بوابة الوفد:
2025-07-01@18:42:25 GMT

ما تروّيه الجدّات عن ضرورة اقتناء الدواجن

تاريخ النشر: 12th, January 2024 GMT

مع التصاعد المستمر لأسعار البيض خلال السنوات الأخيرة حتي تجاوز سعر الـ 30 بيضة أو الطاولة الواحدة، المائة والثلاثون جنيهًا، يتندر سكان الريف على تلك الثروة التي كانوا يمتلكونها في منازلهم وفرطوا فيها!

فلم يكنّ هناك منزلًا في المناطق القروية يخلو من الدواجن بأنواعها البط والإوز والدجاج البلدي والحمام والديكة الرومي والنوع الأخير كان علامة لثراء أصحاب المنزل وتفوقهم ماليًا على جيرانهم أو أهل منطقتهم، 

وكانت اقتناء هذه الأنواع من الطيور الداجنة كان من لوازم تأسيس المنازل الجديدة وهو بالفعل موجودًا في المنازل القديمة، وفي التصميم المعماري للمنازل.

 

فقد كان البناؤون يراعون ذلك في الإنشاء ومنها ترك أجزاء بالطابق العلوي من المنازل المبنية بالطوب اللبن ومواد البناء الأخرى التقليدية دون سقف لتوفير التهوية وتمكين أشعة الشمس من بسط نفسها على الحظائر كفائدة للدواجن وتطهيرًا للأمكنة، وبعد شيوع البناء بالخراسانة كانت تلحق الحظائر بأخر طوابق المنزل ويكون في الغالب مكشوف السقف ومحاطًا بالجدران. 

أصول تاريخية لاقتناء الدواجن

في الصعيد كمثال توازت ثقافة توارثتها أجيال مربيات الدواجن على مر الزمن مع وجود الطيور الداجنة بأنواعها ككائنات ذات نفع في المنازل، ووجود الثقافة يؤيد أن تربية الدواجن كانت لها مساحة مهمة في الذهنية الشعبية وتلك المساحة ليست طارئة بل قديمة وتنتهي عند العصور الفرعونية فقد جسدت الطيور على مناظر جدران المعابد مثلها مثل حيوانات الأضاحي التي كانت تقدم للمعبودات في الأعياد والاحتفالات، كذلك نقشت على حوائط المقابر لتصوير حياة المتوفي الآفلة والمتوقع تكراراها في رحلة البعث من جديد حسب المثيولوجيا الفرعونية، كما صوُرت الطيور وهي تعيش في أفنية بيوت النبلاء.

الديكة الرومي ترمز إلى الثراء!

من هذه الثقافة اعتبار تربية الدواجن في المنزل نوعًا من الفأل الحسن وحسن الطالع لمستقبل الأسرة ووجودها يمثل الخير في المنزل بل هي نوع من التباهي بين الجيران بأكثرية تلك الطيور وتنوعها، خاصة عند وجود الديكة الرومية التي تزيد صاحب المنزل فخرًا بصوتها المميزِ بل أن تلك الثقافة أنتجت معتقدًا يكاد يندثر وهو الاستعانة بتربية الطيور الداجنة في المنازل المهجورة لطرد الأشباح التي تسكنها لو كانت المنازل مهجورة لفترات طويلة، ومن المعتقد أن الدجاجة التي تلف حول نفسها سكنتها الأرواح الشريرة! 

موروثات مربيات الطيور 

حرضت تلك الثقافة مربيات الطيور المنزلية على الإبقاء على الدجاج والحمام تحديدًا لفترات طويلة بغرض التكاثر ولم تكن سيدات القري يفرطن في هذه النوعيات من الطيور إلا عند المناسبات ومنها حالات الولادة إذ جرت العادة ذبح عددًا من الدجاج البلدي أو ما يطلق عليه «العتاقي» لاحتوائه على قيمة غذائية عالية لمن وضعت وليدها، وكذلك اختيار طائرًا داجنًا لذبحه صباح شم النسيم أو ما يسمي بـ «الفرفيطة» وربما جاءت تلك التسمية من اللحظات الأخيرة للطائر بعد ذبحه. 

