دراسة تكشف العواقب الخطيرة للنوم المضطرب
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
ألمانيا – يعلم الجميع بأهمية وفائدة النوم الجيد للصحة والجسم، وهذا ما يشعر به كل إنسان، حيث عند عدم أخذ قسط كاف من النوم ليلا يشعر الشخص بالخمول والتعب طوال نهار اليوم التالي.
وتشير مجلة Neurology إلى أن نتائج دراسة جديدة شارك فيها 526 متطوعا متوسط أعمارهم 40 سنة كان لدى كل منهم “ساعة ذكية” تستجيب لحركاته، استمرت 11 عاما، أظهرت أن عواقب اضطراب النوم هي أكبر من هذا بكثير.
وطلب الباحثون من المشاركين ملء استمارة عن مدة نومهم، موعد الذهاب إلى الفراش وموعد الاستيقاظ وتقييم نوعية نومهم بمقياس من الصفر إلى 21، حيث تشير الدرجات العليا إلى النوم السيء، وتبين أن 239 (45.6 بالمئة) من المشاركين يعانون من سوء النوم.
وبالإضافة إلى ذلك خضع المشاركون إلى اختبارات أخرى للذاكرة والتفكير. كما قاس الباحثون فترات الاستيقاظ القصيرة المتكررة في أثناء النوم، مع الأخذ في الاعتبار كلا من النسبة المئوية للوقت الذي يقضيه الشخص في الحركة ونسبة الوقت الذي يقضيه دون أن يتحرك لمدة دقيقة واحدة أو أقل في أثناء النوم. وبجمع هذه الأرقام وجد الباحثون أن متوسط تجزئة النوم لدى المشاركين كان 19 بالمئة. أي أن المتطوعين “تقلبوا واستداروا” خمس وقت نومهم.
وبعد تعديل النتائج لتتوافق مع البيانات الديموغرافية والتعليم والتدخين ومؤشر كتلة الجسم والاكتئاب والنشاط البدني وارتفاع مستوى ضغط الدم وداء السكري، اتضح أن الأشخاص الذين لديهم أعلى معدلات تجزئة النوم هم أكثر عرضة بمرتين من أي شخص آخر لضعف الأداء المعرفي. وأن الأشخاص الذين يستيقظون بشكل متكرر (ربما بسبب التوتر في العمل أو الضوضاء والنوم في مكان غير مريح) يعانون من تراكم الأميلويد في الدماغ – البروتينات الضارة التي يتم التخلص منها أثناء النوم. ونتيجة لذلك، فإن سوء نوعية النوم في منتصف العمر(30- 40 سنة) يمكن أن يؤدي مستقبلا إلى ضعف الوظائف المعرفية.
ووفقا للباحثين، جودة النوم هي المهمة للصحة المعرفية وليس مدته. وإذا كان الشخص يستيقظ ليلا بسبب التوتر أو لأنه يعاني من انقطاع التنفس في أثناء النوم، فعليه معالجة هذه المشكلات. وإلا فإنها ستدمر مهاراته في التفكير والذاكرة في المستقبل. وبالنسبة لأولئك الذين يجدون صعوبة في النوم ويستيقظون باستمرار، فربما تكون هذه إحدى العلامات التي تشير إلى حاجتهم إلى المزيد من البروتين.
المصدر: vokrugsveta.ru
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أثناء النوم
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف دور الانقلاب الصيفي في توقيت الإزهار.. والاحترار العالمي يُهدد هذا التوازن
يصادف الانقلاب الصيفي كل عام أطول يوم في نصف الكرة الشمالي بالنسبة لمعظم الناس، يجلب معه الدفء والمهرجانات وغروب الشمس المتأخر، أما بالنسبة للنباتات، فقد يعني شيئًا أكثر أهمية.
تشير أبحاث جديدة أجراها علماء في جامعة كولومبيا البريطانية (UBC) إلى أن هذا الحدث السنوي قد يشكّل إشارة حيوية للنمو والتكاثر، ومع ذلك، ومع ارتفاع درجة حرارة الكوكب، قد يفقد هذا المؤشر الطبيعي موثوقيته.
يستكشف البحث، المنشور في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، كيف تستخدم النباتات الانقلاب الصيفي كمحفز محتمل.
لكن، مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد عدم القدرة على التنبؤ بالمناخ، قد تحتاج النباتات إلى البحث عن مؤشرات أخرى.
قال الدكتور فيكتور فان دير ميرش، باحث ما بعد الدكتوراه في كلية الغابات بجامعة كولومبيا البريطانية: “من المعروف أن النباتات تستخدم درجة الحرارة لتحديد توقيت نمو الأوراق والإزهار.
تُظهر هذه الدراسة أن الانقلاب الصيفي هو فترة نمو مثالية، وقد يكون أيضًا محفزًا مهمًا للتكاثر”.
الانقلاب الصيفي وتحديد توقيت النموتاريخيًا، اعتقد الباحثون أن طول النهار يُساعد النباتات على جدولة نموها.
