أداة ذكاء اصطناعي تكشف 9 أنواع من الخرف بفحص واحد
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
طور باحثون في مستشفى "مايو كلينك" الأميركي أداة جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد الأطباء في التعرف على أنماط نشاط الدماغ المرتبطة بتسعة أنواع من الخرف، من بينها مرض الزهايمر، باستخدام فحص واحد متاح على نطاق واسع، وهو تطور تحويلي في التشخيص المبكر والدقيق.
وساعدت الأداة التي أُطلق عليها اسم "StateViewer" الباحثين على تحديد نوع الخرف في 88% من الحالات، وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة "نيورولوجي" الصادرة عن الأكاديمية الأميركية لطب الأعصاب، بحسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبريس" المتخصص في الأبحاث الطبية.
سرعة ودقة
مكّنت الأداة الجديدة الأطباء من تفسير الفحوص الدماغية بسرعة تصل إلى ضعف السرعة المعتادة، وبدقة تصل إلى ثلاثة أضعاف الأساليب التقليدية، وتم تدريب واختبار "StateViewer" باستخدام أكثر من 3600 فحص، تضمنت صوراً لأشخاص مصابين بالخرف وآخرين غير مصابين باضطرابات معرفية.
ويشكّل هذا الابتكار خطوة مهمة في التصدي لأحد أبرز التحديات في رعاية مرضى الخرف، والمتمثلة في تحديد المرض في مراحله المبكرة وبدقة، حتى عند وجود حالات متعددة.
ومع توفر علاجات جديدة، تزداد أهمية اكتشاف المرض في الوقت المناسب لتوجيه المرضى نحو الرعاية الأنسب في المراحل التي يكون فيها التدخل أكثر فاعلية.
وقد يتيح هذا الابتكار تقديم دعم تشخيصي متقدم في العيادات التي تفتقر إلى خبرات متخصصة في طب الأعصاب.
تشخيص معقّد
يؤثر الخرف على أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، مع ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة سنوياً.
ويُعد مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً، وهو الآن خامس سبب رئيسي للوفاة عالمياً.
ويتطلب تشخيص الخرف عادة اختبارات معرفية، وفحوصات دم، وتصويراً طبياً، ومقابلات سريرية، وإحالات إلى مختصين.
ومع ذلك، حتى مع هذه الاختبارات الموسعة، يبقى التمييز بين حالات مثل الزهايمر وخرف أجسام ليوي والخرف الجبهي الصدغي أمراً معقداً، حتى بالنسبة للخبراء المتمرسين.
قصة فريدة
تم تطوير "StateViewer" تحت إشراف الدكتور ديفيد جونز، طبيب الأعصاب ومدير برنامج الذكاء الاصطناعي بقسم الأعصاب في "مايو كلينك".
وقال الدكتور جونز: "كل مريض يدخل إلى عيادتي يحمل قصة فريدة تشكلها تعقيدات الدماغ. وهذا التعقيد هو ما جذبني إلى طب الأعصاب وما يزال يدفعني إلى السعي لإجابات أوضح".
وأضاف جونز: "تجسّد الأداة انعكاساً لهذا الالتزام باعتبارها خطوة نحو فهمٍ مبكر، وعلاج أكثر دقة، وتغيير مسار هذه الأمراض يوماً ما".
ولتحقيق هذه الرؤية، عمل الدكتور جونز إلى جانب الدكتور ليلاند بارنارد، عالم البيانات الذي يقود هندسة الذكاء الاصطناعي وراء تطوير الأداة.
وصرح بارنارد قائلاً: "بينما كنا نصمم (StateViewer)، لم نغفل عن أن خلف كل نقطة بيانات وكل فحص دماغي هناك شخص يواجه تشخيصاً صعباً وأسئلة ملحّة. ورؤية كيف يمكن لهذه التقنية أن تقدم للأطباء رؤى دقيقة وفورية تسلط الضوء على إمكانات التعلم الآلي في الطب السريري".
