لم يجد فريق من العلماء في تخصصات مختلفة سوى القليل من الأدلة على أن طاعون الموت الأسود تسبب في ظهور متغيرات جينية في المجموعات السكانية المتضررة.

وأثر طاعون الموت الأسود على الأشخاص الذين يعيشون في أوروبا وأجزاء من إفريقيا وآسيا في منتصف القرن الرابع عشر، والذي يعتقد أنه قتل نحو 25 مليون شخص، حيث شهدت بعض البلدان فقدان 65% من سكانها.

إقرأ المزيد ستة أطعمة تعزز المناعة يجب تناولها عند المرض

وفي العام الماضي، اكتشف العلماء أن الطاعون كان في الواقع عدوى بكتيرية تحملها القوارض البرية. وفي الدراسة الحديثة، قام علماء الآثار وعلماء الوراثة وعلماء الأمراض من مؤسسات في جميع أنحاء أوروبا بتحليل جينومات 275 فردا مدفونا في كامبريدجشير، إنجلترا، ممن عاشوا قبل وبعد الموت الأسود في القرن الرابع عشر في نفس المنطقة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على أي تغييرات جينية.

ووجدوا أنه، على عكس المعتقدات السابقة، لا يوجد في الواقع سوى القليل من الأدلة على أن جائحة الطاعون الدبلي تسببت في تحولات جينية في المنطقة.

تحدي معتقدات الموت الأسود السابقة

يهدف الخبراء إلى فهم تأثير الموت الأسود على الاختلافات الجينية للسكان وكذلك استكشاف ما إذا كان الوباء قد شكل قابلية السكان الباقين على قيد الحياة للأمراض الوراثية.

وقد ربطت الدراسات السابقة طاعون العصور الوسطى بتطور أنواع المناعة لدى بعض السكان. ومع ذلك، فإن أحدث الأفكار من الدراسة الجديدة توضح أن الحمض النووي القديم لم يعكس أي تغييرات كبيرة في الاختلافات الجينية حول التنوع أو الجينات المناعية المرتبطة بالوباء.

ويتحدى هذا الاكتشاف هذه الفكرة النموذجية، ويثير تساؤلات حول مدى واتساق الاستجابات الجينية للوباء التاريخي.

إقرأ المزيد كيف يمكن لجهاز المناعة أن يغير سلوكنا

ويشير الباحثون إلى أن الاستجابات المناعية لليرسينيا الطاعونية، البكتيريا المسؤولة عن الموت الأسود، يمكن أن تتعلق بمسارات متعددة لم يتم الكشف عنها بعد.

ومن الممكن أن يساهم هذا في فهم التأثير الجيني للطاعون على مجموعات سكانية متنوعة.

وأوضح الباحثون في بيان أن تحليلاتهم كشفت تفاصيل حول التركيبة الاجتماعية في كامبريدجشير، بما في ذلك الارتباط والتحولات طويلة المدى في السلالة الجينية المحلية بسبب الهجرة من هولندا والنرويج والدنمارك.

وأشار الباحثون إلى أن "هذه النتائج لا تعني أن الطاعون لم يكن له تأثير انتقائي على التنوع الجيني في كامبريدج".

واستخدم الباحثون بيانات الحمض النووي لدراسة التغيرات في الاختلافات الجينية المتعلقة بالتنوع والجينات المناعية قبل وبعد الموت الأسود.

نشرت الدراسة في مجلة Science Advances في 17 يناير.

المصدر: Interesting Engineering

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار الصحة أوروبا الصحة العامة امراض جائحة جينات وراثية دراسات علمية معلومات عامة وباء الموت الأسود

إقرأ أيضاً:

دراسة تظهر تراجعا لأعداد الطيور بمنطقة الأمازون

أشارت دراسة حديثة حللت سلوك الطيور، التي تتغذى على الحشرات في مناطق الأمازون، إلى انخفاض واضح في أعداد الكثير من أنواعها، مرجحة أن يكون ذلك لأسباب مناخية في منطقة كانت تعد ملاجئ، مع وجود مناخ أكثر استقرارا، وغطاء غابات سليم، ووفرة من إمدادات الغذاء.

وأظهرت تحليلات البيانات، التي جمعتها الدراسة على مدى الـ27 سنة الماضية، انخفاضا في أعداد 24 نوعا من الطيور من أصل 29 نوعا خضعت للدراسة. وكان السبب الرئيسي هو طول مواسم الجفاف وقلة الأمطار في السنوات الأخيرة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا يحدث للبيئة والبشر إذا اختفى النحل؟list 2 of 4جوع وتغير مناخي.. سكان أوغندا يصطادون طيورا مهاجرة للبقاءlist 3 of 4"عصفور التين".. واحد من أهم طيور بلاد الشام تحت التهديدlist 4 of 4دراسة: 75% من أنواع الطيور بأميركا الشمالية في تراجعend of list

وركزت الدراسة على تحليل سلوك الطيور آكلة الحشرات -تلك التي تعيش بالقرب من الأرض تحت مظلة الغابات- في منطقة محمية من غابات الأمازون المطيرة على بعد حوالي 80 كيلومترا من مدينة ماناوس بالبرازيل.