وكانت المربيات تستبعدن الدجاج الذي يضع البيض من الذبح بغرض الاستفادة المستقبلية، وكذلك منع الأشخاص المعروف عنهم الحسد من رؤية إنتاج الدجاج من البيض لدرء الحسد واستمرار ذلك الإنتاج الوفير من الوجبة الدائمة والسريعة على الموائد، وربما مارست المربيات نوعًا من الإسقاط على الذكر الداجن فمن مورثات تربية الدواجن الأولوية للتضحية بالذكر «الديك» بذبحه والإبقاء على واحدًا فقط ضمن أسراب الدجاج، إذ نظرت هذه المورثات للذكر الداجن كونه ليس مفيدًا بالنسبة للإناث من نفس النوع وتطلق الثقافة على ديكه الدجاج صغيرة الأعمار «البدار 

واعتنت المربيات بالطيور المنزلية المريضة بوصفات علاجية بسيطة ومنها طحن أقراصًا من الأسبرين وإذابتها في الماء وتقديمها للطيور التي تظهر عليها أعراض المرض، وكذلك طحن الطوب الأحمر وخلطه بالماء للدجاج ذو الأعمار الصغيرة لإضفاء الخشونة عليه، مثلما الحال بالعناية الفائقة بالحمام كونه وجبة مميزة ومرتبطة بالكرم والجود ومواسم الزفاف وغيرها. 

تراجع اقتناء الدواجن  فى المنازل 

ندرت الثروة الداجنة من منازل القري وحتي الشرفات الواسعة في عقارات المدن التي كانت الحظائر المعلقة زاوية رئيسية فيها، كاقتصاديات منزلية صغيرة توفر الغذاء من اللحوم البيضاء والبيض كاستهلاك، وكتجارة مربحة ذات رأس مال محدود للمعيلات وذوات الدخل غير الثابت ممن يطلق عليهن النسوة المعيلات بالمناطق القروية اللاتي فقدن الزوج «العائل»  فأصبحن القائمات بإعالة أبنائهن وتوفير دخل. 

تراجع ذلك الاقتصاد المنزلي بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، رغم أهميته في توفير نوعين من الغذاء ـ اللحوم والبيض بالنسبة للأسر العادية، وكتجارة تدر ربحًا مقبولًا للمعيلات كون هذه المهنة نسوية في الغالب. 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الديكة الرومي علامة الثراء الجدات

إقرأ أيضاً:

عودة أهالي جنوب لبنان بين ركام المنازل وألغام الاحتلال

جنوب لبنان ـ بينما كان ضاهر حمود يتجول بين أنقاض منزله في بلدة شيحين جنوب لبنان، لم يكن يتوقع أن نجاته من الحرب لن تكون نهاية المعاناة. قائلا "فوجئت بأن منزلي لا يزال قائما، لكننا لاحقنا شريط تفجير واكتشفنا 4 عبوات ناسفة في 4 مواقع مختلفة".

منزل ضاهر، الذي شيد عام 1982، وتركه مع عائلته تحت ضغط القصف الإسرائيلي، أصبح اليوم ساحة معركة أخرى، تخبئ تحت أنقاضها عبوات ناسفة مزروعة بعناية قاتلة، كل عبوة، وفق إفادة حمود للجزيرة نت، تحتوي على 12 سطلا (إناء أو دلو)، يحوي كل واحد منها نحو 15 كيلوغراما من المتفجرات، مصممة لتدمير أساسات المنزل بالكامل.

"عدنا في الـ2000 وسنعود في 2025، ولو تحت الخطر"، يضيف ضاهر، وهو عضو في فريق الدفاع المدني التابع لجمعية "رسالة للإسعاف الصحي". ويؤكد أن الخطر لا يزال قائما بفعل ما خلفه الاحتلال من ألغام وقنابل عنقودية، مما يستدعي وجود فرق التوعية والإغاثة بشكل دائم داخل البلدة.

إسرائيل لجأت إلى إحراق منازل ومحال تجارية في عدد من البلدات الجنوبية (الجزيرة) العودة إلى الخطر

وفي بلدة ميس الجبل الحدودية، عاد "أبو علي" إلى منزله الذي هجره خلال القصف الإسرائيلي. لكن العودة لم تكن إلى مأوى، بل إلى فخ قاتل، ويقول للجزيرة نت إن "البيت كان مفخخا، لو فتحت الباب الثاني لكانت النهاية، لكن الله ستر".

داخل منزله المدمر جزئيا، لاحظ أبو علي خيطا نحاسيا يمتد تحت الركام، وبالفحص الدقيق، تبين وجود شبكة معقدة من الأسلاك المتصلة بعبوات ناسفة، لم يعد البيت مأوى ذكريات بل ساحة تهديد دائم، لكن رغم ذلك، يصر على البقاء قائلا إن "هذا بيتي، حصاد عمري، وهنا سأبقى، ولو على حافة الخطر".

