رجل الثقافة يضع حجر أساس مَجْمَع عُمان الثقافي
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
د. أحلام بنت حمود الجهورية
باحثة وكاتبة في التاريخ، عضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العُمانية
21 يناير 2024م يوم سيخلد في ذاكرة الأمة العُمانية طويلاً، حيث شهد وضع حجر أساس أهم وأضخم مشروع ثقافي لعُمان في نهضتها الحديثة المتجددة، فتفضل جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- فوضع حجر الأساس لمشروع مجمع عُمان الثقافي في مرتفعات المطار بمحافظة مسقط.
إن مشروع مجمع عُمان الثقافي بمكوناته: المكتبة الوطنية والمسرح الوطني ومكتبة الطفل ودار الفنون ودار السينما والمنتدى الأدبي، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية تشكل لَبِنة أساسية من لَبِنات العمل الثقافي وواجهة حضارية لعُمان الإنسان والتاريخ والحضارة والثقافة، وهي عناصر وأدوات مهمة في تحقيق الكثير من الأهداف ضمن رؤية عُمان 2040، حيث أن المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية هي أحد الأولويات الوطنية التي انطلقت منها رؤية عُمان 2040.
إن هذا المشروع الضخم معنىً ومبنىً يجسد رؤية جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –أعزه الله- في ضرورة الانطلاق من ثوابت المواطنة والهُوية العُمانية الأصيلة في كل المشاريع والرؤى والأهداف التي تحقق رؤية عُمان 2040، فجلالته –أعزه الله- كان على رأس هذه الرؤية منذ بدايات التأسيس حتى الانطلاق ثم التنفيذ فالمتابعة والتقييم. كما أن جلالته –حفظه الله- كان على رأس العمل الثقافي والحضاري لسلطنة عُمان من خلال ترأس جلالته لوزارة التراث والثقافة في 14 فبراير 2002م حيث كان على مقربة من كل صغيرة وكبير من العمل الدؤوب للحافظ على تراث عُمان وحضارتها وثقافتها لمدة 18 عاماً حتى تسلمه مقاليد الحكم في البلاد في 11 يناير 2020م. وقبل أيام قلائل تفضل جلالته ومنح وسام الإشادة السلطانية من الدرجة الثانية لعدد من الشخصيات العُمانية في المجال الثقافي وهذا بحق هو تكريمٌ سامٍ واحتفاءٌ سلطاني بالثقافة العُمانية وإنجازاتها، كما أن جلالته في خطابات السامية الكريمة يوجه بالاهتمام بالنشء والحفاظ على القيم والسمت العُماني الأصيل، وضرورة الارتباط بهويتنا وثقافتنا الوطنية.
إن مجمع عُمان الثقافي سيكون صرحاً ثقافياً ضخماً سيجعل من عُمان واجهة للثقافة عموماً وهي أداة من أدوات القوة الناعمة ووسيلة من وسائل الدبلوماسية الثقافية، وهذا المشروع سيحقق جملة من الأهداف على رأسها تعزيز الأنشطة والبرامج والفعاليات الثقافية وإبراز التراث الحضاري العُماني في كافة المجالات، وتكامل العمل المؤسسي في المجال الثقافي، كما أنه سيحقق جملة من الأمنيات للمثقف العُماني من خلال وجود مظلة جامعة لمرافق العمل الثقافي وبيئة محفزة وحاضنة للإبداع، كل ذلك سيحقق الهدف الأسمى من هذا المشروع وهو حفظ الذاكرة العُمانية وتعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية، وخلق جيل واع ومعتز ومقدر لكل مفردات ثقافته وحضارته.
ولا يسعنا في ختام مقالنا هذا إلا التوجه بالشكر الجزيل والعرفان العظيم لرجل الثقافة الأول ومجدد نهضة عُمان وحامي ثقافتها وتاريخها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه ومتَّعه بموفور الصحة والعافية لقيادة عُمان نحو درجات المجد السامقة.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الع مانیة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة في تصريح خاص: رؤية ذكية لتطوير السياحة الثقافية.. وتكامل شامل بين قطاعات الوزارة يدعم جيلاً جديداً من التدريب والإبداع
أكد وزير الثقافة دكتور أحمد هنو في أن الوزارة تتبنى حالياً رؤية استراتيجية جديدة تعتمد على توظيف التقنيات الذكية في تطوير العمل الثقافي، معتبراً أن دمج التكنولوجيا في أنشطة الثقافة بات ضرورة ملحّة لتعزيز حضور مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.
وأشار فى تصريح خاص لصدى البلد إلى أن الوزارة تعمل على تحديث آليات الترويج للمنتج الثقافي من خلال منصات رقمية متقدمة ووسائل عرض حديثة تستهدف تعريف المصريين والأجانب بثراء الهوية الثقافية المصرية.
وأوضح هنو أن قصور الثقافة تعيش مرحلة تحول نوعي تقوم على التدريب المتطور وتنمية مهارات العاملين في مجالات الفنون والإدارة الثقافية.
وأكد أن الوزارة تعتمد حالياً برامج تدريب تخصصية تهدف إلى إعداد كوادر قادرة على إدارة الأنشطة الثقافية بأساليب معاصرة، بما يضمن وصول المنتج الثقافي إلى الجمهور بجودة أعلى وتأثير أكبر.
وأضاف وزير الثقافة أن تكامل قطاعات الوزارة أصبح ركيزة أساسية في المرحلة الجديدة، حيث تعمل الهيئات المختلفة بروح فريق واحد، من أجل تنفيذ رؤية موحدة تعزز من قيمة الثقافة في المجتمع.
وأوضح أن قصور الثقافة لم تعد كيانات تعمل بمعزل، بل أصبحت جزءاً رئيسياً من منظومة مترابطة تشمل المسرح، والفنون التشكيلية، والفنون الشعبية، والسينما، وغيرها من القطاعات.
وكشف هنو عن خطة طموحة للتوسع في دعم السياحة الثقافية من خلال تنظيم فعاليات فنية ومسرحية تجوب القرى والنجوع، بالتعاون بين البيت الفني للمسرح والهيئة العامة لقصور الثقافة وباقى القطاعات.
وأكد أن المسرح سيخرج إلى الجمهور حيث يعيشون، ليجعل الثقافة أكثر قرباً منهم، وليعزز الهوية المصرية في كل أنحاء البلاد.
واختتم الوزير تصريحاته قائلاً إن مصر تدخل اليوم مرحلة جديدة تمزج بين الأصالة وروح الابتكار، وتسعى لإطلاق منتج ثقافي ذكي وجاذب يعكس قوة مصر الحضارية، ويمهد لمرحلة أوسع من الحضور الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي.