برغم دعوة السوداني.. محللون يستبعدون انسحابا أمريكا قريبا: اصوات مكررة
تاريخ النشر: 11th, January 2024 GMT
شفق نيوز/ ذكر موقع "بريكينغ ديفينس" الامريكي انه على الرغم من حديث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مرتين خلال أيام قليلة عن دعوته إلى مغادرة القوات الامريكية العراق، وبشكل سريع، إلا أن محللين قالوا إن الدعوة فارغة من مضمونها، وأن الجنود الأمريكيين لن يغادروا في وقت قريب.
ونقل التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ عن المحلل نورمان ريكليفس الذي عمل مع الحكومة الأمريكية في العراق وكان سابقا مستشارا لوزير الداخلية العراقي، قوله "لا ارى اي فرصة لمغادرة القوات الأمريكية العراق في المستقبل القريب"، مضيفا ان "هؤلاء المستشارين العسكريين موجودون بدعوة مباشرة من الحكومة العراقية، وبإمكانها أن تطلب منهم المغادرة غدا إذا رغبوا في ذلك، إلا ان هناك حاجة الى القوات الامريكية وقوات التحالف من أجل دعم القوات المسلحة العراقية في حربها ضد تنظيم داعش".
وبحسب ريكليفس، المحلل المقيم في دبي، فإن انسحاب قوات التحالف الان قد يؤدي الى تصاعد الإرهاب في العراق، وهو امر لا يريد احد رؤيته، بما في ذلك الحكومة العراقية نفسها.
وذكر التقرير أنه السوداني قال في 5 يناير/كانون الثاني، غداة الاغتيال الأمريكي لقيادي عسكري في أحد الفصائل العراقية المسلحة، ان الحكومة العراقية تتخذ الخطوات الاولى نحو سحب القوات الامريكية وقوات التحالف "بشكل دائم"، من خلال تحديد موعد لاجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين لمناقشة كيفية القيام بذلك، ثم ذهب السوداني في مقابلة مع وكالة "رويترز" بالامس ابعد من ذلك عندما دعا الى انسحاب "سريع" حتى "لا يطول الأمر وتستمر الهجمات" المتبادلة بين القوات الأميركية والميليشيات المدعومة من إيران.
وأشار التقرير إلى أن قبل هذه التصريحات مباشرة، فإن المسؤولين الأمريكيين كانوا متفائلين حول قضية استمرار وجودهم في العراق، اذ ان صحيفة "بوليتيكو" الامريكية نقلت عن برقية لوزارة الخارجية الامريكية قولها ان السوداني يقول للمسؤولين الأمريكيين في لقاءات خاصة، أنه يريد استمرار بقاء القوات الامريكية وانه دعا الى خروجهم فقط من أجل تهدئة الضغوط الداخلية.
ونقل التقرير عن الباحث البارز في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" جون آلترمان قوله إنه ليس هناك شك في أن بمقدور العراقيين محاربة الإرهابيين من دون الحاجة الى دعم امريكي، الا انهم "سيكونون اقل فعالية وستكون الكلفة عليهم اعلى، وهذه هي نقطة ضغط للولايات المتحدة للتفاوض على شروط انخراطنا المستمر".
واعتبر آلترمان بحسب ما نقل عنه التقرير الأمريكي، أن استمرار الوجود العسكري الأمريكي "يخدم احتياجات الولايات المتحدة واحتياجات الحكومة العراقية، على الرغم من استمرار وجود أصوات داخل العراق، مثلما كان الحال منذ سنوات عديدة، تطالب بانسحاب الولايات المتحدة"، مضيفا انه لا يعتقد أن العديد من الشعوب التي تكون متحمسة لوجود قوات اجنبية على اراضيها، الا ان بين القادة الامنيين في العراق، يمثل قتال داعش وحده، احتمالا مخيفا.
واستعاد التقرير تصريح المتحدث باسم البنتاغون عند تنفيذ "ضربة الدفاع عن النفس" التي نفذت ضد القيادي في حركة النجباء، حيث ذكر بأن الولايات المتحدة هي التي ساعدت، قبل نحو 10 سنوات، بإبعاد تنظيم داعش عن العاصمة العراقية عندما كان التنظيم على بعد 24 كيلومترا عن المدينة، وسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، مضيفا "لا احد يريد ان يرى عودة داعش، وسيستمر تركيزنا على مهمة هزيمة داعش. لكن مجددا، لن نتردد في حماية قواتنا إذا تعرضت للتهديد".
