في مثل هذا اليوم من عام 2019 رحل عن عالمنا الشيخ إبراهيم فطاير، عن عُمر ناهز الـ80 عاماً، الذي كان يُعد أحد أقدم وأشهر مُحفظي القرآن الكريم في كفر الشيخ، وصاحب أقدم كُتاب، وتحل اليوم الأربعاء الذكري الرابعة على وفاته.

إبراهيم فطاير أقدم مُحفظي القرآن الكريم

وبحسب ما ذكره إسلام محمد إبراهيم فطاير، حفيد الشيخ إبراهيم فطاير، لـ«الوطن»، فإنّ الشيخ إبراهيم فطاير، وُلد في عام 1938، بمدينة بيلا، التابعة لمحافظة كفر الشيخ، فقد بصره كُلياً في السابعة من عُمره: «جدي كان بيحكيلي إنّه اتحدى إعاقته، وحفظ القرآن الكريم سماعي على يد الشيخ يوسف شتا، رحمه الله، وده بعد ما فقد بصره، وأتم حفظه وهو عنده 11 سنة، وكان من أشهر مُحفظي القرآن الكريم، لأنه بدأ تحفيظ في الخمسينيات، وكان كُتابه أقدم كُتاب في كفر الشيخ لأنه استمر حوالي 60 سنة».

ويضيف «فطاير»، «جدي الله يرحمه كان في بدايته بيشتغل في حاجة اسمها قسم حُفاظ في مدرسة ابتدائي ببيلا، وكان في المدرسة دي فصل لتحفيظ القرآن الكريم، لفاقدي البصر، وبدأ في تحفيظ القرآن للمُلتحقين في القسم، وكان وقتها عُمره حوالي 14 سنة، وبعد كده اتعين مؤذن بالأوقاف، كمان كان يحفظ القرآن الكريم للأطفال في إحدى الكتاتيب التابعة لوزارة الأوقاف، وخرج من تحت ايده آلاف الحفظة سواء من بيلا أو كفر الشيخ أو أجوارها».

قرأ القرآن الكريم بصُحبة عدد من مشاهير القراء

وذكر «فطاير»، «جدي الله يرحمه بجانب إنّه كان بيحفظ الأطفال القرآن الكريم إلا إنّه كان صوته حلو، وكان بيقرأ في المياتم والحفلات عندنا في بيلا، وحكالي إنه قرأ القرآن الكريم مع مشاهير القراء منهم الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي، والشيخ إبراهيم الشعشاعي، وكان صديق الشيخ أبو العينين شعيشع، نقيب قراء مصر، لأنهم خرجوا الاتنين من كُتاب الشيخ يوسف شتا، وكان لحد آخر يوم في حياته حريص على إنّه يحفظ الأطفال القرآن الكريم وكان بيحفظهم في مسجد قريب من البيت بس قبل ما يتوفي بقا في صعوبة في الانتقال فبقي بيحفظهم في البيت».

وأفاد «فطاير»: «جدي الله يرحمه كان محبوب، وطول عُمره مثال للصبر من وقت ما فقد بصره، لحد ما فقد أولاده ومنهم والدي الله يرحمه».

كان حريصاً على أداء الصلوات في أوقاتها في المسجد

رغم فقدانه البصر إلي أنّ الشيخ إبراهيم فطاير كان حريصاً على أداء الصلوات في أوقاتها في المسجد بحسب «فطاير»: «جدي كان لازم يصلي الصلاة في أوقاتها في المسجد، ماكنش يحب غير يصلي الصلاة حاضر، وكان بيؤم الناس في الصلاة، ويوم الجمعة كان متعود يقرأ السورة في مسجد أبو فرحات ببيلا، وكان صوته جميل جداً، وكُنا كلنا نتلم حواليه، ونستمتع بصوته العذب، كمان حج بيت الله وهو سنه حوالي 73 سنة، وأدي المناسك كلها مع والدي محمد فطاير الله يرحمهم يارب».

يروي «فطاير» اللحظات الأخيرة في حياة جدّه الراحل الشيخ إبراهيم فطاير: «جدي كان تمام خالص بس أُصيب بوعكة صحية مفاجئة كده قبل ما يموت بحوالي أسبوع، ودخل في غيبوبة، وكان متعلق بالقرآن الكريم بدرجة كبيرة لأنه كان بيقرأ القرآن في الغيبوبة، وكان بيردد سورة الذاريات يخلصها ويعيدها، لحد ما توفاه الله، في 10 يناير 2019، وكانت جنازته مهيبة، وفي الذكري الخامسة علي وفاته بقوله ربنا يرحمك يا جدي وينور قبرك يارب ويجعل القرآن شفيعاً لك يوم القيامة يارب».

