لعنة الثلج.. روايةٌ ترصد ظواهر اجتماعيّة في قالب بوليسيّ
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
الجزائر "العمانية": تؤثّث الروائيّة الجزائريّة لطيفة بروال، عملَها السّرديّ "لعنة الثلج"، الصادر عن دار أدليس للنشر والتوزيع، بظواهر اجتماعيّة، شكّلت إفرازات المجتمعات المدنيّة الحديثة.
وتدور أحداث هذه الرواية في قالب بوليسيّ، خلال شتاء عام 2014، وبطَلَاها "فاتح" و"مراد"، وهما مجرمان يقومان باختطاف طفل طلبًا للفدية.
وتؤكد هذه الروائيّة في تصريح لوكالة الأنباء العمانيّة، أنّها فضّلت أن تترك نوعًا من الغموض حول الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف لتدفع القارئ إلى تتبُّع مسار الرواية، إلى النهاية، وكمحاولة أيضا لإشراك القارئ في فكّ خيوط أحداثها المتشابكة.
وقد اعتادت الروائيّة لطيفة بروال - عبر أعمالها القصصيّة والروائيّة السابقة - أن تجسّ نبض المجتمع في محاولة لطرح أهمّ القضايا والمشاكل الاجتماعيّة، ولمعرفة أسباب نشوء بعض الظواهر السلبيّة.
وترى هذه الروائيّة أنّ العمليّة الإبداعيّة لا تخلو من أهداف توعويّة ينشدُها المبدعُ، سواء كان شاعرًا أو ساردًا، لوضع يده على بعض الظواهر الاجتماعيّة التي تتربّص بوحدة النسيج الاجتماعي ولحمته.
وقد حاولت لطيفة بروال - عبر روايتها "لعنة الثلج" - أن تقول ما يمكن أن يقوله المختص النفسانيُّ، أو يُنبّه إليه المختصُّ في علم الاجتماع، ولكن في قالب أدبيّ بوليسيّ، يحمل بعض المتعة التي يُمكن أن تُوفّرها عمليّة بناء نصّ سرديّ إبداعيّ.
وتُشير الروائيّة إلى أنّ أحداث هذه الرواية قد تتقاطع في بعض تفاصيلها مع وقائع حدثت بالفعل، كثيرا ما تطالعنا بها الصُّحف ونشرات الأخبار، لكنّها حاولت كروائيّة، هدفُها الأوّل والأخير تحقيق اللّمسة الإبداعيّة الجميلة، أن تُضفي على الرواية جوانب كثيرة من الإثارة لتُحقّق المتعة المطلوبة لدى القارئ، ولئلّا تسقط الرواية في السّرد المباشر الذي يصفُ الظاهرة الاجتماعيّة، ويُحاول التنبيه إليها، مثلما يفعل المختصون النفسانيُّون، أو الاجتماعيُّون، أو الإعلاميُّون.
يُشار إلى أنّ الروائيّة لطيفة بروال، سبق أن نشرت عددًا من الأعمال الأدبيّة، أهمُّها "ثباتٌ حتى آخر الطريق" (قصّة/ 2018)، و"تعويذة ميطرون" (رواية/2022).
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الروائی ة
إقرأ أيضاً:
«الملتقى الأدبي» يناقش رواية «صلاة القلق»
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلةرواية «صلاة القلق»، الفائزة بجائزة البوكر العربية لعام 2025، كانت أول أمس موضوع المناقشة في صالون «الملتقى» بالحضور عن بُعد لمؤلفها محمد سمير ندا، وأدارت جلسة الحوار أسماء المطوع، مؤسسة الملتقى، مشيرة إلى أن الرواية ليست عادية، ولا تروى على نحو تقليدي، حيث تحتشد فيها الفانتازيا مع التاريخ، ويتداخل فيها الأسطوري مع اليومي في نص شديد الجاذبية، عميق الدلالة، زاخر بالأسئلة، ومتورط في الذاكرة. مبينة أن رواية «صلاة القلق» لا تكتفي بسرد قصة، بل تصوغ من خلال فنها رؤية جديدة لفهم نكسة 67، لا من باب السياسة المباشرة، بل من باب القلق الوجودي الذي يتلبس الإنسان العربي منذ تلك اللحظة الفارقة، وكأن الهزيمة ليست فقط حدثاً تاريخياً، بل هي حالة شعورية متوارثة، شكلت ذاكرتنا وصاغت وعينا الجمعي لعقود.
تعددت المداخلات في مناقشة الرواية، وهي مؤلفة من ثماني جلسات، إضافة إلى هوامش كاتب الجلسات. واللافت أن الكاتب طرز فصول روايته بمقاطع من أغاني عبد الحليم حافظ، وهي معبرة بواقعية رمزية ساطعة عن تلك المرحلة المؤلمة. والرواية تبدأ بفقرة مهمة من تقرير الطبيب الذي يعالج كاتب الجلسات، وتنتهي بالفقرة ذاتها التي تؤكد على أهمية الكتابة في العلاج: «من الحتمي أن يواصل المريض الكتابة، لا بد من تشجيعه وتحفيزه على تفريغ كل ما يختزنه من صور ومشاعر وكلمات حبيسة (...) فإن جف الحبر ذبل الجسد، واستعدت الروح للرحيل».
وجاء في مداخلة نورة الصقيل أن الرواية ليست مجرد سرد حكاية، بل هي حفر في أعماق الذات المهزومة، ومساحة لجدوى الانتماء والصمت وكل شيء، وجاءت لغة الرواية مشبعة بالرؤى، تنهل من التراث كما تنبش في الواقع. ومن جانبها، أوضحت د. سمر زليخا أن السرد في الرواية متعدد الأصوات، يجري على ألسنة مختلفة، ومن زوايا مختلفة، مما يضفي على الرواية العمق والتنوع.