سرايا - يومًا بعد يوم تتكشف تفاصيل المخطط "الإسرائيلي" الكبير في قطاع غزة، والذي بدء فعليًا في اللحظة الأولى من الاجتياح البري للقطاع، والمتوقع أن لا ينتهي حتى بعد انتهاء الحرب التي دخلت يومها الـ87، كون الأمر سيرتبط بملفات أخرى ساخنة وشائكة مع دول الجوار.



ورغم أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تحاول التهرب من نشر تفاصيل مخططها الكبير والذي يمس مصر وقطاع غزة بشكل رئيسي ومباشر، بالسيطرة على كامل الشريط الحدودي المحيط بالقطاع، وبدء المرحلة الأمنية الجديدة بإنشاء منطقة عازلة قد تغير الخارطة الجغرافية للقطاع بأكملها، الإعلام العبري بدأ يُسرب وبشكل مدروس وتدريجي عن تفاصيل هذه الخطة، فكشفت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية عن خطة تعدها الحكومة الصهيونية، من أجل تحييد حركة حماس من خلال إقامة منطقة عسكرية عازلة بمدينة رفح الفلسطينية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.



وقالت الصحيفة إن الدخول إلى وسط قطاع غزة مهم من أجل تحييد القدرة العسكرية لحماس وخلق استمرارية جغرافية تحت السيطرة "الإسرائيلية " حتى جنوب القطاع إلى حدود مصر. وهنا يقول المحلل العسكري بالصحيفة العبرية يوآف ليمور، إن الجيش "الإسرائيلي" قام مؤخرا بتوسيع حملته في الجنوب لتشمل مخيمات اللاجئين في وسط قطاع غزة، وهي خطوة إلزامية ستتطلب أسابيع طويلة وقوات كبيرة لإتمامها بشكل كامل.


 ** المخطط الأخطر
ويشير إلى أنه تتواجد في وسط القطاع أربعة مخيمات كبيرة للاجئين هي: البريج، النصيرات، دير البلح، ومعازي.
وفي الواقع، هذا تسلسل حضري كثيف وعنيف بشكل خاص، حيث تتلقى حماس دعما ساحقا، موضحًا أن دخول هذه المساحة مهم لثلاثة أسباب، الأول، أنه لا سبيل إلى تحييد القدرة العسكرية لحماس في قطاع غزة دون القيام بذلك مادياً، في كل منطقة، من أجل تفكيك الكتائب والسرايا من قدراتها. والثاني، لأن النشاط في وسط قطاع غزة سيخلق تواصلاً جغرافياً بين منطقة مدينة غزة ومنطقة خان يونس حيث ستكون السيطرة في يد "إسرائيل". والثالث، أن حماس يجب ألا تشعر بأن أي منطقة في قطاع غزة محصنة ضد النشاط "الإسرائيلي".

وفقا لمعدل تقدم الجيش "الإسرائيلي" في الحرب حتى الآن، يمكن تقدير أن النشاط في المخيمات المركزية سيستمر لعدة أسابيع، حتى تتعرض معاقل حماس فيها لأضرار كبيرة. وحتى بعد ذلك، سيستمر النشاط فيها، وإن كان بصيغة مختلفة من المداهمات والاغتيالات بحسب المخابرات.


رئيس الأركان هيرتز هاليفي قال مؤخرًا إن الحرب ستستمر لأشهر عديدة، ويبدو أنه كان متواضعا في تقديراته: من أجل إسقاط حكم حماس والتغلب على معظم قدراتها العسكرية، وأيضا القضاء على قوتها العسكرية. البنية التحتية للقيادة، قد يستغرق الأمر عدة سنوات، حتى بعد ذلك ستواصل" إسرائيل "العمل في غزة بقوة وبطرق. إنهم يتغيرون على أمل أن يتم تشكيل حكومة أخرى في يوم من الأيام والتي ستشكل أفقا مختلفا تجاه غزة.


وتابع: “إن قرار العمل في وسط قطاع غزة ليس هو القرار الوحيد الذي يتعين على" إسرائيل "اتخاذه، فهناك قراران آخران على الأقل مطروحان على الطاولة: الأول، ما إذا كان سيتم توسيع الحملة في خان يونس إلى مناطق أخرى في المدينة بما في ذلك مخيم اللاجئين الذي يعتبر أحد أقوى معاقل حماس في قطاع غزة، والثاني هل سيتم العمل في رفح أيضًا، بما في ذلك إمكانية الاستيلاء على محور فيلادلفيا المحازي للحدود المصرية”.

وأكد ليمور، أن معضلة رفح هي أكثر تعقيدا، فالمدينة معقدة النشاط (خاصة مخيم اللاجئين)، ويوجد حولها حوالي مليون لاجئ ليس لديهم مكان يلجأون إليه، وهناك خوف من أن يحاولوا الهروب إلى سيناء، الأمر الذي قد يعرض العلاقات بين" إسرائيل "ومصر للخطر.

