الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: حضور مكثف لنشر الوعي وتصحيح المفاهيم
تاريخ النشر: 30th, December 2023 GMT
واصل «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» في عام ٢٠٢٣م، مواجهة خطابات الجماعات الإرهابية وتفنيد شبهاتها وأباطيلها، والإسهام في القضاء على فوضى الفتاوى وتصحيح الأفكار المغلوطة، من أجل تحصين المسلمين لا سيما الشباب من السقوط في براثن التطرف، مع إمداد المسلمين بالفتاوى والعلوم الشرعية المنضبطة والصحيحة في شتى بقاع الأرض.
تنوعت جهود مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية خلال عام(٢٠٢٣م)، لتشمل؛ الشأن الإفتائي، والدعوي، والتوعوي، والميداني (الاجتماعي والأسري)، والبحثي، والتثقيفي، والإعلامي، والتدريبي، والتي يمكن الإشارة إلى أبرزها في نقاط مختصرة:
المركز الأول في «التميز الحكومي»
حصل مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال عام ٢٠٢٣، على المركز الأول على مستوى الجمهورية في جائزة الدولة المصرية (جائزة مصر للتميز الحكومي)، كأفضل فريق عمل على مستوى الجمهورية، وذلك نظرا للجهد الفعال والأداء المتميز، كأفضل فريق عمل على مستوى الجمهورية، من بين جميع الفرق المتقدمة من مؤسسات الدولة لنيل الجائزة، وهو ما توجه تكريم من فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والسيد رئيس مجلس الوزراء لفريق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
أكثر من مليون وسبعمائة ألف فتوى
قام «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية»، خلال عام 2023م، بالرد على نحو (1.766.046) مليونٍ وسبعِمائة وستةٍ وستين ألفا وستٍّ وأربعين، فتوى هاتفية ونصية وميدانية وبحثية، وإعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تتعلق بكل ما يهم الناس في حياتهم اليومية، وفي كل فروع الفقه من عبادات، ومعاملات، وأحوال شخصية، وقضايا الفكر والأديان، وما يعرض للجمهور من شبهات، تتعلق بأمور الدين والدنيا.
بنك فتاوى الأزهر الإلكتروني
كانت أولى إصداراته؛ الدليل الشرعي الشامل للتعامل مع فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، وتم نشره في عدد مجلة الأزهر الشريف ذي القعدة عام 1443هـ، ووصل عدد الفتاوى التي تم إعدادها بالبنك منذ إنشائه إلى اليوم ما يزيد على( 10,000 )عشرةِ آلافِ فتوى، بالإضافة إلى عدد الفتاوى السابق ذكره ليصبح :(776,046, 1) مليونا وسبعَمائةٍ وستةً وسبعين ألفا وستًّا وأربعين فتوى،
156 بثًا مباشرًا للإجابة عن استفسارات الجمهور
قام أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بعمل بث مباشر على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وعدد من المواقع الإخبارية، وقد بلغ عددها (156) بثًا حيًا، أجابوا فيه على أسئلة المتابعين بصورة مباشرة، حيث شهد البث استقبالا لآلاف الأسئلة وتفاعلًا كبيرًا من جمهور المستفتين .
فتاوى وأعمال مترجَمة
قام قسمُ «الفتاوىٰ باللغات الأجنبية» بالمركز بالردِّ علىٰ كلِّ الفتاوىٰ التي وردت إليه بأقسامه الثلاثة: الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، بالإضافة إلى تَرجمةِ العديدِ من الأبحاث، والفتاوىٰ الصادرة من المركز، والتي تُعنىٰ بأحوال المسلمين الذين يعيشون في البلاد غير الناطقة بالعربية، وبلغ عدد هذه الفتاوى، والأبحاث والترجمات، في قسم اللغات نحو (10013) عشرةِ آلاف وثلاثةَ عشرَ عملًا.
برامجُ تدريبيةُ وورشُ عمل
قام المركز بإعداد حزمة من البرامج التدريبية وورش العمل التي تسهم بدورها في رفع كفاءة أعضاء المركز، وتم عقد (463) أربعِمائة وثلاثةٍ وستين برنامجًا ومحاضرة وورشة تدريبية.
