إطلاق مبادرة دولية عربية "لتعارفوا" لتعزيز التعاون الثقافي والتجاري والسياحي مع دول العالم
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
وقع الدكتور خالد حنفى امين عام اتحاد الغرف العربية ممثلا عن الاتحاد واحمد نصر ممثلا لشركة OPENETوعلامتها التجارية "انتيكا" والسفير د.على بن ابر اهيم المالكي الأمين لعام المساعد لجامعة الدول العربية .وذلك بقر جامعة الدول العربية بالقاهرة
وقد تمّ إطلاق مبادرة "لتعارفوا" وهي مبادرة عربية دولية للثقافة والتجارة والسياحة يصاحبها معرض عربي للتواصل مع العالم، تحت مظلة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – قطاع الشؤون الاقتصادية.
قال امين عام اتحاد الغرف العربية، الدكتور خالد حنفي، ان أهمية توقيع الاتفاقية وإطلاق مبادرة "لتعارفوا" تعود لأهمية المعارض التي تقام في العالم كونها تعد فرصة فريدة للتعريف بالدول التي تشارك فيها، على كافة المستويات، الثقافية، التجارية، الحضارية، السياحية، العلوم والتكنولوجيا، والفنون والتراث، الى جانب المنتجات والصناعات المختلفة التي تشتهر بها".
وتحدّث الدكتور خالد حنفي عن أهمية المبادرة "التي سوف تتضمن إقامة معارض عربية في الدول الأجنبية بالتعاون مع الغرف التجارية العربية الأجنبية المشتركة، حيث هناك إمكانية لاستضافة هذه المعارض في دول مقار هذه الغرف بفترات محددة يتم الاتفاق عليها، بحيث تشكل المعارض منصة للتواصل والترويج على كافة المستويات وتعزيز الروابط العربية مع العالم وتقديم رؤية متقدمة عن العالم العربي".
ورأى أنّ "هذه المعارض تتيح فرصة تسويقية وترويجية واسعة للدول والشركات الكبيرة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمبتكرين المشاركة، إضافة الى اللقاءات الثنائية التي توفرها لأصحاب الأعمال والتي ينتج عنها عادة شراكات تجارية أو استثمارية".
ولفت إلى أنّه "من الأهمية بمكان أن تكون جامعة الدول العربية المظلة الرسمية للمبادرات العربية الهادفة الى التكامل الاقتصادي العربي وتعزيز مكانته عالميا، وتعزيز الحوار وفهم والاطلاع على الثقافات المتنوعة، شريكا لاتحاد الغرف العربية (ممثل القطاع الخاص العربي)، في تبني هذه المبادرة والعمل على تحقيقها"، معتبرا أنّه "نظراً لأهمية دور الغرف التجارية العربية الأجنبية والمشتركة في هذا الموضوع، سيقوم اتحاد الغرف العربية بالتنسيق مع الشركة المذكورة openet لإقامة المعارض لتكون شريكاً في عملية التنظيم والترويج ودعوة الشركات في الدولة المضيفة للمشاركة فيها مما يتيح المجال للتعارف وإقامة شراكات عربية – أجنبية، كما سيتضمن اقامة ركناً خاصاً بالتجارة والاستثمار، السياحة، الثقافة، الفنون، رواد الأعمال، الابتكار والاختراع، العلوم الإنسانية، واجتماعات ثنائية وورش عمل".
وكشف أمين عام الاتحاد د. خالد حنفي أنّه سيتم العمل على إنشاء منصة رقمية، تتيح للأفراد والمشاركين التواصل واستكشاف الفرص التجارية والاستثمارية وتسهيل التكامل الاقتصادي وإقامة الشراكات التجارية العربية الدولية، وقيام الزوار استكشاف مساحات العرض، وتكلفتها وحجز الأجنحة للمشاركة الحضورية أو الافتراضية. مع توافر نظام الحجز الذكي للأفراد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور خالد حنفي امين عام اتحاد الغرف العربية جامعة الدول العربية جامعة الدول العربية بالقاهرة الغرف العربیة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
تجسيد "روح باندونغ" في العلاقات الصينية العربية
ووي وي يانغ **
قبل سبعين عامًا، عقدت دول آسيا وإفريقيا مؤتمرًا تاريخيًا في باندونغ بإندونيسيا؛ حيث طُرحت "المبادئ العشرة لباندونغ" الشهيرة، التي أكدت على المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والتعايش السلمي، والتعاون المتبادل المنفعة. وقد شكلت هذه المبادئ راية روحية للدول النامية من أجل التضامن والتقوية الذاتية، والسعي من أجل الاستقلال الوطني والتنمية.
إن روح باندونغ، التي تتمحور حول " التضامن، التعاون، التنمية"، لم تقتصر على توحيد إرادة دول آسيا وإفريقيا خلال فترة الحرب الباردة، بل لا تزال تتجلى بأشكال جديدة في التفاعلات والتعاون بين الصين والدول العربية في هذا العصر الجديد الذي يشهد تغيرات متسارعة على الساحة الدولية.
عند انعقاد مؤتمر باندونغ، كانت غالبية الدول العربية في المرحلة المفصلية من كفاحها للتخلص من الاستعمار وتحقيق الاستقلال. وقد كانت الصين من أوائل الدول الكبرى التي دعمت نضال الشعوب العربية ضد الاستعمار، ووقفت بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ، مما شكل نقطة انطلاق للصداقة الصينية العربية على أساس التجربة المشتركة في مقاومة الاستعمار والرغبة في التنمية.
