كتارا تُنظم معرضين حول الفن والإبداع والحضارة في اليمن
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
أقامت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا معرضين فنيين لمحاكاة الفن والإبداع والحضارة في اليمن الأول بعنوان "شفق من أمل" للفنان زكي اليافعي، والثاني بعنوان "التحولات من خلال الفن" للفنانة رفيدة الشيباني، حيث يستمر المعرضان حتى 9 يناير الجاري، بالتعاون مع السفارة اليمنية في الدوحة.
وافتتح المعرضين الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" بالقاعة 1 و2 - المبنى 47 بكتارا، وذلك بحضور سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، وسعادة السيد راجح حسين فرحان بادي سفير الجمهورية اليمنية لدى الدولة، وعدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، وجمهور غفير من عشاق الفن.
وأعرب سعادة السفير راجح بهذه المناسبة عن سروره بافتتاح المعرضين، موضحا أنهما يأتيان في سياق الإيمان بأهمية التفاعل الثقافي ودوره في مد جسور التواصل بين الشعوب، وتعزيز علاقاتها وتوطيد قيم المحبة والتعايش والحوار.
ولفت إلى أن أهم ما يميز الفن التشكيلي اليمني ارتباطه الوثيق بتراث حضارة خلاقة، وتعبيره المستمر عن ذاكرة بلاده وهويته الضاربة في جذور التاريخ، إلى جانب إبرازه العديد من الجوانب الجمالية لطبيعة اليمن الخلابة، ونقله رسائل إنسانية، وتناوله مختلف القضايا، في فضاء من الإبداع الذي لا ينضب ولا تقهره أية ظروف.
وتوجه السفير اليمني بالشكر لـ /كتارا/ لحرصها الدائم على إبراز الثقافة والفن في اليمن، من خلال الدعم المستمر واحتضانها الفعاليات الفنية والثقافية اليمنية.
من جانبه، قال الفنان زكي اليافعي: إن معرض "شفق من أمل" يهدف إلى إظهار الهوية والانتماء وتنوع الموروث في اليمن، من خلال لوحات تجسد فن العمارة والأزياء والوجوه الأصيلة، وكذلك المهن اليدوية، حيث يرتبط الاسم بالأمل وبزوغ فجر حياة جديدة ينعم بها اليمن من الأمان والبناء، الذي لن يتحقق إلا بعودة اليمنيين الى إرثهم التاريخي، مشيرا إلى أن تجربته الفنية التي تقارب ربع قرن، تجمع في طياتها تراث اليمن هوية وإنسانا وحضارة.
بدورها، لفتت الفنانة رفيدة الشيباني إلى أن معرض "التحولات من خلال الفن" يشتمل على 24 لوحة تشكيلية موزعة على ثلاث مجموعات، منوهة بأن المعرض يجسد فضاء إعلاميا ملهما، حيث يعرض رحلة الانتقال من الواقع القديم لآخر جديد أكثر إشراقا من خلال فكرة التحولات في الفن، وعبر ما يقدمه المعرض من لوحات تعبيرية لرحلة الانتقال من الأدنى إلى الأعلى، ومن الظلام إلى النور، ومن الموت إلى الحياة على مختلف المستويات المادية والنفسية والفكرية والشعورية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: كتارا اليمن الدوحة فی الیمن من خلال
إقرأ أيضاً:
«الثقافي العربي» يحتفي بتجربة أحمد شبرين
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةنظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، جلسة ثقافية حول تجربة الفنان التشكيلي الراحل البروفسور أحمد شبرين (1931 – 2017)، تحدث فيها الدكتور سعد الدين عبد الحميد، وأدارها الخطاط تاج السر حسن، وذلك بحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي.
وفي ورقة بعنوان «حروف مدوزنة وذكريات ملونة»، قدم د. سعد الدين عبد الحميد تجربة الفنان أحمد شبرين، مستعرضاً مراحل هذه التجربة وأبعادها وعمقها وتأثيراتها المختلفة، وقال في مستهل حديثه: «أنشئت مدرسة الفنون بكلية غردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقاً) في 1946م، وكان عثمان وقيع الله، وأحمد شبرين وإبراهيم الصلحي من أوائل من انتسبوا إليها، وشكلوا من الميراث الإبداعي المحلي الممتد من نبتة وكوش والنوبة المسيحية، والتراث العربي والإسلامي، مادة قابلة لصياغة أعمال إبداعية متنوعة».
عقل متأمل
واستعرض د. سعد الدين أعمال أحمد شبرين منذ بداياته إلى نهاياته، وعرض لشرائح مصورة من أعماله معلقاً عليها، وهي أعمال زاوج فيها شبرين بين ما تلقاه من علم وثقافة الغرب، خاصة في مجال تخصصه، وهو التصميم الجرافيكي، وبين قيم ثقافته القومية، خاصة فنون التعبير التشكيلية والأدبية، وفن الخط العربي بشكل أخص.
وأضاف سعد الدين أن الفنان شبرين امتلك عقلاً متأملاً هو الذي بنى من خلاله خياله الواسع، واستشهد بكلمات لشبرين يقول فيها: «صرت أطيل التأمل فيما يقع عليه بصري، مثل تقاطعات أغصان الأشجار وأوراقها، وأشكال السحب في السماء وحركتها، في سياحة بصرية ممتدة».
وتابع سعد الدين: «ظلت تلك التأملات مرجعاً لذاكرته البصرية، وزودته بقدرة هائلة على تفكيك وتحريك وتجريد مكونات الأشكال وحركاتها - والحروف خاصة - والتلاعب بجزئياتها بمهارة، ليعيد تخليقها في صور شتى، فتفردت تشكيلاته الحروفية بهذا التميز والثراء البصري، مستمداً عناصر التصميم من المأثورات الإنسانية الموروثة، ومن البيئة المحيطة به».
أنساق متنوعة
في مداخلة له بهذه المناسبة، قال د.عمر عبد العزيز: «إن اللمسة الغالبة في ملحمة شبرين تمثلت في تجسيره العلاقة المباشرة بين الحرف العربي وسلسلة من التداعيات الحرة المحكومة بضوابط المساحات والمحتوى، وقد شكل حفظه القرآن الكريم تميمة مهمة في اقتراحاته الفنية، التي استدعاها حصراً من عوالم اللاشعور ومعارج الحنين الفني، وتمثل تجربة الفنان شبرين معنى السودانوية الثقافية، التي تجمع بين أنساق ثقافية متنوعة في السودان، من خلال اللونين البني الطيني، والأخضر المتدرج، إلى جانب استخدام الألوان المتباعدة التي مزاجها الضياء والعتمة، كما الأصفر والأحمر بتدرجاتهما».