صحيفة أثير:
2025-10-14@11:50:48 GMT

البساطة أداة اغتيال شعري أم أسلوب حياة؟

تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT

البساطة أداة اغتيال شعري أم أسلوب حياة؟

أثير – عبدالله العريمي

هل بساطة القصيدة أرض الجريمة الشعرية وأداة اغتيال، وهل الانغلاق التام هو ثبوتية للشعرية العالية، قد تهب البساطة حياة كاملة للقصيدة، وقد يخرج خيط الدم الأول من يد الانغلاق والغموض وعدم القدرة على التفسير، إنها لعبة بين البين تلك المنطقة الفاصلة بين الضوء والعتمة، المساحة الأمثل للقصيدة، لم أرَ دمُ القصيدة يوما يطارد نزار قباني وهو يقول:
تحدثي
عما فعلت اليوم
-أي كتاب- مثلا
قرأت قبل النوم؟
أين قضيت عطلة الأسبوع؟
وما الذي شاهدت من أفلام؟
بأي شط كنت تسبحين؟
هل صرت
بلون التبغ والورد ككل عام؟

القصيدة هذه الحسناء غير القابلة للتعريف والتصنيف تنتقي من خزانة ملابسها ما شاءت من ألوان لحضورها، وما شاءت من موسيقى لمرافقتها، دون أن تعكر صفو حضورها أسئلة ومعادلات كثيرة، تُسقط المعنى في هذا الوعاء اللغوي وفق سياق جمالي متصل يحيل العادي إلى شعري بامتياز، وقد تحتال أحيانا فتصور الأشياء على غير صورتها، المهم لديها هو صناعة الإلذاذ والجمال، وأن تكون قادرة على إقناع البرق وصغار النحل، والسياق الجمالي الواحد هو سيد الإثبات، يقول المتنبي في قصيدته التي يتداولها الناس عن الحمى:

يقول لي الطبيبُ أكلت شيئا وداؤك في شرابك والطعامِ

لولا السياق الذي رفع البيت إلى أعلى مدارج الشعرية، لظل إشارة في ورقة وصف طبية، أو ثرثرة فارغة بين عناصر الكلام، وبقينا نحن نحصي ضحايا القصيدة لدى أبي الطيب، ولولا إخلاصه لشعره واشتغاله الدائم على القصيدة لطال في القصيدة عمر الارتباك وسوء العلاقة بين وعيه وأعضاء جسده نتيجة الارتفاع المؤقت لدرجة حرارة الجسم، كما يقول الشاعر الفرنسي جاك بريفر:

كلنا نموت
الحمار يموت من التعب
والملك يموت من الضجر
وأنا أموت من الحب.

تعددت انشغالات الذهن وتباينت الهموم إلا أن الموت بصفته نتيجة حتمية بقي ثابتا وإن اختلفت هيئته وأسبابه، ضجر وحنين وخوف وحكمة مُتعِبة، واستقراء للعوالم الجوانية كل ذلك طرحه بريفر بهذه البساطة البالغة والوضوح التام، وفي جملة شعرية مفتوحة على التأويل وارتحال المعنى يقول أراغون مجنون الزا:

عيناكِ عميقتان
ولشدة عمقهما أضعت ذاكرتي

إذن لا يمكن أن تكون البساطة الظاهرة فُرْنا معدا للقصيدة، كما أن الانغلاق التام على الذات ليس وقتا زائدا أو ضوءاً مُبشرا بجماليات عالية، بل القدرة على صناعة الدهشة والجمال هو ما يبقي القصيدة على قيد الحياة، أن تكون القصيدة ساحة مكتظة بالورد المطمئن، خير من أن تكون معرضا مكتظا بلوحات الموت ودلالته، وأن تكون معرضا منظما بإتقان لأدوات الجمال خير من أن تكون ساحة للورد الميت، خلاصة الأمر هو أننا في بلاط القصيدة نظل في حالة ترقب دائم لإيقاع خطواتها الملكية لندرك هيئتها وأسلوب رقصتها الأخير على الورق بعد انعتاقها الموسيقي الأول.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: أن تکون

إقرأ أيضاً:

74 ألف كشفي يشاركون في أجيال السيد ببيروت إحياء لذكرى اغتيال نصر الله

شهدت المدينة الرياضية في العاصمة اللبنانية، بيروت، الأحد، تجمّعا كشفيا ضخما شارك فيه أكثر من 74 ألف كشفي وكشفية، لإحياء ذكرى اغتيال دولة الاحتلال الإسرائيلي، للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله.