وتذهب هذه الدراسة إلى أبعد من ذلك، إذ تشير إلى أن الانقلاب الصيفي – حوالي 21 يونيو في نصف الكرة الشمالي – يُمثل توقيتًا حراريًا مثاليًا في كل من أوروبا وأميركا الشمالية، يوفر هذا الموسم توازنًا بين الدفء المتراكم والوقت الكافي المتبقي في الموسم لإتمام التطور.
وفقًا للمؤلفين، يُعد هذا التوقيت بمثابة تسوية، إذ تحتاج النباتات إلى تجميع ما يكفي من الدفء لتتنبأ بالظروف المناخية القادمة، وفي الوقت ذاته، تحتاج إلى مدة كافية لنمو أجزائها وتكوين أزهارها والاستعداد للتكاثر.
ولعل الانقلاب الصيفي هو التوقيت الأمثل لتحقيق هذا التوازن.
النمو الأمثل يرتبط بالانقلاب الصيفي باستخدام بيانات مناخية تاريخية وتنبؤية، درس الباحثون أنماط درجات الحرارة على مدى سنوات طويلة، مستخدمين مؤشر “أيام النمو بالدرجات” (GDD)، الذي يقيس تراكم الحرارة المهم لعملية التمثيل الغذائي في النبات.
الهدف كان تحديد اليوم الذي تستطيع فيه النباتات التنبؤ بثقة بمدى دفء بقية الموسم، مع توفر الوقت الكافي للنمو.
تُظهر النماذج والرسوم البيانية في الدراسة أن الانقلاب الصيفي غالبًا ما يقع بالقرب من نقطة التوازن المثلى بين القدرة على التنبؤ الحراري وإمكانات النمو.
المناخات المحلية تُغير القاعدة
رغم هذا المتوسط، تكشف الظروف المحلية عن واقع أكثر تعقيدًا؛ ففي جنوب أوروبا مثلًا، تبلغ النباتات ذروتها في وقت أبكر، بينما في المناطق الشمالية الباردة، يكون أفضل توقيت للنمو بعد الانقلاب الصيفي بفترة.
تبرز الخريطة المنشورة في الصفحة 2 من الدراسة هذا التفاوت بوضوح، حيث تُشير الألوان المختلفة إلى توقيت الذروة: قبل الانقلاب، عنده، أو بعده.
وهذا يعني أن الانقلاب الصيفي ليس مؤشرًا موثوقًا به في كل المناطق. تقول الدكتورة إليزابيث وولكوفيتش، المشاركة في الدراسة وأستاذة علم البيئة النباتية: “لا يتغير طول النهار من عام لآخر، ولكن مع ازدياد تقلب درجات الحرارة، قد تواجه النباتات صعوبة في التكيف مع كلا المؤشرين”.
إشارات الضوء مقابل إشارات الحرارة
تشير الدراسة إلى أن الاعتماد على إشارة ثابتة مثل الانقلاب الصيفي قد يحدّ من قدرة النباتات على التكيف.
وبدلًا من ذلك، يقترح الباحثون أن تكون درجة الحرارة، بوصفها تعكس الواقع المناخي الفعلي، مؤشرًا أفضل.
يقول فان دير ميرش: “درجة الحرارة ترتبط مباشرة بالظروف التي تعيشها النباتات، على عكس الضوء الذي يتطلب حساسية خاصة لحساب التغيرات الزمنية”.
كما أن حساب تغير طول النهار أكثر تعقيدًا من مجرد استشعار الحرارة، ما قد يجعله أقل كفاءة من الناحية البيولوجية.
النمو في التوقيت الخطأ مخاطرة
التوقيت غير المناسب للنمو قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة فقد تزهر المحاصيل قبل أوانها، مما يعرضها لخطر الصقيع، أو يفوت الملقحات وقت التلقيح، أو يتباطأ نمو الغابات، مما يقلل من قدرتها على امتصاص الكربون.
تقول وولكوفيتش: “يمكن أن تؤثر اضطرابات التوقيت هذه على الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي. لذا من الضروري فهم الإشارات التي تستخدمها النباتات لأحداث رئيسية مثل الإزهار ونضج الثمار”.
كما يشير الباحثون إلى احتمال أن يكون توافق النمو مع الانقلاب الصيفي مجرد مصادفة حرارية، لا أكثر. وللتأكد من ذلك، ينبغي إجراء تجارب تفصل بين إشارات الضوء والحرارة، لمعرفة العامل الحاسم.
أهمية ذلك للمستقبل
في ظل تغير المناخ المتسارع، وتزايد فترات الجفاف والاحترار، يصبح فهم آليات نمو النباتات أمرًا بالغ الأهمية، ليس فقط للزراعة بل أيضًا لإدارة النظم البيئية.
فالنماذج التي تتجاهل تعقيد الإشارات المناخية قد تقود إلى تنبؤات غير دقيقة وتدخلات بيئية غير فعّالة.
وتختتم الدراسة بأن الانقلاب الصيفي ربما لم يعد الإشارة البيولوجية الموثوقة التي كان يُعتدّ بها في الماضي، مما يفتح الباب لفهم جديد حول كيفية تكيف النباتات – أو فشلها – في عالم يزداد اضطرابًا.