واشار التقرير الى ان المحلل العسكري احمد الشريفي، المقيم في العراق، الى اعتقاده بأن القوات الأمريكية لن ترحل إلى أي مكان، لأسباب جيوسياسية أوسع، موضحا أن "الولايات المتحدة والتحالف الدولي لن يخرجا من العراق، والسبب هو أن التفويض هو تفويض أممي، ومن يدخل بقرار اممي لن يخرج إلا بقرار آخر".
وتابع الشريفي قائلا إن "الولايات المتحدة ترى في العراق جزءا لا يتجزأ من الضمانات الامنية لمصالحها الوطنية، وعدم إتاحة فرصة لتوسع للصين وروسيا".
وفيما يتعلق بكيفية وموعد رحيل القوات الامريكية في نهاية الأمر، فقد نقل التقرير عن ريكليفس قوله إنه "الأمر يتعلق بالظروف، ويعتمد على قدرة القوات العراقية على العمل بشكل مستقل. ومن المرجح أن يتطلب هذا عدة سنوات في المستقبل".
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي محمد شياع السوداني قوات التحالف الدولي الحکومة العراقیة القوات الامریکیة الولایات المتحدة فی العراق
إقرأ أيضاً:
ما البعدان الإستراتيجيان لزيارة السوداني إلى تركيا؟
بغداد– مثّلت زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى أنقرة أمس الخميس ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطوة جديدة نحو تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، إذ شملت المباحثات مجالات متنوعة من الأمن إلى الطاقة والمياه فضلا عن التنسيق في القضايا الإقليمية.
وتعد هذه الزيارة هي الثالثة التي يجريها السوداني إلى تركيا خلال ترؤسه الحكومة العراقية بعد أن زارها سابقا في مارس/آذار 2024 وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024 بينما أجرى أردوغان زيارة رسمية للعراق في 22 أبريل/نيسان 2024 هي الأولى له منذ 13 عاما وقع فيها على اتفاق الإطار الإستراتيجي بين البلدين الذي يعد خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة.
بُعدان إستراتيجيانيؤكد باسم العوادي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، بأن الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس مجلس الوزراء العراقي إلى أنقرة حملت في طياتها بُعدين إستراتيجيين يصفهما بالمهمين، يتمثلان في بُعد سياسي وآخر فني.
وقال العوادي للجزيرة نت، إن المباحثات تناولت في جانبها السياسي أبرز مستجدات وتطورات المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة ولبنان وسوريا، بالإضافة إلى ملف المفاوضات الأميركية الإيرانية ومسألة حزب العمال الكردستاني، وغيرها من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
إعلانأما على الصعيد الفني، فقد أكد أن اللقاءات الثنائية تركزت على تعزيز التعاون في الملف الأمني المشترك، ومناقشة قضية المياه الحيوية، ومتابعة مذكرات التفاهم التي تم توقيعها خلال زيارة الرئيس التركي إلى بغداد وزيارة السوداني إلى أنقرة.
وشدد على أهمية تفعيل هذه المذكرات والانطلاق نحو تنفيذ بنودها، مشيرا إلى أن غالبية القضايا الفنية تم بحثها بشكل معمق من قبل المختصين المرافقين للوفد العراقي مع نظرائهم الأتراك.
انطلاق أعمال الاجتماع الرابع لمجلس التعاون الستراتيجي، رفيع المستوى، بين العراق وتركيا في العاصمة التركية أنقرة بحضور رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني والرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان. pic.twitter.com/NLjhPZgH3c
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء ???????? (@IraqiPMO) May 8, 2025
كما سلط العوادي الضوء على مشروع طريق التنمية الإستراتيجي، قائلا إنه يتجاوز البُعد المحلي والإقليمي ليصبح مشروعا عابرا للحدود، موضحا أن هذا المشروع يمثل المسار الثاني المكمل لمشروع ميناء الفاو الكبير، ويحظى بأهمية داخلية ملحة للعراق.
كما أكد أن أهمية طريق التنمية تتعدى الإطار الإقليمي، حيث يهدف إلى ربط دول المنطقة بأوروبا، ليصبح ممرا حيويا للطاقة (النفط والغاز)، والبضائع (برا وسككا حديدية)، ونقل الطاقة الكهربائية، وكابلات الألياف الضوئية وسعات الإنترنت، فضلا عن تعزيز السياحة وتوطين الصناعات على امتداد مساره.
ووصف العوادي طريق التنمية بأنه "هدف عملاق لا مثيل له في المنطقة"، مؤكدا حرص العراق على أن يكون هذا المشروع مشتركا وشاملا ومطمئنا لجميع الأطراف المعنية، وأن يُحدث نقلة نوعية في ترابط العلاقات بين دول المنطقة من خلال تعزيز المصالح المشتركة والاستثمارات المتبادلة.
وأكد على أن تركيا تعد شريكا أساسيا ومكملا لهذا الطريق، كونها البوابة إلى أوروبا، مشددا على أنه لا يمكن لأي طرف في العراق أو تركيا التفكير في استخدام هذا المشروع كورقة ضغط على الطرف الآخر.
إعلانولفت العوادي إلى أن التفاهم وتقريب وجهات النظر والاتفاق على المسار العام للدول الفاعلة في المنطقة يصب في مصلحة الاستقرار الإقليمي الشامل، مشيرا إلى أن الزيارات المتبادلة وطرح القضايا العامة على أعلى المستويات، مع الاحترام المتبادل والنوايا الصادقة، ستكون عاملا مساهما في تحقيق الاستقرار في عموم المنطقة وإيجاد حلول متوازنة ومقبولة للأزمات المختلفة.
مذكرات التفاهم التي رعى توقيعها رئيس الوزراء والرئيس التركي في انقرة pic.twitter.com/ULSFY7nDcE
— شبكة الإعلام العراقي (@iraqmedianet) May 8, 2025
ملف الطاقةمن جانبه كشف وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، عن أبرز المحاور التي جرت مناقشتها والاتفاق عليها خلال الزيارة الرسمية للوفد العراقي إلى الجمهورية التركية.
وقال حسين للجزيرة نت إن "الزيارة شهدت متابعة تنفيذ 26 مذكرة تفاهم تم توقيعها سابقا، حيث تم تقييم مدى الالتزام بتنفيذ هذه المذكرات، وتحديد الأسباب التي حالت دون تنفيذ بعضها"، مشيرا إلى أن "غالبية هذه المذكرات تم الالتزام بها وتنفيذها".
وأضاف أنه "تم خلال الزيارة توقيع 8 مذكرات تفاهم جديدة، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات"، مؤكدا أن "العلاقات الثنائية مع الجانب التركي تشهد تطورا ملحوظا يوما بعد يوم، وتغطي مجالات حيوية ذات أهمية إستراتيجية للبلدين".
وفيما يتعلق بملف الطاقة، أوضح الوزير أن "المباحثات تركزت على القضايا الأساسية في هذا المجال، بما في ذلك تصدير النفط عبر الأنبوب النفطي الممتد من إقليم كردستان العراق إلى تركيا، ومسألة تجديد العقد الخاص بهذا الأنبوب، حيث تجري المفاوضات حول سبل التجديد"، كما تم التطرق إلى "مستقبل تصدير الغاز العراقي، واستيراد الغاز لتلبية احتياجات العراق في إنتاج الطاقة الكهربائية".
وفي مجال الكهرباء، أشار حسين إلى "وجود اتفاق مبدئي لشراء 300 ميغاوات من تركيا، مع السعي لزيادة هذه الكمية إلى 600 ميغاوات في المستقبل القريب، وربما الوصول إلى 800 ميغاوات في مراحل لاحقة".
إعلانأما فيما يتعلق بملف المياه، فقد أكد الوزير أن "الجانبين ناقشا التحديات التي تواجهها المنطقة بسبب سنة الجفاف والانخفاض الواضح في نسبة المياه في كل من تركيا والعراق"، مضيفا أنه "تم بحث سبل إدارة هذه المسألة، وبدء تنفيذ مشاريع مائية في العراق، تتضمن إدارة وحصر وخزن المياه، بمشاركة الشركات التركية".
