البوابة نيوز:
2025-06-01@17:35:41 GMT

أربعة عقود داخل طب المنصورة

تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT

ذكريات طب المنصورة لا تنتهي، فمنذ التحاقي بطب المنصورة في أكتوبر سنة ١٩٨٢، لم يمر يوم واحد، وعلى مدار أكثر من ٤١ سنة، إلا وكان لطب المنصورة ذكرى أو موقف أو تجربة. مرت السنوات بسرعه، وها أنا أصل إلى سن التقاعد بعد أسابيع قليلة. بصوت اعرفه، تلقيت إتصالًا من موظفة قسم المعاشات والتأمينات بطب المنصورة، تطلب التوجه للقسم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويل الصفة من أستاذ عامل إلى أستاذ فوق السن (المعاش).

ما إن انتهى الاتصال، حتى وجدتني أتذكر رحلتي في طب المنصورة، منذ أن كنت شابًا قرويًا، من الطبقة المتوسطه، وهو يحمل حقيبته ويودع أسرته بابتسامه وفخر، ليسافر الى المنصورة للالتحاق بطب المنصورة. لم أكن أحلم طوال طفولتي بأي شيء سوى التحاقي بطب المنصورة. كان خالي الدكتور يحيى فراج (رحمه الله)، هو القدوه والمثل الأعلى بالنسبة لي، وكان كل أملي منذ ان كنت طفلًا أن أكون طبيبًا مثل خالي. تركت القرية الهادئة آلة المنصورة المتوهجة، لأسكن مع أختي الكبري لحين الالتحاق بالمدينة الجامعية، والتي سكنت فيها طوال سنوات الدراسة.

أول يوم دراسة، ذهبت إلى الكلية، وسألت عن مدرج سنة أولى، قالوا لقاء عميد الكلية د. محمد الشبراوي علي (رحمه الله) الساعه ١٠ في مدرج حندوسة. جاء العميد ومعه إدارة الكلية للترحيب بالطلاب الجدد، وكنا أقل من ٣٠٠ طالب وطالبة. كانت كلمات العميد تهز اعماقي  وتلهب أفكاري. قال "أهلًا بكم في طب المنصورة، كليتنا اليوم عمرها ٢٠ عامًا، حيث بدأت الدراسة بالكلية سنة ١٩٩٦، ترتيبنا الخامس في مصر، وسبقتنا كليات طب القاهرة والإسكندرية وعين شمس وأسيوط، وبدأنا مع طب طنطا في نفس القرار سنة ١٩٦٢. نعتز بكم ونتمني لكم كل التوفيق، وكما استلمنا الكلية من الأستاذة المؤسسين لطب المنصورة، فسوف نسلمها لكم لكي تسلموها الى الأجيال القادمة."

هذه الكلمات الرصينة، ما زلت أتذكرها كأنها قيلت بالأمس. وسنة بعد سنة كنت أعيش داخل جدران كلية الطب ومستشفيات جامعة المنصورة، بشغف وحب واستمتاع، ولم أتغيب يومًا واحدًا عن الذهاب للكلية. كل ثقافتي وانتمائي الوطني تعلمته من أساتذة طب المنصورة، ومن الندوات الثقافية التي كانت تنظمها طب المنصورة كل يوم اثنين الساعة الثامنة مساءً. كانت حوارات ومناقشات وزيارات نجوم الأدب والفكر والثقافة والأحزاب والفن تشبع رغباتنا وتُوسع مداركنا وكنا في بداية حكم الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وكان هناك انفتاح على كل التيارات داخل المجتمع المصري. 

تعرفت علي شخصيات عامة كثيرة من مدرجات طب المنصورة، وكان إعجابي الشخصي بالدكتور محمد غنيم، وبمركز أمراض الكلى والمسالك البولية لا يُوصف، ولم أترك ندوة مسائية واحدة إلا وشاركت فيها. كنت طالبًا مجتهدًا، أعشق الكلية، لا يمر يوم واحد دون حضور ساعات الكلية، ثم العودة إلى المدينة الجامعية الملاصقة للكلية، ومذاكرة الدروس وتدوينها ليلًا، ولساعات طويلة قد تزيد على ٨ ساعات يوميًا.

حصلت علي تقدير عام ممتاز طوال سنوات الدراسة الست، وكنت من أوائل دفعتي. ثم قضيت سنة الامتياز في مستشفيات جامعة المنصورة، وبعد الخدمة العسكرية، بدأت التدريب كطبيب مقيم في قسم النساء والتوليد لمدة ٣ سنوات، حصلت خلالها على الماجستير بتقدير عام ممتاز. ثم استلمت عملي كمعيد في نفس القسم الى ان تم ترشيحي إلى بعثة خارجية للحصول علي الدكتوراه من المملكة المتحدة سنة ١٩٩٧. طوال الأعوام من ١٩٨٢ وحتي ١٩٩٧، لم أتغيب عن طب المنصوره، وحتى عندما بدأت رحلة الدراسات العليا في إنجلترا، فقد حملت طب المنصورة معي إلى هناك. قضيت سنوات البعثة وحصلت على الدكتوراه من جامعة مانشستر في ٤ سنوات، وزمالة الكلية الملكية للنساء والتوليد في لندن في سنتين. ثم عُدت إلى طب المنصورة مرة أخرى سنة ٢٠٠٣. عملت مدرسًا ٥ سنوات، ثم أستاذًا مساعدًا ٥ سنوات،  ثم أستاذًا منذ العام ٢٠١٣. عملت مديرا لبرنامج المنصورة مانشستر للتعليم الطبي بين أعوام ٢٠٠٦، ٢٠١٥. وعينت عميدا لطب المنصورة بين أعوام ٢٠١٥، ٢٠١٩. عشت مع أساتذتي وزملائي وطلابي ومرضي المستشفيات الجامعية في طب المنصورة وتعلمت منهم كل خبراتي. تذكرت كل هذه الرحلة في لحظات، وتمنيت لو أطال الله في عمري، أن أقضي كل ما تبقى داخل جدران طب المنصورة ومستشفياتها الجامعية، والتي أكن لها كل الحب والتقدير وأفتخر دائما أني خريج طب المنصورة.

