ليست إسرائيل وحدها هي التي تخضع للمحاكمة أمام محكمة العدول الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في غزة، إذ تختبر الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا "ادعاء الغرب بالتفوق الأخلاقي"، بحسب الكاتبة نسرين مالك في مقال بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian).

وقالت مالك، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل (.

..) تناولت تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على غزة (منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، لكن القضية في جوهرها تتعلق بشيء أوسع، وهو سد الفجوة بين الواقع الفلسطيني وكيف تصفه القوى السياسية المهيمنة".

وأوضحت أنه "منذ أسابيع، امتد الغضب من الأحداث في غزة إلى الشوارع في جميع أنحاء أوروبا، لكن تم تجاهله أو رفضه أو حظره أو التشهير به من جانب القادة السياسيين".

و"عالميا، لم تترجم إدانة العنف من جانب منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وحتى البابا (فرنسيس) إلى إجراءات ذات معنى من جانب القادة السياسيين، وعرقلت الولايات المتحدة قرارا للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار"، كما زادت مالك.

وأضافت أن هذا الموقف "يرتكز على حقيقة أنه حتى لو كان الدعم لفلسطين شعبيا، فإنه لم يكن قويا، ونادرا ما انتقل من الشوارع إلى قاعات السلطة (...) وبإعرابها عن إدانتها لإسرائيل، تعد أيرلندا، المستعمرة السابقة، واحدة من الدول القليلة التي انفصلت عن المحيط الإنجليزي".

اقرأ أيضاً

بعد دعمها لإسرائيل في محكمة العدل الدولية.. دعوات لمقاطعة بضائع ألمانيا

العالم خذل غزة

مالك قالت إن "ما تحدث به جنوب أفريقيا أمام المحكمة تحدى هذه الصورة، سواء في المظهر أو في الجوهر".

وتابعت أنه "من المهم أن الأشياء، التي حققت فيها وسائل الإعلام وأبلغت عنها منظمات حقوق الإنسان ورواها الفلسطينيون على الأرض، تم جمعها وإدراجها في عنوان واحد: 6 آلاف قنبلة أسقطتها إسرائيل على غزة أسبوعيا في الأسابيع الثلاثة الأولى من الصراع، و85% من سكان غزة نزحوا، و93% من السكان يواجهون أزمة مستويات الجوع".

وشددت على أنه "من المهم أن هذه الادعاءات مرتبطة باتفاقيات جنيف وقانون حقوق الإنسان، ويتم التحدث بها في إطار رسمي، ضمن إطار قانوني، وينطق بها المحامون ويستمع إليها القضاة".

و"بهذا المعنى، لا يهم ما هو الحكم النهائي، بقدر ما يهم أن القضية قد أُقيمت.. من المهم تقديم مذكرة تعترف بخطورة الأحداث، التي قد ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وتم تقديم ما يكفي لتوضيح أن الاستجابة الدولية كانت قاصرة بشكل مثير للصدمة"، بحسب مالك.

و"قد خذل العالم غزة في الإبادة الجماعية التي تم بثها على الهواء مباشرة"، كما قال وفد جنوب أفريقيا في أمام المحكمة التي بدأت في 11 يناير/ كانون الثاني الجاري جسلت استماع للنظر في القضية.

اقرأ أيضاً

سجال في محكمة العدل بشأن حرب غزة.. هذا ما تخشاه إسرائيل

مسرح حقوق الإنسان

وتُظهِر قضية محكمة العدل الدولية، وفقا لمالك، "كيف المنطق الغربي بدأ يضعف، وقدرته على الإقناع تتضاءل في عالم متعدد الأقطاب".

وشددت على أن "أهمية حقيقة أن الدولة التي ترفع هذه القضية هي جنوب أفريقيا، وهي رمز ويلات الاستعمار والاستيطان والفصل العنصري، لا يمكن أن تغيب عن بال أحد".

وأردفت: "كما رفضت ناميبيا دعم ألمانيا لإسرائيل في المحكمة، في إشارة إلى ارتكاب ألمانيا في نامبيا "أول إبادة جماعية في القرن العشرين".

مالك اعتبرت أن "القضية ترمز إلى مواجهة أوسع نطاقا، وهو ما إذا كانت البنية التحتية لحقوق الإنسان حقيقية أم أنها مجرد مسرح يُقام لخدمة نظام طبقي دولي ما".

وقالت إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وغيرها من الدول تعترض على القضية المرفوعة ضد إسرائيل، "ولكن توجد تكلفة مترتبة على رفض المفاهيم والعمليات التي تدعم شرعية مطالبة هذه البلدان بالسلطة الأخلاقية".

وزادت بأن "هذه السلطة الأخلاقية هي السبب وراء تعيين (هذه الدول) أنفسها أوصياء  على السياسة الخارجية العالمية، حيث يتم حماية الضعفاء واعتقال العدوانيين. لقد وضع الصراع هؤلاء الحلفاء في موقف يسمح لهم بتقويض أنظمتهم أو تجاهلها؛ مما يؤدي إلى فقدان مصداقيتهم".

و"عندما تكون على الجانب الخطأ من الأمين العام للأمم المتحدة والعديد من منظمات حقوق الإنسان، وتعترض على تقديم طلب إلى محكمة عالمية، فأنت تقوم بتفكيك منزلك بنفس الأدوات التي بنيته بها"، كما ختمت مالك.

اقرأ أيضاً

هل تهزم جنوب أفريقيا إسرائيل في محكمة العدل الدولية؟.. كاتب أمريكي يسرد حقائق مهمة

المصدر | نسرين مالك/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إبادة جماعية إسرائيل محكمة العدل الدولية الغرب أمريكا الإبادة الجماعیة جنوب أفریقیا حقوق الإنسان محکمة العدل

إقرأ أيضاً:

رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف المتواصل ضد المدنيين في غزة والاعتداءات التي شنها مستوطنون على قرية كَفَر مالك

المناطق_واس

أدانت رابطة العالم الإسلامي بشدة استهداف قوات حكومة الاحتلال الإسرائيلي مواقع مدنية تؤوي نازحين، والعنفَ الذي تواصله ضد المدنيين في قطاع غزة، والاعتداءات الهمجية الدامية التي شنها مستوطنون إسرائيليون على قرية كَفَر مالك شرقي رام الله، في إطار العنف الذي ينتهجه المستوطنون ضد الفلسطينيين تحت حمايةٍ من قوات حكومة الاحتلال، مع إفلات كامل من العقاب.

وفي بيانٍ للأمانة العامة للرابطة ندَّد معالي الأمين العام رئيس هيئة علماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، بهذه الجرائم الوحشية المتواصلة ضد المدنيين العُزّل في الأراضي الفلسطينية، والتي تمثِّل انتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية، والقوانين والأعراف الدوليّة.

أخبار قد تهمك ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 79 شهيدًا 27 يونيو 2025 - 10:51 مساءً استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة 27 يونيو 2025 - 1:26 مساءً

وشدد فضيلته على الضرورة الملحّة لاضطلاع المجتمع الدوليّ بمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه سياسة حكومة الاحتلال المتمادية في الاستهانة بحقوق الشعب الفلسطيني وإنسانيته وكرامته، واتخاذ موقف عاجل وجدّي لوقفِ هذه المجازر المروعة التي تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكابَها، ولتفعيلِ الآليات الدولية لردعها، ومحاسبة المسؤولين عنها.

مقالات مشابهة

  • رابطة العالم الإسلامي تُدين العنف المتواصل ضد المدنيين في غزة والاعتداءات التي شنها مستوطنون على قرية كَفَر مالك
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية في غزة إلى 56.331 شهيدًا و132.632 مصابًا
  • بينها إسرائيل وإيران وسوريا.. شركة بريطانية توقف استيراد منتجات 17 دولة بسبب «انتهاكات حقوق الإنسان»
  • هيئة دعم حقوق الشعب الفلسطيني تدعو إلى وقف فوري لآلية المساعدات الأمريكية الصهيونية
  • إسبانيا: الوضع في غزة بلغ مرحلة كارثية من الإبادة الجماعية
  • مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بفلسطين: إسرائيل ترفض إدخال المساعدات لغزة
  • وزير العدل: العراق ملتزم بتطبيق معايير حقوق الإنسان
  • الأورومتوسطي .. الاتحاد الأوروبي يواصل تواطؤه المنهجي بجريمة الإبادة الجماعية في غزة
  • حقوق الإنسان بالبصرة تطالب بإعلان حالة الطوارئ: نواجه كارثة مائية
  • جرائم الإبادة الجماعية تتواصل في غزة وأعداد الشهداء ترتفع (حصيلة)