وتابع: كما تم التطرق إلى "آليات الدفع الخاصة بهذه المشاريع، سواء من خلال النفط أو تضمينها في الموازنة القادمة"، مشددا على أن "المباحثات الأساسية تركزت حول ملفات المياه والطاقة، بالإضافة إلى القضايا الأمنية، حيث تم التوصل إلى تفاهمات واضحة في هذا المجال".
وفي نفس السياق، أكد وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب عبد الله، على الأهمية البالغة التي حظي بها ملف المياه خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الوفد العراقي برئاسة السوداني إلى الجمهورية التركية.
وقال عبد الله للجزيرة نت إن "موضوع المياه كان حاضرا بقوة وبشكل محوري ضمن المواضيع التي طرحها رئيس مجلس الوزراء على الجانب التركي"، مشيرا إلى وجود "استجابة من الجانب التركي تجاه هذا الملف الهام، حيث تم شرح الظرف المائي الصعب الذي يمر به العراق، والذي يتجلى في سنة الجفاف الشديدة والمشاكل الحادة التي تواجه البلاد".
كما أضاف أنه تم إطلاع الجانب التركي على "القرار الصعب الذي اتخذته الحكومة العراقية بمنع زراعة المحاصيل الصيفية بسبب شح المياه الحالية ومحدودية الكميات المتوفرة"، مشددا على أن هذا القرار، على الرغم من صعوبته، جاء انطلاقا من الحاجة الملحة للحفاظ على الموارد المائية المتاحة لتلبية الاحتياجات الأساسية خلال فصل الصيف القادم.
وحذر الوزير من أن "العراق سيواجه صيفا صعبا في ظل هذه الظروف المائية الاستثنائية"، مؤكدا على أن "جهود وتعاون الجانب التركي معنا من أجل معالجة هذه التحديات الحيوية تعتبر ضرورية".
إعلانوأعرب عبد الله عن تفاؤله بالاستجابة الإيجابية التي لمسها من الجانب التركي، قائلا: "كانت هناك استجابة إيجابية ووعدونا خيرا، ولدينا متابعة يومية لإيرادات المياه لمعرفة مدى الالتزام".
خبير العلاقات الدولية طارق الزبيدي توقع أن تحمل زيارة السوداني إلى تركيا دعوة لأنقرة وطهران لحضور القمة العربية في بغداد كمراقبين أو ضيوف، نظرا لتأثيرهما في القضايا العربية.
وتتأهب العاصمة العراقية بغداد لاستقبال وفود من 21 دولة عربية، للمشاركة بالقمة الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية المقرر انعقادها في 17 مايو/أيار الجاري.
وأشار الزبيدي خلال حديثه للجزيرة نت إلى الدور المحوري لكل من تركيا، كعضو في الناتو وذات موقع إستراتيجي، والعراق، بدوره الإقليمي وثرواته وعلاقاته القوية بجواره.
وأوضح أن نجاح العراق في وساطات سابقة يعزز دوره كوسيط مقبول، وأن التعاون المتنامي بين بغداد وأنقرة، وإدراكهما لأهمية الحوار، سيحقق نتائج إيجابية، خاصة في ظل المصالح الاقتصادية المشتركة كمشروع طريق التنمية، كما لفت إلى حاجة الطرفين للتنسيق في ملفات أمنية واقتصادية.
وبيّن أن التقارب العراقي التركي لن يؤثر على علاقات بغداد بواشنطن، لكنه قد يثير مخاوف لدى طهران، مؤكدا قدرة العراق على الحفاظ على توازن علاقاته مع جميع دول الجوار.
وأشار الزبيدي إلى أن الزيارات المتبادلة وتوقيع مذكرات التفاهم يعكسان رغبة في تعزيز التعاون، وأن الحراك الدبلوماسي العراقي يهدف لتهيئة بيئة مناسبة لنجاح القمة العربية في بغداد، بما يعيد للعراق دوره المحوري إقليميا.