البحوث والمراجعة
قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى في مجال البحوث والمراجعة العديد من الجهود، حيث بلغ عدد الأبحاث والمراجعات والمتابعات العلمية والأعمال التأصيلية ما يزيد على (37239 ) سبعةٍ وثلاثين ألفا ومائتين وتسعةٍ وثلاثين عملًا، وذلك في مجال تصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة التطرف( الفكري- العقدي)، .
الفريق الاستشاري العلمي
ضم المركز فريقًا استشاريًا علميًا تمّ تشكيله في عام 2019م، وبه خبراء في جميع المجالات والتخصصات العلمية المختلفة
متابعة المحتوى الديني
قام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بتتبع العديد من الفتاوىٰ المتشددة، والشبهات والمفاهيم المغلوطة، والظواهر الاجتماعية السلبية، وتحليلها، بالإضافة إلي الصدي الإعلامي لأعمال وفتاوى المركز في المنصات الإعلامية المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحليها، وقد بلغ مجموعُها نحو(27080) سبعةٍ وعشرين ألفا وثمانين ؛ ما بين فتوىٰ، وشبهة، وظاهرة، وتقريرإعلامي.
تحليل البيانات والتقارير المتخصصة
قام قسم المتابعة الإلكترونية، بتحليل بيانات الفتاوى الهاتفية والنصية وفتاوى النساء، وكذلك تحليل الفتاوى والشبهات المرصودة، وكذلك تحليل كل ما يخص الظواهر الاجتماعية، وقضايا لم الشمل، وأعمال «وحدة بيان» لمواجهة الإلحاد ووحدة الدعم النفسي ووحدة الاستثمار والتنمية وقسم الدراسات العبرية، حيث بلغ إجمالي الأعمال( 12212) اثنيْ عشرَ ألفا ومائتين واثنيْ عشرَعملًا.
مشاركات ومداخلات إعلامية
بلغ عدد المشاركات الإعلامية ما يزيد عن (21825) واحدٍ وعشرين ألفا وثمانِمائة وخمسٍ وعشرين مشاركةً خلال عام 2023م .
محتويات فقهية توعوية وتثقيفية الكترونية
قام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بإعداد ونشر (18719) ثمانيةَ عشَر ألفا وسَبعِمائةٍ وتسعةَ عشرَ محتوى فقهيًّا، وتوعويًّا، وتثقيفيَّا وبيانات لتصحيح المفاهيم، نشرت علىٰ مواقع التواصل الاجتماعي مثل: الفيس بوك، وتويتر وإنستجرام، ومنها مشاريع: (حكاية كتاب – قدوة- قرة عين -رسائل- فقهيات- توعية أسرية- بيان- جوامع الكلام- مفاهيم- هذا هدى)، وغيرها.
وحدة "بيان" لمكافحة الإلحاد والفكر اللاديني
قامت وحدة"بيان"، التي أنشأها المركز، لمتابعة الشبهات الإلحادية المثارة في وسائل الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والرد عليها، ومقابلة عدد من الحالات التي لديها شبهات وتساؤلات، والإجابة عليها وبلغ عددها نحو (509,786) خمسِمائةٍ وتسعةِ آلاف وسبعِمائةٍ وستةٍ وثمانين عملًا، منذ إطلاق الوحدة في عام 2019م، إلي ديسمبر2023.
وحدة "لم الشمل" من أجل الحفاظ على كيان الأسرة المصرية
بلغ عدد الحالات التي تدخَّلت فيها وحدة لم الشمل، وتم التعامل معها ( 111,100)مائةً وأحد عشر ألفا ومائةَ حالةِ نزاعٍ أسري، داخل نطاق الأسرة الصغيرة، ليمتد أثرُها الإيجابي إلىٰ الأسر الكبيرة، ومن ثَمَّ المجتمع كله، استفاد منها ما يزيد عن مليونَيْ مستفيدٍ، منذ إطلاقها في إبريل 2018 إلي ديسمبر2023م).
