كشف 4 جنرالات إسرائيليين عن تفاصيل "مأزق" يواجهه جيش الاحتلال حاليا أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد مرور أكثر من مئة يوم من الحرب على قطاع غزة، بحسب تقرير لصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times) ترجمه "الخليج الجديد".

الصحيفة قالت إنه "بعد أكثر من مئة يوم من الحرب، أثار التقدم المحدود، الذي أحرزته إسرائيل في تفكيك حماس، الشكوك داخل القيادة العسكرية حول إمكانية تحقيق هدفي الحرب في الأمد القريب، وهما القضاء على حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة".

وتابعت أن "إسرائيل فرضت سيطرتها في غزة على جزء أصغر مما تصورته في خطط الحرب منذ بداية الغزو. ودفعت هذه الوتيرة البطيئة بعض القادة إلى التعبير سرا عن إحباطهم  واستنتاج أنه لا يمكن تحرير أكثر من 100 أسير إسرائيلي في غزة إلا بالوسائل الدبلوماسية وليس العسكرية".

و"الهدفان المتمثلان في تحرير الأسرى وتدمير حماس أصبحا الآن غير متوافقين"، وفقا لمقابلات أجرتها الصحيفة مع أربعة من كبار الجنرالات الإسرائيليين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

اقرأ أيضاً

هآرتس: حماس بدأت عملية كبيرة لإعادة تأهيل كتائبها في شمالي غزة.. وقلق إسرائيلي

خطة ما بعد الحرب

الجنرالات قالوا إن "المعركة الطويلة، التي تهدف إلى تفكيك حماس بالكامل، ستكلف على الأرجح حياة الأسرى".

وأطلقت "حماس"، خلال هدنة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، سراح أكثر من 100 أسير، مقابل أسرى فلسطينيين في سجون إسرائيل، التي لا تزال تحتجز نحو تسعة آلاف فلسطيني، لكن الحركة قالت إنها لن تطلق سراح بقية الأسرى، ما لم يوافق الاحتلال على وقف القتال تماما.

ومشيرين إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يوضح بعد كيف سيتم حكم غزة بعد الحرب، قال الجنرالات إن "غموض نتنياهو بشأن خطة ما بعد الحرب في غزة مسؤول جزئيا عن المأزق الذي يواجهه الجيش في ساحة المعركة".

وأضافوا أنه "بدون رؤية طويلة المدى لغزة، لن يتمكن الجيش من اتخاذ قرارات تكتيكية قصيرة المدى بشأن المناطق التي لا تزال خارج نطاق السيطرة الإسرائيلية".

الصحيفة قالت إن "الاستيلاء على الجزء الجنوبي من غزة، والذي يقع على الحدود المصرية، سيتطلب تنسيقا أكبر مع مصر. لكن ثلاثة من الجنرالات  قالوا إن مصر غير راغبة في المشاركة دون ضمانات من إسرائيل بشأن خطة ما بعد الحرب".

اقرأ أيضاً

سيناريو كابوس الغرب.. هكذا تنتصر روسيا وحماس على أوكرانيا وإسرائيل

بديل التسوية الدبلوماسية

"وتم تدمير العديد من الأنفاق تحت غزة، لكن إذا تُركت الأنفاق المتبقية سليمة، فلا يمكن القول إنه تمت هزيمة حماس، مما يقلل من احتمال قيام الحركة بإطلاق الأسرى تحت أي ظرف دون وقف كامل لإطلاق النار"، كما زادت الصحيفة.

واعتبرت أن "البديل المتبقي هو تسوية دبلوماسية يمكن أن تشمل إطلاق سراح الأسرى مقابل إطلاق سراح آلاف الفلسطينيين الذين تعتقلهم إسرائيل، إلى جانب وقف الأعمال العدائية".

وووفقا لثلاثة من الجنرالات الأربعة فإن "الطريق الدبلوماسي سيكون أسرع وسيلة لإعادة الأسرى الإسرائيليين".

وشددوا على أن "الحرب في غزة تعرقلت بسبب البنية التحتية لحماس، التي كانت أكثر تطورا مما اعتقده ضباط المخابرات الإسرائيلية".

ويخشى الجنرالات من أن "تؤدي الحرب الطويلة، دون خطة لما بعد الحرب، إلى تآكل أي دعم متبقي من حلفاء إسرائيل (بقيادة الولايات المتحدة)، مما يحد من استعدادهم لتزويدها بذخيرة إضافية".

وردا على طلب من الصحيفة للتعليق، قال مكتب نتنياهو في بيان إن "رئيس الوزراء يقود الحرب على حماس بإنجازات غير مسبوقة وبطريقة حاسمة للغاية". وفي خطاب ألقاه في 18 يناير/ كانون الثاني الجاري، وعد نتنياهو بتحقيق "النصر الكامل على حماس وكذلك إنقاذ الأسرى".

لكن أندرياس كريج، خبير الحرب في جامعة كينجز كوليدج في لندن، قال إن "أنفاق غزة ليست بيئة يمكن فيها تحرير الأسرى.. هذه حرب لا يمكن الفوز فيها.. في معظم الأوقات، عندما تكون في حرب لا يمكن الفوز فيها، تدرك ذلك في مرحلة ما وتنسحب، لكن الإسرائيين لم يفعلوا ذلك".

اقرأ أيضاً

أولمرت: هزيمة حماس بعيدة المنال ونتنياهو يقاتل على مستقبله الشخصي

المصدر | ذا نيويورك تايمز/ ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حماس الأسرى إسرائيل حرب غزة أنفاق نتنياهو ما بعد الحرب الحرب فی أکثر من لا یمکن فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحيفة: إسرائيل تواصل امتصاص الضغوط الدولية لوقف حرب غزة

قالت صحيفة "الاخبار" اللبنانية، صباح اليوم الخميس 22 مايو 2025، إن إسرائيل تواصل امتصاص الضغوط الدولية الممارسة عليها لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة .

وقالت الصحيفة، "تُظهر وقائع أشهر الحرب أن الضغوط الدولية على إسرائيل – سواء من الولايات المتحدة أو من الدول الأوروبية نسبياً – غالباً ما تنعكس تمسّكاً من جانب حركة " حماس " بمواقفها. فكلّما اعتقدت الحركة بأن هناك توجّهاً دولياً للضغط على إسرائيل بهدف إنهاء القتال أو تقليص الدعم الممنوح لها، زادت من تصلّبها في المفاوضات. وهذا ما يدفع تل أبيب إلى تفادي الظهور بمظهر الطرف المتراجع، فتُبقي على نبرة التحدّي والتعنّت، بهدف منع "حماس" من التقاط إشارات قد تبرّر مزيداً من الممانعة أو التشدّد".

وتابعت "وبناءً عليه، إذا اضطرت إسرائيل إلى الانحناء – ولو جزئياً – أمام الضغوط الدولية، وهي ضغوط قد تكون مؤثّرة إن جرى تفعيلها بجدّية، فإنها في المقابل تُظهر مزيداً من التصميم في مواجهة "حماس"، سواء عبر استمرار العمليات الميدانية أو من خلال تفعيل تهديدات معلنة مسبقاً، كما خطة مركبات جدعون".

أما على مستوى إدارة الضغوط، فتسعى تل أبيب لتحقيق توازن دقيق بين السماح بدخول مساعدات إنسانية محدودة، والحفاظ على الضغط الاقتصادي والمعيشي الذي يستهدف البيئة الحاضنة لـ"حماس".

وفي كلا الحالين، تُفرغ إسرائيل أي خطوة تنازلية من مضمونها السياسي، مقدّمةً إياها على أنها مبادرة إنسانية عابرة لا تمسّ هدف الحرب المركزي، وهو القضاء على "حماس" وتحقيق "النصر الكامل".

ومنذ بداية الحرب، رسمت إسرائيل لنفسها ما تصفه بـ"التسويات المقبولة"، وهي في جوهرها أقرب إلى فرض استسلام مشروط؛ إذ تتضمّن ترحيل القيادات والكوادر، وكذلك عناصر أساسيين من حركة "حماس" وفصائل المقاومة، على غرار ترحيل مقاتلي "منظمة التحرير" من لبنان في عام 1982، فضلاً عن نزع السلاح الكامل من "حماس" والفصائل الأخرى.

ويتكامل هذا المشروع مع خطة لتشكيل "آلية إدارة انتقالية" للقطاع، تتولّى فيها أطراف إقليمية أو دولية أدواراً محددة، تمهيداً لترتيب نهائي طويل الأمد يضمن بقاء السيطرة الفعلية في يد إسرائيل.

وتُصرّ تل أبيب، في هذا السياق، على بند إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، سواء ضمن صفقة تبادل أو من دون مقابل، باعتباره أولوية داخلية ضاغطة لا مساومة عليها.

كما أنه من منظور إسرائيلي، فإن أي وقف لإطلاق النار لا يُعدّ نهاية للحرب، بل خطوة "تكتيكية" مؤقّتة، وهو ما عبّر عنه مصدر رفيع في حديث إلى قناة "سي إن إن"، قائلاً إن إسرائيل منفتحة على إنهاء الحرب فقط في حال استسلام "حماس"، فيما أكّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، بدوره، أن "الحرب لن تتوقف"، وأن "وقف إطلاق النار – إن حدث – سيكون مؤقّتاً ومحدود الأثر، ويعقبه استئناف للعمليات".

وبناءً على هذا التصور، فإن أي اتفاقات تُناقَش حالياً تُعدّ، في نظر إسرائيل، مجرد تفاهمات مرحلية تهدف إلى تقليص عدد الأسرى أو تقليل المخاطر عليهم خلال القتال، ولا ترقى بأي حال إلى تسوية سياسية شاملة. وهنا، يصبح جلياً أن إسرائيل لا تزال ترفض منطق الحلول المتوازنة، وتُصرّ على أن الحسم العسكري هو الطريق الوحيد إلى ما تعتبره نصراً حقيقياً.

في المقابل، تُدرك تل أبيب أن الضغوط الدولية، رغم أنها ما زالت في طورها الأوّلي، تحمل في طيّاتها تحديات استراتيجية. وهي أكثر فاعلية عندما تتركّز على ملف المجاعة لا القتل، ما يدفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات محدودة تُظهر تحسّناً شكلياً في الوضع الإنساني، من دون التأثير على خططها العسكرية. وفي هذا السياق، تسعى تل أبيب إلى تطويع الصورة الإنسانية إعلامياً، بما يُخفّف من الضغط الغربي، من دون الإضرار بأهدافها في الميدان.

وهي تعتمد حالياً سياسة مدروسة تقوم على استمرار التجويع، خصوصاً في المناطق المستهدفة بالإخلاء السكاني، إذ يُستخدم التجويع كسلاح مزدوج: أداة ضغط على "حماس"، ووسيلة لدفع السكان نحو مناطق محدّدة تخضع لرقابة إسرائيلية على إدخال المساعدات. وهكذا، يتحوّل الغذاء إلى وسيلة لضبط الجغرافيا السكانية وفق ما تراه إسرائيل مناسباً لترتيبات ما بعد الحرب.

وفي ظل هذا الوضع، تواصل إسرائيل التلويح بعملية عسكرية كبرى، من دون تنفيذها بالكامل، في ما يبدو أنه أسلوب تهويلي يهدف إلى تحقيق الأهداف عبر الضغط النفسي والسياسي. وتتيح الضبابية المقصودة في الموقف الإسرائيلي، التراجع عند الحاجة أو التقدّم خطوة، بحسب تطورات البيئة الإقليمية والدولية. وإذ ساهمت الضجة الأخيرة حول "سياسة التجويع" في إرباك هذه الخطة مؤقّتاً، فإن مفاعيلها لم تصل إلى مستوى الضغط الجدّي.

