سلّط دبلوماسي إسرائيلي سابق الضوء على تصريحات عدد من الوزراء الإسرائيليين أثناء الحرب على حركة حماس، معتبرا أنه يمكن استخدامها لإدانة إسرائيل في محكمة العدل الدولية.

وبحسب تحليل نشره الدبلوماسي السابق، ألون بينكاس، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن تصريحات بعض الوزراء التي وصفها بـ"الغبية والمتهورة"، "على وشك أن تستخدم ضد إسرائيل في لاهاي كجزء من طلب جنوب أفريقيا".

وقال بينكاس في تحليله: "إن الحجة القائلة إن (هؤلاء حمقى يتحدثون فقط) ليست نهجا قانونيا فعالا" في القضية التي ترفعها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل.

ومن المقرر أن تستمع أعلى محكمة في الأمم المتحدة، الأسبوع المقبل، إلى مذكرات مقدمة من جنوب أفريقيا وإسرائيل، بعد أن رفعت بريتوريا قضية بشأن ما وصفته بأعمال "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية في غزة.

وتعرف الإبادة الجماعية بأنها محاولة القضاء على مجموعة معينة بناء على الجنسية أو العرق أو الإثنية أو الدين.

وعلى الرغم من أنها ليست طرفا في محكمة العدل الدولية، وقعت إسرائيل على اتفاقية الإبادة الجماعية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر عام 1948، في أعقاب المحرقة ونتيجة لها. 

وتريد جنوب أفريقيا من محكمة العدل الدولية أن تأمر إسرائيل على نحو عاجل بتجميد عملياتها العسكرية في غزة، وهو ما رفضته إسرائيل "باشمئزاز".

وقالت المحكمة في بيان، إنها "ستعقد جلسات استماع علنية في قصر السلام في لاهاي.. في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل" يومي الخميس 11 والجمعة 12 يناير.

بعد خطوة جنوب أفريقيا.. "استعدادات" بإسرائيل لإجراءات محتملة بـ"العدل الدولية" أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، الإثنين، أن الجيش والنيابة في إسرائيل يتحضران لإمكانية مناقشة محكمة العدل الدولية مزاعم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.

بينكاس الذي شغل منصب القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك، وعمل مستشارا لعدد من رؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين، كتب متسائلا: "هل يمكنك أن تتخيل متهما يقدم صديق المحكمة لمساعدتها، و(مساعدة) الادعاء (في نفس الوقت) في قضية مرفوعة ضده؟".

و"صديق المحكمة" هو الشخص الذي ليس طرفا في قضية لكنه يساعد المحكمة من خلال تقديم معلومات أو خبرة أو استشارات، لها تأثير على القضايا المطروحة.

وقال بينكاس إن "هذا ما تفعله الحكومة الإسرائيلية عن غير قصد"، مستشهدا بشكل ساخر بتصريحات عدد من الوزراء الإسرائيليين في الائتلاف الحاكم بشأن حرب غزة.

وأضاف: "لدى إسرائيل معرض مثير للإعجاب من السياسيين غير المثيرين للإعجاب على الإطلاق"، منتقدا الوزراء الذين "لا يستطيعون إبقاء أفواههم مغلقة ويفتخرون بالإسهاب في ثرثرتهم".

وتابع التحليل مقتبسا بعض التصريحات بسخرية: "قال عالم الصواريخ الذي يتظاهر بأنه (وزير) في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، أميهاي إلياهو، إن إسقاط قنبلة نووية على غزة هو (خيار). وبغض النظر عن كونها فكرة غبية للغاية، فإنها تكسر أيضا التعتيم النووي الإسرائيلي - ولا يعني ذلك أن إلياهو يعرف أي شيء عن ذلك".

وكتب بينكاس: "اقترح البعض من ذوي المعرفة المتقدمة بالذخائر والمتفجرات والقانون الدولي ببساطة (تسوية غزة بالأرض)، بينما رأى آخرون أنه (يجب إبادتهم جميعا)"، في إشارة  إلى سكان غزة.

