دراسة: ألعاب الفيديو المجسمة تقلل من أعراض الاكتئاب الشديد
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
على مدى سنوات مضت، أجريت دراسات متعددة حول الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها المساعدة في علاج الاكتئاب، لكن هناك عدد أقل بكثير من الأبحاث التي تناولت ألعاب الفيديو وكيف يمكنها أن تعالج هذا النوع من الحالات بشكل إيجابي.
وفي دراسة نشرت مؤخراً في مجلة Frontiers in Psychiatry، وجد باحثون من جامعة بون في ألمانيا أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب اكتئابي متقدم (MDD) شهدوا انخفاضاً في الأعراض بعد ممارسة لعبة فيديو ثلاثية الأبعاد 3D.
ولعب المشاركون في الدراسة لعبة سوبر ماريو اوديسي Super Mario Odyssey وهي لعبة تم إصدارها على جهاز Nintendo Switch في عام 2017، فيما يُعد أول دراسة من نوعها لفحص آثار ألعاب الفيديو على المصابين بالاكتئاب، بحسب ما نشر موقع "سي بي آر" التقني.
نتائج إيجابية
أوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض هذا المرض غالباً ما يعانون من "انخفاض التأثير وتدهور المزاج والمشكلات المعرفية مثل مشاكل الذاكرة"، لكن معظم العلاجات لا تستهدف العجز المعرفي، ولهذا السبب اعتقد الباحثون أن ألعاب الفيديو يمكن أن تساعد في هذا الشأن.
ووجد الباحثون في دراستهم "أن لعب ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد 3D يُحسن الأداء المعرفي لدى الأشخاص الأصحاء، ولكن ليس من الواضح كيف يمكن أن تؤثر على المزاج المكتئب والدافع لدى الأشخاص المصابين باضطراب الاضطراب الاكتئابي، وأن الهدف من هذه الدراسة كان التحقيق فيما إذا كان تدخل ألعاب الفيديو لمدة ستة أسابيع يؤدي إلى تحسينات في مزاج المصابين بالاكتئاب، وتحفيز التدريب العقلي، وتأثير ذلك على وظائف الذاكرة البصرية المكانية في المرضى الذين يعانون من أعراض المرض"، بحسب ما نشر موقع "هاي تايمز".
وكان سبب اختيار لعبة Super Mario Odyssey جزئياً هو أن دراسة سابقة أجريت عام 2015 حددت فوائد الألعاب ثلاثية الأبعاد (استخدمت الدراسة "Super Mario World" كمثال) حيث توصلت الدراسة إلى أنه يمكن أن تُعزز تلك الألعاب مرونة الحصين (وهو جزء معقد من المخ البشري ويختص بالتفكير والسلوك الاجتماعي)، مما أدى بالتالي إلى تعزيز الوظائف المعرفية المرتبطة بهذا الجزء من الدماغ، مثل الذاكرة البصرية المكانية" مقارنة بلعبة 2D عادية مثل أنجري بيردس Angry Birds، وفق ما نشر موقع "هاي رانت" التقني.
أظهرت نتائج الدراسة أن هناك انخفاضاً كبيراً في أعراض الاكتئاب لمن لعبوا هذه اللعبة. وكتب الباحثون: "تشير النتائج إلى أنه بعد ستة أسابيع من التدريب، أظهرت ألعاب الفيديو 3D انخفاضاً كبيراً لدى جزء من المشاركين في الدراسة الذين يعانون من مستويات ملحوظة سريرياً من أعراض الاكتئاب عند المقارنة بمجموعة قياسية خلال التجربة".
علاوة على ذلك، أشارت النتائج إلى حدوث تحسينات كبيرة في مهام أداء الذاكرة البصرية المكانية أثناء الاختبار اللاحق في كلتا مجموعتي التدريب خلال الدراسة، ومع ذلك، فإن مجموعة ألعاب الفيديو 3D أظهرت تحسينات أكبر."
تأثيرات سلبية لألعاب الفيديو
لكن على الرغم من نتائج الدراسة المبشرة، إلا أن العلماء حذروا كثيراً من تأثير إدمان مثل هذه الألعاب. فعلي موقع كلية الطب بجامعة هارفارد كتب الدكتور بيتر جونز يقول إن هناك إصابات تأتي من الأنشطة التي تنطوي على الاستخدام المتكرر للعضلات والأوتار، إلى درجة ظهور الألم والالتهاب وهو ما يحدث لمدمني هذه الألعاب.