*رئيس جامعة حورس

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بطب المنصورة طب المنصورة

إقرأ أيضاً:

جامعة المنصورة الجديدة تحصد الثاني عالميا في مجال الابتكار بتكنولوجيا المعلومات والإتصالات

 حصدت جامعة المنصورة الجديدة المركز الثاني عالميا  في مجال الابتكار لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وذلك في إنجاز يضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها جامعة المنصورة الجديدة، تألق فريق من طلاب الجامعة في نهائيات الدورة التاسعة من مسابقة هواوي العالمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2024–2025.


إنجاز طلاب جامعة المنصورة الجديدة، حقق فريق مكون من الطلاب عبد الرحمن عبد الحليم، باسل عبد المقصود، والسيد أحمد السيد تاج الدين، تحت إشراف الدكتورة آية الزغبي وميريت سمير، المركز الثاني في مجال الابتكار.

قدم الفريق مشروعًا متميزًا بعنوان "إيفانا"، وهو ذراع روبوت جراحي يعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي ومدعوم بالسحابة الإلكترونية لشركة هواوي. هذا المشروع يعكس رؤية الجامعة في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال التكنولوجية، مما يساهم في تقديم حلول مستدامة ومبتكرة لقطاع الرعاية الصحية، ريادة أكاديمية وتميز دولي

وفي هذا السياق، صرّح  الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس جامعة المنصورة الجديدة: "نحن فخورون بإنجاز طلابنا الذي يعكس التزام الجامعة بتطوير الكفاءات الرقمية والابتكارات التكنولوجية. مشاركتنا في مثل هذه المنافسات العالمية تؤكد مكانتنا كمؤسسة تعليمية رائدة تُسهم في إعداد قادة المستقبل في التكنولوجيا والابتكار."

وأضاف  الدكتور خالد فؤاد، عميد كلية علوم وهندسة الحاسب "هذا الإنجاز هو نتيجة عمل جماعي وجهود مخلصة من طلابنا ومشرفيهم، ويُظهر التزام كلية علوم وهندسة الحاسب بتطوير المهارات التكنولوجية وتشجيع التفكير الإبداعي. نحن مستمرون في دعم طلابنا للتميز في مجالات الهندسة والتكنولوجيا على الساحة الدولية." ايضا يعد هذا المشروع تطورًا لفكرة ابتدأت ضمن عدد من المقررات الدراسية التي التحق بها الطلاب خلال أحد الفصول الدراسية السابقة، تحت إشراف مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بالكلية، وهم: الدكتور  محمد الرحماوي والدكتور إبراهيم عطية والدكتور عمر الزكي والدكتور أمير نبيل.


وأكدت الدكتورة آية الزغبي، المشرفة على الفريق: "العمل مع هذا الفريق المتميز كان تجربة رائعة. لقد أظهر الطلاب شغفًا وجهودًا استثنائية لتطوير مشروع (إيفانا)، ونحن نؤمن بأن هذا الإنجاز يمثل بداية مستقبل واعد لهم في عالم الابتكار."

تواصل جامعة المنصورة الجديدة تعزيز برامجها الأكاديمية لتتماشى مع التطورات السريعة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتحرص الجامعة على عقد شراكات مع كبرى الشركات التكنولوجية مثل هواوي لتوفير بيئة تعليمية متقدمة تجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.

يأتي هذا الإنجاز ليؤكد على الجهود المستمرة للجامعة في دعم طلابها لتحقيق التميز، ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن أيضًا على الصعيد العالمي، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي صاعد للابتكار الرقمي.

الفريق المشارك 1000190107 1000190108 1000190106

مقالات مشابهة

  • إنشاء وحدة إسعاف ودفاع مدني بالمستشفيات الجامعية بجنوب الوادي
  • محافظ دمياط ورئيس جامعة المنصورة يفتتحان مشروعات خدمية بمدينة رأس البر
  • رئيس جامعة المنصورة الأهلية يتفقد الامتحانات ويشدد على سرعة الانتهاء من التصحيح
  • جامعة المنصورة تصرف مكافأة إثابة للهيئة المعاونة والعاملين بالجهاز الإداري
  • الدكتور أحمد رجب" لـ "الفجر": نمنح طلاب ذوي الهمم كل التيسيرات وتطوير المدن الجامعية مستمر طوال الصيف
  • نائب رئيس جامعة أسيوط يتابع أعمال تطوير وتجميل شارع المدينة الجامعية للطلاب
  • قومي المرأة يهنئ الدكتورة رشا علي الدين لاختيارها عضوا بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا
  • تعاون أكاديمي بين جامعة المنصورة الجديدة ونوتنجهام ترنت البريطانية
  • جامعة المنصورة الجديدة تحصد الثاني عالميا في مجال الابتكار بتكنولوجيا المعلومات والإتصالات
  • باطل شرعا..تعليق نارى من الشيخ أحمد كريمة بشأن عقود الإيجار المبرمة بدون تحديد مدة زمنية