برامج توعوية لتحصين الأسرة المصرية
عقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، من خلال برنامج "التوعية الأسرية والمجتمعية" عددًا من اللقاءات والندوات التي طافت أنحاء الجمهورية، وبلغ عددها ما يزيد عن (93,859) ثلاثةٍ وتسعين ألفا وثمانِمائة وتسعةٍ وخمسين لقاءً وندوةً وورشة عمل وفاعلية، استهدفت ما يقرب من( 7مليون) سبعة ملايين مواطن منذ بداية برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية أكتوبر2018 إلي ديسمبر2023،
استشارات أسرية للحفاظ علي استقرار المجتمع المصري وسلامته
بلغ عدد الاستشارات الأسرية التي قدمها المركز( 507638 ) خمسَمائةٍ وسبعةَ آلافٍ وستَّمائةٍ وثمانيةً وثلاثين استشارةً خلال عام 2023م، من خلال قنوات التواصل الإلكترونية واللقاءات الميدانية للمقبلين على الزواج أو المتزوجين بالفعل، بهدف الحفاظ علىٰ كيان الأسر المصرية من التفكك.
وحدة للدعم النفسي لحماية الشباب من مخاطر الانتحار
بلغ عدد أعمال وحدة الدعم النفسى بالمركز ( 10582 )عشرةَ آلاف وخمسَمائة واثنين وثمانين عملا، خلال عام2023م.
إنشاء قسم الدراسات العبرية
في إطار نصرة القضية الفلسطينية تم إنشاء قسم الدراسات العبرية لفضح مزاعم الصهيونية، وتحليل مقالات الحاخامات الصهاينة، وضحدها، وتتبع ما يصدر عن الكيان الصهيوني والتعامل معه في إطار ما يتعلق بعمل المركز، وبلغ عدد الأعمال201 عملا.
«صالون ثقافي وفكري» لمناقشة مشكلات الأسرة المصرية ودعم منظومة القيم والأخلاق
عقد المركز (١٢)صالونًا ثقافياً وفكرياً خلال عام2023م، من خلال رؤية معرفية، وخطة تنفيذية واضحة في كافة التخصصات العلمية والدينية والحياتية؛ لتعزيز الوعي المجتمعي، ومواجهة الظواهر السلبية في المجتمع المصري من كافة جوانبها.
«ملتقى فقهي» لمناقشة المستجدات والقضايا الدينية والحياتية المختلفة»
عقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الملتقى الفقهي الرابع بعنوان: «هيئات ومؤسسات الفتوى ودورها في دعم القضية الفلسطينية»، والملتقى الفقهي هو أحد أدوات مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية البحثية والتجديدية الإفتائية، والتي يعقدها المركز بصفة دورية، ويناقش من خلاله العديد من المستجدات والقضايا الدينية والحياتية المختلفة.
«وحدة التنمية والاستثمار» لدعم الاستثمار والتنمية والعمران
بلغ عدد أعمالها 93 عملًا ما بين المشاركات الإعلامية والفتاوى التأصيلية ودراسة العقود الاستثمارية.
بروتوكولات التعاون والاستراتجيات
نجح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة في تنفيذ مبادرة (الوعى حياة) في 27 محافظة، ونشر الوعي وتصحيح المفاهيم للمشاركين في مبادرة «قطار الشباب»، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي في دعم بناء الإنسان أخلاقيا ودينيا وتربويا
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر حضور مكثف نشر الوعى عام ٢٠٢٣ مرکز الأزهر العالمی للفتوى الإلکترونیة التواصل الاجتماعی خلال عام وبلغ عدد من خلال بلغ عدد ما یزید
إقرأ أيضاً:
“طوفان الأقصى” .. إعلانٌ مدوٌ غيّر الوعي العالمي وقلب موازين الصراع وأكدَّ انتصار المقاومة
الثورة نت/..
في مثل فجر هذا اليوم، السابع من أكتوبر عام 2023، صحا العدو الإسرائيلي على كابوس ما زال يعيشه حتى اللحظة ، وسيظل يطارده حتى الرحيل من الأراضي العربية المحتلة، حين قلبت المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة “حماس” وجناحها العسكري كتائب القسام، معادلة الصراع مع الكيان الغاصب وكشفت هشاشة تفوقه العسكري رغم وحشيته عبر عملية “طوفان الأقصى”.
ومع مرور عامين، تمكنت المقاومة الفلسطينية من تحويل الهجوم العسكري المباغت ضد قوات الكيان الصهيوني ليس إلى ملحمة مقاومة تاريخية أسطورية وحسب، بل إلى معادلة عالمية جديدة أعادت توجيه أنظار العالم صوب المأساة التي يعيشها شعب يرزح تحت وطأة احتلال إجرامي فاشي ، لا يعرف سوى المجازر وسفك الدماء، وذلك بعدما أحدثت عملية “طوفان الأقصى” من زلزال تجاوزت ارتدادته حدود المنطقة، وأعاد القضية الفلسطينية إلى صدارة الحدث العالمي ، وأعاق مسار التطبيع؛ وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر.
تبرز أهمية عملية “طوفان الأقصى” في نواحي عديدة، أهمها أن العملية كشفت للعالم أجمع الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني النازي الإجرامي العنصري اللاإنساني، وأعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام العالمي، بعدما كانت في ذيل جدول الأعمال العالمي والعربي ، لاسيما مع تهافت بعض الأنظمة العميلة الخانعة في الدول العربية إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، كما أنها كسرت المقولة الكاذبة التي تصف الجيش الصهيوني بـ”الجيش الذي لا يقهر”، ليؤكد الشعب الفلسطيني ومقاومته بأنهم هم الذين “لايُقهرون”.
ورغم جريمة الإبادة الصهيونية والتطهير العرقي والفظائع التي يرتكبها جيش العدو بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة منذ عامين، إلا أنه ومقاومته ظلا صامدين شامخين، وسيظلا كذلك حتى دحر العدوان الفاشي وطرد آخر محتل صهيوني من الأرض الفلسطينية.
ونتيجة لذلك الصمود أصبح العالم يرى الفشل الصهيوني وانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، الذين أحالوا بصمودهم وتمسكهم بأرضهم ووطنهم، العدو الصهيوني، إلى خانة “العزلة السياسية” على مستوى العالم.
خطر على العالم
وفي بيان لها بمناسبة مرور عامين على عملية طوفان الأقصى، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن معركة “طوفان الأقصى” البطولية أعادت القضية الفلسطينية الوطنيةَ، إلى موقعها العالمي، وكشفت وجهَ الكيان الصهيوني الفاشي، باعتباره خطرًا على أمن واستقرار المنطقة والعالم، ووضعته في عزلةٍ غير مسبوقة، وحرّكت ضمائر الشعوب والهيئات للوقوف مع الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولتِه المستقلة.
ولفتت “حماس” إلى أن حقيقةُ نوايا العدو الصهيوني الاستعماريةِ التوسعيةِ على حساب أراضي وسيادة الدولِ العربية والإسلامية وأمنِها واستقرارِها، انفضحت من خلال تصريحات قادتِه المجرمين وأحلامِهم حول ما يُسمّى “إسرائيل الكبرى”؛ مّا يستدعي إجراءاتٍ عمليةً رادعةً لهذا الكيان الصهيوني.
وأكدت أن معركة طوفان الأقصى “شكلت نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي والعسكري للمنطقة”.
تهاوي الأكاذيب والدعاية الصهيونية
وفي بيان مشترك، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أن “معركة طوفان الأقصى والتي بدأت في السابع من أكتوبر ولا زالت متواصلة، شكلت محطة تاريخية في مشروعنا المقاوم، وكانت إستجابة طبيعية لما يحاك من مخططات صهيونية تستهدف قضيتنا الوطنية، وساهمت في تهاوي كل الأكاذيب والدعاية الصهيونية السوداء”.
واعتبرت الفصائل، الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني أمام الإجرام الفاشي، بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها كل مخططات ومؤامرات العدو الصهيوني الخبيثة.
