بوابة الوفد:
2025-12-15@00:57:04 GMT

شهادة زوار.. وشهود زور

تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT

لو أن كل محكمة قد أخذت أقوال المتهمين على محمل الصدق واليقين، لفسدت أى قضية يتم تداولها، فمن المؤكد والثابت فى كل هذه الأمور هو النفى التام للجريمة من قبل المتهمين حتى لو كانت مع سبق الإصرار والترصد وأمام أعين الناس، فما بالنا إذا كانت القضية التى نتحدث عنها موثقة بالصوت والصورة وأمام العالم أجمع!.
وكيف تجرأت إسرائيل على إلصاق التهم عبر ممثليها فى محكمة العدل الدولية وزعمت بأن إدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية وأوجه الدعم الإغاثى مسئولية مصر، فى محاولة بائسة من الكيان الصهيونى الإسرائيلى للهروب من جرائمه فى الدعوى المقامة من دولة جنوب إفريقيا الشقيقة ضدها!.


وللأسف الشديد، فإن المزاعم الإسرائيلية تجاه مصر المعروف والثابت موقفها على مدار تاريخها تجاه القضية الفلسطينية، لا يعبر عن الكذب والخداع وتزييف الحقائق، بقدر ما تعبر عن حالة الاستهزاء من الجانب الإسرائيلى تجاه العالم، وتجاه كل عين ترى سفك الدماء وتشريد الأطفال والشيوخ، وهدم البيوت وتفريغ فلسطين من شعبها.
وهل يصدق قيادات العالم ما زعمته إسرائيل فى هذا الشأن بعد أن فتحت مصر ذراعيها لعشرات، بل مئات الزوار والوزراء وممثلى الهيئات والدول لزيارة رفح، والوقوف على حقيقة إدخال المساعدات الإنسانية والغذائية لقطاع غزة منذ اليوم الأول لبدء الحرب فى السابع من أكتوبر الماضى، وكانت شهادات الزوار على الهواء مباشرة، والتى جاءت بالإشادة الواضحة لموقف مصر ودورها؟!.
إن الكيان الصهيونى لا يحترم العالم، ولا يعرف معنى الإنسانية وحقوق الإنسان، وهو لايزال مستمرًا فى جرائمه النكراء، فى الوقت الذى سعت فيه مصر لوضع الكثير من الحلول الخاصة بالهدنة فكان الجانب الإسرائيلى هو الرافض، لأنه لم يكن يصدق حتى الآن أنه سيقابل ممارساته بروح المقاومة التى نراها الآن.
ولابد أن يعرف الجانب الإسرائيلى بأن مزاعمه لا تزيد الشعب المصرى إلا إدراكًا للمخططات الإسرائيلية التى تزداد يومًا بعد يوم منذ هزيمتهم فى حرب أكتوبر وعودة أرض سيناء، مرورًا بالدور الإسرائيلى فى أزمة السد الإثيوبي، وانتهاءً بما يحدث الآن فى أرض الصومال، للإضرار بأمن البحر الأحمر، ومن ثم المصالح المصرية وممارسة بعض أنواع الضغوط غير المقبولة.
ويجب أن تعرف إسرائيل وداعموها على مدار المائة يوم الماضية منذ نشوب الحرب أنها فعلت ما يعجز كل عربى مدافع عن القضية الفلسطينية والإنسانية جمعاء فعله إذا أراد توضيح الصورة الحقيقية للكيان الصهيونى لدى الأجيال القادمة، فالواقع الذى يراه الجميع الآن لا يحتاج إلى شهود، ولا يحتاج لحكم محكمة بالإدانة، لأن الأحكام صادرة بدماء الأبرياء فى أذهان الملايين.
كما يجب أن تدرك إسرائيل جيدًا بأن الإفلات من محكمة العدل الدولية، أو إفلات مجرمى الكيان الصهيونى من عقاب المحكمة الجنائية الدولية لا يعنى انتهاء القضية، فهذا هو الوهم بعينه لأنه ضد العدل الإلهي، وضد محكمة العدل الإلهية، فالله هو المطلع وهو القادر على رد المظالم ولو بعد حين.
ستقف كل روح أمام الخالق لتأخذ حقها، بعد أن ضحى أبناء القضية بدمائهم دفاعًا عن الأرض، وتطبيقا لمبادئ وتعاليم الدين الحنيف والاستشهاد فى سبيل رفعة الوطن والحفاظ على أرضه.. نعم فى محكمة العدل الإلهية لا ظلم اليوم ولا مزاعم ولا استهزاء بالخصم والشهود، لأننا فى حضرة الحكم العدل، والله خير الشاهدين، وما ربك بظلام للعبيد، ويوم لا تحتاج فيه المحاكم لشهادة الزور فى معبر رفح، ولا ينفع فيه شهود الزور.. وللحديث بقية إن شاء الله.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محكمة العدل الكيان الصهيونى الشعب المصرى محکمة العدل

