لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عندما يصل الزائر إلى «الواحة الزراعية» بـ «مهرجان الشيخ زايد» بمنطقة الوثبة في أبوظبي، يجد مجموعة من الفعاليات والأنشطة التفاعلية في استقباله، إلى جانب أنواع كثيرة من الخضراوات والورقيات والعسل، ومساحة مخصصة للأطفال لتوعيتهم بأهمية استدامة الثروة النباتية والحيوانية، ومسرح للأنشطة ومعرض تعريفي للحد من الهدر الغذائي، ومحلات لبيع شتلات التين، وكلها تزين جناح «الواحة الزراعية»، الذي تشارك به هيئة أبوظبي للزارعة والسلامة الغذائية، ضمن أجواء عالمية ومشاركات دولية.

اكتفاء ذاتي 
يكون الجمهور على موعد يومي، مع حزمة كبيرة من الفعاليات الثقافية والترفيهية التي تثري معلوماتهم عن الزراعة المحلية وطرق استدامتها، وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلالها، وغيرها من المواضيع الهادفة، بينما يستفيد الأطفال عبر المنطقة المخصصة لهم من ورش تعليمية تفاعلية عن الزراعة المنزلية والحديثة، بالإضافة إلى معرض النحل وسوق المزارعين لعرض وبيع المنتجات المحلية الطازجة من الخضراوات والفواكه وعسل النحل المحلي، فضلاً عن العديد من المسابقات والجوائز القيّمة.

«حصاد مزارعنا»
ويضم الجناح دفقاً من المنتجات المحلية من خضراوات طازجة وورقيات، وبعض الفواكه التي نجحت الإمارات في زراعتها وأقلمتها مع الطبيعة المحلية، إلى جانب العسل والسمن والحناء والمخللات والذرة الطازجة، حيث يوفر «سوق المزارعين» تجربة ملهمة للزوار الذين يبحثون عن المنتجات عالية الجودة، ليشهد الجناح إقبالاً كبيرا من زوار المهرجان خاصة بعد أن عملت الهيئة على توسعة المساحة المخصصة للسوق لتعزيز الوعي بجودة المنتج المحلي، ومواصلة جهودها في دعم المزارعين المحليين من خلال توفير قنوات تسويقية فعالة لمنتجاتهم الطازجة في ركن «حصاد مزارعنا».

أخبار ذات صلة 10 فرق في «الجائزة الكبرى للإبحار الشراعي الحديث» بأبوظبي حمدان بن محمد: القيادة تستهدف المستقبل بـ «المبادرات النوعية»

منصة للترويج
كمال الجابري من مدينة العين، أحد المشاركين بعرض أنواع كثيرة من عسل النحل الطبيعي، أهمها «السدر» و«السمر»، أكد أهمية الدعم الذي يحظى به أصحاب المزارع والمنتجات المحلية، موضحاً أن الجناح يشكل منصة للترويج لمنتجاته من العسل، ولتبادل الخبرات والمعارف، ضمن مشاركة واسعة من المزارعين المحليين إلى جانب الضيوف من مختلف الجنسيات الذين يزورون جناح «الواحة الزراعية»، مؤكداً أنه يعمل على تربية النحل ضمن مراعي أشجار السدر، حيث ينتقل إلى رأس الخيمة بحثاً عن مراعي السمر في الجبال، لافتاً إلى أنه يبحث عن أجود المراعي لتوفير أفضل أنواع العسل، خاصة العسل البري الذي يُعد الأقوى والأجود.

جودة عالية
ضمن مشاركة متميزة في جناح «الواحة الزراعية»، تُعرض مجموعة من المنتجات ذات الجودة العالية، التي تُصنع بأنامل الأمهات والجدات بكثير من العناية والحب، ومنها السمن الذي لا يخلو منه أي بيت إماراتي، و«الإبزار» أو البهارات، و«اللومي اليابس» والحناء، إلى جانب مجموعة من الخضراوات والتمور التي يتم تقديمها طازجة وبجودة عالية وبأسعار مناسبة للزوار، حسبما أكد يونس محمد الحضرمي، قائلاً إن الغرض من المشاركة هو الترويج لهذه المنتجات وإحداث تواصل مع مختلف الجنسيات، موضحاً أنه يعرض صناعة منزلية لمنتجات من إبداعات والدته من المزرعة إلى السوق.