ويحذر الدكتور جونز من أن السماح لهذه الإصابات بالتقدم، يمكن أن يؤدي إلى الخدر والضعف، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابة دائمة، مشيراً إلى أن إصابات الإفراط في استخدام اليدين والذراعين منتشرة بين اللاعبين.
وترتبط ألعاب الفيديو أيضًا بالسمنة لدى المراهقين. ويرجع العلماء ذلك إلى الظاهرة الواضحة التي مفادها أنه إذا كان المراهق يجلس أمام الشاشة لساعات كل يوم، فإنه لا يمارس الكثير من التمارين الرياضية، ويُعتقد أيضًا أن السمنة ترجع إلى زيادة تناول الطعام أثناء ممارسة ألعاب الفيديو.
وفقا لدراسة نشرت في مجلة التغذية السريرية، "ترتبط جلسة واحدة من لعب ألعاب الفيديو لدى المراهقين الذكور الأصحاء بزيادة تناول الطعام، بغض النظر عن الإحساس بالجوع".
كما تنتشر مشاكل الرؤية بين اللاعبين. وتعد مشكلة الرؤية الأكثر شيوعًا هي إجهاد العين، مما قد يؤدي إلى الصداع وضعف التركيز.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الذین یعانون من ألعاب الفیدیو من أعراض یمکن أن
إقرأ أيضاً:
دراسة ميدانية لـ «الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة»: الوعي المجتمعي ركيزة وقائية لمواجهة التضليل الإعلامي
مريم بوخطامين (أبوظبي)
كشفت دراسة ميدانية حديثة أجريت ضمن إطار برنامج «مرصد 2025»، التابع لجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، عن تأثير ظاهرة الأخبار المضللة وتأثيرها المتزايد على الوعي المجتمعي، مع تسليط الضوء على أبرز المنصات والمصادر التي تسهم في انتشار المعلومات الزائفة، وتأثيراتها النفسية والاجتماعية على الأفراد، وتهدف الدراسة، التي ركزت على عينة من فئة الشباب، إلى قياس مستوى وعي المجتمع الإماراتي بخطورة الأخبار المضللة، وتحديد أبرز المنصات التي تنشرها، إلى جانب تقديم توصيات عملية للحد من الظاهرة، وتعزيز ثقافة التحقق الإعلامي.
تحذيرات مجتمعية
أوضحت منيرة عبدالله، مدربة ومستشارة أسرية وتربوية، أن النتائج أظهرت أن 75.8% من المشاركين يدركون حجم الخطر الذي تمثله الأخبار المضللة على وعي المجتمع، حيث وصفها أكثر من 41% بأنها «خطر كبير جداً». ونوهت بأن الدراسة بينت أن عدداً من المنصات تمثل البيئة الأنشط لتداول المعلومات الزائفة.
وأظهرت الدراسة أن الشباب بين 18 و35 عاماً، هم الأكثر عرضة لتأثير الأخبار المضللة؛ نظراً لكثافة استخدامهم لوسائل التواصل، في حين أن الأطفال والمراهقين يمثلون فئة حساسة تتطلب استهدافاً خاصاً ببرامج توعية وتربوية.
وبينت أن المشاركين أوضحوا أن السرعة الكبيرة لانتشار المعلومات (55.2%)، وضعف الوعي الإعلامي (34.5%)، من أبرز أسباب تفاقم هذه الظاهرة، مما يسهم في نشر الذعر بين أفراد المجتمع، ويؤثر على القرارات الاجتماعية والسياسية، ويقوض الثقة بالإعلام الرسمي.
مسؤولية وطنية
أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن برنامج «مرصد» في إصداره الخامس، يترجم توجهات دولة الإمارات نحو ترسيخ مجتمع أكثر وعياً ومناعة فكرية، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، مشيراً إلى أن حماية منظومة القيم في المجتمع الإماراتي مسؤولية وطنية، تتطلب تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية، لتعزيز مناعة الشباب بالقيم والوعي النقدي، وتحصينهم فكرياً عبر مؤسسات التعليم والإعلام والمجتمع المدني.
وأضاف ابن عنبر أن النتائج التي خرج بها «مرصد»، تعكس مستوى وعي الشباب الإماراتي وإدراكه للمخاطر التي تحيط به في الفضاء الرقمي، خاتماً حديثه بالتأكيد على أن دولة الإمارات، بقيادتها الملهمة ومجتمعها المتلاحم، قادرة على مواجهة هذه التحديات بقوة المعرفة ونفاذ البصيرة.
