اليوم.. انطلاق «عنة البيئة» في سيلين
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
أعلنت وزارة البيئة والتغيّر المناخي عن انطلاق عنتها التوعوية في منطقة سيلين اعتباراً من اليوم الجمعة. وأكدت الوزارة على حسابها بمنصة «إكس» أن العنة تتضمن العديد من الفعاليات تبدأ بعرضة أطفال مركز نوماس، وتليها محاضرة بعنوان الأمن والسلامة العامة، ومسابقة الثواني الذهبية التي تنظمها إدارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية، وكذلك ورشة للإسعافات الأولية والسلامة في المناطق البرية يقدمها الهلال الأحمر القطري، وفعالية الحريق الحي التي تنظمها أيضا إدارة الدفاع المدني.
وكانت السيدة نوف باخميس رئيس قسم التوعية بوزارة البيئة والتغيّر المناخي قد كشفت في وقت سابق لـ «العرب» عن إطلاق مشروع «عنة» توعوية في منطقة سيلين قريباً. وأضافت نوف أن العنة تتبع للوزارة بغرض التوعية والسياحة البيئية، موضحة أنها تتضمن عدداً من البرامج التفاعلية للجماهير وأصحاب المخيمات الشتوية المؤقتة، كما تتضمن مسابقات على جوائز قيمة لأصحاب المخيمات، وذلك بمعايير بيئية وفقاً لاشتراطات موسم التخييم، بحيث تحدد أفضل عنة من حيث الالتزام البيئي لتكون الفائزة بالجائزة، فضلا عن إطلاق مسابقات للجماهير من رواد البر في منطقة سيلين.
وحول البرامج التوعوية قالت السيدة باخميس: يضم البرنامج التوعوي البيئي مجموعة من الأنشطة والفعاليات بهدف إيصال الرسالة البيئية والحفاظ على الغطاء النباتي من الدهس بالمركبات، ومخالفة القوانين والقرارات الهادفة لتأهيل البر والروض، وأشارت إلى أن البرامج التوعوية التي ستطلق في عنة سيلين تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي، الذي نلحظ ازدياده بشكل كبير في الآونة الأخيرة، ويظهر ذلك بارتفاع عدد المهتمين بالبيئة وأصحاب المبادرات من تشجير، مشددة على أن الوعي البيئي كبير جداً، وأصبح أفراد المجتمع ينشرون الوعي بأنفسهم ويستنكرون الأعمال الضارة بالبيئة.
ودعت رئيس قسم التوعية قائدي المركبات ومرتادي البر والروض، إلى ضرورة الالتزام بالقوانين والقرارات البيئية، وعدم الدخول لمناطق البيئة النباتية بالمركبات، مشيرة إلى ضرورة اقتصار المركبات على استخدام الطرق الممهدة، لأجل حماية بيئة قطر.
وأكدت أن القانون يمنع الإضرار بالبيئة النباتية ومكوناتها، ويحظر مرور السيارات والمعدات والآليات عشوائيا في مناطق البيئة النباتية، ويقتصر ذلك فقط على الطرق المخصصة لها. وأكدت على ضرورة الإبلاغ عن المخالفات والتجاوزات البيئية، من خلال التواصل بمركز الاتصال الموحد الذي يعمل على مدار الساعة، وطيلة أيام الأسبوع. وتواصل وزارة البيئة والتغيّر المناخي التذكير بأهمية الالتزام بالقوانين والتشريعات البيئية، وتشدد على أن كل من يخالف القوانين والتشريعات الرامية لحماية البيئة المحلية، وتنوه بأن دوريات الحماية البيئية تغطي جميع مناطق البرية بالدولة، وتنفذ حملات التفتيش على الروض والمناطق البرية عموماً للتأكد من الالتزام بالقوانين، هذا وتقوم وحدات التفتيش برصد المخالفات وإحالتها إلى الجهات المختصة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر وزارة البيئة سيلين
إقرأ أيضاً:
السياحة البيئية .. فرص الاستكشاف وجمال الطبيعة
تُعدّ السياحة البيئية شكلًا من أشكال السياحة التي تهدف إلى الاستخدام المستدام للموارد البيئية، ورغم تعددية التعريفات المرتبطة بمفهوم السياحة البيئية إلا أن معظم المفاهيم تشير إلى أنها نوع من أنواع السياحة القائمة على تنمية الموارد الطبيعية واستثمارها.
وتمثّل السياحة البيئية رافدًا اقتصاديًا من خلال المكاسب الاقتصادية المتوقعة الناتجة عن نشاط الزوّار والسيّاح من خلال ارتيادهم للمواقع البيئية السياحية التي تتميز بطبيعة خلابة وأماكن تحظى باهتمام الزوّار لاستكشافها والتعرف على مكوّناتها وتاريخها، وتتميز سلطنة عُمان بتنوع تضاريسي بيئي في الوديان والسهول والصحارى والشواطئ وما تزخر به من تنوّع أحيائي من أقصاها إلى أقصاها، ما يجعلها محط أنظار السياح القادمين من مختلف دول العالم، ومما لا شك فيه أن السياحة البيئية في سلطنة عُمان ستسهم في تنمية القطاعات الاقتصادية مثل الزراعة من خلال زيادة الغطاء النباتي في المناطق الريفية خصوصا وأن سلطنة عُمان تتميز بزراعة بعض أنواع التمور والخضراوات والفواكه الموسمية وتنوع ثرواتها البحرية وكثرتها، أيضا تتميز السياحة البيئية في سلطنة عُمان برياضة تسلّق الجبال؛ لكثرة الجبال وتنوعها ووجود عديد الكهوف والمغارات التي تثير فضول السائح لاكتشافها، إضافة إلى وجود بعض الرمال التي يستفاد منها في التخييم وممارسة رياضات الدراجات والسيارات، كما أن السياحة البيئية محرك أساسي للنمو الاقتصادي من خلال الأنشطة والفعاليات المقامة في المواقع الطبيعية منها دعم القوة الشرائية وتعزيز المحتوى المحلي وتشجيع المبادرات المجتمعية وتنمية العمل التطوعي، وتشجيع البحوث والدراسات المرتبطة بالسياحة البيئية، إضافة إلى توليد فرص عمل للباحثين عن عمل في بعض المهن المرتبطة بتنمية السياحة البيئية.
إن الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية لتنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان وتعزيز الاستثمار السياحي في المحميات الطبيعية أدت إلى ارتفاع نسبة السيّاح القادمين إلى سلطنة عُمان بنحو 37% عام 2024م، رغم ذلك هناك فرصٌ أخرى لتنمية قطاع السياحة ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 2.4%، من بينها الاهتمام أكثر بالسياحة البيئية التي تتميز بها سلطنة عُمان؛ بسبب تنوّع تضاريسها وطبيعتها الخلابة في المناطق المطلة على الشريط الساحلي خصوصًا إلى محافظة ظفار التي تتفرد عن غيرها من المحافظات بجوّها الاستثنائي خلال موسم الصيف، ولتعظيم الاستفادة من السياحة البيئية لا بد من تبني أفكار مبتكرة للاستفادة من المواقع الطبيعية بدءًا من تهيئة البنى الأساسية للإقامة وتكون مناسبة لتنظيم الفعاليات والمناشط طيلة العام وعدم اقتصارها على فترة المهرجانات الشتوية التي غالبا ينتهي النشاط السياحي بانتهاء المهرجانات أو بانتهاء موسم الشتاء، من الجيد تشجيع الباحثين والمبتكرين على استطلاع آراء أفراد المجتمع؛ بهدف الاستفادة من آرائهم ومقترحاتهم لتطوير المواقع الطبيعية، وفي ظني أن هناك كثيرا من المبادرات المجتمعية معززة للسياحة البيئية يمكن البناء عليها بعد تطويرها مثل رياضة تسلق الجبال والتخييم في الأماكن الصحراوية، لكن بحاجة إلى تعزيز إجراءات السلامة خصوصا في رياضة تسلّق الجبال وزيارة الأماكن الوعرة وارتياد بعض المسطحات المائية.
من فوائد السياحة البيئية أنها تحافظ على مكونات الطبيعة والبيئة وتمنع الإضرار بها من خلال التصدي للسلوكيات المؤذية والمدمرة للبيئة، ما يبقيها أماكن جاذبة للسياح والزوّار، ويسهم في رسم صورة جمالية عن الطبيعة في سلطنة عُمان أمام زائريها ومرتادي مواقعها السياحية، حيث إن الصورة الذهنية المرسومة عن جمال الطبيعة والمناظر الخلابة في محافظة ظفار تولّدت نتيجة الاهتمام المستمر بالسياحية البيئية والحفاظ على مواقع العيون المائية والمسطحات الخضراء وإقامة الفعاليات والمناشط خلال فترة موسم الاستثنائي الذي تشهده المحافظة في الفترة من يونيو إلى سبتمبر من كل عام، إذ تتميز سلطنة عُمان دون غيرها من البلدان بتنوع أحيائي في المحميات الطبيعية ستشهد نشاطًا اقتصاديًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة؛ خصوصا مع التوجه الاستثماري الذي تشهده المحميات لتعزيز السياحة البيئية.
إن استدامة السياحة البيئية تتطلب رفع مستوى الوعي المجتمعي بالحفاظ على البيئة والابتعاد عن السلوكيات غير المسؤولة المسيئة للبيئة مثل ترك المخلفات في الأماكن السياحية وعدم رميها في حاويات القمامة، والتفحيط في المسطحات الخضراء ما يؤثر على جمال الطبيعة وتضرر الناظر الخلابة؛ بسبب التلوث الناتج عن حرق الأوراق والأشجار والاحتطاب من النباتات التي تضفي جمالية للطبيعة خصوصا في الأماكن الصحراوية، لذلك من المهم أن نبدأ بالاشتغال على تعزيز السياحة البيئية بالاستفادة من المقومات الطبيعية التي تزخر بها سلطنة عُمان من سهول وجبال وشواطئ؛ لتسهم بفاعلية في رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي المعوّل عليه كثيرا في تنويع مصادر الدخل وفقا لـ«رؤية عُمان 2040» وتقليل الاعتماد على الموارد النفطية.