سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على جولة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط من أجل محاولة إطفاء النار على الحدود اللبنانية مع الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة منع توسع الحرب في المنطقة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها عن جولة الوزير، إن إسرائيل ترى أنها قد تشن عملية عسكرية ضد حزب الله في لبنان.



ونقلت كلام وزير حرب الاحتلال، يواف غالانت، بأن إسرائيل تفضل تسوية الأمر بالدبلوماسية، لكنها تقترب من النقطة التي ستنقلب فيها الأمور، في إشارة إلى الخيار العسكري.



وتابعت بأن الوزير الأمريكي حث دول المنطقة على استخدام نفوذها من أجل منع دوامة لا نهاية لها من العنف في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى تقييم سري لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) قال إنه سيكون من الصعب على إسرائيل أن تنجح عسكريا على الجبهة الشمالية، لأن أصولها ومواردها منتشرة في غزة.

وأكدت أن حزب الله بدوره لا يريد تصعيدا كبيرا في المنطقة، مشيرين إلى خطابات نصر الله التي هدد فيها بالرد على العدوان الإسرائيلي، لكنه ألمح أيضا إلى أنه منفتح بشأن ترسيم الحدود مع إسرائيل.

ولفتت الصحيفة نقلا عن مسؤولين إنه منذ هجوم حماس في تشرين الأول/أكتوبر، ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على حزب الله. وقد واجه هذا الاحتمال معارضة أمريكية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم كلا المجموعتين، والقوات الأخرى بالوكالة إلى الصراع - وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريًا نيابة عن إسرائيل.

ويخشى المسؤولون أن يفوق صراع واسع النطاق بين إسرائيل ولبنان سفك الدماء الذي شهدته الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006 بسبب ترسانة حزب الله الأكبر بكثير من الأسلحة بعيدة المدى والدقيقة.



وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات إطلاق النار المنتظمة بين إسرائيل وحزب الله على طول الحدود أكثر عدوانية، مما أثار انتقادات خاصة من واشنطن، حسبما قال مسؤولون أمريكيون.

وفقًا للاستخبارات الأمريكية فقد ضرب الجيش الإسرائيلي مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.

وفي 5 كانون الأول/ ديسمبر، أدت أربع قذائف من نيران الدبابات الإسرائيلية إلى مقتل جندي من القوات المسلحة اللبنانية وإصابة ثلاثة آخرين.

وأكد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن واشنطن أبلغت إسرائيل أن الهجمات على الجيش اللبناني والمدنيين اللبنانيين "غير مقبولة على الإطلاق".

وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي إن إدارة بايدن كانت "مباشرة وصارمة للغاية" مع الإسرائيليين بشأن هذه القضية، وقال إن الإصابات والوفيات في صفوف القوات المسلحة اللبنانية غير مقبولة.

وقال المسؤول أيضًا إن الأولوية هي الحفاظ على مصداقية الجيش اللبناني، وأنه يجب على المجتمع الدولي أن يبذل كل ما في وسعه لدعمهم ودعمهم، لأنهم سيكونون عنصرًا حيويًا في أي سيناريو "اليوم التالي" في لبنان. لقد أصبح حزب الله ضعيفاً وأصبح يشكل تهديداً أقل لإسرائيل.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إنه عندما طرح المسؤولون الإسرائيليون لأول مرة فكرة مهاجمة حزب الله خلال الأيام الأولى للصراع في غزة، أثار المسؤولون الأمريكيون الاعتراضات على الفور.

كان المسؤولون الإسرائيليون مقتنعين في البداية بأن حزب الله كان وراء توغل حماس، وتلقوا معلومات استخباراتية تفيد بأن هنالك هجومًا وشيكًا لحزب الله في الأيام التي تلت 7 أكتوبر، وفقًا لمسؤولين أمريكيين كبيرين.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الخارجية إن فرصة قيام إسرائيل بشن هجوم على حزب الله لا تزال قائمة، ولكن كان هناك قلقا أوسع بشأن التصعيد في الأسابيع الأخيرة، خاصة وأن إسرائيل أعلنت انسحابًا مؤقتًا لعدة آلاف من القوات من غزة.

وقال مسؤول أمريكي آخر إن القوات التي انسحبت إسرائيل من غزة يمكن نشرها في الشمال بعد وقت كاف للراحة والاستعداد لموجة أخرى من القتال. لكن القوات الجوية الإسرائيلية مرهقة أيضًا.

