علي جمعة: المسيح رمز السلام وإنكاره كفر
تاريخ النشر: 5th, January 2024 GMT
يحل مع بداية السنة الجديدة 2024 احتفال مسيحيي مصر بعيد ميلاد المسيح بعد غدًا الأحد الموافق 7 أبريل.
قال الأستاذ الدكتور علي جمعة المفتي السابق لرئيس الجمهورية وعضو هيئة كبار العلماء أن سيدنا محمد ﷺ كان يتعهد صحابته الكرام والأمة من بعدهم بالموعظة، وبرواية القصص، وبتعاليم الشريعة الشريفة، وكما كان يتعهدهم بتربيتهم على الأخلاق الحميدة.
هدي النبي أنا لسنا في صدام مع أحد
وأضاف الدكتور علي جمعة عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك أن رسول الله ﷺ، كان يجلس إلى صحابته، فيتحلقون حوله، وَيعلمهم ليعلموا من بعدهم، إذ قال ﷺ : "بلغوا عني ولو آية"، وهكذا نقلوا كل ذلك إلى الأمة من بعده، فكان صلى الله عليه وسلم معلمًا للبشرية كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، وقوله تعالي: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ".
وبيّن جمعة أن حضرة النبي قد علمنا أننا لسنا في صدامٍ مع العالم، وأننا نفتح قلوبنا وأيدينا للناس من حولنا؛ لأن هؤلاء هم عملاؤنا، هم الذين نعمل عليهم، حتى يهديهم الله سبحانه وتعالى على أيدينا، فأرشدنا حبيبنا المصطفى لذلك بقوله ﷺ: “لئن يهدي الله بك رجلًا واحدًا، خيرٌ لك مِمَّا طلعت عليه الشمس وما غربت".
الدروس المستفادة من هدي النبي
وتابع فضيلة المفتي السابق وفيما أخرجه البخاري وأحمد، قال رسول الله ﷺ : "لم يتكلم في المهد إِلَّا ثلاثة: عيسى ابن مريم، ورجلٌ من بني إسرائيل كان يُدْعَى: جُرَيْج"، هناك أكثر من خمسين حديثًا أستفدنا منها للعيش والتعايش ومنها:
الأول: عيسى ابن مريم، لم يقف عنده رسول الله ﷺ كثيرًا في أحاديثه؛ لأن قصته مذكورةٌ في القرآن، "وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"، فكان هذا استبشارًا بكلمة الله، نور الأنوار، وسر الأسرار، الذي اختلف عليه البشر.
ثانيًا: سيدنا عيسى : حبيب الرحمن، وهو نبيٌّ من أنبيائنا؛ ولذلك فَمَنْ أنكره، أو تطاول عليه فقد كفر، كفر كفرًا ينقله عن الملة، ولم يبقه بعد ذلك مسلمًا.
ثالثًا: سيدنا عيسى : كان مُبَرَّئًا من كل عيبٍ ونقصٍ وشينٍ، لم يفعل شيئًا في حياته إِلَّا وقد رَضِيَ اللهُ عنه، ولذلك نرى الإمام الغزالي في كتابه «إحياء علوم الدين»: يُكْثِرُ من ذِكْرِ قصص عيسى وأخلاقه ومواقفه، بروايات من المسلمين، فيعلي من شأنه، ويتعلم منه.
رابعًا: أن نطق عيسى أبن مريم في المهد معجزة تلفت الأنظار، وترقق القلوب، وسبحانه وتعالى لم يجعل النطق من شأن الأطفال، بل جعل النطق من شأن مَنْ يستطيع أن يفكر، وأن يرتب المقدمات للوصول إلى النتائج.
ولذلك لَمَّا ترجم المسلمون هذا العلم من أرسطو، أسموه بعلم المنطق؛ لأنه علمٌ يحفظ الذهن عن الخطأِ، كما يحفظ النحو اللسانَ عن الخطأ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المسيح رمز السلام الكفر على جمعة عضو هيئة كبار العلماء سيدنا عيسى علی جمعة
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: العفاف الظاهر يؤدي إلى الباطن وفقدان أحدهما يعني فقد الآخر
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن العفاف الظاهرُ يؤدي إلى العفاف الباطن، وكذلك فإن فقدَ العفافِ الظاهرِ يؤدي إلى فقدِ العفافِ الباطن، والعفافُ الباطن نعني به مجموعةَ الأخلاق التي يصبح بها الإنسانُ إنسانًا.
أنواع العفاف الباطنوأوضح فضيلته أن من أنواع العفاف الباطن "الرحمة"، التي نراها مكرَّرة في كلمة الابتداء «بسم الله الرحمن الرحيم»، وفي الحديث: «كلُّ أمرٍ ذي بال لا يُبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر»، وفي رواية: «ببسم الله»، وفي رواية: «بالحمد لله» (الجامع الكبير للسيوطي). ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوَّلية، الذي جعله المحدِّثون أول حديثٍ يعلِّمونه تلاميذهم: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» (البخاري)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ» (البخاري).
وأضاف فضيلة الدكتور علي جمعة أن من العفاف الباطن أيضًا "الحِلْمُ والأناة"، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم للأشجِّ عبدِ القيس: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الحِلْمُ وَالأَنَاةُ» (صحيح مسلم). ولقد رأينا أناسًا كثيرين من خلق الله قد فقدوا هاتين الصفتين، وسببُ ذلك أنهم فقدوا العفافَ الظاهر. ولقد بنى المسلمون علومَهم على التدقيق والتحقيق والتثبُّت، وهي صفاتٌ تنبثق عن الحلم والأناة؛ والحلمُ والأناةُ يجعلان الإنسان يرى الحقيقةَ على ما هي عليه، ولا يتسرَّع في تهمة الآخرين، ولا في تأويل تصرُّفاتهم وأفعالهم بصورةٍ ظالمةٍ تخالف الواقعَ والحقيقة، ولا بصورةٍ متحيِّزة.
العفاف
وأكد الدكتور علي جمعة أن الله تعالى نهانا عن التحيُّز في آياتٍ كثيرة، قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8].
وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135].