أحد تلاميذه: كان كفيف بس كان عارف وبيشوف كل حاجة

وقال الدكتور محمد صقر، أحد تلاميذ الشيخ الراحل، «مولانا وشيخنا إبراهيم فطاير أو زي ما كان بيحب يتقاله سيدنا.. معظم عمري تقريباً كان عنده بيحفظني القرآن من سن 6 سنين لحد 18 سنة بيعلمني كل حاجة مش قرآن بس، ختمت القرآن على إيده، ويرجع له الفضل بعد ربنا في حفظي لكتاب الله، وراجعته عليه ما يزيد عن 20 مرة، كان كفيف بس كان عارف وبيشوف كل حاجة، ربنا ابتلاه بموت ابنه الأول وفقد عينه من الحزن عليه، وبعد عُمر طويل اُبتلي بفقد ابنه الثاني، كل ده و هو صابر، وكل ده وبيحفظ الناس كلها القرآن، كمان كان من أعظم المقرأين، صوته صوت ملائكي، رحمك الله وغفر لك يا سَيدي، وأسكنك الله فسيح جناته، وجعل تحفيظك لكتاب الله في ميزان حسناتك، ونتقابل في الآخرة على خير إنّ شاء الله».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كفر الشيخ بيلا الشيخ أبو العينين شعيشع حفظ القرآن الكريم الله یرحمه کفر الشیخ

إقرأ أيضاً:

إمام بالأوقاف يتبرع بجزء من جائزته في مسابقة القرآن الكريم لأهل غزة

كرّم الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الدكتور حافظ أنور باشا، إمام وخطيب بمديرية أوقاف البحيرة، بمقر وزارة الأوقاف في العاصمة الإدارية الجديدة، تقديرًا لتبرعه بمبلغ مائة ألف جنيه من جائزته التي نالها في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، لصندوق "تحيا مصر" لدعم إغاثة أهل غزة.

عالم بالأوقاف: كل لحظة في العشر الأوائل من ذي الحجة كنز لا يعوضمكتوبة كاملة.. موضوع خطبة الجمعة بمساجد الأوقاف اليوم

وكان الدكتور حافظ أنور باشا فاز بالمركز الثاني في الفرع السابع من المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم التي أقيمت العام الماضي؛ ما يؤكد تميزه في مجال القرآن الكريم.

وأشاد وزير الأوقاف بهذه المبادرة الكريمة، مؤكدًا أن هذه الروح النبيلة تعبر عن أخلاق سامية وتدين صحيح يدعو إلى البذل والعطاء، والإحساس بآلام واحتياجات إخواننا في فلسطين. وأضاف أن الإمام ينبغي أن يكون قدوة صالحة، تؤثر بأفعاله قبل أقواله، وأن هذه المبادرات ليست غريبة على أبناء وزارة الأوقاف الذين يتميزون بوطنيتهم وقيامهم بحق الوطن وحق الأشقاء في فلسطين.

ودعا الوزير جميع العاملين في وزارة الأوقاف إلى التنافس والاقتداء بمثل هذه الأفعال العملية التي تؤكد قيم الصدق والإخلاص والتفاني، والتي تؤثر تأثيرًا أكبر من الكلمات وحدها.

طباعة شارك الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف أوقاف البحيرة وزارة الأوقاف العاصمة الإدارية الجديدة المسابقة العالمية للقرآن

مقالات مشابهة

  • مصرع صياد غرقا بكفر الشيخ بسبب سوء الأحوال الجوية
  • البشير والنذير في القرآن الكريم
  • إنشا “متحف القراء” بإذاعة القرآن الكريم ليضم مقتنيات وتسجيلات ووثائق
  • القرآن الكريم والحديث.. انطلاق امتحانات الثانوية الأزهرية 2025 للشعبة الأدبية
  • المفتي: التمسك بأحكام وحدود القرآن الكريم سبيلنا للحفاظ على الأمن الروحي والاجتماعي
  • مفتي الجمهورية يكرم حفظة القرآن الكريم بمحافظة الشرقية.. صور
  • مفتى الجمهورية يشهد حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بقرية أم الزين بالشرقية
  • إمام بالأوقاف يتبرع بجزء من جائزته في مسابقة القرآن الكريم لأهل غزة
  • من هدي القرآن الكريم:أمريكا وإسرائيل تخططان للاستيلاء على الحج
  • المسلماني: إطلاق متحف مقتنيات وتسجيلات ووثائق كبار القراء في إذاعة القرآن الكريم