وفي كفر كلا، حيث اشتدت المعارك خلال الحرب الأخيرة، عاد حسن ليقف أمام ركام منزله، مستعيدا وجع الغياب ومرارة الخسارة، قائلا: عدت لأجد بيتي محروقا ومفخخا، وكأن الحرب تركت فيه آخر جرح.

إعلان

ويضيف حسن للجزيرة نت "لم يكن الدمار عشوائيا، فمعظم منازل البلدة تم تفخيخها بأسلاك وعبوات مزروعة تحت الأنقاض، اختفى دفء العائلة وضحكات الأطفال، ولم يتبق سوى الصمت الثقيل ورائحة الرماد التي تعبق في المكان".

إستراتيجية التفخيخ تهدف إلى إعاقة عودة السكان إلى بلداتهم (الجزيرة) الأرض المحروقة

الخبير العسكري العميد المتقاعد بهاء حلال يرى أن تفخيخ منازل المدنيين في جنوب لبنان يكرر سيناريوهات مشابهة لما يجري في غزة، موضحا للجزيرة نت أن لهذه الإستراتيجية أهدافا مزدوجة.

فعلى الصعيد التكتيكي، تهدف هذه العمليات إلى دفع السكان للفرار ومنع عودتهم، إضافة إلى حرمان المقاومة من استخدام المنازل كقواعد أو ملاجئ، وغالبا ما تصمم العبوات لتنفجر بمجرد دخول أي شخص، مدنيا كان أم مقاوما.

أما إستراتيجيا، فيسعى الاحتلال من خلال هذا النمط إلى إنشاء "منطقة عازلة" تمتد عبر تدمير عشرات المنازل، بحيث تتحول إلى حزام من الخراب يفصل بين مواقع المقاومة وخطوط الاحتلال.

ويضيف العميد حلال أن تفكيك هذه العبوات يشكل تحديا كبيرا، إذ تصمم بأنظمة تفجير معقدة للغاية لا يعرفها سوى من زرعها، مما يزيد من خطر سقوط ضحايا في صفوف الجيش اللبناني أو وحدات الهندسة التابعة للمقاومة.

ويؤكد أن "هذه السياسة تهدف إلى ترسيخ السيطرة الإسرائيلية من خلال بث الرعب وتفريغ المناطق الحدودية من سكانها، لتصبح مستودعات للموت والخراب".

في بلدة كفر كلا غالبية المنازل جرى تفخيخها بشكل مباشر (الجزيرة) نزع الألغام

مع انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مناطق عدة في جنوب لبنان، وجد الأهالي أنفسهم محاطين بمنازل مفخخة، مما أثار مخاوف واسعة حول إمكانية عودتهم الآمنة واستقرارهم في مناطقهم.

في المقابل، ينفذ الجيش اللبناني، بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، عمليات ميدانية واسعة لتفكيك العبوات والألغام والعوائق الهندسية التي خلّفها الاحتلال.

وفي أحدث بياناته، أعلن الجيش تفكيك "عوائق هندسية مفخخة" في بلدتي علما الشعب واللبونة، مؤكدا أن هذه الجهود تأتي في سياق معالجة الخروقات الإسرائيلية المتكررة، والتي ما زالت تطال مناطق عدة في الجنوب والشرق اللبناني.

ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية، وتوغلات القوات في الأراضي اللبنانية، فإن عمليات الجيش اللبناني لإزالة العبوات والمتفجرات تتواصل، في محاولة لفتح الطريق أمام حياة آمنة للمدنيين الذين لا يملكون ترف النسيان، ويصرون على العودة مهما كانت التحديات.

مقالات مشابهة

  • دراجات نارية ومنتجات كهرومنزلية بـ “الفاسيليتي”
  • دراجات نارية ومنتجات كهرومنزلية ب “الفاسيليتي”
  • اجتماع بالغردقة لبحث تأثير المخلفات ومحطات المعالجة على الطيور المهاجرة
  • السيطرة على حريق فى 4 منازل بالمنشاة سوهاج دون إصابات
  • تكريم المتفوقين دراسيًا بالمركز الصيفي لجامع ودام الساحل بالمصنعة
  • عاجل | ضبط دجاج منتهي الصلاحية في الكرك وإجراءات قانونية صارمة ضد المخالفين
  • المريخ يدشن أولى حصصه التدريبية من ملعب أم الطيور
  • عودة أهالي جنوب لبنان بين ركام المنازل وألغام الاحتلال
  • بربع صدور.. طريقة عمل كفتة الدجاج الاقتصادية
  • الاحتلال الاسرائيلي يفجر منزلا في مخيم جنين