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: التحرك المصري أنقذ القضية الفلسطينية من سيناريو التصفية وفرض التهجير

أكد الدكتور إسماعيل التركي، أستاذ العلوم السياسية، أن الدور الذي لعبته مصر في التعامل مع تطورات القضية الفلسطينية خلال العامين الماضيين كان دورًا محوريًا لا يمكن تجاهله، موضحًا أن القاهرة تصدت لمحاولات خطيرة استهدفت تغيير جوهر الصراع وفرض واقع جديد على الأرض.

وخلال مداخلة على قناة «إكسترا نيوز»، أشار التركي إلى أن السياسات التي انتهجها اليمين الإسرائيلي المتطرف سعت إلى تقويض حل الدولتين وإغلاق أي أفق سياسي للقضية الفلسطينية، إلا أن الدولة المصرية تحركت بثبات لتشكل خط الدفاع الأول سياسيًا ودبلوماسيًا، عبر نشاط مكثف على المستويين الإقليمي والدولي، حال دون تمرير هذه المخططات.

وأوضح أن المواجهة لم تكن عسكرية فقط داخل قطاع غزة، بل امتدت إلى ساحة أخرى لا تقل أهمية، تمثلت في معركة الروايات داخل المحافل الدولية، حيث واجهت مصر الخطاب الإسرائيلي القائم على تبرير العدوان، برواية قانونية وإنسانية تستند إلى الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهو ما أسهم في تغيير المزاج الدولي تجاه إسرائيل.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن هذه الجهود أدت إلى تآكل ملحوظ في صورة إسرائيل على الساحة الدولية، بعدما واجهت انتقادات غير مسبوقة وإجراءات عقابية من دول كانت تعد من أقرب حلفائها، مؤكدًا أن هذا التحول جاء نتيجة عمل دبلوماسي منظم كشف حقيقة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وفي السياق ذاته، شدد التركي على أن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وصموده في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية كان عنصرًا حاسمًا في إفشال مخططات التهجير، مشيرًا إلى أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات كارثية، خاصة داخل مخيمات النزوح، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لتخفيف المعاناة.

وأكد أن المرحلة الراهنة تتطلب تكثيف الجهود لإدخال المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها الخيام والمساكن الجاهزة، مع ضرورة ممارسة ضغوط دولية حقيقية لإلزام إسرائيل بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ضمن ترتيبات وقف الحرب، التي جرى التوصل إليها برعاية مصرية وبمشاركة دولية.

واختتم التركي بالتأكيد على أن مصر لم تتخل يومًا عن القضية الفلسطينية، وأن الاعتراف المتزايد من دول العالم بالدولة الفلسطينية يعكس نجاح تحرك مصري عربي مشترك أعاد القضية إلى صدارة الأجندة الدولية، رغم حجم التضحيات الإنسانية، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل حاضرة في الوعي العالمي ولن تسقط بالتقادم.

طباعة شارك فلسطين معاناة النزوح الضغط القضية الفلسطينية اكسترا نيوز

مقالات مشابهة

  • ليوا تتزين لاستقبال زوار المهرجان
  • أستاذ علوم سياسية: التحرك المصري أنقذ القضية الفلسطينية من سيناريو التصفية وفرض التهجير
  • العليمي يرفض إجراءات الانتقالي ويؤكد عدالة القضية الجنوبية
  • خليل الحية: طوفان الأقصى كسر الردع الإسرائيلي وأعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة
  • نائبة: الاتجاه نحو أنواع جديدة من السياحة يسهم في زيادة زوار مصر
  • إسرائيل تصف الرئيس السيسي بأنه حجر عثرة ضد تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية |فيديو
  • «الهيئة الدولية لدعم فلسطين»: حماية «الأونروا» في غزة واجب للحفاظ على القضية الفلسطينية
  • ترحيب فلسطيني بالإجماع الدولي على تنفيذ فتوى محكمة العدل الدولية بشأن "أونروا"
  • عاجل | الجمعية العامة للأمم المتحدة: اعتمدنا قرارا يدعو إسرائيل إلى تطبيق قرار محكمة العدل بإدخال المساعدات إلى غزة
  • روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان