الشارقة (الاتحاد)
تأخذ القصائد المختارة في كتاب «ألم خفيف يعلن عن وجود القلب» من يقرؤها إلى عالم التأملات الروحية والشغف بالطبيعة، والبحث عن السلام والصفاء الداخلي، في ملمح يميز تجارب شعراء شرق آسيا الذين تستند قصائدهم إلى ميراث فلسفي وتاريخ طويل من المزج بين الشعر والحكمة.
والكتاب من الإصدارات الجديدة لدار «روايات»، إحدى شركات النشر التابعة لـ«مجموعة كلمات»، ويضم قصائد لشعراء من شرق آسيا من اختيار وترجمة الشاعر والكاتب الإماراتي خالد البدور، الذي ترجم كذلك ملحقاً في الكتاب بعنوان «فلسفة الزن وشعر الهايكو»، يتناول تاريخ شعر الهايكو الياباني ويعرض بعض نماذجه.


وفي الملحق الثاني من الكتاب ترجمة لمقالة بعنوان «النزعة الصوفية في شعر والت وايتمان»، وتتناول تجربة الشاعر الأميركي الشهير صاحب ديوان «أوراق العشب». أما الشعراء الشرق آسيويين الذين تضمهم المختارات فهم: ناوارات بونغبيبون المولود سنة 1939 من تايلاند، وإبهي دوغين من شعراء اليابان في بداية القرن الثالث عشر، ونخبة من شعراء الصين والهند القدماء، إلى جانب شعراء معاصرين، من أمثال راماكانتا راث، وكمالا داس، من الهند، وأمريتا بريتام من البنجاب.
خفقة جناح
وتضمنت المختارات نبذة عن كل شاعر وعرضاً لجوانب من سيرته الذاتية وأبرز أعماله، ونماذج مختارة من قصائده. وجاء العنوان مستوحى من قصيدة «مجرد حركة» للشاعر التايلاندي «ناوارات بونغبيبون»، الذي يطلق العنان لخياله ويصغي عبر الكلمات لمشاهد الحياة من حوله.
ويصف الشاعر التايلاندي بونغبيبون المولود سنة 1939 تحريك طائر العقاب جناحيه وكأنه مروحة تلطِّف حرارة الشمس، بينما يكفي اهتزاز ورقة واحدة كدليل على مقدم الرياح، حيث تدفع الحرارة التي يتميز بها الطقس في شرق آسيا الشاعر إلى الإصغاء بكل جوارحه لخفق أجنحة الطيور أو اهتزاز الأوراق، وغيرها من التفاصيل التي يكتشف ما يوازيها في حركة الجسد، مثل قوله:
مجرد وميض لانعكاس المويجات
يعلن عن صفاء الماء
مجرد ألم خفيف يلمع في العيون
يعلن عن وجود القلب.
وبالرغم من تراجع الاهتمام بطباعة كتب الشعر في مقابل التركيز على الأعمال الروائية تماشياً مع زيادة الطلب على كتب السرد، إلا أن دار «روايات» أفردت للشعر أيضاً من خلال هذا الإصدار وغيره مساحة ضمن إصداراتها، في بادرة تميزت بها لتكشف عن سعيها لتنويع إصداراتها التي تشمل كافة فروع التأليف والإبداع.
ظل يتدفق
يقول الشاعر والفيلسوف الياباني «إيهي دوغين» الذي يكتب شعره وفق تقاليد الزن اليابانية: «لن أتوقف حتى عند جدول الوادي، خوفاً من أن يتدفق ظلي إلى العالم». أما الشاعرة الهندية كمالات داس التي تلقّب بأم الشعر الهندي، فاختار لها مترجم الكتاب 4 قصائد، بينها قصيدة بعنوان «كلمات» تقول في نهايتها: «الكلمات ضارّة، لكنها تنمو فوقي مثل أوراق على شجرة/ لا يبدو أبداً أنها ستوقف مجيئها من ذلك الصمت، من المكان العميق في داخلي».

أخبار ذات صلة المترجمة والناقدة د. سلوى جودة لـ«الاتحاد»: نحن لا نكتب لأنفسنا فقط بل نخاطب الإنسانية حاكم الشارقة يكرّم الشعراء الفائزين بجائزة القوافي 2023

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشعر القصائد الحكمة

إقرأ أيضاً:

بلوند.. حين أعادت جويس كارول أوتس كتابة حياة مارلين مونرو |ماذا تناول الكتاب؟

نشرت الكاتبة الأمريكية جويس كارول أوتس في عام 2000 واحدة من أكثر رواياتها إثارة للجدل والاهتمام: رواية “بلوند” (Blonde). 