الوجه الحقيقي
بدوره أكد حزب الله اللبناني، الذي قدم خيرة رجاله في معركة إسناد المقاومة الفلسطينية، وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب شهيد الإسلام، السيد حسن نصر الله، أن معركة طوفان الأقصى البطولية “كشفت، من لحظتها الأولى، الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني المجرم المتجرّد من أي صفة إنسانية، والمدعوم من الطاغوت الأميركي المتجبر، الذي يدوس على كل القوانين والقرارات الدولية والاعتبارات الإنسانية، وينتهك سيادات الدول معتديًا عليها وعلى شعوبها، موغلًا في ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية وممارسة حرب التجويع والتهجير بحق أهل غزة، كاشفًا جهارًا عن مخططاته التوسعية والعدوانية”.
كما أكد “أن هذه المناسبة التاريخية العظيمة ستبقى خالدة في التاريخ، عن شعب ثار على المحتل المغتصب لأرضه، فقاتل وضحى وصمد، وبإذن الله سينتصر، وهو جدير بالنصر، وستعود فلسطين كاملة لأهلها، رغمًا عن كل متآمر ومطبّع ومتخاذل، هذا وعد إلهي، والله لا يخلف وعده”.
محطة فاصلة
كذلك ، قالت لجان المقاومة في فلسطين إن معركة طوفان الأقصى مثلت نقطة تحول كبرى في مسيرة المقاومة والشعب الفلسطيني، فأصبحت محطة فاصلة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني وضربت هيبة الغطرسة وكسرت منظوماته الأمنية والعسكرية والسياسية وحطمت أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر إلى الأبد.
وأشارت إلى أن العزلة العالمية التي يواجهها الكيان الصهيوني تؤكد أن معركة طوفان الأقصى شكلت ثورة في الوعي العالمي وأيقظت ضمائر الأحرار ، وسيكون لها نتائج إستراتيجية كبرى لصالح القضية الفلسطينية ، بعد أن حطمت السردية الصهيونية وكشفت حقيقة الكيان الصهيوني وقادته العنصرية الفاشية ولم يعد قادراً على الإختباء وراء إدعاءات زائفة وكاذبة وباطلة.
ولفتت لجان المقاومة إلى أن معركة طوفان الأقصى أثبتت بالدليل القاطع أن العدو الصهيوني هو عدو للأمة جمعاء، وأن مواجهته والتصدي لمخططاته وأطماعه التوسعية والإجرامية باتت ضرورة ملحة وأولوية لكل شعوب الأمة وأحرار العالم.
منعطف استراتيجي
من جهتها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن “عملية السابع من أكتوبر شَكلّت منعطفاً استراتيجياً غيّر معادلات الصراع وأعاد القضية الفلسطينية إلى قلب الوعي العالمي، وأثبتت أن الإرادة الحرة قادرة على زلزلة منظومات القوة المتغطرسة مهما بلغ تفوقها التقني، وكشفت هشاشة الكيان الصهيوني أمام مقاتلين يمتلكون عزيمةً صلبة وإيماناً بعدالة قضيتهم”.
وذكرت أن “معركة طوفان الأقصى تجاوزت بُعدها العسكري لتؤكد أن المقاومة منهجٌ ثابت وأن الشعوب التي تتشبث بحقها قادرة على كسر حدود الخوف وصناعة التاريخ من جديد غير أن الردّ الصهيوني، المدعوم مباشرةً من الإمبريالية الأمريكية واللوبيات الغربية، لم يكن مجرد هجوم عسكري، بل تجسيدًا صارخًا لإرهاب الدولة المنظم كأداة استعمارية بامتياز”.
وقالت إن “المقاومة أكدت في السابع من أكتوبر 2023 أنها جوهر الوجود الفلسطيني وروحه الحيّة، ووجهت صرخةً مدوّيةً في وجه الظلم والطغيان وجبروت الكيان الصهيوني، وإعلاناً مدوياً وجريئاً للعالم بأن الشعب الفلسطيني حيّ، ثابت في أرضه وهويته، ومتمسك بحقه في الحرية والكرامة”.
فيما أشارت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إلى أن التحولات الدولية لصالح القضية الفلسطينية، بما في ذلك عزل الكيان الإسرائيلي وإدانة السياسات الأميركية وموجة الاعتراف بدولة فلسطين، جاءت ثمرة لمعركة طوفان الأقصى وتضحيات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتمسكه بكرامته ورفضه الاستسلام أو التهجير من غزة أو الضفة أو القدس.
