"كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية" الثالثة على مستوى المملكة في "أفضل بيئة عمل" لعام 2023م
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
حققت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية المركز الثالث على مستوى المملكة في اعتماد "أفضل بيئة عمل" لعام 2023، التي تقدمها منظمة هيئة ثقافة بيئة العمل العالمية "Great Place to Work"، ويعد هذا الاعتماد للعام الثاني على التوالي، وذلك نظير تميزها في نشر ثقافة بيئة العمل وتحسين تجارب الموظفين وتعزيز الصورة الذهنية للهيئة، على المستويين الداخلي والخارجي.
وقد حصلت الهيئة على المركز الثالث في المنافسة عقب إجراء استطلاعات رأي لجميع موظفي الهيئة، إضافةً إلى توفير الوثائق الداعمة المتعلقة بثقافة المنظمة، والأسلوب المتبع في العلاقة بينها وبين منسوبيها
وأكَّدت نائب الرئيس التنفيذي لرأس المال البشري والأكاديمية في هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية ريم الرحيلي، أن هذا الاعتماد للعام يعكس نضج ثقافة بيئة العمل في الهيئة التي تولي رأس المال البشري أهمية كبرى وتسعى دائماً إلى تمكين ودعم الكوادر الوطنية، لتعزيز إسهاماتهم في تحقيق مستهدفات الهيئة.
وأشارت إلى أن الهيئة استطاعت خلال العام 2023م توفير أكثر من 500 فرصة تدريبية تتضمن برامج تدريبية داخل وخارج المملكة لمنسوبيها، كما أسهمت في تأهيل 47% من موظفين الهيئة المؤهلين في الشهادات المهنية الاحترافية في مجالات وتخصصات الهيئة.
كما حضر أكثر من 40 موظفًا وموظفة من منسوبيها للمؤتمرات التخصصية للاطلاع على أفضل الممارسات العالمية، إضافة إلى إسهام الهيئة في تدريب أكثر من 70% من قياداتها في برامج التطوير القيادية وبرنامج التدريب التنفيذي، كما بلغت نسبة الرضا لدى منسوبي الهيئة عن برامج التدريب داخل وخارج المملكة 92%.
وأضافت الرحيلي أن الهيئة تعمل وفق إستراتيجية تركّز على إيجاد بيئة عمل مثالية تحفّز الموظفين على الإبداع وتعزّز علاقتهم مع بيئة العمل، للوصول إلى إنتاجية أعلى بجودة أفضل بما ينعكس إيجابًا على أداء الهيئة، مقدمةً شكرها لمنسوبي الهيئة على ما يقدمونه من أعمال وجهود أسهمت في تحقيق المنجزات، ودعمت حصول الهيئة على هذا الاعتماد.
وتعد منظمة هيئة ثقافة بيئة العمل العالمية "Great Place to Work" التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرًا لها، من أكبر المنظمات المتخصصة في تقييم بيئات العمل الرائدة، وتُكرس جهودها لبناء ثقافات محفّزة للموظفين، ودعم سلوكيات القيادة، والاحتفاظ بالموظفين، وزيادة الابتكار، والازدهار.
وفي ذات السياق حصلت الهيئة على شهادة اعتماد من مؤسسة (Top Employers Institute) ومقرها أمستردام، التي تقيس مستوى نضج الجهات في ممارسات وسياسات الموارد البشرية، من خلال زيارة ميدانية لمقر الهيئة تم خلالها الاطلاع على آلية العمل المتبعة في الهيئة، وبناءً على هذه الزيارة يتم التقييم ومنح هذه الشهادة، حيث جاء حصول الهيئة على الجائزة بعد عملية تقييم للعديد من المجالات شملت القيادة والإستراتيجية، والتنظيم والبيئة، واستقطاب المواهب، والتطوير، والارتباط والمكافآت، والوحدة والثقافة، وذلك نظير التميز الذي حققته الهيئة على المستوى الداخلي، وسهولة الإجراءات ووضوح الأنظمة واللوائح المتعلقة بالكوادر البشرية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: ثقافة بیئة العمل الهیئة على
إقرأ أيضاً:
الإدارة الحكومية للإبداع
د. صلاح بن راشد الغريبي
أصل كل عمل إبداعي عقل قادر على الإيجاز والتفصيل إما بالكتابة أو الأداء أو الرسم أو بأي قالب يستوعب حصيلة التفكير في موضوع مُعين، وتنشط بعد ذلك المطابع ودور النشر أو شركات الإنتاج في إخراجه للجمهور المتلقي ذلك الجمهور المُتعدد في اتجاهاته والمتنوع في معارفه ورغباته.
ذلك الإخراج يستدعي عدة أمور منها تشريعات محددة ومفصلة، وأيضًا مؤسسات تعمل عليه، ولكن دعونا نسأل؛ هل ثمّة مُخرِجان اثنان لعمل فني ناجح أو رسّامان للوحة فنية واحدة أو شاعران لقصيدة واحدة نابعة من وجدان صادق غير متكلف؟!
كذلك لا تستطيع أي وسيلة نقل الاتجاه في طريقين مختلفين في الوقت نفسه إلا أن تكون النتيجة الدوران من نقطة والعودة إليها مرة أخرى أو الثبات التام في المكان نفسه.
كان لا بد من طرح مثل هذه التساؤلات للحصول على المغزى التالي:
لا يمكن الوصول إلى أي إنجاز واقعي وحقيقي ومفيد ما لم تستقل صناعة العمل الإبداعي سواء كان الكِتاب أو السينما أو الفنون المختلفة أو أي عمل إبداعي آخر في مؤسسة جامعة لكل مراحله من الألف إلى الياء من التشريع المنظم إلى إدارة عناصره البشرية والتقنية والفنية ومن بعد ذلك الوصول لتحقيق الأهداف ومراجعة ما أنجز منها وما لم ينجز في الإطارين الزماني والمكاني لهذه الأهداف.
وبذا نفهم أهمية ما تقوم به الحكومات في العالم والساعية للتقدم في جعل كل عمل إبداعي تحت إطار هيئة واحدة أو مؤسسة واحدة أو إدارة واحدة؛ من غير تشتيت أو تفريق لمفاصِلِه هذا المفصل لهذه الجهة وذلك لتلك والآخر لجهة أخرى كتوزيع الإرث الظالم أو توزيع فوضوي بلا ميزان ولا مبدأ.
يقع التشريع على هذه الجهة التي لا تدرك حقيقة العمل الميداني وتفاصيله المتغيرة أو تتدخل فيما لا تعيه من جوانب يعيها المتخصصون والتنفيذيون وحدهم؛ والذين يقع عليهم الكدح والبذل والتقريع والمحاسبة؛ في حين أن آخرين يحملهم الجشع لاختلاس ثمارهم الناضجة وحصادهم فيظلون كالذي يتلمظ اللقمة والثمرة التي بذرها وسقاها ولا يَطعَمُها أبدا أو يُعطى منها ما يجعلُ فمه مغلقا أو يده مزمومة عن جلّ حقه أو أكثره.
حينها تكون رغبة الموظف أو العامل الجاد في تجويد عمله في أدنى مستوياتها وتكون الحصيلة عملا سطحيا استعراضيا لا غير؛ ذلك إن تم العمل أصلا.
الخلاصة أنه لا بُدّ من مظلة واحدة تجمع كل صناعة إبداعية على حدة؛ بدءًا من المشاركة في وضع ضوابطها المجتمعية، وانتهاءً باستعراض نتائج العمل ومراجعته والعمل على تجويده وتطويره، وأن من يستحق أولًا ثمار الحصاد هو من يبذر ويزرع حتى تظل جذوة العطاء مشتعلة في نفسه وحتى لا يفقد همته وحرصه على ما يؤديه من عمل خدمة كان أو إنتاجًا.
التنظيم والعمل الجاد والمستمر والمتقن والتطوير الحقيقي لا يكون إلّا بوسيلة واحدة هي وجود هيئة أو مؤسسة مستقلة جامعة لكل عمل إبداعي مؤثر؛ سواء كان كتابًا (هيئة للكتاب) أو سينما ودراما (هيئة للسينما والدراما) وهكذا لأي عمل إبداعي بطابع إنتاجي كامل.