كما تطرق إلى تصريحات "العديد من الوزراء، وأبرزهم المتعصبين بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير" بشأن تهجير 2.2 مليون فلسطيني من غزة، بالإضافة إلى تصريحات وزير الدفاع، يوآف غالانت، بأن غزة "لن تتلقى أي طعام أو كهرباء أو وقود"، فيما قال جنرال سابق إن "المجاعة هي الطريقة الوحيدة للقضاء على حكم حماس".

واستطرد قائلا: "كان بإمكان نتانياهو أن يطلب من وزرائه ونوابه أن يصمتوا. وبدلا من ذلك، تجاهلهم، وتغاضى عنهم، بل وشجعهم".

وأشار بينكاس إلى أن "حجم التحديات التي تواجهها إسرائيل تتطلب مستوى مناسبا من السياسيين ذوي الكفاءة الجيدة".

يذكر أن إسرائيل رفضت التهمة الموجهة لها، وقال نتانياهو في 31 ديسمبر: "سنواصل حربنا الدفاعية التي لا مثيل لعدلها وأخلاقيتها"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يتصرف "بأكبر قدر ممكن من الأخلاقيات" في قطاع غزة.

واعتبر أن الجيش "يبذل كل ما بوسعه لتفادي إصابة مدنيين، فيما تفعل حماس كل ما أمكنها لإلحاق الأذى بهم وتستخدمهم دروعا بشرية".

كما كتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، ليئور حيات، على منصة "إكس": "ترفض إسرائيل باشمئزاز الافتراء الكاذب الذي نشرته جنوب أفريقيا ودعواها" أمام محكمة العدل الدولية.

وأنشئت محكمة العدل الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتفصل بشأن النزاعات بين الدول.

وقال بينكاس: "لقد تعرضت إسرائيل، ولا تزال، للانتقاد لاستخدامها القوة المفرطة وغير المتناسبة، والتسبب في مقتل عدد كبير من المدنيين، لكن هذه حجة سياسية، وليست نية لارتكاب إبادة جماعية".

وأردف: "إذا خرجت محكمة العدل الدولية - على عكس المحكمة الجنائية الدولية، التي تقاضي جرائم الحرب ضد الأفراد - ببيان مفاده أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة قد تشكل (إبادة جماعية)، حتى دون حكم نهائي، فإن ذلك من شأنه أن يفتح الباب لمزيد من العزلة والانتهاكات".

واعتبر أن ذلك يشكل "إدانة حتى الأميركيين لن يكونوا حريصين على تخفيفها"، في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه واشنطن لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس، والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته الأخيرة على بلدات غلاف غزة.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، فيما أدى الرد الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر، والمتمثل بغارات تبعها توغل بري في القطاع منذ 27 أكتوبر، عن مقتل أكثر من 22 ألف شخص، أغلبهم من النساء والأطفال، وفق سلطات القطاع الصحية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: محکمة العدل الدولیة الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

جنوب أفريقيا: لا يحق لأحد استبعادنا من مجموعة الـ20

قال وزير العلاقات الدولية والتعاون الجنوب أفريقي رونالد لامولا، اليوم السبت، إنه لا يحق لأي عضو استبعاد جنوب أفريقيا من مجموعة الـ20.

جاء ذلك في بيان ردا على إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه سيدعو بولندا إلى قمة مجموعة الـ20 المقرر عقدها في ميامي عام 2026 بدلا من جنوب أفريقيا.

ورفض لامولا الاتهامات الأميركية لبلاده قائلا إن جنوب أفريقيا عضو مؤسس لمجموعة الـ20، ولا يحق لأي عضو استبعادها من المجموعة من جانب واحد.

وأضاف لامولا أن رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة الـ20 ترتكز على مبدأ إشراك الدول الأفريقية ودول الجنوب العالمي بوصفها شركاء متساوين.