وأضاف أنه من ناحية أخرى، فإن السيطرة على المدينة ومحيطها أمر ضروري لعدم ترك الأماكن الآمنة في غزة، وللسيطرة على طريق التهريب في فيلادلفيا.


** المنطقة العازلة
وأشار إلى أن مثل هذه الخطوة تتطلب تنسيقا وثيقا مع مصر، وفي ذلك مزايا، أبرزها إمكانية دفع المفاوضات للإفراج عن المختطفين وأيضاً في الحلول الممكنة لليوم التالي للحرب، كما أن هناك مشاكل في هذا أيضاً، خاصة في مواجهة دعوى قضائية مصرية متوقعة للسماح لموطئ قدم متجدد للسلطة الفلسطينية في غزة.

وزعم ليمور قائلا: “يجب على" إسرائيل "أن تستنفد هذا الخطاب في نفس الوقت الذي تروج فيه للنشاط العسكري، ليس فقط لأن مصر هي الجارة الثانية لغزة، إلى جانب إسرائيل، ولكن لأن مصر، مثل تل أبيب تريد أيضًا التخلص من حماس وإقامة حكومة أقل تطرفا وتهديدا في القطاع”.

وقد جدّد رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، تأكيده على أن الحرب لن تتوقف قبل نزع سلاح غزة، مع تخطيط" إسرائيل "لإنشاء منطقة عازلة على طول قطاع غزة.

فمستقبل غزة وشكل حدودها الحالية، موضع بحث، مع حديث "إسرائيلي" عن إنشاء غلاف جديد للقطاع بعد انتهاء الحرب الدائرة حاليا.

وأعاد نتنياهو التأكيد، في مقابلة مع صحيفة “لا ستامبا” الإيطالية، على أن السلام يتضمن إنشاء منطقة أمنية مؤقتة على طول قطاع غزة، بما في ذلك على الحدود مع مصر، لمنع تسريب الأسلحة.


تصريح تزامن مع تقارير عن استعداد الجيش "الإسرائيلي" لإقامة منطقة عازلة داخل قطاع غزة، من المتوقع أن تكون بعمق كيلو متر واحد داخل غزة.


وعلى الجانب الآخر، يرى مراقبون أن مساحة القطاع لا تسمح بإنشاء مناطق عازلة في داخله، خاصة مع الكثافة السكانية الكبيرة، واختلاف عرض القطاع، بمعدل يتراوح بين 5 و12 كيلومترا.


هذا سيعني عدم وجود عمق كافٍ يتيح "لإسرائيل" منع الهجمات الفلسطينية الصاروخية أو البرية، خاصة مع قرب مدن وقرى غلاف غزة.


أما سياسيا، فما إن أفصح نتنياهو عن المنطقة العازلة، حتى أعلنت الخارجية الأميركية رفض واشنطن لأي منطقة عازلة، داخل قطاع غزة، مذكرة بضرورة الحفاظ على مساحة القطاع من دون تقليص بعد الصراع الحالي.


وتقول صحيفة “هارتس” في هذا الصدد، إنه حتى لو تم القضاء على حماس افتراضاً في مرحلة ما، فإن المنطقة العازلة الجديدة لن تكون قادرة على توفير الأمن "لإسرائيل"، دون ترتيبات أمنية مع أي إدارة فلسطينية يتم تشكيلها في غزة مشابهة لتلك التي في الضفة، والتي من شأنها أن تساعد أيضاً في وقف التصعيد وشن العمليات على "إسرائيل".


وخلافاً لسيناء أو سوريا، التي يسمح عمقها الإقليمي بحركة المدنيين إلى الداخل، فإن قطاع غزة عبارة عن قفص مغلق. وأي قطعة أرض يتم تحويلها إلى منطقة أمنية سوف يصاحبها اقتلاع آلاف السكان، الذين سيتجمعون بشكل أكثر صرامة لرفض ذلك في منطقة هي بالفعل من بين أكثر المناطق ازدحاماً في العالم.


وبشكل عام، فإن النتيجة المتوقعة للخطط الإسرائيلية لا تتطلب أي تخمينات. قد يظن نتنياهو أن المناطق المحيطة بمنطقة حدود غزة أكثر أماناً، لكن في المنطقة “منزوعة السلاح” أو العازلة، سيصبح الجيش الإسرائيلي هدفاً مباشراً للهجمات المسلحة، وسيعود الوضع في القطاع إلى ما كان عليه قبل عام 2005 وستكون معضلة كبيرة لدى" إسرائيل "تعيدها للمربع الأول.

