كسلا: نداء الاستنفار.. الاستجابة حاضرة
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
كسلا : إنتصار تقلاوي
عند ميلاد كل يوم جديد يؤكد الشعب السوداني رغم مرارات الحاضر الذي يعيشه من ويلات الحرب التي إثبتت للجميع لنا لايدع للشك حجم التامر على السودان ممن كنا نظنهم أخوة متحابين يسارعون في الخيرات.
وعندما وضعت الحرب اوزارها ودقت طبولها تكشفت كل قناعات الزيف وتجلت الحقائق لتعلن ميلاد حقائق اخر وكانت أكبرها صدمة بنو جلدتنا الذين كانوا اول من طعن الوطن في خاصرته غدرا متمسكا بوعود السلطة والجاه التي قدمها له اعداء الوطن في الخفاء وعرتهم المواقف حتى تكشفت الاسر التي كانت مخفيه.
برزت شخصية المواطن السوداني الأصيل وهو يدافع عن وطنه وعرضه ومايملك رافضا بيع زمته في سوق النخاسة كاخرين بارخص الأثمان.
وكانت الاستجابة لنداء القائد العام للقوات المسلحة السودانية حاضرا لدوافع عدة أقل مافيها بحرية الفرد السوداني. تجلت نفرات الدعم والاسناد للقوات المسلحة وتمرحلت المواقف الي ان جاء وقت تقديم النفس إعلانها حاضر من بين صفوف المستنفرين في صورة أكدت للجميع أن السوداني الوطن المتشبع بقيم ووصايا الأجداد لم ولن يخون تاريخا سطره كثيرون مضوا الي سبيل ربهم منذ عهود خلت الا ان التاريخ مازال يحفظ في سجله مواقفا من نور سطروها بوطنيتهم.
والبلاد تسترجع ذكرى الاستقلال والرعيل الأول سواء كانوا أفرادا أو احزاب أو نقابات منذ ٦٨ عاما خلت تختلف هذه المرة عن سابقاتها فغيب الحرب ان يتذوق السودانيون ذكرى اجدادهم لان في القلب مرارات والغصة والعبرات وجرح غائر يتسارع الجميع لتضميده.
ولاية كسلا وعبر تاريخها الطويل في سفر النضال التضحيات لم تكن في معزل عن المواقف الوطنية فحفلت كل بقاعها بالمستفرين والقادرين على حمل السلاح في مواكب متوالية حضورا يوما بعد آخر في ميادين التدريب ليتشارك الجميع في معركة الكرامة دفعا لقوة معتمدية خارجه عن القانون تحردت عن كل الأعراف السودانية ومن قبلها القيم الانسانية وماقبلهم الدين والأخلاق. قوات تجمع البجا الفرسان وجماعة الشوق الاشاوس قدموا انفسهم اليوم جنودا للدفاع عن الوطن وعددهم ٦٠٠ مستنفر ليكون حماة للارض والعرض مع القوات المسلحة وذلك من خلاله لوحة جماهيرية وطنية خالصة كان *مسرحها مربع ٣ السوق الشعبي* بكسلا ومن حضرها الوالي المكلف للولاية الاستاذ *محمد موسي عبد الرحمن* والمدير التنفيذي لمحلية كسلا *عبد الناصر خلف الله*. وفي كلمات واضحه اختصر ابومحمد جيلاني موسى المهمة وكلمات الخطاب بان نحن جاهزون للدفاع عن الارض ورهن القوات المسلحة.
والي الولاية الذي شرف جمعون المستنفرين بحنكة الرجل المفوه في الخطاب وضح مسميات ارتبطت بقوة بالفرد السوداني تمثلت في القوة والاقدام والرجولة. وقال ان الوقوف مع القوات المسلحة من قبل المستنفرين سيكون احد دوافع تغيير الواقع من خلال البذل العطا. وان الحربة ثمنها الدماء واذا أردت أن تهب لك الحياة فاحرص على الموت. تاريخ اهل الشرق وفرسانه معلوم للجميع فهم الذين هزموا المعتدي واحفادهم اليوم حاضرون وهم الذين سيحمون البوابة الشرقية يدافعون عن السودان وان انطلاقة تحرير الاراضي السودانية من المتمردين ستكون من كسلا.فالاشادة بالوطنيين من الأبناء كانت حاضرة ومن خلفهم الأمهات وهم يعدون الأبناء يدفعون بهم الي ميادين الوطنية.
عبارات في وصف الحرب وماشابها من تجاوزات أكدت على همجية المتمردين وممارسات تخطت حدود الأدب المعقول من سلب ونهب واغتصاب للحرائر وتخريب للبني التحتية وكل موسسات التي التي لم تسلم من همجية المتمردين. إذا فمايقابل هذا الواقع وحدة الصف ونبذ الخلافات والانتماء للحس الوطني اولا واخيرا.
وجات التأكيدات مرة أخرى من المتحدث انابة عن المستنفرين بأنهم جند للوطن وفداء للعرض والأرض وتقديم الأنفس رخيصة كما قدمها آخرون وهم يدافعون عن البلاد فوجبت التحية لهم والدعاء بالرحمة والمغفرة لهم. ماقدمه المستنفرين بمربع ٣ السوق الشعبي هي رسالة عنوانها ان شباب كسلا وأهلها رهن للندء وان الموعد أرض الميدان دحرا للعملاء.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الاستنفار كسلا نداء
إقرأ أيضاً:
ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
يلعب الإعلام دوراً مفصليا في إعادة بناء المجتمع، وتحقيق السلام، والمساهمة في التنمية. إفماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب :
أولا : تعزيز السلام والمصالحة الوطنية
و لكي يتحقق ذلك يتوجب
أ. التزام وسائل الاعلام بتغطية إخبارية متوازنة وموضوعية لما يجري ، وتجنب الرسائل المتحيزة و خطابات التحريض على الكراهية..
ب. وسائل الإعلام عليها أن تعطي مساحة مقدرة لرسائل السلام والمصالحة، بالتركيز على مبادرات السلام وجهود المصالحة الوطنية النابعة من المجتمع نفسه، ذلك أن وسائل الاعلام كثيرا ما تعد رسائل تبدو و كأنها رغبة سلطوية رسمية مما يضعف التفاعل معها..
ج. على وسائل الإعلام توفير منصة للحوار حول القضايا المهمة، وإشراك جميع الأطراف بلا اقصاء لأحد.. بمشاركة متوازنة تقدم الرأي و الرأي الآخر الموضوعي بما يهدف للوصول للمشتركات في الأفكار و الأطروحات و الحلول
ثانيا . دعم إعادة الإعمار والتنمية. من خلال :
أ. تسليط الضوء على الاحتياجات الإنسانية والمجتمعية في المناطق المتأثرة بالحرب، والاسهام في توجيه جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
ب. متابعة المشاريع التنموية القائمة و المستحدثة في البلاد، وتسليط الضوء على الإيجابيات في هذه المشروعات..
ج. على وسائل الإعلام أن تشجع المشاركة المجتمعية في جهود إعادة الإعمار والتنمية، وإبراز قصص نجاح المواطنين و أدوارهَم في بناء مستقبل أفضل لهم و لوطنهم .
د. إحياء قيم العمل و احترام الوقت.. و تعزيز خطاب التوازن بين الحقوق و الواجبات في علاقة المواطنين و الدولة..
ذلك أنه و لفترة مضت ساد خطاب الحق على الواجب.. و آن الأوان لتصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة حول موضوعات السلطة و الثروة، و كانت سببا في استمرار الصراع مما أضعف بنية الدولة و تسبب في تأخر جهود البناء و الاعمار و التقدم نحو الأفضل..
ثالثا : اعادة صياغة الخطاب الاعلامي السياسي و ضرورة تعزيز و نشر قيم الديمقراطية و الشورى، و حقوق الآخر و العناية و الدفاع عن حقوق الإنسان، وتسليط الضوء على الانتهاكات، والمطالبة بالعدالة .
ب. أن تضطلع وسائل الاعلام بدورها، في مراقبة الأداء الحكومي: و يجب عليها مراقبة أداء الحكومة ومؤسسات الدولة، وكشف الفساد وسوء الإدارة، والمساهمة في تعزيز الشفافية والمساءلة.
ج. توعية الجمهور بحقوقهم وواجباتهم، و الدور الذي يجب أن يقوموا به في بناء مجتمع قائم على احترام حقوق الإنسان.
رابعا؛ تعزيز خطاب اعلامي ينبني على الحقائق لا غيرها ومحاربة الشائعات و المعلومات المضللة والأخبار ذات الغرض..
أ. يجب على وسائل الإعلام التحقق من الحقائق قبل نشرها، والتأكد من مصداقية المصادر ، وتجنب نشر المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ب. على وسائل الإعلام مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف، وتعزيز التسامح والاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع.
خامسا : بناء ثقافة السلام والتسامح.
أ. هنالك قصص كثيرة و إيجابية عن التعايش السلمي والتسامح، يمكن لوسائل الإعلام أن تسهم في نشرها وتسليط الضوء على المبادرات الفردية و الرسمية و الجهود المبذولة لتعزيز الوحدة الوطنية.
ب. حسن ادارة قضايا التنوع الثقافي و تشجيع الحوار بين الثقافات وتعزيز التفاهم المتبادل والاحترام بين جميع أفراد المجتمع.
خاتمة.. خلاصة القول أن ما نحتاجه لادارة اعلام ما بعد الحرب في السودان أننا نريده اعلاما مسؤولاً ومهنياً، تقوم رؤيته على بناء مجتمع متماسك و قوي مؤمن بوحدته و تنوعه الثقافي، يسوده السلام والعدل والمساواة.
أ. يس إبراهيم
خبير اعلامي