وفي هذا السياق، علّق مسؤول إسرائيلي على الموقف الأوروبي قائلاً إن "التحرك كان مُعدّاً مسبقاً ومعروفاً"، مضيفاً أن "الكمين الدبلوماسي قد أُحبِط". كما وصف تصريح كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في "الاتحاد الأوروبي"، حول إعادة دراسة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، بأنه "مجرّد لغة دبلوماسية معتدلة، لا تتضمّن قرارات حاسمة". وأضاف: "القرار لا يتحدّث عن إيقاف الاتفاق، بل عن فحصه ودراسته". ومن هنا، ترى إسرائيل أن الضغوط الأوروبية قابلة للاستيعاب، ولا تشكّل تهديداً جوهرياً.

كما أن النتيجة التي أفرزها التصويت الأوروبي – موافقة 17 دولة ومعارضة 10 – أكّدت لتل أبيب أن المعادلة لا تزال تحت السيطرة، وأن الحديث عن مراجعة الاتفاق يبقى "رمزياً"، ولا يمسّ بمصالحها الجوهرية. أما على الجانب الأميركي، فإن إعلان نائب الرئيس جي دي فانس عن نيّته زيارة إسرائيل، ثم تراجعه عن ذلك، وسواهما من الخطوات "العقابية"، كل ذلك لم يُحدث تغييراً يُذكر في سلوك تل أبيب.

بالنتيجة، تظلّ الضغوط الغربية – الأوروبية والأميركية – بالنسبة إلى إسرائيل مفهومة ومبرّرة ومحمولة، طالما أنها لم تتجاوز الخطوط الحمر للعلاقة مع الحلفاء، وتُواجه بمحاولات تفريغ لمضمونها وتأثيرها. وفي ظلّ استمرار هذه المعادلة، ستواصل إسرائيل حربها في غزة وصولاً إلى: إما استسلام "حماس"، وإما الاستمرار في القتل والتجويع. وما لم تُبدّل الدول الشريكة لإسرائيل مقاربتها، وتتحوّل من ضغوط مواربة إلى مواقف حاسمة وفاعلة، فإن الحرب لن تتوقّف. أمّا الفلسطينيون فقد فعلوا كل ما بوسعهم، بل وأكثر؛ وما يملكونه الآن ليس سوى الصبر والصمود، وتجنّب الوقوع في فخّ الاستسلام الذاتي.

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين أهالي تجمع مغاير الدير شرق رام الله يرحلون قسرا تحت وطأة الاعتداءات ناشطون يناشدون الكونغرس للضغط على إسرائيل لرفع الحصار عن غزة مستوطنون يحرقون منزلا جنوب شرق مدينة الخليل الأكثر قراءة صحة غزة تحذر من أوضاع صحية كارثية يعيشها الأطفال الخدج في الحضانات مستوطنون يقتحمون اليوم المسجد الأقصى "الأوقاف" تعلن مواعيد سفر حجاج الضفة الغربية المغادرين براً ماذا قالت الفصائل الفلسطينية بمناسبة ذكرى النكبة 77؟ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مكالمات تثير الذعر في إسرائيل بصرخات لأسرى
  • إجماع في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل لصفقة مع حماس
  • الأسرى ورقة ابتزاز.. منسق صفقة شاليط: نتنياهو يتعمد إفشال أي اتفاق
  • غزة.. أكثر من 80 دولة تحذر من المجاعة وتطالب بوقف استغلال المساعدات
  • هآرتس: إسرائيل تعيش في أخطر انتكاسة دبلوماسية منذ بدء الحرب
  • عاجل| احتجاجات واسعة في إسرائيل وتصاعد الغضب ضد حكومة نتنياهو (تفاصيل)
  • نتنياهو يسحب الوفد المفاوض من الدوحة.. وعائلات الأسرى الإسرائيليين تعلّق
  • إسرائيل تقرر سحب كامل وفدها للمفاوضات من الدوحة
  • صحيفة: إسرائيل تواصل امتصاص الضغوط الدولية لوقف حرب غزة
  • عائلات الأسرى بغزة: نتنياهو لا يملك خطة حقيقية.. والحكومة تضلل الجمهور