتساءل العراقيون اليوم—‏كما ظهر في تدوينات كثيرة—‏عن أسباب غياب المحاسبة وعن استمرار عمليات “التغليف الإعلامي” التي تهرب من التشخيص الحقيقي.

الخوف لم يعد من الخطأ، بل من تكراره، ومن إصرار بعض المؤسسات على الظهور وكأنها تعيش في عزلة عن الواقع، وعن الدم الذي دفعه العراقيون ثمناً لمثل هذه الشعارات قبل سنوات قليلة فقط.

أن السكوت عن هذا الخطأ الشنيع، يمنح الخلل شرعية جديدة، ومشهد “جايينك على كربلاء” يمكن ان يمر على شاشة رسمية اذا كان القائمون على الاعلام بهذا المستوى الضحل من الادراك.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • لجنة البيئة بسفاجا ترصد مخالفات خلال حملة ميدانية
  • سلطنة عمان تشارك دول العالم في اليوم الدولي لمكافحة الفساد 2025
  • تفكيك شبكة ابتزاز ورشاوى داخل تقاعد كربلاء وضبط 3 مليارات دينار بحوزتها
  • الإعلام الرسمي يروّج لأعدائه: جيش “جايينك على كربلاء” يستعرض على شاشة العراقية
  • تصاعد أزمة محمود بنتايج بين الزمالك.. ووكيله يهدد بنقل الملف إلى فيفا
  • النيابة العامة ترصد 6 مخالفات لقرار حظر النشر في واقعة وفاة القاضي سمير بدر
  • نقل ملكية خط "غزير 61" إلى "أوكيو لشبكات الغاز"
  • "مخالفات واشغالات وقمامة".. الوفد ترصد فوضى بمنطقة حي الزيتون ومناشدة للتدخل
  • ملكية ناد ودور سفير سياحي.. تفاصيل العرض السعودي التاريخي لخطف محمد صلاح
  • الحكومة تشيد بنقل مقار اليونيسف إلى عدن لتعزيز الاستجابة الإنسانية