تصويب الوعي العالمي
إلى ذلك، اعتبر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الدكتور إسماعيل الثوابتة، اليوم الثلاثاء، يوم السابع من أكتوبر 2023 ، لحظة تاريخية فاصلة غيّرت اتجاه العالم نحو جوهر القضية الفلسطينية، وأعادت بوصلة العدالة والحق بعد عقود من التزييف والتضليل.
وأوضح الثوابتة، أن هذا اليوم أعاد الحقيقة إلى الواجهة بعد أن غابت طويلاً عن الوعي العالمي، ليكشف جذور المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي المجرم، وليظهر زيف الرواية الصهيونية أمام ضمير الإنسانية.
وقال إن السابع من أكتوبر أحدث استدارة حقيقية في وعي الشعوب تجاه فلسطين، وفتح عيون العالم على أصل الصراع وعدالته، مؤكداً أن هذا اليوم سيبقى شاهداً على أن القضية الفلسطينية أعمق من حملات التشويه، وأن إرادة الشعوب في نصرة المظلوم لا تنكسر مهما طال الزمن.
زلزال هائل
بدوره أكد المؤرخ الفلسطيني، الدكتور أسامة الأشقر أن عملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت من غزة صبيحة السابع من أكتوبر 2023م، وما زالت تداعياتها مستمرة في ذكراها الثانية، حسمت معركة الوعي عربيا وإسلاميا وعالميا لمصلحة القضية الفلسطينية التي أضحت قضية عالمية وإنسانية وأخلاقية وقانونية.
ووصف الأشقر تلك العملية العسكرية الفلسطينية بـ”الحدث المفصلي”، و”علامة فارقة” في تاريخ القضية والأمة الإسلامية والمنطقة عامة بل أشبه بـ”زلزال هائل” أحدث اضطراب وقلب الأمور العميقة جدا في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن “طوفان الأقصى” كشفت حجم الخذلان العربي والتخوّف الرسمي العربي من نتائج “الطوفان” ومدى ما وصفه بـ”الانحطاط السياسي العربي” في نصرة القضية الفلسطينية وشعبها الذي يتعرض لإبادة جماعية.
تغيير معادلة الصراع
من جانبه، اعتبر اللواء الأردني المتقاعد والخبير في الشؤون العسكرية، محمد الصمادي، أن “طوفان الأقصى” غيّرت معادلات الصراع وأثبتت فشل جيش العدو الإسرائيلي ميدانيًا، وشكّلت نقطة تحول كبرى في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، وأعادت تعريف مفاهيم القوة والإرادة لدى الفلسطينيين والعرب، وفتحت مرحلة جديدة عنوانها “كسر الهيمنة والخوف من القوة العسكرية الإسرائيلية”.
وأوضح اللواء الصمادي أن هذه العملية أثبتت أن الإرادة السياسية والتمسك بالحقوق يمكن أن يواجها التفوق العسكري، إذا تم توظيف القدرات والإمكانات بالشكل الصحيح.
ولفت إلى أن العدو الصهيوني دفع “ثمناً سياسيًا وزمنيًا وإنسانيًا باهظًا”، وهو ما أضعف موقفه الدولي وزاد من عزلته، في ظل استمرار المجازر بحق المدنيين وتدمير الحياة الفلسطينية بالكامل.
هشاشة التفوق الصهيوني
أما الكاتب والسياسي التركي ياسين أقطاي، فأكد أنه وبعد مرور عامين على عملية “طوفان الأقصى”، فقد تحوّلت العملية من هجوم عسكري مفاجئ إلى ملحمة مقاومة تاريخية قلبت موازين الصراع مع الكيان الإسرائيلي، وكشفت هشاشته تفوقه العسكري رغم وحشيته.
ولفت أقطاي إلى تطور الوعي العالمي تجاه القضية الفلسطينية بعد عملية “طوفان الأقصى”، مشيراً إلى فشل الكيان الإسرائيلي في تحقيق أي نصر حقيقي رغم الدعم الأمريكي اللامحدود.