الصين تعترض على تهنئة اليابان لرئيس تايوان المنتخب
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
قالت الصين إنها "تعترض بشدة" على بيان وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا الذي تهنئ فيه رئيس تايوان الجديد المنتخب لاي تشينغ-تي، في حين دعت خارجية تايوان بكين إلى "احترام نتائج الانتخابات ومواجهة الواقع".
وكان لاي تشينغ-تي فاز -أمس السبت- بالانتخابات الرئاسية في الجزيرة، التي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها، بحصده 40.
وهنأت كاميكاوا لاي على فوزه في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية اليابانية -أمس السبت- بعد إعلان نتائج الانتخابات، وقالت كاميكاوا إن تايوان، التي تتمع بالحكم الذاتي، "شريك وصديق بالغ الأهمية".
وردا على ذلك وصفت السفارة الصينية في اليابان تصريحات كاميكاوا بأنها "تدخل خطير في الشؤون الداخلية للصين" دون أن تشير إلى لاي أو تعترف بفوزه وذلك وفقا لبيان نشر اليوم على حساب السفارة على موقع وي تشات.
وقالت السفارة الصينية إنها عبرت عن استيائها البالغ ومعارضتها الشديدة للتهنئة بفوز لاي، الذي سيتولى منصبه في 20 مايو/أيار، وأكدت أنها قدمت احتجاجا رسميا إلى اليابان.
ومثل معظم الدول، لا تقيم اليابان علاقات دبلوماسية رسمية مع تايوان وهو شرط لإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين، لكنها عملت على توثيق علاقاتها مع تايبه بسبب توتر علاقاتها مع الصين في الآونة الأخيرة.
وبعد فوزه أمس تعهّد لاي تشينغ-تي بالدفاع عن الجزيرة، وقال أمام أنصاره "إننا مصممون على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها"، وشكر "الشعب التايواني على كتابة فصل جديد في ديمقراطيتنا" وقال "نقول للمجتمع الدولي إنه بين الديمقراطية والاستبداد، سنكون إلى جانب الديمقراطية".
وتابع "نحن على قناعة بأنه يعود للشعب التايواني وحده الحق في اختيار رئيسه"، متعهّدا في الوقت نفسه بـ"مواصلة التبادلات والتعاون مع الصين".
كما دعت وزارة الخارجية التايوانية في بيان -اليوم الأحد- الصين إلى "احترام نتائج الانتخابات الرئاسية ومواجهة الواقع والتخلي عن قمع تايوان، من أجل عودة التفاعلات الإيجابية عبر المضيق إلى المسار الصحيح".
وتنظر بكين للاي تشينغ-تي، وهو نائب الرئيسة المنتهية ولايتها تساي تساي إنغ وين، على أنه "خطر جسيم" بسبب مواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان.
وأمس السبت، شدّدت الصين على أن "إعادة التوحيد" مع تايوان "حتمية". وقال المتحدث باسم المكتب الصيني المسؤول عن العلاقات مع تايوان تشين بينهوا إن التصويت "لن يعوق التوجّه الحتمي لإعادة التوحيد مع الصين"، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.
ومن جهته شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن على أن الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان تعليقا على فوز لاي الذي هنّأه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وأشاد بـ"صلابة النظام الديمقراطي" في الجزيرة.
و"رحّب" الاتحاد الأوروبي بإجراء الانتخابات في تايوان و"هنّأ" في بيان "كل الناخبين الذين شاركوا في هذا الاستحقاق الديمقراطي".
ويبلغ عدد سكان تايوان 23 مليون نسمة وهي تبعد 180 كيلومترا عن الساحل الصيني، وبينما كان الناخبون فيها يتوجهون إلى مراكز الاقتراع، شوهدت مقاتلة صينية فوق مدينة بينغتان، الأقرب إلى تايوان.
وتعتبر وضعية تايوان من أكبر القضايا الخلافية في المنافسة بين الصين والولايات المتحدة الداعم العسكري الرئيسي للجزيرة. وتنوي واشنطن إرسال "وفد غير رسمي" إلى تايوان بعد التصويت.
وأي نزاع في مضيق تايوان سيكون كارثيا على الاقتصاد، حيث تؤمن الجزيرة 70% من أشباه الموصلات في العالم بينما يمر أكثر من 50% من الحاويات المنقولة في العالم عبر هذا المضيق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مع تایوان مع الصین
إقرأ أيضاً:
بعد وثائقي الجزيرة.. كوثر بن هنية تحوّل مأساة هند رجب إلى فيلم عالمي
المخرجة التونسية كوثر بن هنية بصدد إنجاز فيلم روائي جديد يجسد قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قُتلت في غزة وهي في الخامسة من عمرها، في حادثة هزّت الرأي العام وأثارت استنكارا واسعا على المستوى الدولي.
يُصوَّر الفيلم في تونس ويُشرف على إنتاجه نديم شيخ روحه، المنتج المعروف بفيلم "بنات ألفة" (Four Daughters)، إلى جانب أوديسا راي، منتجة الفيلم الحائز أوسكار "نافالني" (Navalny)، وجيمس ويلسون، منتج "منطقة الاهتمام" (The Zone of Interest). ويحظى المشروع بدعم من شركة "فيلم 4" البريطانية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محكمة الطفل تقرر إيداع نجل محمد رمضان إحدى دور الرعاية على خلفية واقعة اعتداءlist 2 of 2افتتاح كان السينمائي.. دي نيرو يهاجم ترامب والمصورة فاطمة حسونة حاضرة بعد استشهادهاend of listويرصد الفيلم تفاصيل استشهاد الطفلة الفلسطينية، حيث ظلت محاصرة داخل السيارة التي كانت تقلها وعائلتها لساعات، وهي تحاول التواصل مع الهلال الأحمر الفلسطيني طلبا للمساعدة، قبل أن يعثر عليها بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي.