بدورها، قالت شيخة الحبسي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، أن الدراسة تهدف إلى تمكين شرائح وفئات المجتمع من أداء أدوارها الأساسية، وبناء قدرات توظيف التقنيات الحديثة وإدارة مخاطرها، وتطوير القدرات المجتمعية في الريادة والابتكار وصناعة المستقبل، وتعزيز ثقافة وأنماط الحياة الصحية في المجتمع، ودعم جهود الاستدامة والمحافظة على بيئة صحية تعزز الروابط الاجتماعية في الأسرة والمجتمع، وتوسيع التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الثقافات والشعوب الأخرى، وزيادة اندماج ومشاركة شرائح المجتمع في خدمة الوطن ورفع مستوى مساهماتهم الاجتماعية، وتعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالهوية والقيم الثقافية، والمساهمة في الحفاظ على استخدامات اللغة العربية في كافة المجالات.
مكافحة الظاهرة
من جهتها، قالت هديل البلوشي، إحدى المشرفات على تحليل الدراسة، أن الدراسة خرجت بعدة توصيات لتقليل مخاطر الأخبار المضللة، ورفع مستوى وعي الجمهور، من أهمها إطلاق برنامج وطني شامل للوعي الرقمي والإعلامي، يدمج مهارات التفكير النقدي في المناهج التعليمية، وتشديد القوانين الرادعة ضد ناشري الأخبار الكاذبة، وتفعيل العقوبات لضمان الردع، وتعزيز دور الإعلام الرسمي في كشف وتفنيد الأخبار المضللة، واستعادة ثقة الجمهور، وإطلاق حملات وطنية للتوعية بالتحقق من المصادر، وتشجيع الأفراد على تبني ممارسات مسؤولة في النشر، وتطوير أنظمة مراقبة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل ورصد انتشار المعلومات الكاذبة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لتبادل الخبرات في مواجهة الظاهرة.
وأكدت البلوشي أن الدراسة أكدت أن مواجهة الأخبار المضللة، تتطلب تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والمؤسسات الإعلامية والتعليمية والمجتمع المدني، مشددة على أن الوعي، إلى جانب التكنولوجيا والقانون، يمثل خط الدفاع الأول في حماية المجتمع من آثار التضليل الإعلامي.
تأثير الشهرة
من جانبها، قالت شيخة الحبسي، من جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، إن الدراسة تتناول تأثير ظاهرة الشهرة على هوية الشباب وقيمهم، خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، وتسعى لفهم دوافع الشباب للسعي وراء الشهرة والمنصات التي تؤثر في تشكيل هذا التوجه، منوه أن الدراسة اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي، واستخدمت الاستبيان كأداة لجمع البيانات من عينة شبابية في الإمارات، كما تناولت الدراسة الأبعاد الاجتماعية، النفسية، والأخلاقية للشهرة، وركزت على دور وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه الظاهرة، والتي تهدف إلى قياس تأثير الشهرة على هوية الشباب الإماراتي، وتحديد القيم المتأثرة سلباً بالسعي وراء الشهرة، وفهم دوافع الشباب نحو الشهرة، ناهيك عن معرفة المنصات الأكثر تأثيراً، وتقييم ما إذا كانت الشهرة هدفاً رئيسياً للشباب.
برامج توعية
قال محمد أبوالعزم، مدير وحدة الاتصال المؤسسي والإعلام، بجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، إن الدراسة أظهرت نتائج عدة، منها تأثير الشهرة بشكل ملحوظ على هوية الشباب، خاصة القيم الأخلاقية والاجتماعية، ناهيك عن دوافع أخرى تشمل: المال، المكانة، التقدير، وإثبات الذات، مشيراً إلى أن جزءاً كبيراً من الشباب يعتبر الشهرة هدفاً رئيسياً.
وأوصى أبو العزم بأهمية تنفيذ برامج توعية حول مخاطر الشهرة السطحية وتعزيز القيم الأصيلة في التعليم والأسرة، ودعم المحتوى الرقمي الهادف والمؤثرين الإيجابيين، وإجراء دراسات مستقبلية لفهم أعمق وتأثيرات طويلة المدى، مشيراً إلى أن الدراسة أكدت أن الشهرة أصبحت ظاهرة تؤثر بعمق في هوية الشباب وقيمهم، مما يستوجب تدخلاً تربوياً ومجتمعياً منظماً؛ بهدف بناء جيل متوازن قادر على التمييز بين النجاح الحقيقي والشهرة الزائفة.