وأشار إلى أن ممثلي العديد من الدول، بينها الهند واليابان وألمانيا وفرنسا، أشادوا بحسن التنظيم والضيافة خلال القمة التي استضافتها جوهانسبورغ.

كما اعتبر أن جنوب أفريقيا حققت تقدما كبيرا في جميع المجالات خلال الأعوام الـ30 الماضية، رغم تاريخها الاستعماري الذي يمتد لـ300 عام والصدمات التي سببها نظام الفصل العنصري، مشيرا إلى أن اقتصاد بلاده تضاعف خلال هذه الفترة.

وأكد لامولا أن بلاده لا تزال منفتحة على مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة رغم كل شيء.

والأربعاء الماضي، اتهم روبيو الحكومة في جنوب أفريقيا بسوء الإدارة الاقتصادية والاستقطاب السياسي والفساد والموقف المناهض لأميركا في العلاقات الدولية.

وأشار إلى أن تراجع الاقتصاد الجنوب الأفريقي بسبب التمييز العنصري ضد البيض أدى إلى خروج جوهانسبورغ من قائمة أكبر 20 اقتصادا صناعيا في العالم.

اتهامات أميركية

وأعلن روبيو، الأربعاء الماضي، أن جنوب إفريقيا، التي اتهمها بـ الاحتيال والتخريب"، لن توجه لها الدعوة لحضور اجتماعات مجموعة الـ20 خلال رئاسة الولايات المتحدة، وأن بولندا سيتم دعوتها بدلا منها لتحتل "مكانها الصحيح في المجموعة".

إعلان

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة غابت عن قمة مجموعة الـ20 التي استضافتها جنوب أفريقيا الشهر الماضي. وبرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاطعته للقمة بوجود أحداث عنف تستهدف البيض في جنوب أفريقيا، وهو ما نفته الأخيرة.

وزعم ترامب أن البيض، الذين يشكلون نحو 8% من سكان جنوب أفريقيا، تعرضوا لإبادة جماعية وصودرت أراضيهم.

وفي مايو/أيار الماضي، منحت الولايات المتحدة صفة لاجئ لمزارعي جنوب أفريقيا البيض، كما أعلنت أنها تعتزم اختيار معظم اللاجئين البالغ عددهم 7500 لاجئ الذين تستقبلهم العام المقبل من المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، بحجة التمييز العنصري المزعوم ضدهم.

يذكر أن البيض في جنوب أفريقيا ما زالوا يمتلكون أكثر من 70% من الأرض، بينما لا يمتلك السود في جنوب أفريقيا، الذين يشكلون نحو 80% من السكان، سوى 4% من الأرض، وفق تقارير إعلامية.

وأثار قانون نزع ملكية الأراضي 2024 الذي وقعه رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، جدلا واسع النطاق لأنه يجيز نزع الملكية دون تعويض لتسريع إعادة توزيع الأراضي.

مقالات مشابهة

  • جنوب أفريقيا تلغي إعفاء الفلسطينيين من التأشيرة لمواجهة التهجير
  • وزير الطيران يستعرض أمام رئيس الوزراء عدداً من الأنشطة والفعاليات الدولية
  • مقتل 11 شخصًا بينهم أطفال في حادث إطلاق نار بجنوب أفريقيا
  • مقتل 11 شخصا بإطلاق نار في جنوب أفريقيا
  • 11 قتيلاً بينهم طفل بهجوم مسلح على فندق جنوب أفريقيا
  • 11 قتيلا في إطلاق نار بفندق في جنوب أفريقيا
  • جنوب أفريقيا: لا يحق لأحد استبعادنا من مجموعة الـ20
  • جنوب أفريقيا.. مقتل 10 أشخاص في إطلاق نار بمدينة بريتوريا
  • الخارجية الروسية: محكمة العدل الدولية وافقت على النظر في جرائم نظام كييف وحلفائه في دونباس
  • قرعة متباينة للمنتخبات العربية المكسيك تواجه جنوب أفريقيا في افتتاح كأس العالم 2026