يبقى التساؤل..
هل سيتحقق حلم نتنياهو بالمنطقة العازلة وخنق غزة؟ أم أن لمصر والمقاومة كلمة أخرى.

رأي اليوم 
إقرأ أيضاً : "انتصرت حماس" .. رد فعل الإعلام العبري على رشقات تل أبيبإقرأ أيضاً : طرح اسم رئيس الوزراء السابق سلام فياض لإدارة قطاع غزة بعد الحربإقرأ أيضاً : القناة 13 العبرية: مقتل 29 جنديا في حوادث بقطاع غزة منذ بدء العملية البرية بينهم 18 بنيران صديقة


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال مصر غزة مصر غزة القطاع القطاع غزة غزة مدينة غزة غزة غزة العمل غزة المدينة العمل المدينة مصر رئيس الوزراء غزة القطاع المنطقة القطاع المنطقة غزة غزة غزة المنطقة الوضع القطاع لمصر العالم مصر المنطقة الوضع المدينة مدينة سوريا اليوم الحكومة العمل غزة الاحتلال لمصر رئيس الوزراء القطاع المنطقة العازلة وسط قطاع غزة منطقة عازلة فی قطاع غزة فی ذلک فی غزة فی وسط من أجل

إقرأ أيضاً:

ترامب يضغط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة

المناطق_متابعات

قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، تضغط إدارته على إسرائيل من أجل توقيع اتفاق هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.

فقد كشف مصدر مطلع، اليوم الجمعة، أن إدارة ترامب تمارس ضغوطا شديدة على تل أبيب للتوصل إلى اتفاق يوقف النار قبل زيارته المرتقبة للمنطقة، وفق ما نقلت صحيفة “هآرتس”.

أخبار قد تهمك سفير أمريكا في إسرائيل: أطراف عدة ستوزع المساعدات بغزة 9 مايو 2025 - 3:03 مساءً ترامب يلمح لتخفيض الرسوم على الصين إلى 80% 9 مايو 2025 - 2:57 مساءً

كما أضاف المصدر أن الإدارة الأمريكية ترى أهمية بالغة لهذا الأمر، وقد أبلغت تل أبيب أنه إذا لم تسر قدمًا مع الولايات المتحدة نحو اتفاق، فستُترك وشأنها.

إلى ذلك، أبلغ المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عائلات الأسرى الإسرائيليين، الاثنين الماضي، في واشنطن أن “الضغط العسكري يُعرّض الرهائن للخطر”، بحسب “هآرتس”.

من جهته، رفض مكتب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المكلف بملف المفاوضات والاتصالات مع الإدارة الأمريكية، التعليق رسميًا على الأمر.

ومن المقرر أن يبدأ ترامب زيارة إلى المنطقة في 13 مايو، تشمل السعودية وقطر والإمارات.

فيما تلوح إسرائيل بتوسيع عمليتها في غزة، التي تحمل اسم “عربات جدعون” لتشمل احتلال كامل القطاع إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حماس حتى نهاية زيارة ترامب المرتقبة.

وشرعت الحكومة الإسرائيلية بالإعداد للعملية من خلال استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.

إذ تلقى خلال الأيام القليلة الماضية عشرات الآلاف من جنود الاحتياط إخطارات من قادتهم، وطُلب منهم الاستعداد.

في حين أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين وأحزاب معارضة عن دعمها لإبرام اتفاق، محملة الحكومة مسؤولية التضحية بأبنائها.

يذكر أنه في مطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.

في حين رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدء المرحلة الثانية من الاتفاق السابق، واستأنف الحرب على القطاع الفلسطيني في 18 مارس.

مقالات مشابهة

  • عاجل. "موتوا إن لم تكن لديكم جنسية ثانية".. مفاوضات حماس وواشنطن حول الرهائن تفجر أزمة في تل أبيب
  • خطة تخالف المبادئ الإنسانية
  • عاجل| الأونروا: مليونا شخص في غزة يمنعون من الوصول لحقهم فيما يبقيهم أحياء
  • عاجل- السفير الأميركي في تل أبيب يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
  • ‏موقع "والا" الإسرائيلي: استعدادات إسرائيلية لشن هجمات على غزة بشكل لم يشهده القطاع منذ أشهر
  • إبادة جماعية.. ارتفاع ضحايا جرائم إسرائيل في غزة إلى 53 ألف شهيد و119,5 مصاب
  • بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
  • السفير الأمريكي لدى إسرائيل: تسليم المساعدات إلى غزة سيبدأ قريبًا عبر آلية جديدة
  • السفير الأمريكي: إسرائيل ستشارك في توفير الأمن بغزة وليس توزيع المساعدات
  • ترامب يضغط على إسرائيل للتوصل إلى هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة