حدث غير مسبوق بعد شهرين.. ناحية عراقية بلا كهرباء منذ 7 عقود والألغام تملأ أرضها
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
شفق نيوز/ منذ 66 عاماً وناحية "بصيه" التابعة إلى قضاء السلمان بمحافظة المثنى بلا شبكة للكهرباء الوطنية، بل تعتمد على مولدات الديزل في توفير الكهرباء، وفي الوقت نفسه يواجه سكانها مخاطر إنسانية جراء تواجد المخلفات الحربية والقنابل العنقودية التي تنتشر على مساحة 150 كم من بادية السلمان إلى حدود الناحية.
بصيه.. منفى للمعارضين الكورد
تأسست ناحية بصيه عام 1958، في قلب الصحراء بموقع محاذٍ للحدود العراقية السعودية، وتبعد عن مركز المحافظة حوالي 300 كم، وتعد من أكبر نواحي البلاد بمساحة 48 ألف كلم مربع، ومنذ تأسيسها لم تشهد توفير الكهرباء لسكانها الذي يتجاوز 10 آلاف نسمة.
وينقسم سكان هذه الناحية إلى قسمين، منهم الحضر وهم مركز المدينة، والبدو الرحل في عموم البادية، والجزء الأغلب بادية تعتمد على رعي الحيوانات والأبل، وفق مدير ناحية بصيه، توفيق جابر علك الحساني.
ويضيف الحساني لوكالة شفق نيوز، أن الناحية كانت سابقاً قبل عام 2003 منفى للمعارضين وكل من تصدى للنظام السابق، حيث وجد فيها معتقلات للكورد البرزانيين، وتم العثور على رفاتهم في 4 مقابر عامي 2005 و2010، وتقدر أعدادهم بنحو 400 شخص، كما كان ضمن هذه الناحية أيضاً معتقلين من الدجيل وبلد بعد حادثة محاولة اغتيال صدام حسين عام 1982.
نشاط خجول يعود إلى "بصيه" بعد 2004
وبعد عام 2003 بدأت الناحية إلى الظهور مرة أخرى وبدأت مشاريع الإعمار فيها رغم قلّة التخصيصات، وكذلك نشطت الزراعة فيها، منها زراعة القمح والذي تصاعد في السنوات الأخيرة حتى تجاوز 600 ألف دونم، ويعتمد كلياً على المياه الجوفية.
والنشاط الصناعي ليس غائباً عن الناحية - بحسب الحساني - ومؤخراً تم منح 4 إجازات استثمارية لإنشاء معامل أسمنت لوفرة المواد الأولية في البادية.
وتحتوي الناحية أيضاً على مدارس للمراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية، ولا يوجد فيها جامعات، لذلك يلجأ الطلبة فيها للدراسة في المحافظات القريبة.
كما تفتقر الناحية أيضاً للعديد من المشاريع، أهما شبكة الطرق التي تربطها بالمحافظات المجاورة، كما هناك مشروعان وزاريان لكنهما متلكئان، أما الكهرباء فهناك مشروع ربط الناحية بالطاقة الكهربائية (الشبكة الوطنية) عبر خط ناقل (132 كي في)، وهذا سيمثل قفزة نوعية لتطور الناحية، وفق الحساني.
ويطلق مواطنو الناحية باستمرار مناشدات واستغاثات لايصال الكهرباء إليهم والتي ستسهم بإحياء مئات الآلاف من الدوانم الزراعية، فضلاً عن تنمية الثروة الحيوانية وتعزيز الأمن الغذائي في المحافظة، وفي الوقت نفسه، تخليصهم من الألغام المزروعة على طول تلك المناطق وصولاً إلى الحدود مع السعودية من مخلفات الحروب السابقة.
شهران فقط وتبصر الناحية النور
ووضعت وزارة الكهرباء ومحافظة المثنى في تموز 2022 حجر الأساس لمشروع مد الكهرباء إلى قضاء السلمان وناحية بصيه، بطول 220 كم، فيما تبلغ كلفة المشروع أكثر من 80 مليار دينار، وبمدة إنجاز تتجاوز السنة.
وقال وزير الكهرباء عادل كريم في حينها، إن وزارته خطت خطوات جدية لإيصال الكهرباء الوطنية إلى قضاء السلمان وناحية بصيه، بعد مرور أكثر من 60 عاماً على تأسيسهما كوحدات إدارية، مبيناً أن المنطقتين المذكورتين تعتمدان على مولدات الكهرباء الحكومية.
وفي هذا الجانب يوضح معاون محافظ المثنى لشؤون الطاقة، حامد جهادي الحساني، إن "الخط طوله 92 كم، وعدد الأبراج 291 برج، والطاقة التصميمية 500 MVA، وإن نسبة الإنجاز حالياً أكثر من 75%، ومن المؤمل إدخاله للعمل في 15 آذار 2024".
ويؤكد الحساني لوكالة شفق نيوز، أن "العمل مستمر حالياً بلا توقف لإيصال الكهرباء إلى ناحية بصيه وقضاء السلمان اللذان لم يريا الكهرباء الوطنية منذ تأسيسهما بل يعتمدان على المولدات التي تديرها الحكومة والتي أصبحت بدلاً من الكهرباء الوطنية".
يذكر أن مديرية الدفاع المدني في المثنى أعلنت في كانون الثاني 2023، المباشرة بحملة لتطهير مسار مشروع مد خطوط الكهرباء لناحية بصيه الصحراوية من المخلفات الحربية، وتسليمها للشركة المنفذة للمشروع لتقوم بنصب القواعد الإسمنتية للأبراج.
"الأكثر تلوثًا" بالمخلفات الحربية
تعد محافظة المثنى أكثر المحافظات العراقية تلوثاً بالألغام، حيث تنتشر أعداداً كبيرة منها على مساحة 150 كم من بادية السلمان إلى حدود ناحية بصيه، بحسب إحصاءات مديرية بيئة المثنى.
وتسجل السلطات المحلية حوادث عديدة في هذه البادية - التي تشكل 90% من مساحة المحافظة الإجمالية - يذهب ضحيتها مربو الأغنام والسكان، ومن البدو الرحل والصيادين الذين يجهلون أشكال هذه المخلفات العنقودية، فيما وصل عدد ضحايا هذه المخلفات الحربية إلى 3700 شخص في الفترة الممتدة بين العام 1991 وحتى العام الماضي 2023.
ويبلغ التلوث بالمخلفات الحربية 25% من مساحة ناحية بصيه، في حين تتركز الألغام في مناطق (أبو غار، الخط السريع، بصوت، الهبارية، بصيه، الجدعة، العظامي، أبو خويمة، خرانج، الشريط الحدودي، مغيزل، عادن، الشيحيات، لية، العطشانة، شليهبات، والابطية)، وفق تصريح صحفي سابق لنائب رئيس منظمة حماية البيئة والتنوع الأحيائي بمحافظة المثنى، أحمد حمدان تابعته وكالة شفق نيوز.
وفي هذا السياق، يقول المواطن جميل نافع من أهالي بصيه، إن "الناحية تمتاز بتربية الحيوانات والزراعة، لكن منذ حرب الـ90 والناحية ملوثة بالكثير من الألغام والذخائر العنقودية والذخائر المنفلقة وغير المنفلقة، وهي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا، رغم خطورتها المباشرة على الأفراد".
ويضيف نافع لوكالة شفق نيوز، أن "الدفاع المدني والهندسة العسكرية ومنظمة مساعدات الشعب النرويجي NPA يعملون جاهدين لحل هذه المشكلة التي تودي بحياة أكثر من 10 أشخاص سنوياً".
ويصنف العراق من الدول الأكثر تلوثاً نتيجة انتشار الألغام والعبوات الناسفة، بسبب الحرب العراقية الإيرانية إبان ثمانينيات القرن الماضي وآثار احتلال تنظيم داعش لمناطق عراقية، بحسب تصريح سابق للوكيل الفني المخول بصلاحيات وزير البيئة العراقي جاسم الفلاحي لوكالة شفق نيوز.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي محافظة المثنى الجنوب العراقي المخلفات الحربیة لوکالة شفق نیوز أکثر من
إقرأ أيضاً:
وزير الطوارئ والكوارث لـ سانا خلال الاجتماع التشاوري للوزارة :إحداث مركز وطني لإزالة مخلفات الحرب والألغام غير المتفجرة التي خلفها النظام البائد
دمشق-سانا
أكد المشاركون في أعمال الاجتماع التشاوري الأول لوزارة الطوارئ والكوارث، لصياغة وتطوير خطتها الوطنية ونظام الإنذار المبكر، أهمية تعزيز التعاون الحكومي مع جميع المنظمات المحلية والدولية، لتحقيق أعلى درجات النجاح في الاستجابة للكوارث والحالات الطارئة، وتعميق التواصل مع المجتمع بشكل صحيح، وتغليب المصلحة الوطنية لإنجاز خطة طوارئ وطنية متكاملة.
ودعا المشاركون في الاجتماع الذي يعقد في مبنى الوزارة على مدى يومين، إلى تشكيل لجنة وطنية تضم ممثلين عن أكثر من وزارة، تعمل بإشراف وزارة الطواريء والكوارث على تحقيق سرعة الاستجابة للجائحات، مثل الجائحات الزراعية، والحرائق وأسراب الجراد، وفق دراسات تفصيلية دقيقة على مستوى الدولة، وضرورة الارتقاء بأداء مكاتب الأمن والسلامة في المنظمات وتوسيع آفاق التعاون معها، وتزويد جميع الجهات المعنية بالاستجابة السريعة بالتجهيزات والمعدات اللازمة للعمل بكفاءة وفاعلية.
ولفت المشاركون إلى أهمية دور الإعلام في نشر الوعي المجتمعي، حول كيفية التعامل مع الأحداث والكوارث الطارئة الطبيعية والإنسانية، وآلية الاستجابة السريعة لها، وسبل مواجهتها والوقاية من أخطارها، داعين إلى إجراء دورات تدريبية توعوية للسكان بهدف إيجاد مسعف في كل بيت، وفرق استجابة قادرة على تغطية جميع المناطق في المحافظات كافة، وإلى إيجاد صندوق وطني للطوارئ، ريثما يتم رصد ميزانية خاصة بالوزارة.
وبين المشاركون أهمية التركيز على العنصر البشري، واستقطاب الخبرات والطاقات للعمل، واستصدار التشريعات الناظمة لعمل الوزارة والمنظمات، وتفعيل المحاسبة والمساءلة ونشر ثقافة الشكوى.
وفي تصريح لمراسلة سانا أوضح وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح أن الوزارة تعمل على بناء منظومة استجابة وطنية سريعة، وفق خطة عمل شاملة قادرة على الوصول إلى جميع المواطنين بشفافية، لافتاً إلى أنه تمت مناقشة خطة مع السيد الرئيس أحمد الشرع لإحداث مركز وطني يعنى بإزالة مخلفات الحرب والألغام غير المتفجرة التي خلفها النظام البائد.
وأشار الوزير الصالح إلى أهمية الاعتماد على العامل البشري في تحسين جودة الخدمات المقدمة، في ظل قلة توفر الإمكانيات، معتبراً أن التشاور مع المنظمات المجتمعية والأممية التي لعبت دوراً مهماً خلال السنوات
الـ 14 الماضية في الاستجابة للطوارئ والكوارث، في غاية الأهمية، بغية الاستفادة منها في وضع الخطة وتنفيذها، وفق رؤية وأدوات واضحة، ومبيناً أنه عند الانتهاء من وضع الخطة سيتم عقد اجتماعات مع تلك المنظمات، خلال الفترة المقبلة للمباشرة بالتنفيذ.
وفي تصريح مماثل بين المدير الرئيسي للبرامج في منظمة الدفاع المدني أحمد قزيز، أهمية التنسيق العالي مع الوزارة وغيرها من الوزارات المعنية، من أجل إنجاح أي عملية استجابة، وفق خطة شاملة وقيادة وطنية، تعمل في ظلها جميع الفعاليات بشكل يضمن تحقيق النجاح في العمل، مشدداً على أن الدفاع المدني في جميع إمكاناته سيبقى يعمل بتنسيق دائم مع الوزارة، مع الحرص على دقة المعلومات وتبادلها لتحقيق أعلى درجات الجودة في الخدمة المقدمة ضمن المناطق كافة.
وأشار قزيز إلى أن دور الدفاع المدني لا يقتصر على الاستجابة للطوارئ والكوارث، بل يتعدى ذلك إلى المشاركة في إعادة الإعمار، وإيجاد حل للألغام والذخائر غير المتفجرة، وإعداد برامج مجتمعية وحقوقية تحت مظلة حكومية، بالتعاون والتنسيق مع حكومات الدول الأخرى، وبما يضمن تحقيق أعلى قدر من السرعة في الاستجابة، وتنفيذ المشاريع المزمعة بشكل جيد.
مسؤول الفريق الداخلي للهلال الأحمر القطري هارون خطاب ذكر أنه يجري العمل على تحقيق تكاملية بين المنظمات والوزارة، من خلال طرح الكثير من الأفكار والرؤى حول موضوع الطوارئ والكوارث في سوريا، التي عانى منها الشعب خلال السنوات الماضية، بما يضمن التعامل الأمثل مع أي كارثة تحدث.
ونوه المدير الإقليمي للجمعية الطبية السورية الأمريكية “سامز” الدكتور مازن كوارة بأهمية إحداث وزارة الطوارئ والكوارث في سوريا، ما يعكس اهتماماً كبيراً من الحكومة بالحفاظ على سلامة مواطنيها، مؤكداً استعداد الجمعية كونها تعنى بالجانب الصحي لتكون جزءاً من العاملين، وفق الخطة الشاملة للاستجابة للكوارث الصحية الوبائية وغيرها.
بدورها أكدت مديرة العلاقات العامة في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية ليلى كشكية، أن الجمعية تعمل بالتوازي والتنسيق مع الوزارات، لاستحداث لجان والتنسيق لوضع سياسات عملية تنعكس إيجاباً لمصلحة المجتمع السوري، لافتةً إلى استعداد الجمعية لتقديم برامج توعوية ودورات في الأمن والسلامة، وفق الخطة التي ستضعها الوزارة.
ويتابع الاجتماع أعماله غداً بمشاركة جميع المنظمات المحلية والجهات ذات الصلة للوصولً إلى رؤية نهائية للخطة.
تابعوا أخبار سانا على