أكد الدكتور طلال أبو غزالة، المفكر الاقتصادي، أن مشهد التكنولوجيا في تغير وتطور مستمر، مما يجلب فرصاً وتحديات جديدة للأفراد الشركات والحكومات. ومع دخولنا عام 2024، إليك بعض أبرز اتجاهات التكنولوجيا التي ستشكل المستقبل وتعد ضرورية لبناء القدرات وللحكومات لتوليها الاهتمام المناسب لأن المشهد التكنولوجي في تغير مستمر.

أوضح أبو غزالة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي (ProPro) أثبت أنه سيغير قواعد اللعبة في عام 2023 وأنها ستستمر في التطور والتقدم، كما سيوفر وظائف أكبر ويجلب التكنولوجيا للعامة مع انتقالنا الى 2024،  الذكاء الاصطناعي التوليدي سيستمر في إطلاق العنان للإبداع البشري والمزيد من الابتكارات، فضلاً عن المساعدة في أتمتة المهام والعمليات، كونه الأساس الذي سيتم تطوير التقنيات المستقبلية عليه، مما يساعد على دفع المجتمع إلى بعد جديد من التميز الرقمي في جميع المجالات والقطاعات. 

قال أبو غزالة إنه مع تزايد ترابط العالم الرقمي وتعقيده، أصبح الأمن السيبراني أكثر أهمية وتحدياً. وأصبحت التهديدات السيبرانية أكثر تعقيداً وتواتراً، وأصبحت الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لبناء المزيد من القدرات والدفاع في هذا المجال المهم حاجة ماسة، حيث أصبحت البيانات ثروة لا تقدر بثمن في وجودنا الرقمي.

أشار أبو غزالة إلى أن مسألة تغير المناخ وأصبحت مهمة للغاية، وسيبرز استخدام التكنولوجيا الخضراء في عام 2024، بما في ذلك تطوير واستخدام التكنولوجيا الصديقة للبيئة والمستدامة والفعالة، حيث تعد التكنولوجيا الخضراء ضرورية للغاية في مواجهة التحديات العالمية مثل التلوث واستنزاف الموارد، وكذلك لخلق مستقبل أنظف وأكثر اخضرارا للبشرية.

أوضح أبو غزالة أنه مع النمو الهائل لاعتماد وتبني الانترنت على مستوى العالم، سيصبح الجيل الخامس 5G أكثر شيوعاً، مما يوفر سرعات أعلى وزمن انتقال أقل وسعة أكبر وموثوقية أفضل من الأجيال السابقة. ومن المتوقع أن يعمل الجيل الخامس على تمكين وتعزيز تطبيقات وحالات الاستخدام المختلفة، مثل إنترنت الأشياء (IoT)، والواقع المعزز (AR)، والواقع الافتراضي (VR)، والمدن الذكية، مما يساعد في توفير النطاق الترددي اللازم لتشغيل تطبيقات التكنولوجيا في المستقبل.

تابع أبو غزالة أن علم الحاسوب الكمومي هو نموذج جديد لعلم الحاسوب يستفيد من مبادئ وظواهر الفيزياء الكمية لأداء مهام وحسابات معينة مستعصية لأجهزة الحاسوب الكلاسيكية، مثل التشفير، التحسين، او المحاكاة. وهذا سيمكن تحقيق إنجازات جديدة في العلوم والتكنولوجيا، والطب وغيرها من المجالات.  وبما أن قوة الكمبيوتر ستتضاعف بشكل هائل لمعالجة كميات هائلة من البيانات وإجراء عدة ملايين من العمليات الحسابية في الثانية التي لا يمكن تحقيقها باستخدام تقنية الحوسبة التقليدية. سيشهد عام 2024 المزيد من الانجازات في عالم الحوسبة الكمومية، والتي ستكون خطوات مهمة في تطور ونضج هذه التكنولوجيا.

أوضح أبو غزالة أن الروبوتات ستشهد زيادة هائلة مع نضج التكنولوجيا، والجيل الخامس، وانترنت الاشياء والذكاء الاصطناعي ودمجها لتطوير وظائف روبوتية متقدمة لأداء المهام والإجراءات في مجموعة من القطاعات بطريقة اّمنة وسريعة، سبق وأن تم تحقيق تطور كبير في تطوير روبوتات شبيهه بالحياة البشرية وستستمر بالتطور وتصبح شائعة الاستخدام في عام 2024.

قال إن هذه بعض الاتجاهات التقنية الجديدة التي ستشكل المشهد التكنولوجي العالمي في عام 2024. ومن خلال الاستعداد والبقاء على إطلاع يمكننا الاستفادة من هذه الاتجاهات لخلق مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً لأنفسنا وللعالم بأسره.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أبو غزالة الذكاء الاصطناعي التكنولوجيا التهديدات السيبرانية الانترنت فی عام 2024

إقرأ أيضاً:

الإرادَة فوق التكنولوجيا.. اليمن يهز أسطورة الأمن الإسرائيلي

يمانيون/ كتابات/ فهد شاكر أبو رأس

في خضمِّ العاصفة الجيوسياسية التي تضرب المنطقة، يقدِّم اليمن، بقوةٍ لا تُجارى نموذجًا فريدًا لـ”حرب الإرادات” التي تعيد صياغة قواعد المواجهة مع الكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة.

