وزيرة صهيونية تقدم اعتذاراً تاريخياً للمستوطنين
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
سرايا - قدمت العضوة السابقة بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من حزب الليكود غاليت ديستل أتباريان اعتذارا علنيا "لمساهمتها" في الصراع الداخلي في إسرائيل الذي سبق هجوم 7 أكتوبر
وكان اعتذار أتباريان العلني، أمس الأحد، نادرا فضلا عن كونه من المرات الأولى التي يقبل فيها أحد أعضاء الليكود - الذي يتزعمه نتنياهو - المسؤولية عن الأجواء الاستقطابية قبل "طوفان الأقصى"
ويبدو أن أتباريان تقبل الحجة القائلة بأن الانقسامات الداخلية خلقت تصورات بالضعف شجعت "حماس" على شن الهجوم
وقالت للقناة 13 التلفزيونية: "أنا هنا أجلس وأقول لكم، أيها الجمهور الديمقراطي العلماني: لقد أخطأت في حقكم، وسببت لكم الألم، وسببت لكم الخوف على حياتكم، وأنا آسفة على ذلك"
وأضافت أنها تتحمل مسؤولية دورها في الاحتجاجات الحاشدة والخلافات المدنية التي اندلعت بعد أن حاولت حكومة نتنياهو اليمينية تنفيذ إصلاح شامل بعيد المدى للنظام القضائي
وأثارت الأزمة احتجاجات حاشدة وأثارت قلق رجال الأعمال ورؤساء الأجهزة الأمنية السابقين وأثارت قلق الولايات المتحدة وحلفاء مقربين آخرين
وقالت: "كنت واحدة من هؤلاء الأشخاص الذين تسببوا في إضعاف الدولة، وألحقوا الأذى بالناس.
كانت ديستل اتباريان، التي شغلت منصب وزيرة الدبلوماسية العامة، واحدة من أقوى مؤيدي نتنياهو ولفتت الانتباه بسبب انتقاداتها اللاذعة لمعارضيه
إلّا أنها بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر، استقالت عندما أصبح من الواضح أن وزارات حكومية أخرى تتولى مسؤولياتها
وقالت أتباريان إن المنصب كان "مضيعة للأموال العامة" في زمن الحرب. وقد ظلّت عضوا في البرلمان عن حزب الليكود
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
العالم يدير ظهره لإسرائيل.. ومغردون يرصدون تحولا تاريخيا في التعامل الدولي معها
أثار التساؤل حول ما إذا كانت تصريحات المسؤولين الأوروبيين والبريطانيين ذات أثر حقيقي على إسرائيل قد يدفعها للكف عن جرائمها، تفاعلا واسعا بمنصات التواصل الاجتماعي.
أم أنها مجرد تصريحات دبلوماسية لا طائل من ورائها، أو كما رأى متابعون أنه ينطبق عليها قول "كلام الليل يمحوه النهار".
وقد لفت انتباه المتابعين التغير الملحوظ في لهجة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تجاه إسرائيل، إذ ظهرت نبرة غير معتادة في خطابه الأخير أمام البرلمان البريطاني مقارنة بمواقفه السابقة التي اتسمت بالدعم المطلق للحكومة الإسرائيلية.
وفي السياق ذاته، صعّد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي اللهجة بحديثه عن سلسلة من الإجراءات العملية التي اتخذتها بلاده ضد تل أبيب، في إشارة إلى تحول تدريجي في الموقف البريطاني الرسمي إزاء الممارسات الإسرائيلية.
ولم تقتصر الإجراءات البريطانية على الجانب الكلامي فحسب، فإلى جانب تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، فرضت بريطانيا عقوبات بحق 3 مستوطنين إسرائيليين، وبؤرتين استيطانيتين، ومنظمتين تدعمان العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، في خطوة تعد الأولى من نوعها منذ تصاعد الأحداث في المنطقة.
إعلانولم يكن الموقف البريطاني معزولا عن السياق الأوروبي الأوسع، إذ تزامن مع تصريحات مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، التي تحدثت عن مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، في إشارة إلى إمكانية اتخاذ إجراءات أوروبية جماعية قد تؤثر على العلاقات الاقتصادية والسياسية مع تل أبيب.
ما الدوافع؟
واتفق مغردون على منصات التواصل الاجتماعي حول تشكيكهم في الدوافع الحقيقية وراء تغير المواقف الأوروبية والبريطانية تجاه إسرائيل، مؤكدين أن هذه المواقف تأتي في إطار المصالح السياسية والاقتصادية وليست لأسباب إنسانية، وهو ما أبرزته حلقة (2025/5/21) من برنامج "شبكات".
كما أجمعوا على أن سلوك إسرائيل قد أصبح عبئا على حلفائها الغربيين وأن رصيدها الدولي قد تآكل بسبب ممارساتها في غزة.
وحسب المغرّد الحميري فإن رصيد الاحتلال من التعاطف الدولي قد استُنزف، وسيؤثر ذلك على علاقاتها الإستراتيجية، وكتب يقول: "كل ما يجري هو تمهيد لما هو قادم لأن ما ترتكبونه في أرض العزة قد استنزف رصيدكم بالكمال من التعاطف الدولي ووصل أيضا لعلاقاتكم الإستراتيجية مع أقرب حلفائكم، بل وأصبحت علاقاتكم عارا تلاحق أطرافها".
وفي سياق مشابه، عبر الناشط هايل عن شكه في الدوافع الإنسانية وراء المواقف الغربية بتغريدة يقول فيها: "كم هو غبي من يعتقد أن بريطانيا وغيرها من الدول تفعل ذلك لسبب ‘إنساني’، هو مجرد ضغط لمصالح وصفقات فهي المحرك الوحيد لهكذا إجراءات".
أما الناشط إماجن فيرى أن وقاحة إسرائيل في تعاملها مع حلفائها الغربيين كانت عاملا أساسيا في تغير المواقف، موضحا أن ما يحدث في غزة يفوق التصور التاريخي للإجرام، وأضاف أنه يعتقد أن السبب الرئيسي لتغير مواقف السياسة الغربية هو صلف ووقاحة إسرائيل في التعامل مع أوروبا وأميركا كصناع لها، لدرجة أنهم بدؤوا يشعرون أنها تهدد خططهم.
إعلانفي حين ربطت المغردة سنا الموقف البريطاني بصراع النفوذ الدولي الأوسع، حيث إنها ترى أن بريطانيا تعاقب إسرائيل للضغط على أميركا وكذلك باقي دول أوروبا لأنهم خائفون جدا من اتفاقات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إن مفاوضات التجارة الحرة لم تكن تُحرز أي تقدم من قِبَل الحكومة البريطانية قبل إعلان تعليقها، والضغط الخارجي لن يَثني إسرائيل عن مسارها في الدفاع عن وجودها وأمنها ضد الأعداء الذين يسعون إلى تدميرها.
الصادق البديري21/5/2025