ومنذ لحظة صدورها، لم تُعامل الرواية كعمل أدبي فقط، بل كحدث ثقافي كبير أعاد تقديم شخصية أسطورية من منظور نفسي واجتماعي عميق. 

فـ”بلوند” ليست سيرة ذاتية تقليدية لمارلين مونرو، بل “سيرة متخيلة” أعادت فيها أوتس بناء حياة الممثلة الأيقونية لتكشف عن هشاشة الشهرة، وعنف الأضواء، ووحشية المجتمع الأمريكي تجاه النساء.

إعادة تشكيل الأسطورة

مارلين مونرو، أيقونة الجمال والإغراء في القرن العشرين، لطالما كانت شخصية مُتخيلة بقدر ما كانت إنسانًا حقيقيًا. 

في “بلوند”، لم تهدف أوتس إلى سرد قصة حياة مارلين بالتفصيل، بل إلى سبر أغوار الذات الممزقة وراء تلك الصورة اللامعة.

 الرواية تسبر عالم نورما جين (الاسم الحقيقي لمونرو) كأنها صوت داخلي يبحث عن النجاة، وسط عالم لا يرحم، مليء بالتناقضات والتوقعات القاسية.

نقد الشهرة والسلطة الذكورية

تكشف الرواية عن كيف كانت مارلين ضحية نظام ذكوري استغل جمالها، واستثمر فيه دون أن يمنحها الأمان العاطفي أو الإنساني، من علاقتها بمنتجي الأفلام، إلى رؤساء وشخصيات عامة، ترسم أوتس صورة للنجمة ككائن هش تُجرد باستمرار من صوتها وكرامتها.

هل الرواية سيرة أم خيال؟

رغم أن بعض القراء تعاملوا مع “بلوند” كسيرة حقيقية، كانت أوتس واضحة بأن الرواية “عمل من الخيال الأدبي”، لا توثيق حرفي. 

فهي لا تقدم الأحداث بنفس التسلسل المعروف، ولا تستخدم الأسماء الحقيقية لبعض الشخصيات المحورية، بل تستبدلها بلقب أو وصف، مثل “الرئيس” بدلاً من جون كينيدي.

 وهذا النهج يسمح للكاتبة بطرح أسئلة أكبر عن الهوية، والأنوثة، والاستغلال، أكثر مما يهتم بالتفاصيل الواقعية.

التلقي النقدي والسينمائي

نال الكتاب إعجاب النقاد، ورُشح لجائزة بوليتزر، كما اعتبره البعض أحد أعظم إنجازات أوتس. 

وفي عام 2022، أعادت هوليوود تقديم الرواية في فيلم يحمل نفس العنوان من إنتاج نتفليكس وبطولة آنا دي أرماس. 

الفيلم أثار جدلاً كبيرًا، تمامًا مثل الرواية، بسبب جرأته وتعامله الصادم أحيانًا مع تفاصيل حياة مارلين.


 

طباعة شارك جويس كارول أوتس بلوند الرواية مارلين مونرو الشهرة

مقالات مشابهة

  • فى ذكرى ميلاده.. أفضل أفلام مأخوذة عن روايات الأديب يوسف السباعي
  • عاجل | الحرس الثوري يعلن قصف القاعدة الإسرائيلية التي استهدف التلفزيون الإيراني
  • بلوند.. حين أعادت جويس كارول أوتس كتابة حياة مارلين مونرو |ماذا تناول الكتاب؟
  • ثقافة النواب تناقش طلب إحاطة عن الاستثمار الثقافي بهيئة الكتاب
  • نزعة التجريب وتجليات الميتاشعرية لدى الشاعر محفوظ الفارسي في حضرة البحر (2 من 2)
  • الشعر الشعبي
  • الهدف طهران.. ما هو الكتاب الأصفر الذي ظهر أمام نتنياهو؟
  • ذاكرة النقصان.. توثيق روايات أهل غزة عن الإبادة الجماعية
  • الجيش الإسرائيلي يعلن الأهداف التي ضربها في غارة وزارة الدفاع الإيرانية
  • مركز القلب بتعز يعلن عزمه إجراء أول عملية زراعة كبد في اليمن