كيف يمكن للبرد الشديد أن يؤذي الرئتين؟
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
خلال أشهر الشتاء الباردة، يقضي الناس وقتا أطول في الداخل حرصا على الحفاظ على الدفء وتجنب حالات صحية مزعجة، مثل الإنفلونزا أو قضمة الصقيع.
إقرأ المزيدوعلى الرغم من أنه، وفقا للخبراء، قد لا يكون التعرض قليلا للبرد أمرا سيئا، إلا أن درجات الحرارة المنخفضة للغاية قد تؤثر سلبا على أجزاء مختلفة في الجسم.
هل يمكن لدرجات الحرارة المتجمدة أن تجمد رئتيك؟
يشرح الدكتور أريان شياري، أخصائي أمراض الرئة في مؤسسة "مايو كلينك" الصحية: "يبذل جسمنا قصارى جهده للحفاظ على درجة حرارتنا الأساسية، نحو 37 درجة مئوية، ورئتانا محصورتان داخل التجويف الصدري. وما لم يكن جسمك بالكامل معرضا للخطر، فإنه لا يفترض أن تكون الرئتان معرضتين للخطر"
وأشار إلى أن الهواء الجاف البارد يمكن أن يدخل إلى الرئتين ويسبب تهيجا، ما يؤدي إلى تشنج قصبي يمكن أن يسبب إحساسا بالضيق في الصدر. ومن غير المرجح أن تتجمد الرئتين نفسها.
وقد تشعر بعدم الراحة أو حتى الإحساس بالحرقان من التنفس في درجات الحرارة الباردة المريعة، وهذا شائع.
ويوضح الدكتور شياري: "إن أجسامنا مصممة بشكل جيد للغاية للتكيف مع الهواء البارد. وهناك العديد من الآليات التي تسمح بتدفئة الهواء وترطيبه قبل أن يصل فعليا إلى الرئتين حيث يحدث تبادل الغازات".
وتابع: "ما يحدث هو أن الهواء البارد يكون أكثر جفافا بشكل عام، ويعمل جسمك على ترطيب ذلك. وفي هذه العملية، يمكن أن يسبب تهيجا في الشعب الهوائية، ما يؤدي إلى عملية تسمى تشنج القصبات، حيث تضيق تلك الممرات الهوائية، وتحصل على ذلك الشعور بضيق في التنفس".
إقرأ المزيدويمكن أن يشكل الهواء البارد الشديد خطورة على أي شخص، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، فإن البرد يمكن أن يجعل الأمور أسوأ.
وفي حالة انتفاخ الرئة، على سبيل المثال، يمكن للهواء البارد أن يسبب تشنجات في الشعب الهوائية، ما يزيد من صعوبة التنفس.
ويوضح الدكتور شياري: "المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، سواء كان ذلك الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الرئة الأخرى، هم أكثر عرضة لتفاقم أعراضهم إذا واجهوا ظروف الشتاء الباردة. وأفضل ما يمكنهم فعله لحماية أنفسهم هو الاستعداد. سواء كان ذلك بالحصول على إمدادات إضافية من جهاز الاستنشاق الخاص بهم لبضعة أيام في حالة الطوارئ، أو توفر مولد طوارئ لمعداتهم الطبية، مثل أجهزة التنفس الاصطناعي أو أجهزة ضغط الهواء الإيجابي المستمر (CPAP) أو مكثفات الأكسجين".
ويوصي الدكتور شياري أنه إذا كان عليك أن تكون بالخارج، فاتبع نصيحة التنفس هذه: "إذا كنت ستستنشق، فإن الشهيق من خلال أنفك والزفير من خلال فمك هو الأفضل عموما. ويقوم أنفك بعمل أفضل في ترطيب وتدفئة الهواء من فمك". مضيفا: "إن وجود وشاح يلتف حول أنفك وفمك، أو قناع، أثناء وجودك في الهواء الطلق يمكن أن يساعد، لأنه يمكن أن يمنع بعضا من تلك الحرارة والرطوبة".
وتابع: "حاول تجنب ممارسة الرياضة في الخارج في الطقس البارد إذا كنت تعاني من الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو أمراض الرئة المزمنة".
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة الطقس امراض دراسات علمية طب معلومات عامة معلومات علمية أمراض الرئة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل تقبل صلاة الجمعة في البيت بسبب المطر الشديد؟.. الإفتاء ترد
تلقى الدكتور عبد القادر الطويل، عضو مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الإلكتروني سؤالًا يقول: ما حكم صلاة الجمعة في البيت بسبب المطر؟.
قال الطويل في فتوى له: يختلف حكم هذه المسألة من مكان لآخر.. ومن شخص لآخر.. لكن باختصار شديد.. فإنه يجوز للرجل صلاة الجمعة في بيته "أربع ركعات ظهرا" إذا شق عليه الذهاب إلى المسجد بسبب المطر، أو الوحل.
وأضاف عضو لجنة الفتاوى الإلكترونية، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أن صلاة في البيت تكون أفضل إذا أدى الذهاب إلى المسجد إلى حرج أشد، ويحدث ذلك في حال اعتياد الناس على تعويض زحام المسجد بالصلاة على الحصير خارج المسجد، ففي حال وجود الوحل يؤدي ذلك إلى تكدس الناس داخل المسجد وبالطبع لن يسعهم المكان.. فيؤدي إلى مشقة وحرج، فالصلاة لمن يبعد بيته عن المسجد في بيته أولى في هذه الحال.
واستشهد أمين الفتوى بالمركز، بقول الله تعالي {مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}..[الحج:78].. وبحديث عن ابن عباس -رضي الله عنه- قولُه - لمن استنكروا قولَه: "صلوا في رحالكم" حيث قال" فعَلَه مَن هو خير مني، إن الجمعة عَزْمَةٌ، وإني كرهتُ أن أُحرجكم فتمشون في الطين والدَّحض" والمقصود من قوله رحالكم: أي أماكن إقامتكم ومنازلكم.
وأشار الطويل إلى أن الإمام البخاري قد بوّب لهذا في صحيحة تحت عنوان" الرخصة إن لم يحضر الجمعة في المطر"، وبوَّب الإمام مسلم أيضًا في صحيحه، تحت عنوان"باب جواز التخلف عن صلاة الجماعة والجمعة لعذر المطر".
وقال صلى الله عليه وسلم "إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".
كما قالت دار الإفتاء المصرية: إن الشرع الشريف قد أجاز الصلاة في البيوت في حالة الكوارث الطبيعية كالسيول والعواصف وكذلك في حالة انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، بل قد يكون واجبًا إذا قررت الجهات المختصة ذلك.
وأوضحت الدار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسى مبادئ الحجر الصحي وقرر وجوب الأخذ بالإجراءات الوقائية في حالة تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض العامة بقوله في الطاعون: "إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه" (سنن الترمذي/ 1065).
وأشارت دار الإفتاء إلى أن هذا الحديث يشمل الإجراءات الوقائية من ضرورة تجنب الأسباب المؤذية، والابتعاد عنها ما أمكن، والتحصين بالأدوية والأمصال الوقائية، وعدم مجاورة المرضى الذين قد أصيبوا بهذا المرض العام حتى لا تنتقل إليهم العدوى بمجاورتهم من جنس هذه الأمراض المنتشرة، بل أكدت أن ذلك كله ينبغي أن يكونَ مع التسليم لله تعالى والرضا بقضائه.
وأكدت دار الإفتاء المصرية أن هذه الأمور من كوارث طبيعية وأوبئة تعتبر من الأعذار الشرعيَّة التي تبيح تجنب المواطنين حضور صلاة الجماعة والجمعة في المساجد والصلاة في بيوتهم أو أماكنهم التي يوجدون بها كرخصة شرعية وكإجراء احترازي للحد من تعرض الناس للمخاطر وانتشار الأمراض، خاصة كبار السن والأطفال.
وشددت دار الإفتاء على حرمة وجود من أصيب بمرض معد أو يشتبه بإصابته في الأماكن والمواصلات العامة، بل والذهاب في هذه الحالة إلى المسجد لحضور صلاة الجماعة أو صلاة الجمعة؛ لما تقرر في القواعد أن الضرر يزال، مع ضرورة التزام المواطنين بالتعليمات الصحية والوقائية التي تقررها وزارة الصحة والمؤسسات المعنية؛ لأنها من الواجبات الدينية، حيث أعطى الشرع الشريف لولي الأمر والجهات المختصة الحق في التصرف في شئون الرعية بما فيه مصلحتهم. ونسأل الله تعالى السلامة والعافية لبلدنا وللإنسانية جميعًا.