وتشير النتائج إلى أن تغير المناخ هو السبب، إذ يبدو أن انخفاض هطول الأمطار وزيادة حدة الجفاف يؤثران على عدد الحشرات هناك، مما يؤدي إلى قلة الغذاء للطيور، والتي يبدو أنها تتفاعل من خلال التكاثر بشكل أقل من أجل توفير الطاقة.

وبحسب الدراسة، التي قام بها علماء من مؤسسات برازيلية وأميركية وكندية، فإن زيادة درجة الحرارة المتوسطة خلال موسم الجفاف في الأمازون بمقدار درجة مئوية واحدة فقط من شأنها أن تؤدي إلى انخفاض معدل بقاء مجتمع الطيور بنسبة 63%.

إعلان

وبشكل عام، يعرف العلماء منذ فترة أن أعداد الطيور الاستوائية آخذة في التناقص. بسبب تدهور الغابات وتجزيئها وتدمير الموائل. إلا أن دراسة أُجريت عام 2020، أظهرت انخفاضا أيضا في أعداد أنواع معينة من الطيور التي تعيش في مناطق الأمازون التي لم تتأثر بالأنشطة البشرية.

وأكدت الدراسة الجديدة ما كان الباحثون يشتبهون فيه، إذ إن التغيرات المناخية تؤثر على الطيور حتى في المناطق التي كانت تعتبر في السابق ملاجئ، مع وجود مناخات محلية أكثر استقرارا، وغطاء غابات سليم، ووفرة من إمدادات الغذاء.

ويقول عالم الأحياء غاريد وولف من جامعة ميشيغان التقنية بالولايات المتحدة، الذي شارك في الدراسة: "تربط هذه الدراسة بشكل قاطع بين تغيرات المناخ وبقاء الطيور. فكانت مجرد فرضية حتى الآن، لكن هذا التحليل يؤكد أن هذه التغيرات تلعب دورا مهما في نفوق الطيور في وسط الأمازون".

وحذرت الدراسة ليس فقط من انكماش أعداد الطيور في أكبر الغابات الاستوائية على كوكب الأرض، ولكن أيضا من انقراضها المحتمل في الأمازون، ومع مرور الوقت، اختفائها الكامل في أماكن أخرى كذلك.

ويشير وولف أنه إذا استمرت درجات الحرارة المرتفعة واشتدت فترات الجفاف، فسيستمر تناقص معظم الأنواع لدرجة أنها ستختفي من الوجود، ومع انقراض المزيد من الأنواع، سيتأثر هذا النظام البيئي الضخم والمعقد بأكمله.

وما يميز غابات الأمازون هو أنها لم تتأثر بالظواهر الجليدية على الأرض، وكانت غاباتها موجودة منذ ملايين السنين، مما سمح للطيور بالتطور دون انقراض وهو ما جعلها بيئة فريدة من نوعها عالميا، حسب الدراسة.

لكن التغيرات في درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة أو درجتين مئويتين على مدى ملايين السنين حدثت ببطء، مما أتاح للطيور والأنواع وقتا للتكيف. أما الآن -كما تقول الدراسة- فنحن نتحدث عن تغيرات سريعة على مدى 10 أو 20 عاما، وهذه الطيور لا تملك القدرة على مواكبتها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • دراسة: جميع الكائنات الحية تصدر توهجا يختفي بعد الموت
  • ثلاث عادات يومية قد تقلل خطر الإصابة بالسرطان بنسبة 60%.. إليك ما كشفته دراسة أوروبية جديدة
  • لـ"شيخوخة صحية".. دراسة تكشف "سر" الشاي والتوت والحمضيات
  • دراسة: منتجات الألبان تساعد على ضبط مستويات السكر في الدم
  • دراسة: 25 مدينة أميركية مهددة بالغرق
  • دراسة: المشي اليومي يقلل من خطر الإصابة بـ13 نوعا من السرطان
  • دراسة تظهر تراجعا لأعداد الطيور بمنطقة الأمازون
  • “غوغل” تتحدى “واتساب” بميزة جديدة
  • دراسة: 99% من أعماق البحار مجهولة ومخخطات تعدينها خطيرة
  • دراسة تكشف مفاجأة بشأن أيدي أسلاف الإنسان الأوائل