وقال المسؤول إن الطيارين متعبون، ويجب صيانة الطائرات وإعادة تجهيزها. وسوف يواجهون مهمات أكثر خطورة في لبنان مما هي عليه في غزة، حيث لا تملك حماس سوى القليل من الدفاعات المضادة للطائرات التي تمكنها من إسقاط الطائرات المهاجمة.

على جانب آخر، يجري مسؤولون أمريكيون وفرنسيون مناقشات مع الحكومة اللبنانية حول اقتراح من شأنه أن يجعل الحكومة اللبنانية تسيطر على جزء من الحدود.

وقال المسؤول في مجلس الأمن القومي: "نواصل استكشاف واستنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية مع شركائنا الإسرائيليين واللبنانيين".

ويعترف المسؤولون الأمريكيون بأنه من غير المرجح أن يوافق حزب الله على صفقة حدودية بينما يتعرض عشرات الفلسطينيين في غزة للقتل أو الإصابة نتيجة للحملة العسكرية الإسرائيلية هناك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية بلينكن اللبنانية الاحتلال حزب الله لبنان احتلال حزب الله بلينكن طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

تصعيد إيراني: اتهام أمريكا بالتواطؤ مع إسرائيل

الأمم المتحدة-رويترز

اتهمت إيران الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية التي استهدفتها، فيما نفت واشنطن الاتهامات مؤكدة خلال جلسة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن "من الحكمة" لطهران أن تتفاوض بشأن برنامجها النووي.

ونفذت إيران ضربات انتقامية على إسرائيل مساء الجمعة ردا على هجوم إسرائيلي سابق في اليوم ذاته.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إيران كانت "تستعد للحرب" ووصف الضربات الإسرائيلية بأنها "عمل من أعمال الحفاظ على الوطن".

واتهم نظيره الإيراني أمير سعيد إيرواني إسرائيل بالسعي إلى "قتل الدبلوماسية وتخريب المفاوضات وجر المنطقة إلى صراع أوسع"، مؤكدا أن تواطؤ واشنطن "لا شك فيه".

وقال إيرواني لمجلس الأمن "على من يدعم هذا النظام، وفي طليعتهم الولايات المتحدة، أن يدركوا أنهم متواطئون... فبدعم هذه الجرائم وتمكينها، فإنهم يتحملون كامل المسؤولية عن العواقب".

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الجمعة أنه منح طهران مهلة 60 يوما انتهت الخميس للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وكان من المقرر أن تعقد الجولة السادسة من محادثات واشنطن وطهران في عمان يوم الأحد، لكن لم يتضح ما إذا كانت ستعقد بالفعل.

وأشار دانون إلى أن إسرائيل تحلت بالصبر رغم تصاعد التهديدات قائلا "انتظرنا أن تنجح الدبلوماسية... وشهدنا مماطلة المفاوضات بينما تقدم إيران تنازلات زائفة أو ترفض الشروط الأساسية". وأكد أن معلومات مخابرات كشفت أن إيران كان بإمكانها إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع عدة قنابل في غضون أيام.

وأكد المسؤول الأمريكي الكبير ماكوي بيت إن الولايات المتحدة ستواصل السعي للتوصل إلى حل دبلوماسي يضمن ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا أو تشكل تهديدا للاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال رافائيل جروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لمجلس الأمن أمس الجمعة بشأن الضربات الإسرائيلية على إيران إن محطة التخصيب فوق الأرض في موقع نطنز النووي الإيراني دُمرت، وإن إيران أبلغت عن تعرض مواقع نووية في فوردو وأصفهان لهجمات أيضا.

مقالات مشابهة

  • مجموعة السبع تؤكد دعمها لأمن إسرائيل وتدعو لخفض التصعيد
  • ترامب يرفض دعوة “السبع” لخفض التصعيد بين إسرائيل وإيران
  • ترامب يرفض دعوة "السبع" لخفض التصعيد بين إسرائيل وإيران
  • ترامب لن يوقع على بيان مجموعة السبع لخفض التصعيد بين إسرائيل وإيران
  • واشنطن بوست: إسرائيل توسع نطاق ضرباتها داخل إيران لتشمل أهدافًا غير نووية
  • واشنطن بوست: إدارة ترامب تدرس منع المصريين والموريتانيين من دخول أمريكا
  • عن صواريخ إيران وحزب الله.. ماذا كشف تقرير إسرائيلي؟
  • واشنطن بوست: هجوم إسرائيل على إيران يبرز إخفاقات ترامب
  • إيران تتهم أمريكا بالتواطؤ مع إسرائيل
  • تصعيد إيراني: اتهام أمريكا بالتواطؤ مع إسرائيل