تعلّم وترفيه
يقدم جناح «الواحة الزراعية»، رحلة تمتزج بالتعلم والاستكشاف، ويخصص للأطفال مساحة واسعة للعب والتعلم، من خلال مسرح خاص وركن مفعم بالأشكال والألوان الجذابة، حيث يتفاعل الصغار مع عروض التوعية والأنشطة وعروض المسرح المتنوعة، حيث تقول شيخة محمد التي كانت ترافق أبناءها لهذا الجناح، إن الأسرة استمتعت بما تعرضه هذه المنصة من فقرات ترفيهية هادفة، حيث تحث على الاستدامة وتعزز الوعي البيئي، كما تحفز على الاستكشاف والتعلم، لاسيما أن الأسرة تعشق عالم الزراعة، وتسعى إلى تأسيس مزرعة مصغرة في البيت.

أسلوب تفاعلي ومبتكر 
تحرص هيئة أبوظبي للزارعة والسلامة الغذائية، على توعية مختلف فئات المجتمع وزوار «مهرجان الشيخ زايد» بأهمية الاستدامة الزراعية وتحقيق الاكتفاء والأمن الغذائي، من خلال مختلف وسائل وقنوات التواصل الحديثة والتقليدية، وتُعتبر «الواحة الزراعية» إحدى المنصات الرئيسة لنشر الوعي وتثقيف المجتمع بأسلوب تفاعلي ومبتكر وممتع، مع إبراز الجهود المبذولة للارتقاء بقطاع الزراعة وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة، مع التعريف بالخدمات التي تقدمها للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الواحة الزراعية الإمارات الأمن الغذائي مهرجان الشيخ زايد الوثبة الواحة الزراعیة إلى جانب

إقرأ أيضاً:

في ظل ضغوط المناخ.. المزارع العضوية والمروج الطبيعية تساعد في زيادة أعداد النحل البري

تشهد أعداد النحل حول العالم تراجعًا مستمرًا منذ عقود، حتى في المناطق ذات المروج ففي جميع أنحاء الولايات المتحدة، انخفض عدد خلايا النحل المُدارة من حوالي خمسة ملايين في أربعينيات القرن الماضي إلى 2.7 مليون خلية بحلول عام 2023.


يساهم التلقيح في امتلاء ممر المنتجات الزراعية، وتضيف نحل العسل وحدها ما يقرب من 15 مليار دولار إلى قيمة المحاصيل في الولايات المتحدة كل عام.


وتقول كاثرين تشيكوفسكي من جامعة جوتنجن إن أحدث الأبحاث الميدانية تظهر أنه لا يزال هناك مجال للتفاؤل عندما يتم التخطيط للمزارع وموائل الحفاظ عليها معًا.

نشرت الدراسة في مجلة علم البيئة التطبيقية.

النحل يختفي على الرغم من المروج يشكل فقدان الموائل والتعرض للمبيدات الحشرية والأمراض تهديدًا ثلاثيًا، ومع ذلك يظل تحويل الأراضي هو المحرك الأكثر وضوحًا لانحدار النحل البري.


ويضيف ضغوط المناخ طبقة أخرى، وتحذر الأبحاث الأخيرة من أن العديد من حضنات النحل الطنان تفشل عندما تتجاوز درجات حرارة العش 96 درجة فهرنهايت، وهي العتبة التي تتجاوزها موجات الحرارة المرتفعة في كثير من الأحيان.

تؤدي الحقول المغطاة بمحصول سلعي واحد إلى خلق فترات جفاف زهرية طويلة تترك النحل الانفرادي جائعًا بين فترات الإزهار القصيرة.

حتى الإجراءات المحلية ذات النية الحسنة، مثل تركيب شرائح صغيرة من الزهور، غالبًا ما تكافح لعكس الخسائر لأن النحل يبحث عن الطعام عبر المناظر الطبيعية، وليس الحقول الفردية.