أنماط الدماغ
تحلل الأداة فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني باستخدام الفلوروديوكسي غلوكوز "FDG-PET"، والذي يُظهر كيف يستخدم الدماغ الغلوكوز كمصدر للطاقة.
وتُجري "StateViewer" بعد ذلك مقارنة بين الفحص وقاعدة بيانات ضخمة من صور لأشخاص تم تشخيصهم بأنواع مختلفة من الخرف، وتتعرف على الأنماط التي تطابق نوعاً معيناً أو مزيجاً من أنواع الخرف.
خريطة بصرية
عادة ما يؤثر الزهايمر على مناطق الذاكرة والمعالجة، بينما يشمل خرف أجسام ليوي مناطق ترتبط بالانتباه والحركة، ويؤثر الخرف الجبهي الصدغي على المناطق المسؤولة عن اللغة والسلوك.
وتعرض أداة "StateViewer" هذه الأنماط من خلال خرائط دماغية ملونة تُبرز المناطق الرئيسية لنشاط الدماغ، ما يتيح لجميع الأطباء، حتى غير المختصين في طب الأعصاب، فهماً بصرياً لما يراه الذكاء الاصطناعي وكيف يدعم التشخيص.
أمجد الأمين (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مرض الزهايمر مستشفى مايو كلينيك الدماغ الزهايمر مرضى الزهايمر الخرف الأبحاث الطبية الذكاء الاصطناعي الإصابة بالخرف ألزهايمر الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
سام ألتمان: نحن نعيش فقاعة ذكاء اصطناعي.. لكنها قد تكون مكسبًا صافياً للاقتصاد
اعترف الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، سام ألتمان، بأنه يعتقد أن السوق يعيش بالفعل فقاعة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
ففي مقابلة مطولة مع The Verge وعدد من الصحفيين، قال ألتمان: “هل نحن في مرحلة يبالغ فيها المستثمرون بحماسهم تجاه الذكاء الاصطناعي؟ رأيي هو نعم.”
وشبّه ألتمان الوضع الحالي بفقاعة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، حين قفزت تقييمات الشركات الناشئة بشكل هائل قبل انهيارها عام 2000.
وأضاف: “عندما تحدث الفقاعات، يبالغ أشخاص أذكياء في تقدير حقيقة أساسية.التكنولوجيا كانت مهمة فعلًا. الإنترنت كان صفقة ضخمة. لكن الناس بالغوا في حماسهم”.
اعتبر ألتمان أنه من “الجنون” أن تحصل بعض شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي لا تضم سوى “ثلاثة أشخاص وفكرة” على تمويلات بتقييمات مرتفعة للغاية، مضيفًا: “هذا سلوك غير عقلاني. هناك من سيتعرض لخسائر فادحة”.
خلال العام الماضي فقط، جمعت عدة شركات ناشئة مليارات الدولارات، منها Safe Superintelligence التي أسسها الشريك المشارك في OpenAI إيليا سوتسكيفر، وThinking Machines التي تقودها ميرا موراتي، المديرة التقنية السابقة لـ OpenAI.
“سيخسر البعض مبالغ هائلة.. لكن الاقتصاد سيربح”أكد ألتمان أن الخسائر حتمية: “سيخسر شخص ما مبلغًا هائلًا من المال، بينما سيحقق آخرون أرباحًا ضخمة. اعتقادي الشخصي – رغم أنني قد أكون مخطئًا – هو أن النتيجة ستكون ربحًا صافياً كبيرًا للاقتصاد.”
استعدادات OpenAI للمرحلة المقبلةرغم تحذيراته من الفقاعة، يبدو أن ألتمان واثق من قدرة OpenAI على النجاة منها، قائلًا: “يجب أن تتوقعوا أن تنفق OpenAI تريليونات الدولارات على بناء مراكز بيانات في المستقبل القريب، ويجب أن تتوقعوا أيضًا أن يقلق كثير من الاقتصاديين حيال ذلك.”