كيف أصبحت هند رجب رمزا لمأساة الحرب في غزة؟تحولت الطفلة الفلسطينية هند رجب إلى رمز إنساني مؤلم لتبعات الحرب في غزة، بعدما قُتلت خلال محاولة عائلتها الفرار من المدينة، في واحدة من أكثر الحوادث التي جسدت قسوة الصراع المتواصل منذ عملية "طوفان الأقصى" في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في 29 يناير/كانون الثاني 2024، تعرضت سيارة هند لإطلاق نار أثناء الفرار، مما أسفر عن مقتل عمّها وعمّتها و3 من أبناء عمومتها، في حين بقيت هند عالقة داخل السيارة لساعات، تحاول النجاة وتتواصل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عبر الهاتف، بينما كان المسعفون يسابقون الزمن للوصول إليها.
إعلانلكن في 10 فبراير/شباط، وبعد انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة، عُثر على جثة هند إلى جانب أفراد عائلتها والمسعفين الذين قُتلوا أثناء محاولتهم إنقاذها.
وعلى الرغم من نفي إسرائيل المسؤولية في البداية، فقد كشفت تحقيقات أجرتها عدة جهات مستقلة بما فيها صحف دولية ومنظمة بحثية أن دبابات إسرائيلية كانت في المنطقة ومن المرجح أنها أطلقت النار على السيارة، كما استهدفت سيارة الإسعاف التي جاءت لإنقاذ الطفلة.
وقد أثارت مأساة هند غضبا دوليا واسعا، حيث قامت مجموعة من الطلاب في جامعة كولومبيا بإعادة تسمية مبان جامعية باسمها، في إشارة إلى الألم الذي تعكسه قصتها على الكثيرين حول العالم.
الجزيرة توثق اللحظات الأخيرة من حياة هند رجبوثّقت قناة الجزيرة القطرية القصة المؤلمة لمقتل الطفلة الفلسطينية هند رجب في فيلم وثائقي بعنوان "الليل لن ينتهي" (The Night Won’t End)، ضمن سلسلة التحقيقات "Fault Lines". يتناول الفيلم جرائم الحرب في غزة من خلال روايات 4 عائلات فلسطينية، من بينها عائلة هند، التي فقدت طفلتها البالغة من العمر 6 سنوات في يناير/كانون الثاني 2024 خلال العدوان الإسرائيلي.
يركز الوثائقي على اللحظات الأخيرة من حياة هند، التي بقيت محاصرة داخل سيارة عائلتها بين جثث أقاربها، ويوثق مكالمتها الهاتفية المؤثرة مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حيث كانت تستغيث ببراءة. كما يكشف الفيلم عن الصعوبات التي واجهها طاقم الإسعاف أثناء محاولتهم الوصول إليها، إذ تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى استشهادهم وترك الجثث في الموقع من دون أن تُنتشل لأيام.
كما يتضمن الفيلم شهادات حية من والدتها وموظفين في الهلال الأحمر، إضافة إلى تحليلات الحقوقيين الذين أكدوا انهيار القانون الدولي في ظل الأحداث المأساوية التي وقعت في غزة. وقد أصبح هذا العمل الوثائقي مرجعا هاما لفهم التداعيات الإنسانية للصراع في المنطقة.
إعلان كوثر بن هنية.. صوت إنساني يتجدد في السينما العالميةفي عملها الروائي الجديد، تسلّط المخرجة التونسية كوثر بن هنية الضوء على مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قُتلت في غزة، مقدّمة قصتها في إطار سينمائي عالمي. هذا المشروع يمثل محطة جديدة في مسيرة بن هنية، التي تُعد من أبرز الأصوات السينمائية في العالم العربي، والمعروفة بإثارتها للقضايا الإنسانية العميقة.
لمع نجم بن هنية عربيا ودوليا من خلال فيلم "على كف عفريت" (Beauty and the Dogs) الذي مثّل تونس في جوائز الأوسكار لعام 2018، واستند إلى قصة حقيقية لفتاة تواجه منظومة قمعية بعد تعرضها للاغتصاب.
ثم واصلت تألقها بفيلم "الرجل الذي باع ظهره" (The Man Who Sold His Skin) عام 2020، الذي حظي بترشيح رسمي لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي، محققا نجاحا غير مسبوق للسينما التونسية والعربية.
أما في فيلمها الوثائقي "بنات ألفة" (Four Daughters)، فقد تناولت الواقع التونسي من خلال قصة أم فقدت ابنتيها لصالح التطرف، بأسلوب فني يمزج بين الروائي والوثائقي، مما أهله للوصول إلى القائمة القصيرة للأوسكار لعام 2024.
من خلال أعمالها، تؤكد بن هنية أن السينما ليست مجرد انعكاس للواقع، بل أداة قوية للمقاومة والتغيير، وصوتا يحمل معاناة المنسيين إلى المنصات العالمية.