بدون خطة منسقة، يمكن لمناطق الحفاظ على البيئة أن تلغي بعضها البعض أو تفشل في تلبية احتياجات التعشيش على مدار الموسم بأكمله.


من أجل استكشاف ما ينجح حقًا، قام الباحثون في جامعة جوتنجن برسم خرائط لـ 32 منظرًا زراعيًا ألمانيًا يبلغ عرضها حوالي 0.6 ميل.

يضم كل موقع دائري حصصًا مختلفة من الأراضي الزراعية العضوية، وشرائح الزهور السنوية، والموائل الدائمة التي تهيمن عليها النباتات المعمرة مثل عشبة المرج.

تتقاطع المسارات العرضية بين القمح والبرسيم والتحوطات والممرات المفتوحة حيث تتغذى نباتات Bombus lapidarius وعشرات الأنواع الأقل شهرة.

الدعم المتداخل للنحل

على مدار ثلاث جولات صيفية، سجل الفريق أكثر من 4500 نحلة فردية، ثم قاموا بتوسيع نطاق هذه الأعداد لتشمل المشهد بأكمله للحصول على رؤية شاملة.

سمح التصميم للباحثين باختبار ما إذا كانت الموائل تضيف ببساطة، أو تعمل معًا في تأثير تآزري، أو تلغي بعضها البعض.

واعتمد التحليل على نفس القوة الإحصائية المستخدمة في التنبؤ بغلة المحاصيل، ولكن هنا كان مقياس الحصاد هو الضجة والتنوع.

لقد ساهمت المساحة العضوية، وشرائط الزهور، والجيوب المعمرة في رفع غطاء الزهور، إلا أن العائد بالنسبة للنحل كان يتوقف على كيفية تداخل هذه العناصر.


تزدهر النحلات عندما تلتقي المزارع بالمروج


لقد أثبتت الحقول العضوية، التي تتم إدارتها دون مبيدات حشرية صناعية، قيمتها الخاصة عندما كان ما لا يقل عن خمسة في المائة من الأراضي المحيطة تحتوي أيضًا على موطن دائم.

وقد ارتفعت كثافة الأنواع البرية غير النحل الطنان بشكل حاد تحت هذا المزيج، وهو ما يشكل دليلاً على التآزر بين العلف الخالي من المبيدات الحشرية وأرض التعشيش القريبة.

تقدمت هذه الدراسة ارشادات مهمة لصياغة التدابير المستقبلية للزراعة والبيئة. وتُسلّط الضوء على أهمية التخطيط المُنسّق على نطاق المناظر الطبيعية، كما أشارت الدكتورة أنيكا هاس، العالمة الرائدة في مشروع كومبي.

حواف المرج المستقرة تدعم النحل

وقد أدت قطع الأراضي العضوية وحدها إلى زيادة أعداد النحل الطنان أيضًا، إلا أن المكاسب كانت إضافية وليست تآزرية.

تعشش العديد من أنواع Bombus الشائعة بشكل مرن في هوامش العشب أو جحور القوارض القديمة، وبالتالي تستفيد من الأزهار الخالية من المبيدات الحشرية حتى بدون مروج إضافية.

بالنسبة لمديري البساتين في الولايات المتحدة الذين يفكرون في التحول إلى الزراعة العضوية، فإن الرسالة واضحة: إن تقليل المبيدات الحشرية يساعد، ولكن دمجه مع حواف المروج المستقرة يساعد بشكل أكبر.


شرائط الزهور والمروج والإشارات المختلطة


تبدو حقول الزهور السنوية، تلك الشرائط المشرقة التي يتم حرثها وإعادة زراعتها كل ربيع، مثالية على الورق ولكنها تحكي قصة أكثر تعقيدًا في الممارسة العملية.

عند اقتران شرائح الزهور الكبيرة بمساحات عضوية واسعة، غالبًا ما استقرت أعداد النحل بدلًا من أن تتضاعف، لأن كلا الموطنين يزدهران في أوقات متشابهة. وفرة الغذاء، دون مواقع تعشيش إضافية، تعني عدم وجود أي مكافأة للملقحات.

