صحف عالمية: إسرائيل تغوص في وحل غزة وكارثة مجاعة تلوح بالقطاع
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
سرايا - تستحوذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتداعياتها على حيز اهتمام الصحافة العالمية، فضلا عن توسع الصراع إلى منطقة البحر الأحمر وتبعاته المتوقعة.
وخلص تحليل لمحرر الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة "هآرتس" العبرية عاموس هرئيل، إلى أن إسرائيل تغوص في وحل غزة، وربما يدوم ذلك سنوات طويلة دون أن تجد من يخلصها منه، بينما يتزايد خطر اندلاع مواجهة في الضفة الغربية.
ورغم ذلك -وفق التحليل- فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسارع إلى البحث عن مخرج، وهو ما يجعله مع حلفائه في الحكومة مفصولين عن الواقع.
وفي السياق ذاته، نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، مقالا بقلم ناداف تَمير، قال فيه إن "إسرائيل تخوض حرب الاستقلال الثانية، ومن المهم أن ندرك أن أميركا هي عمود أمن إسرائيل، والدولة الوحيدة التي ستنقذنا في أوقات الأزمات".
ولكي يستمر هذا الدعم -يقول ناداف- تقع على الإسرائيليين مهمة إنقاذ أنفسهم من العنصرية الشريرة داخل حكومة بنيامين نتنياهو، التي قد تقود الجميع إلى الدمار.
بدورها أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن الأطفال في غزة تمزقت أسرهم وتشردوا وشُوّهوا وأصيبوا بالأمراض، والآن يواجه سكان غزة كارثة جديدة، حيث يلوح في الأفق شبح المجاعة.
ونقلت الصحيفة عن جيسون لي، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن معاناة الأطفال في غزة حاليا أمر لا يمكن تصوره، علما أنه كان بالإمكان تجنب ذلك.
وتطرقت صحيفة "غارديان" البريطانية في افتتاحيتها إلى أنه يجب حماية الصحفيين في غزة وحرية الصحافة، لكنها استدركت بالقول "بعد مقتل عشرات من الإعلاميين في الأشهر الثلاثة الماضية، فإن الحقيقة نفسها مهددة".
وتضيف الصحيفة أن المراسلين الذين أصيبوا والذين عانوا من خسائر شخصية مدمرة، سارعوا للعودة إلى عملهم لإخبار العالم بما يحدث للآخرين، "وعندما يموت كثيرون، فمن الضروري أن نتساءل عن السبب ونعمل على وقف المذبحة".
أما صحيفة "تشايانا ديلي" الصينية، فقالت إن المعايير المزدوجة للغرب تتجلى في قطاع غزة، "فقد اتسمت رواياتهم حول الصراعين في غزة وأوكرانيا بالتناقض الشديد".
وتضيف الصحيفة "لقد تجاهل القادة الغربيون العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين في خطاباتهم، ما يعكس استهتارهم التام بحياة الفلسطينيين"، ثم تختم "خطاب الساسة الغربيين بات أجوف، ما جعل قلة من الناس يأخذونهم على محمل الجد".
من جانبها أشارت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إلى أن بعض المحللين يرون أن ضم الولايات المتحدة للحوثيين إلى لائحة الإرهاب يحمل دلالات رمزية أكثر من أي شيء آخر.
ونقلت المجلة عن المسؤول السابق في الاستخبارات الأميركية ميك مولْروي، أن هذا الإجراء لن يردع الحوثيين أو إيران، ومن المرجح أن تستمر الهجمات على الشحن في البحر الأحمر.
أما الكاتب برادلي دريس فقال في مقاله بموقع "ذا هيل" الأميركي، إن كل الدلائل تشير إلى أن الصراع بين أميركا والحوثيين سيكون طويل الأمد، ويؤدي -من ثم- إلى تعميق اضطرابات الشحن البحري، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وإشعال الشرق الأوسط، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى تجنب وقوع حرب إقليمية أوسع.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الغارديان: إسرائيل تحاول حرف مسؤولية المجاعة في غزة على حماس والأمم المتحدة
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية في تقرير أعده بيتر بيومنت، إن إسرائيل ووسط الشجب الدولي على المجاعة في غزة تحاول تحويل اللوم وإبعاد نفسها عن مسؤولية تجويع الفلسطينيين الواسع في غزة.
وفي الوقت الذي قدمت فيه عشرات الحكومات ومنظمات الأمم المتحدة وشخصيات دولية أخرى أدلة عن مسؤولية إسرائيل، حاول المسؤولون والوزراء في إسرائيل الإيحاء بأنه لا يوجد جوع في غزة، وأنه إذا كان الجوع موجودا، فهو ليس خطأ إسرائيل، أو إلقاء اللوم على حماس أو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة في مشاكل توزيع المساعدات.
وتواصلت الجهود الإسرائيلية حتى مع ظهور أحد وزراء حكومتها، وزير التراث اليميني المتطرف، عميحاي إلياهو، وهو يصف سياسة غير مبررة للتجويع والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وهي سياسة نفتها إسرائيل وقالت إنها ليست سياسة رسمية.
ووسط دلائل على تزايد أعداد الوفيات بسبب الجوع في غزة، بما في ذلك وفيات العديد من الأطفال، وصور وروايات صادمة عن سوء التغذية، حاولت إسرائيل التنصل من المسؤولية عما وصفه رئيس منظمة الصحة العالمية بـ"المجاعة الجماعية من صنع الإنسان".
وقد أيدت 28 دولة هذا الرأي في بيان مشترك صدر هذا الأسبوع، بما في ذلك بريطانيا، والذي ألقى باللوم صراحة على إسرائيل. وجاء في البيان: "لقد وصلت معاناة المدنيين في غزة إلى مستويات غير مسبوقة".
وأضاف البيان: "إن نموذج تقديم المساعدات الذي تنتهجه الحكومة الإسرائيلية خطير، ويؤجج عدم الاستقرار، ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية". وجاء فيه: "ندين إيصال المساعدات بالتنقيط والقتل اللاإنساني للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، سعيا لتلبية احتياجاتهم الأساسية من الماء والغذاء".
وكان بعض المسؤولين الإسرائيليين أكثر حذراً بعض الشيء في تصريحاتهم العلنية، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي وعد بشكل مبهم بأنه "لن تكون هناك مجاعة" في غزة. إلا أن إحاطة غير رسمية قدمها مسؤول أمني إسرائيلي كبير قبل فترة للصحافيين دفعت إلى موقف أكثر حزما، مؤكدا "لا يوجد جوع في غزة"، ومدعيا أن صور الأطفال الجائعين على الصفحات الأولى حول العالم تظهر أطفالاً يعانون من "أمراض مزمنة".
وظهر ديفيد مينسر، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، على قناة "سكاي نيوز" قائلا هذا الأسبوع: "لا توجد مجاعة في غزة،هناك مجاعة للحقيقة".
وفي تناقض مع هذا الادعاء، قالت منظمة "أطباء بلا حدود" إن ربع الأطفال الصغار والأمهات الحوامل أو المرضعات الذين فحصتهم في عياداتها الأسبوع الماضي يعانون من سوء التغذية، وذلك بعد يوم من إعلان الأمم المتحدة أن واحدا من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية.
ومع ذلك، فإن محاولات إسرائيل للتملص من المسؤولية تقوضها مسؤوليتها الوحيدة والشاملة: فهي، كقوة احتلال في صراع، ملزمة قانونا بضمان توفير سبل العيش لمن هم تحت الاحتلال.
وبينما حاولت إسرائيل باستمرار إلقاء اللوم على حماس لاعتراض المساعدات الغذائية، فقد قوّض هذا الادعاء تقييم أمريكي مسرب، اطلعت عليه "رويترز"، لم يجد أي دليل على سرقة ممنهجة من قِبل الجماعة الفلسطينية المسلحة للإمدادات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة.
وبعد فحص 156 حادثة سرقة أو فقدان لإمدادات ممولة من الولايات المتحدة أبلغت عنها منظمات شريكة في المساعدات الأمريكية بين تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وأيار/مايو 2025، قالت إنها لم تجد "أي تقارير تزعم أن حماس" استفادت من الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة.
كما كثفت إسرائيل مؤخرا جهودها لإلقاء اللوم على الأمم المتحدة في مشاكل توزيع المساعدات، مشيرة إلى "عدم تعاون المجتمع الدولي والمنظمات الدولية".
وتتناقض مزاعم إسرائيل مع أدلة واضحة على جهودها لتقويض توزيع المساعدات.
ورغم التحذيرات الدولية من المخاطر الإنسانية التي يشكلها حظر أونروا، الوكالة الأممية الرئيسية للفلسطينيين والمنظمة الأكثر خبرة في غزة، من إسرائيل، فقد أُغلقت عملياتها، مما عقد جهود الإغاثة.
وبدلا من ذلك، اعتمدت إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، على مؤسسة غزة الإنسانية الخاصة عديمة الخبرة والمثيرة للجدل؛ وكانت مواقعها محورا للعديد من عمليات القتل الجماعي للفلسطينيين اليائسين على يد الجنود الإسرائيليين.