حتى اليوم، ما زالت المبادئ التي نادت بها روح باندونغ، مثل الاستقلال الذاتي، والاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، متجذرة بعمق في العلاقات الصينية العربية. سواء كان ذلك في ظل الاضطرابات الإقليمية أو في ظل تباطؤ الانتعاش الاقتصادي العالمي، فإن الجانبين الصيني والعربي يلتزمان دائمًا بالحوار أولًا، والتعاون أساسًا، والتنمية أولوية، ويدافعان معًا عن الحقوق المشروعة للدول النامية، ويصونان التعددية والعدالة الدولية.
بالنسبة إلى الدول العربية، فإن الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ورفض الهيمنة يشكل ضمانة مهمة لاستقلالية القرار الدبلوماسي. أما بالنسبة إلى الصين، فإن تعزيز التضامن والتعاون مع العالم العربي في هذه المرحلة الحرجة من إعادة تشكيل النظام الدولي، يشكل مسارًا واقعيًا للمساهمة في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
في السنوات الأخيرة، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين والدول العربية. في مواجهة القضايا الساخنة في المنطقة والاهتمامات المتعلقة بالسيادة والأمن، تلتزم الصين دائمًا بالموقف العادل، وتدافع عن الدول العربية في المحافل المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتعارض التدخلات الخارجية، وتدعو إلى حل النزاعات من خلال الحوار والمفاوضات. وفي ظل تصاعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتطور أزمة السودان، وتدهور الأوضاع في اليمن وليبيا، لعبت الصين دور الوسيط النشط، وطرحت "الحلول الصينية"، التي حظيت بالإشادة الواسعة من العالم العربي.
إن قوة التضامن لا تظهر فقط في المجال الدبلوماسي، بل تتجلى أيضًا في بناء الآليات المتعددة الأطراف. فمنذ انعقاد القمة الصينية العربية الأولى في الرياض عام 2022، تم إدراج مفهوم "مجتمع المصير المشترك الصيني العربي" في الوثائق السياسية المشتركة، مما منح التضامن الصيني العربي بُعدًا استراتيجيًا أوضح.
وفي الوقت الراهن، دخل التعاون الصيني العربي فترة "الازدهار الذهبي". ومع التوافق العميق بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية ورؤى التنمية مثل رؤية "عُمان 2040" في سلطنة عُمان، توسعت مجالات التعاون في البنية الأساسية والطاقة والاقتصاد الرقمي والطاقة الجديدة، لتصبح محركًا جديدًا لتنمية المنطقة.
تشير الإحصاءات إلى أن الصين ظلت لأعوام عديدة الشريك التجاري الأكبر للدول العربية. وفي عام 2024، تجاوز حجم التجارة الثنائية 400 مليار دولار أمريكي. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في مشاريع كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومدينة نيوم في السعودية، وشبكات الطرق السريعة في الجزائر، مما يساهم في خلق فرص العمل ونقل التكنولوجيا محليًا.
وفي الوقت نفسه، يشهد التعاون الرقمي والأخضر بين الصين والدول العربية نموًا قويًا. فشركات مثل هواوي وعلي بابا تتعاون مع العديد من الدول في الدول العربية لبناء مدن ذكية وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. وفي مجالات الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية في الصحراء وطاقة الرياح، تتعاون الإمارات والسعودية والمغرب مع الصين لتقاسم ثمار التكنولوجيا، ودفع عجلة التنمية المستدامة.
ومن الجدير بالذكر أن الجانبين الصيني والعربي يُوليان أهمية كبيرة للتعاون في مجالات معيشة الشعوب، مثل الصحة والتعليم والزراعة. حيث ترسل الصين فرقًا طبية وخبراء زراعيين إلى العديد من الدول العربية، للمساعدة في تحسين المحاصيل الزراعية وبناء منصات التعليم عن بُعد. ويجسد هذا المفهوم التنموي المرتكز على الشعب جوهر روح باندونغ في العصر الحديث.
رغم مرور سبعين عامًا وتغير العالم جذريًا، فإن روح باندونغ لا تزال حية ونابضة. فهي ليست مجرد ذكرى تاريخية، بل قوة تمهد الطريق نحو المستقبل.
وأمام حالة التوتر في الوضع الدولي وتعقيد التحديات الإقليمية، يجب على الصين والدول العربية أن تتمسك بروح باندونغ بثبات أكبر، وتمارس زمام المبادرة الاستراتيجية، وتعزز التعاون المتعدد الأطراف، وتوسيع آفاق التنمية، لتقديم دفعة جديدة نحو نظام دولي أكثر عدالة وإنصافًا.
وقد طرحتْ الصين مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية، ولقيت هذه المبادرات استجابة واسعة ومشاركة نشطة من الدول العربية، مما يشكل تقاطعًا حيًا بين روح باندونغ ومتطلبات العصر. وعلى طريق الازدهار المشترك، تسير الصين والدول العربية يدًا بيد نحو مستقبل واعد.
"الصديق وقت الضيق." ومهما تغيرت الظروف الدولية، فإن تمسكنا بروح الوحدة والتعاون والتنمية، كفيل بأن يجعل روح باندونغ تتألق من جديد في العصر الحديث، ويكتب فصلًا جديدًا في سجل الصداقة والتعاون الصيني العربي.
** باحث في قسم دراسات الدراسات الإقليمية والدولية بجامعة "صون يات سين" الصينية