على النقيض من ذلك، تزهر المروج المعمرة على شكل موجات متدرجة، وتوفر تربة جرداء أو قليلة الخضرة حيث تحفر النحلات التي تبني أعشاشها في الأرض. وتتحمل سيقانها المعمرة الشتاء، فتحمي اليرقات والبالغات التي تقضي الشتاء.

يفسر هذا الاختلاف البنيوي سبب إكمال المروج لغز الموارد جنبًا إلى جنب مع المحاصيل العضوية، في حين كانت المساحات الخضراء السنوية تزدحم بها في بعض الأحيان.

لم يستفد النحل الطنان، بمستعمراته الاجتماعية ونطاقات طيرانه الأوسع، من المساحات السنوية إلا في البيئات البسيطة التي تفتقر إلى المروج.

أما بالنسبة للنحل الانفرادي ذي نطاقات البحث عن الطعام الأقصر، فقد رجحت البقع الدائمة كفة الميزان مرة أخرى.


فوائد المناظر الطبيعية المتنوعة

وقد قام فريق ComBee بحساب الحدود العملية: تبدأ الزراعة العضوية في زيادة ثراء الأنواع عندما تغطي الشرائح السنوية أقل من خمسة أفدنة داخل مساحة 500 فدان.

يبدأ التآزر مع المروج الدائمة بمجرد أن تصل مساحتها إلى حوالي 12 فدانًا. تنطبق هذه الأرقام بسهولة على العديد من مزارع الغرب الأوسط أو التجمعات السكانية الأوروبية، مما يمنح المخططين أهدافًا ملموسة بدلًا من التخمين.

ونظرًا لمحدودية الميزانيات، يدعو المؤلفون إلى توجيه الحوافز العضوية نحو الأماكن التي تكون فيها شرائح الزهور السنوية نادرة، مع استثمار أموال منفصلة لإنشاء مروج طويلة الأجل في المناطق الغنية بالفعل بالمساحات العضوية.

هذا المزج بين الموائل المختلفة وظيفيًا يَعِد بأكبر عائد بيولوجي لكل دولار. فإلى جانب النحل، تُسهم المناظر الطبيعية المتنوعة في حماية المزارع من الجفاف، وتُحسّن بنية التربة، وتُؤوي حيوانات مفترسة تُكافح آفات المحاصيل.

ومن ثم فإن السياسات التي تكافئ التعاون بين أصحاب الأراضي المتجاورة، بدلاً من الإجراءات المنعزلة، قد تؤدي إلى تحقيق مكاسب متعددة.

طباعة شارك أعداد النحل لعالم تراجعًا مستمرًا تركيب شرائح الزهور المناظر الطبيعية

مقالات مشابهة

  • الأممي المتحدة: استمرار الجفاف يهدد الموسم الزراعي والأمن الغذائي في اليمن
  • مشروع «أيادي مصر».. بروتوكول تعاون بين «التضامن» و«التنمية المحلية» لتسويق المنتجات التراثية
  • «تقنية الوطني» تناقش تقرير استدامة الصناعات الدوائية
  • من إفريقيا إلى أمريكا.. غزو النحل القاتل يتوسع ويوقع ضحايا جدد
  • ينتجون “أثمن غذاء في العالم” في بورصة.. 4 شركاء وعائلاتهم يبيعون الكيلو بـ45 ألف ليرة!
  • إطلاق دفعة ثالثة من مياه سد الرستن لدعم المحاصيل الزراعية في حماة
  • المتجر العماني للمواصفات القياسية.. أداة فاعلة لدعم التنوع الاقتصادي وجودة المنتجات المحلية
  • "النحل الإفريقي القاتل" يثير الذعر في الولايات المتحدة
  • في ظل ضغوط المناخ.. المزارع العضوية والمروج الطبيعية تساعد في زيادة أعداد النحل البري
  • اعتماد تقرير تسويق المنتجات الزراعية بـ الشورى