فبعد أن نجحت القوات المسلحة اليمنية في إيصال صواريخها الباليستية إلى قلب الكيان، مُعلنةً عن عجز أنظمة الدفاعات الجوية لكيان العدوّ المتطورة مثل “القبة الحديدية، ومقلاع داوود، وحيتس الإسرائيلية، وثاد الأمريكية” عن صدِّها، تتحوَّل كُـلّ ضربةٍ يمنية إلى رسالةٍ مُدمِّغة: “التفوق التكنولوجي لا يُغني عن الإرادَة”.

فتعليق رحلات مطار اللُّــد لأسابيع، وفرار المستوطنين إلى الملاجئ، ليس مُجَـرّد حدثٍ عابر، بل هو مؤشرٌ على نجاح استراتيجية اليمن في تحويل الأمن القومي الصهيوني إلى ورقةٍ مهترئة، حتى تحت سقف السماء التي ادَّعى الكيان سيطرته عليها.

عسكريًّا، يعيد اليمن تعريف “حرب الفقراء” ببراعة. فبينما تُنفق (إسرائيل) مليارات الدولارات على الترسانة الأمريكية، وتشتري أحدث أنظمة الدفاع، تثبت الصواريخ الباليستية اليمنية والفرط صوتية أن التكنولوجيا العالية ليست حكرًا على القوى العظمى. فبحسب تقارير استخباراتية غربية، نفَّذ اليمنيون أكثر من 50 هجومًا باليستيًّا وبالطائرات المسيرة على أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مستغلين جغرافية اليمن الجبلية وشبكة الأنفاق كحاضنةٍ استراتيجية للتصنيع العسكري المحلي، مما حوّل اليمن إلى “قلعة مُعلِّبة” للعدو.

هذه الاستراتيجية لا تعتمد على القوة النارية فحسب، بل على “حرب الاستنزاف النفسي” التي تُكبّد العدوّ خسائرَ اقتصادية تفوق القصف الميداني.

فتعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى الكيان، يخسَّر الاقتصاد الإسرائيلي ما يُقارب 3 مليارات دولار شهريًّا، وفق تقديرات بنك الكيان الصهيوني، وهذه ضربة موجعة لأُسطورة “الجيش الذي لا يُهزم”.

سياسيًّا، تفضح الضربات اليمنية زيف التحالفات الغربية العربية.

فبينما تُعلن السعوديّة والإمارات وقطر عن شراكاتٍ مع الكيان الصهيوني، وتستضيف الرئيس الأمريكي؛ مِن أجلِ توفير الحماية لـ”عروشها الهشة” وإعطاءه مليارات الدولارات مقابل ذلك، يخرج اليمنيون من تحت الأنقاض ليرسموا درسًا في السيادة: “الجهاد لا يُشترى بالدولار”.

فصفقة التريليونات من الدولار التي وُصفت بـ”القرابين” التي تقدِّمها السعوديّة والإمارات وقطر لواشنطن لن تُجدِ نفعًا أمام صواريخ اليمن في المستقبل.

استراتيجيًّا، يُعيد اليمن إحياء ثقافة “الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى” كسلاحٍ وجودي.

فالمشهد اليوم ليس مُجَـرّد معركة عسكرية فحسب، بل صراعٌ بين مشروعين: مشروع التحرير القائم على “ثقافة الجهاد والاستشهاد”، ومشروع التطبيع القائم على “ثقافة الذل والخضوع “. ففي الوقت الذي تُجبر فيه أمريكا حلفاءها العرب على تمويل خزينتها، يرفع اليمنيون شعار “المعركة معركة عقيدة، لا معركة حدود”.

وهذه الروح الجهادية تفسِّر لماذا يقدم اليمن رغم حصاره منذ أكثر من 10 سنوات نموذجًا فريدا للصمود تفوق على جيوش مدججة بأحدث الأسلحة.

ختامًا، الضربات اليمنية ليست مُجَـرّد ردود فعل عسكرية، بل هي “بوصلة أخلاقية” تُذكِّر العالم بأن معادلة القوى لم تعد تُحسَب بالحديد والنار، بل بالإيمان الذي يحوِّل الصواريخ البدائية إلى رؤوس نووية معنوية.

فـ”شهادة” مقاتلٍ في البحرية اليمنية أَو مواطن يمني تُعادل بل تفوق صفقات التريليونات التي تُبادلها الأنظمة العميلة مع واشنطن.

وهنا يكسر اليمن القاعدة الاستعمارية القديمة: “مَن يملك القوة يفرض السلام”، ليكتب بدلًا منها: “مَن يملك الحقَّ يصنع النصر”.

مقالات مشابهة

  • صنائع المعروف
  • يحاكي تفاعلات البشر.. أشرف أيمن يكشف الفارق بين الذكاء الاصطناعي التقليدي
  • الأمير الحسن بن طلال يرعى اختتام أعمال مؤتمر “مؤرخو القدس (2)”
  • يحاكي تفاعلات البشر.. خبير تكنولوجي يكشف الفارق بين الذكاء الاصطناعي التقليدي
  • ورشة عمل في صنعاء حول الفجوة بين مخرجات تعليم الحاسوب ومتطلبات سوق العمل
  • مسرح الطفل وتحديات التكنولوجيا
  • «دو» شريك التكنولوجيا والاتصال الرسمي
  • المصري للدراسات الاقتصادية: الذكاء الاصطناعي أثر على وظائف قطاع التكنولوجيا في مصر
  • الإرادَة فوق التكنولوجيا.. اليمن يهز أسطورة الأمن الإسرائيلي
  • الأمير الحسن: القدس في الضمير والوجدان العربي وواجبنا تعزيز صمود أهلها