وقالت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" إنّ: "التجمع الكشفي الكبير، أجيال السيد، نُظم صباح اليوم في المدينة الرياضية بمشاركة أكثر من 74 ألف كشفي وكشفية"، مشيرة إلى أنه: "يُعدّ أحد أكبر التجمعات الكشفية في العالم".

وأوضحت القناة أنّ: "الفعالية أُقيمت وفاءً وإحياءً لذكرى استشهاد السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، واحتفالا بالعيد الأربعين لجمعية كشافة الإمام المهدي".

واغتالت دولة الاحتلال، نصر الله، في 27 أيلول/ سبتمبر 2024 عبر سلسلة غارات، قبل أن تخلّفه قيادة الحزب إلى صفي الدين الذي قُتل في 3 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه.

وتضمّن التجمع الكشفي فقرات متنوعة شملت استعراضات من الوحدات الكشفية، وأناشيد تتغنى بـ"المقاومة" والكشافة، فيما تصدرت الساحة صورة ضخمة لنصر الله، ورفع المشاركون من المدرجات أعلام لبنان وفلسطين وإيران واليمن.

وخلال العامين الماضيين، منذ 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي إبادة جماعية في قطاع غزة، وشنّت حربا على لبنان وإيران، إلى جانب غارات جوية على اليمن وسوريا.

وألقى الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، كلمة خلال التجمّع، قال فيها إنّ: "المشاركين على خيار المقاومة، والمقصود بها المقاومة الأشمل والأوسع، فهي خيار تربوي وثقافي وأخلاقي وسياسي".

وأضاف بأنّ: "المقاومة هي جهاد النفس والعدو، وهي خيار الشباب والشابات والرجال والنساء، وتربية على الأصالة وحب الوطن والدفاع عن الأهل والأحبة".

ورغم الضغوط الداخلية والخارجية، خصوصا الإسرائيلية والأمريكية، يرفض "حزب الله" التخلي عن سلاحه، ويربط ذلك بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانية ووقف اعتداءاته على البلاد.


وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شنّت دولة الاحتلال عدوانا على لبنان، توسع في أيلول/ سبتمبر 2024 إلى حرب شاملة أسفرت عن استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا آخرين.

ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" ودولة الاحتلال الإسرائيلي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، فإنّ: "الأخيرة خرقت الاتفاق أكثر من 4 آلاف وخمسمئة مرة، ما أدّى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى".

ولا تزال حكومة الاحتلال، في تحد للاتفاق، تحتل خمس تلال لبنانية سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إلى جانب مناطق أخرى تحتلها منذ عقود. وإلى جانب الأراضي اللبنانية، تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلي احتلال أراضٍ فلسطينية وسورية منذ عقود، فيما ترفض الانسحاب منها أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة تكون القدس المحتلة عاصمتها.

مقالات مشابهة

  • وراء كل ألم حكاية.. ماذا يقول تقرير جالوب عن الأردنيين؟
  • الحوثي يفرض قيودًا على حصاد المحاصيل الزراعية.. الزكاة أداة للسيطرة الاقتصادية
  • رئيس مدغشقر يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال
  • رئيس مدغشقر: تعرضت لمحاولة اغتيال وأتواجد حاليا في مكان آمن
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • مقتل عائلة كاملة ونجاة مسؤول محلي من محاولة اغتيال في البصرة والديوانية
  • حين تتحول المشاعر المقدسة إلى أداة للتجنيد لاختراق ساحة التأثير اليمني
  • تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال الجعفراوي
  • العالم أمام مسؤولية لمنع هذه الانتهازية .. «اعتدال»: الذكاء الاصطناعي قد يتحول إلى أداة في يد الإرهابيين
  • 74 ألف كشفي يشاركون في أجيال السيد ببيروت إحياء لذكرى اغتيال نصر الله